TASLEEM JOURNAL

الملخص: لا يخفى على أحد أثر الصوت في دلالة الكلمة ؛ لما يؤديه من فروق في الدلالة بين الكلمات، فترتيب الأصوات في الكلمات و ائتلافها معا يؤدي الى إيصال الدلالة المرادة الى المتلقي ؛ لما للأصوات من وقع في النفس البشرية وتأثيرات مختلفة تختلف باختلاف الصوت، وما ينماز به من صفات، فقد لحظنا أن القرآن الكريم استعمل في مواضع عدة أسماء الأفعال بدلا من الأفعال التي هي بمعناها، لما انمازت به أصواتها من مظاهر صوتية اختلفت عن تلك الأفعال، و كان لأصواتها الأثر الواضح في إثراء المعنى وإعطاء الدلالة معنى واسعاً شمل معنى الفعل الذي هي بمعناه ودلالات أخرى تشعبت من أصواتها، رسمت صوراً سمعية واضحة نبهت المخاطب ودلّت على المراد بأوجز لفظ وأغناه.
فجاء هذا البحث؛ ليقف على بعض تلك الدلالات التي لمحتها الباحثة من أصوات أسماء الأفعال الواردة في مواضع مختلفة في القرآن الكريم، والتي كان لأصواتها المفردة، وائتلافها في بنية الكلمة دور في انتاج الدلالة المعنويّة التي أغنت السّياق، ودلّت على المعنى بأقل لفظ.

يُعدّ الحديث النّبوي الشريف الأثر الثاني بعد الكتاب الإلهي –القرآن الكريم- من حيث فصاحة نصوصه، وبلاغة قوله وروعة بيانه.
لا مراء في أنّ الحديث الشريف يتبوّأ سلّم البلاغة العاليّة؛ فقد بلغ من البيان الإنساني أعلى مراتبه لا يبلغ شأوه أحد، فيعجز عن بلوغه أفصح الفصحاء وأبلغ البلغاء، لأنّه – صلّى الله عليه وآله وسلّم- أوتي جوامع الكَلِم ونوابغ الحكم، وهذا ما أبرز عظمته وأوضح دلائل نبوّته وعلوّ مكانته، إذ يُعد الحديث الشريف ثاني مصادر التّشريع الإسلامي، لذا فهو الدستور الذي ينظّم حياة البشر والمسلمين.
ولعلّ تنوع الأساليب البيانيّة في أحاديثه –صلى الله علیه وآله وسلم- هي التي جعلت النّص النّبويّ أكثر دقّةً في تصوير المعاني الذهنيّة، خاصّة ما يتعلّق بالغيبيّات، فإن محاولة دراسته والغوص في أعماقه وسبر أغواره على قدر كبير من الأهمية
يسعى هذا البحث إلى استجلاء أحد الوجوه البلاغيّة الثلاثة من أحاديثه –صلّى الله عليه وسلم- وهو علم البيان الذي يبحث في العناصر الآتيّة: التّشبيه، الاستعارة، الكناية، لتحديد سرّ جمالها وعمق دلالاتها.
إنّ دراسة المجاز من أهمّ وأبرز أبواب البيان والبلاغة وأكثرها استعمالًا في الحديث الشريف، وما زادها عنايةً بالدراسة والتّحليل هو تداخل هذه الأساليب البيانيّة في هذا النسيج المحكم المؤطَّر بإطار بلاغيّ ماتع للعقل والنّفس.

إنّ الدعاء والطلب الصادر من العبد لربّه جلّ وعلا من الأمور التي لا يُستغنى عنها، فلو ترك العبد الدعاء والمناجاة لكان خارجاً عن حدود الإيمان، ولصار بذلك مستكبرا، فالضد من الدعاء استكبار وهذا ما يشير له القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِي سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ٦٠﴾[غافر:60], والدعاء بالمأثور من المسائل أكّدها عليها ديننا الحنيف, وخير الدعاء ما ورد عن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) وعترته الطاهرين، وللدعاء مفاهيم وتعاليم وتحوي أكثر الأدعية على مزايا وشذرات لغوية وتربوية وروحية ومعنوية وتعليمية وأدب الطلب والتأدب في الدعاء.
ومن هذه الأدعية دعاء الجوشن الصغير للإمام الكاظم (عليه السلام)، الذي سنتطرق إلى دواعي الدعاء به، وعليه كان عنوان البحث ( طلب المستنير في شرح دعاء الجوشن الصغير للإمام الكاظم (عليه السلام)، وعند البحث والاستقصاء لم أجد أنّ الدعاء مدروس في بحث أكاديمي ولا كتاب إلا ما ورد من خبر مخطوطات لعلمائنا أسعى جاهدة لتحقيقها إن شاء الله ..
ويسعى هذا البحث بالوقوف على التشكيل اللفظيّ لسياق مقاطع دعاء الجوشن الصغير، فضلاً عن بيان مصادر الدعاء وبيان فضل قراءته وسبب الدعاء به من لدن مولانا الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام) وتسميته بالجوشن.
الكلمات المفتاحية: الجوشن الصغير, موسى بن جعفر, الكاظم، المستنير، دعاء، اللغة، النحو، شرح.

