Abstract
الحمدُ لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين : سيدنا محمد ، وعلى آله ، وصحبه أجمعين .أما بعـد :فإن أُمتنا الإسلامية تعاني ومنذ مدة طويلة انقساماً ، وتجزئة ، وتخلفاً عن ركب الحضارة الإنسانية بعد أن كانت قائدة لهذه الحضارة ولمدة طويلة من الزمان، وهذا الانقسام الذي حلَّ بالأُمة تزداد مساحته يوماً بعد آخر ، لذلك كان لا بُدَّ للأُمة وهي تعمل على استعادة دورها في قيادة البشرية التي أتعبتها الأفكار شرقيّها ، وغربيّها أن تعمل على إعادة وحدتها أولاً لتكون قادرة على أن تؤدي دورها في هذا المجال .إننا لا نرى أي مبرر لأن تعلق الأُمة أسباب انقسامها ، وتجزئتها ، واغترابها عن قيمها ، ومبادئها على أعدائها ، فالأعداء ـ مهما كانوا أقوياء ، وهم ليسوا كذلك في حقيقة الأمر ـ لا يمكن أن ينفذوا إلى الأُمة إذا كانت قوية محصّنة ، ولكن الأُمة ـ ولأسباب عدة ليس هذا البحث محل مناقشتها ـ ضعفت ، فسهلت السيطرة عليها.إننا مدعوون الآن ـ أكثر من أي وقت مضى ـ لأن نكون إيجابيين ، وأن ندعو الأُمة إلى أن تأخذ بالوسائل ، وتسلك السبل ، وتعمل على أن تأخذ بالأفكار والخطط التي تعمل على إنقاذها من تفرقها ، وتشتتها ، وتكون سبباً في انتشالها من واقعها المزري ، ومن ثم تحرير أراضيها من المحتلين ، واستعادة وحدتها ، وقوتها كي تقوم بدورها الذي قدّر لها ، فهي الأُمة الوسط الشاهدة على الناس (وكذلك جعلناكم امة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ) ( ) ، ولا يمكن أن يتأتى هذا ، والأُمة قاعدة تلقي باللوم على أعدائها ، وتلعنهم صباح مساء .ومما لا شك فيه أن الأُمة ـ وبحمد الله ـ تعالى ـ بدأت تتحسس بعض معالم الطريق في الأعوام السابقة ، وينظر أصحاب الفكر والعقيدة في واقعها ، ويعملون على إذكاء روح الهمّة في الأُمة ، وتبصيرها بحقوقها التي لها على حكامها، وضرورة أن تتمتع الأُمة بهذه الحقوق مما أثار حفيظة الحكام المتسلطين على مقاليد الأُمة في أكثر من مكان والذين هم ـ في اعتقادنا ـ السبب الرئيس في تجزئة الأُمة ، وتخلفها ، فحدث الصِدام ، فتهاوت عروش كثير منهم أمام هذا المدّ الجماهيري ، والذي ما يزال مستمراً في أماكن أُخرى من الأُمة ، والذي نسأل الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن تكون عاقبته خيراً للأُمة ، وأن يكون سبباً في نهضتها ، ووحدتها .واستجابة للدعوة الكريمة التي تلقيتها من كلية الشريعة الغرّاء في جامعة تكريت الموقرة التي ستعقد مؤتمرها العلمي الرابع بعنوان ( الوحدة الإسلامية بين الواقع والطموح ) للمدة من 25-26 نيسان 2012 بإذن الله ـ تعالى ـ ، يسعدني أن أشارك وللمرة الثانية في أعمال المؤتمر العلمي الذي تقيمه كليتكم بالبحث الموسوم ( إحياء ، وتجديد وحدة الأُمة : السبل ، والوسائل ) ضمن المحور السادس ( ضعف الوحدة : أسبابها ، وطرق علاجها) ، راجياً أن ينال رضاكم .لقد اشتمل هذا البحث بعد المقدمة على خمس سبل ، ووسائل نراها مهمة ، وضرورية ، وتساعد الأُمة في إعادة بناء وحدتها ، وهي :أولاً/الوحدة واجب شرعي .ثانياً/أهمية الوحدة في تقوية الأُمة .ثالثاً/ تعزيز مقومات الوحدة الإسلامية .رابعاً/ التصدي للأفكار والمشاريع التي تعمل على تفتيت الأُمة .خامساً/ الاستفادة من تجارب الأُمم في بعث وحدة الأُمة .
Keywords
وحدة، الامة، السبل، الوسائل