Abstract
في مؤلفه "صوت آسيا" يقول مهاتير محمد صانع ماليزيا الحديثة وواضع أسس انطلاقتها الاقتصادية ورائد الفكر التحديثي فيها: يقول "إذا استطاعت آسيا ان تتمكن من المهارات الصناعية للغرب، وتحتفظ في الوقت نفسه بقيمها الثقافية، فإنها ستكون في موقع يسمح لها ببناء حضارة أعظم من أية حضارة أخرى عبر التاريخ"، ومنه نستدل على قواعد الأصولية الوطنية للفكر التحديثي المترابط مع أية تجربة وطنية للنهوض الاقتصادي، فمهايتر محمد قد تحدث عن ماليزيا عبر آسيا فجسد الفكر الشامل والرابط للدول المتموضعة في الركن القصي من العالم الآسيوي فلا قيمة لنهوض ماليزيا دون نهوض جوارها وتقدم من ترتبط به وهذه بحق قيمة مثلى للتفكير الاستراتيجي كما وضع القيم الثقافية لآسيا - ماليزيا في المركز من مسألة استيعاب المهارات الصناعية الغربية وهو يدرك تماما ماتتركه عملية التحديث التكنولوجي الصناعية من تأثيرات سلبية على القيم الثقافية للمجتمع وهو بهذا كان يطرح فكرة عدم التناقض ما بين التحديث الصناعي التكنولوجي لأي بلد مع منظومات القيم الثقافية للمجتمع والمطلوب: الموازنة بين هذا وذاك كي لا تتعرض ثقافة المجتمع إلى التشويه بفعل الانتقال اللاإرادي لنزعات وثقافات المجتمعات الصناعية الغربية ومن ثم تعريض كامل البنية المحلية للتضعضع إن لم يكن التدمير، ومن إشارته لبناء حضارة يفهم أن المزج او الدمج ما بين إفرازات الثورة التكنولوجية والمعلوماتية والتحديثية وقيم الثقافة السائدة شرط حيوي لتقدم آسيا على ألا تنتهك الثقافة الوطنية القائم منها والموروث