Adab AL Rafidayn

یتناول هذا البحث التوجیهات النبویة لقواعد التواصل اللغوی بین أفراد المجتمع والأمة، حیث تحرص الشریعة الإسلامیة فی منظومتها المتکاملة، على غرس أصول التعامل السلیم، وتدعیم العلاقات والأواصر فی المجتمع الإسلامی، وتعدّ اللغة عنصراً أساسیاً للتواصل بین أفرادها وهیئاتها ومؤسساتها المختلفة، ولذا تولی الشریعة الإسلامیة لها مکانة مهمة؛ لأنها الوسیلة الأساسیة فی بناء العلاقات الإنسانیة وتعزیزها، والتی تحرص على تقویتها وتنمیتها، وقد لمحنا ذلک من خلال التوجیهات النبویة التی تتناول وضع أسس السبل السلیمة فی قواعد الکلام والخطاب، بما یعدّ دعوة لاستثمار اللغة بما تحمله من مدالیل ومضامین قیمیة فی إنشاء علاقات الود والاحترام، التی یعلوها الذوق الرفیع والسمو الجلیل، ولا یتناسى الدقة والعمق ووضع الأشیاء فی مواضعها وتسمیة الأشیاء بمسمیاتها، مع الحرص على أن تکون تلک الوسیلة التواصلیة مشتملة على مظاهر الحسن والجمال الفنی؛ لتثیر بطریقة العرض والإخراج، وتشکیلات الصیاغة المناسبة للمقام المتلقیَ وأحاسیسه لیتذوق جمالیات الخطاب والکلام.

إن الأدب الأندلسی أدب یرتقی إلى أن یکون إبداعاً قل مثیله لما تمتع به من حاضنة مثالیة فی ذلک العصر على مختلف المستویات ، فبرز شعراء کثیرون أطربوا الناس بشعرهم وکانوا مجددین فی خطابهم الأسلوبی ؛ لذا استحق أن یکون محط أنظار الدارسین ، تحلیلاً ونقداً ، وکل ذلک بنی على أساسه اختیار موضوع البحث المعنون بـ ( التجدید الأسلوبی فی الخطاب الشعری عند ابن عبد ربه الأندلسی (246 – 328ه) ، وقد تم اختیار هذا الشاعر بالذات ؛ لأنه امتاز بالتجدید الأسلوبی وقد حظی بمکانة مرموقة فی التاریخ وقیل عنه الکثیر ، منه قول ابن خاقان قوله : " أخبرنی بعض العِلیة أن الخطیب أبا الولید بن عبّاد حجّ فلما انصرف تطلّع إلى لقاء المتنبی واستشرف ، ورأى أن لُقیاه فائدة یَکتسِبُها، وحُلَّة فخر لا یَحتسِبُها، فصار إلیه فوجده فی مسجد عمرو بن العاص ففاوضه قلیلاً ، ثم قال : أنشدنی لملیح الأندلس، ویعنی ابن عبد ربّه، فأنشده :
    یا لُؤلؤا یَسْبی العُقُول أنِیقَا ...    وَرَشاً بتقطـــــــیعِ القُلُوبِ رَفِیقَا
   ما إنْ رأیتُ ولا سَمِعْتُ بِمِثْلِهِ ...  دُرَّاً یعودُ من الحیاء عَقِــــــــــــــیقَا
    وإذا نظرتَ إلى محاسن وَجْههِ ... أبْصَرْتَ وجهکَ فی سناه غَرِیقَا
      یا من تَقَطّع خِضْره من رِقَّةٍ ...   ما بالُ قَلْبِکَ لا یکــــــــــــــــون رَقِیقَا
فلما أکمل إنشاده، استعاده منه ، وقال : یا ابن عبد ربّه لقد تأتیک العراق حبواً " "  .
      وشعر ابن عبد ربه لا یلتزم اتجاهاً واحداً من تلک الاتجاهات التی کانت معروفة فی عهده . وإنما هو شعر یسیر فی أکثر تلک الاتجاهات ؛ ولکن بلا فقدان لشخصیة الشاعر أو انمحاء لملامحه الخاصة بل مع ظهور شخصیة متمیزة ذات ملامح واضحة ؛ فابن عبد ربه شاعر قد مد الله فی أجله ، فعاصر مدارس عدة وشاهد اتجاهات مختلفة ، ثم هو قد کان رجلاً محباً للقراءة ، مکثراً من تتبع الأسالیب ، ومن هنا کانت حصیلته الأدبیة غنیة . ومعرفته بکل الاتجاهات دقیقة فإذا صادف ذلک کله طبعاً متخیراً وملکة متحررة کانت النتیجة تنقلاً بین کل الأغصان وتغریداً لکل الألحان فهو رجل یسیر بشعره فی الاتجاه المحافظ حیناً وفی الاتجاه المحدث أحیاناً ، ثم هو یشارک فی الأخذ بالاتجاه الشعبی ، ویسابق المتجهین إلى المذهب المحافظ الجدید ، فقد کان یغلب على شعره بعد نضجه  .