إن النص المسؤول لا بدّ أن يكون وراءه عقلٌ يديرُه، فيجعله متناسقًا ومتعالقًا، كي يتوصل إلى أهدافه الخطابية، وواجب المتلقي أن يحسن قراءة هذا النص، أو أن يقاربه، والحجاج هو الوسيلة الأبرز التي تعتمدها النصوص، لتحقق الإقناع، ولذا هي تتوشّح بوسائل منطقية وأخرى لغوية خاصة، هما من الوضوح بمكان، كي تضمن الإفهام والتأثير. وهذا البحث محاولة في الوقوف على أهم الظواهر التركيبية الدلالية، التي تكون قوام السلالم الحجاجية في خطاب الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام)، الذي نقلته كتب الأخبار والعقائد والأحاديث، ذلك الخطاب الذي يتخذ مدارج الإقناع سبيلًا إلى الإقناع؛ ليؤدي صاحبه تكليفًا منوطًا به، ويبرئ ذمته، ويقيم الحجة على أهل الدنيا، وينجز الأمانة الملقاة على عاتقه. وقد جعلتُ هذه الظواهر في محاور ثلاثة، هي على التتابع: (تضافر الشرط والنفي في السلالم الحجاجية) ، و(تضافر الاستفهام والنفي في السلالم الحجاجية)، و(التساند العطفي في السلالم الحجاجية)، ولكن ليس قبل أن يسبقها محورٌ أول، هو (السلالم الحجاجية- المحددات والقوانين النظرية).

سعت الدّراسة إلى الكشف عن مواضع اللامساس والتّلطّف في أقوال الإمام محمّد الجواد(عليه السّلام)، خطبِه ومواعظِه وحكمِه وأحاديثِه… لتبيان ما تحمله من دلالات، عبّرت عن رؤيته لعدّة قضايا، اقتضى التّعبير عنها بأسلوب التّلطف؛ إذ عدل الإمام عن التّعبير باللّفظ المُباشر الصّريح إلى ألفاظ أخرى أكثر تلطّفًا، في أثناء حديثه عن أمور تُمثّل حرجًا أو حياءً أو خدشًا للمشاعر، ومنها: الموت والزّواج ، والمرأة، والشِّدّة…
ترك أسلوب التّلطّف الذي اعتمده الإمام (عليه السلام) تأثيرًا مُحبّبًا لدى السّامع أو المُتلقّي، وهذا يعكس جانبًا جماليًا جديدًا في أقواله التي بُنيت بناء لغويًا، اتّخذ تقنيّة حُسن التّعبير في التّلطف غاية تعبيريّة، حملت وعظًا أخلاقيًا واجتماعيًا؛ ما يُتيح اتّخاذها سُنّة تدبّريّة تسهم في تهذيب السّلوك والارتقاء لغة وفكرًا.
وتوقّفت الدّراسة على تبيان مفهوم التّلطّف واللامساس لغةً واصطلاحًا، ودوافع استعمالهما، وتطوّر دلالتهما، وتناولت مفهوم التّلطّف في التّراث العربي وعلم اللغة الحديث.
ارتأت الدّراسة استعمال المنهج الوصفيّ التّحليليّ والمنهج الاستقرائيّ، ما يسمح برصد مواضع التّلطّف في أقوال الإمام(عليه السلام)، وتحليلها وتبيان أبعادها الدّلاليّة والفكريّة والجماليّة والرّؤيويّة

