Abstract
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتـم النبيين, وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد أنعم الله على أُمَّة العرب بأنْ أنزلَ معجزته الكبــرى القرآن الكريم بلغتها ﭽﮣ ﮤ ﮥ ﭼ [الشعراء/ 195]، لذا كانت عناية علماء الأمة الإسلامية باللغة العربية كبيرةً، ولا أغالي إذا قلـت إِنَّها لا تقل عن عنايتهم بالقرآن ذاته، لأنَّها الوعاء الذي نزل بـه القرآن، والأداةُ التي بوساطتـها تُعْرَفُ معانيـه، ويُوْقَـفُ على أسراره، فبذلوا جهوداً جبّارةً في جمع اللغة واستقراء ظواهرهـا، واستنباط القواعد والأحكام اللغوية لها، ليصونوا الألسنة مــن اللحن، و يعصموا الأَقلام من الخطأ، فألفوا المصنفاتِ الكبيرةَ في تلك القواعد بدءاً من كتاب سيبويه (ت 180 هـ)، إلى يومنا هـذا .
ومن خلال تدريسي مادة النحو العربي لطلبة الدراسـات الأولية والعليا، وجدت أَنَّ الفصل بين المتضايفين في العربية بحاجة إلى بحث يوضِّحه ويبِّين ما جاز منه وما لم يَجُزْ، ولاسّيما أَنَّ طائفةً من النحويين قد حكَّموا قواعدهم في القرآن الكريم، لاشتغالهم بها طويلاً، وإلْفهم لها، فبدا أنَّهم يضعون هذه القواعـد في الصدارة، وهي عندهم تعلو ولا يُعْلى عليها، ويقيمون لها الاعتبار الأول، بما يوحي للمتتبع أنَّهم ينظرون إليها نظرة تقديس، مما يُؤدِّي إلى بلبلة أفكار طلبة النحو العربي, ويجعلهم ينساقون وراء تلك الأحكام التــي يطلقها بعض النحويين والمفسرين في تضعيف القراءات أو تخطئتها, لردها منطلقين من قاعدتهم التي تقول بعدم جواز الفصل بين
فقد أنعم الله على أُمَّة العرب بأنْ أنزلَ معجزته الكبــرى القرآن الكريم بلغتها ﭽﮣ ﮤ ﮥ ﭼ [الشعراء/ 195]، لذا كانت عناية علماء الأمة الإسلامية باللغة العربية كبيرةً، ولا أغالي إذا قلـت إِنَّها لا تقل عن عنايتهم بالقرآن ذاته، لأنَّها الوعاء الذي نزل بـه القرآن، والأداةُ التي بوساطتـها تُعْرَفُ معانيـه، ويُوْقَـفُ على أسراره، فبذلوا جهوداً جبّارةً في جمع اللغة واستقراء ظواهرهـا، واستنباط القواعد والأحكام اللغوية لها، ليصونوا الألسنة مــن اللحن، و يعصموا الأَقلام من الخطأ، فألفوا المصنفاتِ الكبيرةَ في تلك القواعد بدءاً من كتاب سيبويه (ت 180 هـ)، إلى يومنا هـذا .
ومن خلال تدريسي مادة النحو العربي لطلبة الدراسـات الأولية والعليا، وجدت أَنَّ الفصل بين المتضايفين في العربية بحاجة إلى بحث يوضِّحه ويبِّين ما جاز منه وما لم يَجُزْ، ولاسّيما أَنَّ طائفةً من النحويين قد حكَّموا قواعدهم في القرآن الكريم، لاشتغالهم بها طويلاً، وإلْفهم لها، فبدا أنَّهم يضعون هذه القواعـد في الصدارة، وهي عندهم تعلو ولا يُعْلى عليها، ويقيمون لها الاعتبار الأول، بما يوحي للمتتبع أنَّهم ينظرون إليها نظرة تقديس، مما يُؤدِّي إلى بلبلة أفكار طلبة النحو العربي, ويجعلهم ينساقون وراء تلك الأحكام التــي يطلقها بعض النحويين والمفسرين في تضعيف القراءات أو تخطئتها, لردها منطلقين من قاعدتهم التي تقول بعدم جواز الفصل بين