الآیات الثلاثیة الواردة فی القرآن الکریم کثیرة ومتنوعة الأهداف والغایات ، وهی تدفع إلى التأمل والدراسة ، وبالأعـم الغالب تشکل صورة متکاملة أو مشهداً یُکمل بعضه بعضاً ، ویؤدی إلى معنى مترابط وثیق یهدف إلى غایة إیمانیة . 
    وقد کان البحث فی أول أمرهِ یتنـاول الثلاثیات القرآنیة فی القرآن الکریم جمیعاً ، ولکن حینما شرعت فی دراسة هذهِ الآیات ، وجدتُ أنّها کثیرة یمکن أن تشکل رسالة ماجستیر أو أُطروحة دکتوراه ، مما اضطرنی إلى أن اقتصر على دراسة الثلاثیات الواردة فی سورة البقرة ، والذی دفعنی إلى دراسة هذا الثلاثیات القرآنیة فی هذه السورة کونها حوت أکثر من عشرین إنموذجاً ما بین ثلاثیة فعلیة أو إسمیة أو مُتضمنة النوعین معاً .

 النص.. کما یؤکد (بارت) لیس له معنى وحید أو معانی مترابطة منطقیا وسببیا تُفضی إلى معنى نهائی، بل النص.. موقع لتفاعل الأنساق واشتغال أو آلیات الایحاء، فالنص أو نسیج النص) یتشکل من تضافر وتشابک وانجدال عدد من الأنساق فما هو النسق؟ انهمجموع الاحالات والاقتباسات وقواعد (المقروئیة) والبناء الرمزی و(المناخ) الایدیولوجی، التی تمنح النص مظهر (الانسجام) و(الاتساق)، انه منطلق بنیات اخرى ونصوص اخرى، أی ان النص لیس کیانا منفرداً مبتکراً لا نظیر له، بل انه متشکل مما یسمیه (بارت): (الما سلف): ما سلف قراءته وکتابته ومشاهدته، أی النص المجتمعی والثقافی.

بین أیدینا شاعرٌ من الشعراء الّذیَن لم تتناولْهُ أیدی الباحثین بالدراسةِ و الاهتمام،  وهو" الشّمَرْدَلُ ابن شریک بن عبد الملک بن رُؤْبة بن سلمة بن مکرم بن زید بن مناة بن تمیم ") وهو" شاعرٌ إسلامیّ من شعراء الدولة الأمویة،  کانَ فی أیام جریر والفرزدق " یُقال لهُ ابن خریطة، ذلک أنهُ جُعِلَ وهو صبیُّ فی خریطة،  وهو فی الطبقة الثالثة من الإسلامین فی طبقات ابن سلّام الجمحی. والشّمَرْدلُ شاعِرٌ أُسُتِترَ فی ظلَّ الخفاء من الساحةِ الأدبیة والبحثیة،  وهذا ما أکدَهُ د. نوری حمودی القیسی،  ذلک بأنّ المصادرَ المتوفرةَ لدینا تعجزُ عن إعطاء صورة قریبة من حیاتهِ وتعجزُ عن إیضاح القضایا المتعلّقة بهذهِ الحیاة،  فهی لم تُحددْ ولادتَهُ،  وکذلک وفاتُهُ، ولم تترکْ لنا من البصماتِ ما یحدد لنا من هذهِ المعالم إلا النزر القلیل، وهو یتناثرُ على شکل أضواء خافتة عبر حیاتهِ الطویلة،  فهذهِ الجزئیات فی حیاتهِ لا تکشفُ لنا عن الکلیات التی یحتاجُ إلیها المؤرُخ لینفذ من خلالها إلى تدوین حیاتهِ، أما عن الأغراض الشعریة التی تناولَها الشَّمَرْدلُ فی شعرِهِ بهذا فیُعدٌّ الرثاء من أبرزَ هذهِ الموضوعات وأوسعَها استخداما بالنسبةِ لهُ،  وکانَ لاستشهاد إخوتِهِ الثلاثة الأثر الواضح فی تلوینِ شعرِهِ بهذا الموضوع،  وتُعدُ لوحاتُهُ الشعریة الخالدة ألواحاً أخرى یمکن إضافتها إلى ألواح الرثاء الخالدة فی الأدب العربی،  لمِا أظهرهُ فیها من جزع وأبداهُ من عواطف واضحة من صور التفرق والتشتت فهی مراثٍ تصدر عن قلوب قرحة. 