يتناول هذا البحث قصيدة الإمام الهادي (عليه السلام) "باتوا على قلل الأجبال"، مناسبتها ونوعها الأدبي وهو فنّ الزّهد. ثم يبحث في الظواهر الأكثر بروزًا وهي السّرد الذي يتخلّله حوار، ثم التراكيب ومنها الاستفهام. ويبحث في الإيقاع العروضي الصادر من عنصرين هما الوزن والقافية، وإيقاع النغم الصادر من التكرار والتوازي.
وهذا البحث يحلّل البنية النصّيّة ويؤوّلها بهدف استنطاق الدلالة. من هنا ظهرت وظيفة الشعر بوصفه حافزًا على الإصلاح، وسجلًّا لأحوال الحكم والحكّام في العصر العباسي، فظهر الواقع كما هو، وكما يجب أن يكون. ومن خلال السّرد والحوار تظهر اللّعبة الفنّيّة المتمثّلة باستحضار سِيَر الملوك والسّلاطين الظالمين، الذين يأتي الموت ليأخذهم كأنّهم لم يكونوا. هذا الاستحضار له قيمة وعظيّة إرشاديّة تعليميّة.
أمّا الاستفهام فيفرض نفسه على الموقف إذ يفصح عن التجربة الشعوريّة وما تكتنزه من دلالات وإيحاءات، فجاء بهدف التّهكّم والسخرية والاستهزاء والتقريع. وأتى الوزن متناسبًا مع واقع الحال الذي فرض نفسه على البيت الشعري، إذ عبّر البيت عن الحالة، وكذلك القافية التي لم تكن مطلبًا لازمًا في نهاية البيت الشعري، إنما جاءت بوصفها عنصرًا عفويًّا يتلاءم مع الحالة الشعرية.
إن هذه القصيدة، وإن أتت نتيجة حادثة معيّنة، إلّا أنها طرحت قضيّة كبرى، وأضاءت مرحلة سياسيّة مهمّة، فجاءت معبّرة عن قضيّة من قضايا المجتمع.

يحاول هذا البحث اجتراح عدد من استراتيجيات الخطاب الجديدة المضمرة في الخطاب الوعظي للإمام الحسن العسكري (عليه السلام) وذلك بانتخاب جملة من الأحاديث الوعظية والارشادية والتربوية، تُقـرَأ وتُصنَّف على وفق معايير استراتيجيات الخطاب، ولعل أبرز تلك الاستراتيجيات المجترحة:
الاستراتيجية الجزائية، والاستراتيجية التفاضلية، وغيرهما وقد اجترحت هذه التسميات بناء على سياقات الأحاديث وأهدافها وأشكالها اللغوية كما مبيّن في البحث.
ويتألف البحث من مقدمة وقسمين، نظري تأسيسي يتناول مداخل مفاهيمية تنظيرية عامة، وآخر إجرائي يتعلق بتصنيف الاستراتيجيات الجديدة ونماذجها الإجرائية وأبرز النتائج التي توصل إليها البحث.

يهدِفُ هَذَا البحث إلى رصدِ مسارات الشَّرْطِ فِي كَلمَاتِ الإِمامِ المَهْدِيِّ عليه السلام فِي عَصْرِ السَّفِيرِ الثَّانِي، والوقوف عند دلالاته المعنوية ووظيفته منْ حَيثُ كونه لبنة محكمةً فِي بناء النصِّ الكلِّيِّ، بالإضافة إلى ما تحمله هذه الدلالات من حكمة وعذوبة وصدق وموعظة، والمعروف أنَّ التَّرْكيب الشَّرْطِيّ يستعمل في مقامات محددة ويحسن حيث لا يحسن غيرُهُ منْ أقسام الكلم، وَقد بدأ البحث بلمحة موجزة ومهمّة حول مكانة الإمام المهدي عليه السلام المقدّسة لدى المسلمين، من ثمّ توقّف البحث عند المعاني اللغوية والاصطلاحية للشرط. ورصد البحث أيضًا استعمال الإمام عليه السّلام لمسارات الشرط، ودلالاته وفقًا لمعاني الأدوات، فكان هناك حديث عن مسارات الأداة (إنْ) ودلالاتها، ومسارات الأداة (من) ودلالاتها، ومسارات الأداة (إذا) ودلالاتها، ومسارات الأداة (لو)، ومسارات الأداة (لولا) ودلالاتها، ثم وصل البحث إلى نتائج عامة من الدراسة.

