Abstract
أما بعد : ففي ضوء ما ورد من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة نحاول وبإذن الله توضيح هذه القضية الإعتقادية المهمة والتي كثرت فيها الآراء عند السلف والخلف ، ونحاول تصوير هذا المشهد الرائع( )، مشهد الذرية المكنونة في عالم الغيب البعيد ، المستكنة في آدم ، أو في ظهور بني آدم قبل أن تظهر إلى العالم المشهود ، تؤخذ في قبضة الخالق العظيم فيسألها ألست بربكم ؟ فتعترف له سبحانه بالربوبية ; وتشهد له سبحانه بالوحدانية ؛ وهي منثورة كالذر ؛ إنه مشهد كوني رائع باهر لا تعرف اللغة له نظيراً في تصوراتها المأثورة ، وتعجز ريشة الرسام أن ترسم لوحته ، وإنه لمشهد عجيب فريد حين يتصوره الخيال البشري تلك الذرية التي لا تحصى وهي تُجمع وتُقبض وهي تُسأل بما رُكب فيها من الخصائص المخزونة التي أودعها إياها الخالق المبدع ، وهي تستجيب استجابة العقلاء فتعترف وتقر وتشهد ; ويؤخذ عليها الميثاق في الأصلاب ، وإن الإنسان ليرتعش من أعماقه وهو يتملى هذا المشهد الرائع الباهر الفريد وهو يتمثل الذر السابح ، وفي كل خلية حياة ، وفي كل خلية استعداد كامن، وفي كل خلية كائن إنساني مكتمل الصفات ينتظر الإذن له بالنماء والظهور في الصورة المكنونة له في ضمير الوجود المجهول ، ويقطع على نفسه العهد والميثاق قبل أن يبرز إلى حيز الوجود المعلوم .
Keywords
عالم الــذر فــي الكتاب والسنة