شکل البناء الترکیبی ترابط هذه المحاور الأربعة وتماسکها فی بنیة النص ، ولنا نظرة عامة على النص من خلال الکشف عن وجوه الالتقاء والافتراق فی أبنیة هذه المحاور بعد الانتهاء من تحلیل هذه المحاور کلّ واحدة منها على حدة.
          مثّلت المحاور الأول والثانی والرابع بنیة رئیسة للنص ، ومثّل المحور الثالث بنیة ثانویة جاءت فی الترکیب لأداء وظیفة دلالیة مهمة ، فضلاً عن ذلک ارتبط ببقیة المحاور الأخرى ارتباطاً وثیقاً ، جعل هذا الارتباط الوثیق المحاور جمیعها بنیة واحدة متماسکة ارتبطت جمیعها بمرکب ترکیبی واحد ، جعل من المحاور جمیعها متوالیات عدة.

إن أول ما ینبغی الترکیز فی أیة دراسة معجمیة هو الطابع اللغوی للشعر، فالشعر لغة أو -إذا شئنا- هو مستوى راقٍ من مستویاتها ومن هذا المنطلق صحَّ لدى الکثیرین جعله موضوعاً للدرس اللسانی الذی یرى من حقه أن ینصب على سائر الأشکال اللغویة بما فیها الشعر فأی تحلیل للنص الشعری ینطلق من اللغة لذا "کان النظر إلى المعجم من الزاویة الدلالیة، وبناءً على ذلک فإن حقلاً دلالیاً معیناً، یستدعی بالضرورة معجماً لغویاً مناسباً تتردد کلماته بنسب مختلفة أثناء الحدث الکلامی، ویصبح بذلک لکل حقل دلالی أو خطاب معجمه الخاص به فللموضوع الحربی معجمه، وللموضوع الطبیعی معجمه...وهکذا یصبح المعجم بذلک مفتاحاً للتمییز بین أنواع الخطاب من جهة، ووسیلة لتحدید دلالة الخطاب الجزئیة والکلیة من جهة أخرى. ولقد سلکنا فی دراسة المعجم الشعری فی دیوان المعتمد بن عباد السبیل المعتاد التی درجت علیها أغلب الدراسات التی تعرضت إلى المعاجم الشعریة بالتنظیر والتطبیق فی إطار الدرس الأسلوبی وهی السبیل التی تقوم على إحصاء المفردات المکرورة " التی یکون لها ثقل تکراری وتوزیعی فی النص بشکل یفتح مغالیقه ویبدد غموضه .

فمما لا شک فیه إن القرآن الکریم هو مورد العلماء ومرجع الفصحاء والبلغاء فی اللغة العربیة، وان کل الدراسات وتسطع منه؛ کونه الإطار الأول والأخیر لکل دراسة تختص فی اللغة العربیة وعلومها.
     وکان سبب اختیاری لدراسة الحجاج فی القرآن الکریم هو حبی لکتاب الله تعالى وتعلقی به منذ أمد بعید، ورغبتی فی معرفة أسرار الاستفهام الوارد فی أی الذکر الحکیم والآیات الوارد فیها أسلوب الحجاج، ومما لفت نظری ورود هذا الأسلوب فی طیات السور القرآنیة بتنوع وکثرة، لذلک ارتأیت دراسة هذا الموضوع على اختلاف وروده فی الجمل الاسمیة والفعلیة.
     أما أهم المصادر والمراجع التی اعتمدتها فی کتابة هذا البحث فقد کانت متنوعة ومتعددة، منها التفاسیر وکتب المعاجم والنحو، فمن التفاسیر: (الکشاف) للزمخشری، و(التحریر والتنویر) لابن عاشور، ومن المعاجم: (مقاییس اللغة) لابن فارس، و(لسان العرب) لابن منظور، ومن کتب النحو: (الکتاب) لسیبویه، و(جامع الدروس العربیة) لمصطفى الغلایینی.