استطاع (العُمري) باختياراته الشعريَّة أن يقنع القارئ بما ذهب إليه من «افتراض سماتٍ أصليَّةٍ للشخصيَّة المصريَّة، تنبعث -منذ القدم- من بيئتها الماديَّة، والمعنويَّة، وتمت مع تطور حضارتها، وتاريخها، وانعكست في ألوان آثارها الفنيَّة، وأعمالها النقديَّة».
والشعر بوصفه أحد الثقافات الحضاريَّة يؤكِّد ما وصلت إليه مصر من تقدمٍ ثقافيٍّ، وكثيرة هي الشواهد التي ساقها (العُمري) في كتابه، وأبرز من خلالها أهم الجوانب الحضاريَّة التي هي نتاج فكر الإنسان في مختلف ميادين الحياة، وما أبدعته قريحته من وسائل لخدمة أمَّته، ورقيِّها، وتطوُّرها، فجاء الشعر؛ ليوثِّق هذه الإنجازات، التي سعت لإسعاد الشعب، ورفاهيته؛ فكلُّ جهدٍ بشريٍّ تفانى في سعادة الخَلْق ورفاهيتهم، ابتداءً من غرس شجيرة، وتحويل الصحاري إلى جنان خضراء.. حضارةٌ لا تعلوها حضارة. ووصف الحدائق والرياض في كتاب (العُمري) اشتمل على ثلاثة محاور رئيسة هي: (الزهريات– الثمريات– المائيات).
ويستطيع القارئ أن يلمس القِيَم الجماليَّة لوصف الطبيعة، ومدى دقَّة الشعراء في بيان ملامحها، وإبراز شخصيَّتهم العاشقة للجمال والأزهار، فبدوا مهرة خبراء، أمَّا المهارة فنابعةٌ من تتابع الصورة، وأمَّا الخبرة فحفاظهم على الموروث، واستلهام التراث الأدبي بما فيه من صورٍ شعريَّةٍ، اتَّخذت من البيان وسيلةً لرسم الصورة.
والواقع أنَّ هذا الاتجاه عند الشعراء في تشبيه الورد بأوصاف السلطان ذو علاقةٍ وطيدةٍ بموقفهم وعلاقتهم برجالات العصر من الملوك والأمراء، وفي ذلك دلالةٌ على المكانة العالية التي كان يتمتَّع بها رجالات الحُكم آنذاك، واحترام الشعراء لهم، وتقديرهم لأفعالهم –أحيانًا-.
وقد يكون في ذلك -أيضًا- منحنى آخر له علاقة بالماضي، وبالعادات السائدة والمفروضة بضرورة احترام أولي الأمر، وهذه دلالةٌ واضحةٌ على استلهام الشعراء، واستنطاقهم الجمادات، في صورٍ مختلفةٍ، تنمُّ عن شغفهم بمظاهر الحضارة وملامحها.
ولم يَسْتثْنِ شعراء مصر شيئًا من مباهج الحياة، فوصفوا في قصائدهم الكثير منها كالمأكل، والمشرب، والفواكه، كما تحدَّث شعراء مصر في كتاب (العُمري) عن الثمريات، فقد وصفوا الموز، والرُّمان، والنبق، والكمثرى، وأبدعوا في ذلك كثيرًا .
لقد قدَّم شعراء مصر شواهد ارتبطت بنوعٍ مهمٍّ من طبيعة مصر الخلَّابة، وهي الثمريات؛ إذ عمد كلٌّ منهم بحكم البيئة إلى الانتفاع بها، وهذه النظرة تؤكِّد مدى تفاعل الشعراء مع بيئتهم، وتأثرهم بها؛ ممَّا كان له أثرٌ بالغٌ في ملامح حياتهم الحضاريَّة والشخصيَّة.
وشعر المصريِّين في الزهريات والثمريات –وإن كان معظمه مقطوعات قد لا تستوعب طاقة الشعراء في الوصف، والتصوير، وإبراز دور الخيال الشعري- اجتهادٌ في محاولة الإلمام بزوايا طبيعتهم الساحرة، وما فيها من حدائق، وحقول، وأزهار، جذبت انتباه المتلقي، وأثارت اهتمامه، وإن أوغلوا في التزيين والتلوين –أحيانًا- جريًا على ما ساد في عصرهم من زخرفة القول وتزيينه؛ فاكتظت بعض صُورهم بالتشبيهات، والاستعارات.
على أنَّ شعر الزهريات والثمريات عند الشعراء المصريِّين في كتاب العُمري -على كثرته- بقي ظاهرةً مميزةً، تعكس الملامح الحضاريَّة والشخصيَّة لشعراء مصر.
فإذا نظرنا إلى الطبيعة المصريَّة وجدنا النيل يتمايل في هدوءٍ بين جنبات الوادي السَّهل المنبسط، ووجدنا سجادةً من الخضرة الجميلة والمريحة منبسطةً على ضفَّتَيْه، تدعو للراحة، والاسترخاء، وخرير المياه في القنوات والترع، وأنين السواقي وهى تروي عطش الأرض، ووفرة الغذاء الناتج عن الأرض الخصبة المعطاءة، والسماء الصافية معظم فصول السنة، والشمس المشرقة على مدار العام، والمناخ المعتدل صيفًا وشتاءً، والذى يخلو من التقلبات الحادَّة، والعنيفة، والمهددة.

التناص تحاور بين نصين أحدهما قديم والآخر معاصر. ينشأ عنه سرد تنسج خيوطه مناسبة النص القديم والنص المتعالق معه في وشيجة واحدة تحكي أحداث قصة سردية يتعانق فيها الزمان والمكان على بُعد ما بينهما في حدث هو النص المعاصر. وقد خاض الشعراء المعاصرون غمار ذلك التزاوج بين السرد والتناص، مستفيدين من تداخل الأجناس بين السردي والشعري، حيث انمحت الفواصل بين النثر والشعر. مما أكسب الشعر ثراء ورحابة زاحم فيها الشعر العمودي شعر التفعيلة وقصيدة النثر.

يرصد هذا البحث الموسوم بـ ( مآخذُ ابنِ معصوم المدنيّ النَّحْويَّة على شُرَّاحِ الصَّحيفَةِ السَّجَّاديَّة ) المآخذ التي ساقهــا السيد المدني في كتابه ( رياض السالكين في شرحِ صحيفة سيد الساجدين) على التوجيهات النحوية لشُرَّاح الصحيفة الذين تقدموه وعرضها وتحليلها وبيان الأُسس التي انطلق منها في مؤاخذته على التوجيه ، وصحة ما استدلَّ بــه ، وعوَّل عليه في مؤاخذاته، في شرحٍ يعدُّ من أجلِّ الشروح وأكثرهــا شهرة ومكانة ، وبتتبُّعي لهذا الشرح وجدْتُ صاحبه تعقَّب توجيهات مَنْ سبقه من شُرَّاحِ الصَّحيفةِ المباركة ونقدها وأبدى الملاحِظ عليها مِن دون أَنْ يُصَرِّحَ باسم صاحب التوجيه المردود ، وأورد ألفاظًا وعبارات أفصح بها عن مخالفته التوجيه النحوي اتَّسمَ أغلبُها بالحدَّةِ والغِلظَةِ ، وكان أكثر تعقُّبًا لتوجيهات الشيخ العاملي في شرحه على الصحيفة المباركة ، فحاول المدني أنْ يجدَ لقلمِه مكانًا مناسبًا بين تلك الأقلام ، فانفرد في مآخذه على الشُّراح ، وقد وقف البحثُ وقفةً موضوعية أمام هذه المآخذ فقبل منها ما رآه مناسبًا للسياق وموافقًا للمعنى والصناعة ورفض منها ما رفض ، وحاول أحيانًا تقبُّل الرأيين معًا ، والمقاربة بين الأوجه المَسُوقة ، والاجتهاد أحيانًا برأيٍ مستقل بإنعامِ النَّظر في التركيب وتقصِّي دقائقه ما أمكن ذلك.

للغة العربية قواعد وأصول، تجب مراعاتها على كل من قال وكتب بها، ومنهم الشعراء، لكن لما كان الشاعر مقيدا بالوزن والقافية؛ فإن في الأمر سعة في اللغة والنحو، إذ التمس له النحاة الأعذار؛ فقالوا: يجوز للشاعر مالا يجوز لغيره، ومن هنا قالوا بالضرورة الشعرية، وهي ما يلجأ اليه الشاعر مضطرا؛ لإقامة الوزن والقافية. لكنها ضرورة مقيدة بضوابط وأصول، على الشاعر أن لا يتجاوزها، وإلا وقع في اللحن والخطأ، وهو ما سماه النحاة بالضرورة القبيحة، إذ تخرج الكلام العربي عن أصوله وقواعده، وهذا ما يكون مدار بحثي هذا.

تتمثّل فكرة تقييد الدلالة عند النحويين في ميدانين اثنين، أما الميدان الأول ففي تقييد دلالة التركيب الإسنادي وذلك بأن يوظف المتكلم الفضلات النحوية اللاحقة لركني الجملة (المسند والمسند إليه) كالظرف والجار ومجروره والحال وغيرها؛ لتقييد الدلالة الإسنادية، وأما الميدان الثاني فالتقييد واقع في دلالة اللفظة المفردة الواحدة عند النحويين، والقيد في هذه الحال إمّا لفظي وإما معنوي وكلاهما في باب المعارف، أما القيد اللفظي الذي يقيد دلالة اللفظة المفردة الواحدة فهو في أربعة أقسام منها (الألف واللام في المعرف بها، وصلة الموصول في الاسم الموصول، والمضاف إليه، وحرف النداء في النكرة المقصودة) ، وأما القيد المعنوي ففي ثلاثة أقسام (قصد الواضع) بالنسبة إلى الاسم العلم، و(التكلم ، أو الخطاب، أو الغيبة) بالنسبة للضمير، و(الإشارة الحسية أو المعنوية) بالنسبة إلى اسم الإشارة، وفي جميع هذه الصور يكون التقييد متمثلاً في دلالة المفردة نفسه غير متأثر بإطلاق النسبة الإسنادية في السياق أو تقييدها.

مُلخص: تهدف هذه الدراسة من منظور سردي- ثقافي وما بعد كولونيالي إلى تظهير موضوعة التعددية الثقافية في رواية من يبكي النوارس؟ لزهرة المنصوري، ومن خلال المتخيل نكشف عن هوية مجموعة من الشخصيات مُتعددة الروافد ومختلفة المشارب الثقافية، وإذا كانت هذه الشخصيات قد عزمت مواجهة تحدياتها من داخل جماعة شاملة للشتات اللاجئ أو المهاجر الوافد إلى أرض باريس، فإنها قد أبانت عن تعقيدات الاختلاف الثقافي وصعوبات الاندماج.
لقد ابتغت الروائية طرح قيمة المحبة والإنسانية مدخلاً لتفنيد خطاب الكراهية وتذويب الاختلافات، وذلك من خلال تناولها التخييلي لانعكاسات أحداث 11 سبتمبر بنيويورك على العالمين الغربي والعربي، غير أن ما لحق الشتات من اضطهادات صورلوجية وما أنتج من تمثلات حول الهوية العربية أدى إلى بروز مُواجهات ثقافية ونشوء استراتيجيات مُضادة.

هذا البحث يتناول السّمات التّجديديّة في لغة الشّعر عند الحلاج ، فقد كانت لغةُ الشّعر الصّوفيّ قبل الحلّاج لغةً سهلةً مفهومةً غيرَ خارجةٍ على مبادئ الشّعر العربيّ القديم من حيث الشّكل أو من حيث المضمون ، وغيرَ صادمةٍ لوعي المتلقّي المسلمِ في خطابه الذّاتَ الإلهيّة ، على الرّغم من وجود نبرةٍ عاطفيّةٍ قويّةٍ غيرِ معهودةٍ عند الشّعراء الّذين كتبوا قصائد دينيّة .
أمّا الحال مع الحلاج فهو مختلف ، فنجد خروجاً على تقاليد الشّعريّة العربيّة، من حيث الشّكل ومن حيث المضمون . فالحلّاج تعمّد القطيعة مع الجمهور المسلم ، فكان لا بدّ من أن ينسحبَ ذلك على شعره . وخروجُ الحلّاج على الشّعريّة العربيّة التّقليديّة ، كان تأسيساً لشعريّة جديدة، ومدرسة ينهلُ من عطائها أهلُ التّصوّف ، ومن اقتفى أثرَهم من الشّعراء المحدثين المتأثّرين بالتّصوّف .
وأحاول هنا في هذه الدّراسة أن أحدّد أبرز الملامح التّجديديّة في شعر الحلّاج، وهي على النّحو الآتي :
1- القافية الموحّدة .
2- تعاقب حروف الجرّ .
3- التّكلّف في استعمال التّكرار .
4- إيهام المتلقّي .
5- إنزال الذّات الإلهيّة منزلة الحبيبة البشريّة .