انتظمت دلالات النص الشعری للمتنبی على وفق ثلاثة أنماط هی السیاق والاقتران والإیحاء إذ عمل السیاق على استجلاء المعانی فیما یتعلق بتشبیهه بالأنبیاء لتصویر حاله ، والحمى التی ألمت به لیلاً فضلاً عن إظهار غروره وتعالیه وشعوره بالعظمة والقوة ، وعملت الدلالة الاقترانیة على بیان حاله فی السجن فضلاً عن تبصیر سیف الدولة الحمدانی بما حوله من الأعداء من خلال مدحه والثناء علیه ، والمصاب الذی یعرضه فی العراق وحلب من اثر موت أخت سیف الدولة الحمدانی ، وتبدو الدلالة الإیحائیة من خلال مدحه لحاکم طبریة ، ورثاء أخت سیف الدولة الحمدانی ، وغزله وبث شوقه والبحث عن الشرف المروم والموت من اجله من خلال ألفاظ تدل على هذه الإیحاءات على مستوى المدح والرثاء والغزل والفخر .

فلا یخفى على المشتغلین بالبحث فی التفسیر والمفسرین أن(( جامع البیان)) للإمام أبی جعفر محمد بن جریر الطبری (ت310هـ) هو مرجع المفسرین نقلا وعقلا، فلا نکاد نجد مفسرا إلا وهو فی المقدمة من مصادره ؛ ولذا توجهت إلیه أنظار الدارسین والباحثین قدیما وحدیثا، وأشبع بحثا فی مجالات شتى تناولت منهجه ، وفقهه ، ونحوه ، ولغته ، وبلاغته، وغیر ذلک مما تزخر به المکتبات، وکلٌّ لقط من الدرر فی هذا التفسیر بقدر غوصه فی لجج عباراته، وما فتح الله به علیه من خبایا أسراره ، فضلا عن غرض الباحث ومنهجه ؛ إذ إنّ من بحث فی منهج الطبری ضمن بحثه فی مناهج المفسرین لیس کمن أفرده وتفسیره بالبحث، وهذا الأخیر لیس کمن بحث فی جزئیة من جزئیات تفسیره. وما یزال هذا التفسیر متسعا لغوص أعمق ، ونظر أدق 

بعد التأمل العمیق فی الفقه الإسلامی، یبیّن لنا أن الإسلام لم یکن یوماً من الأیام متطرفاً، کما یدّعی خصومُه، بل کان الإسلام أکبر عون لبناء فقه التسامح بین کافة أفراد المجتمع المدنی بکافة أطیافه لحریة الإنسانیة وحضارتها، وأوقَدَ شعلة العلم والنور والمعرفة والعفو والصفح والتسامح فیما بینهم.
         وأکد الفقه الإسلامی کما جاء فی الکتاب والسنة على المسلمین ألاَّ یسفِّهوا عبادات غیر المسلمین، وأن یحترموا مشاعر الآخرین، وهو ما یعد رکنًا فی الأخلاق الإسلامیة، ویعلموا المُثُلَ العلیا لفقه التسامح، وفی التاریخ الإسلامی أدلة کثیرة اعلى ذلک.
         هناک بعض الناس الذین لا یفهمون جوهر فقه تسامح هذا الدین العظیم فیظنون أن الإسلام لا یعرف العفو والصفح والسماحة، وإنما جاء بالعنف والتطرف والقتل والذبح والسبی، فلم یتحروا مفاهیم الدین من مصادرها الأصلیة، بل اکتفوا بسماع الشائعات والافتراءات من المستشرقین والملحدین والمفسدین الذین لا یریدون الخیر للإسلام والإنسانیة. لذا ینبغی على المسلمین جمیعاً أن یحکم على الدین من خلال نهجه السلیم لا من خلال تصرفات بعض أفراده، وإلا لم یسلم دین أو مجموعة أو جماعة من التهم الباطلة.

إذا انتقلنا إلى الإمام الشاطبی نجد أن السیاق القرآنی والحدیثی یُشکِّل عنده  فی أبعاده وقرائنه اللفظیة النظمیة (السیاق اللفظی من السوابق واللواحق ونبرة القول وغیرها) ،وغیر اللفظیة الحافَّة بالقول(السیاق الحالی من المتکلم والسامع والمکی والمدنی والبیئة والأعراف والعادات ومحل القول وسبب النزول والورود وترک الرسول صلى الله علیه وسلم و الصحابة رضوان الله علیهم لأمر ما مع وجود مقتضیه من حب الاستزادة من الخیر أو طریقة ما فی نصرة الحق أو غیره دلالة على منعه )،وما ینتجه من المقصد الکلی لمجرى النص الخاص المتحکم فی جزئیات المعانی فیه والمنتظم فیه جمیع ما یرتبط به من قرائن سابقة وما تشکله مجموع السیاقات الخاصة من المقاصد العامة للشریعة بالاستقراء یُشکِّل عنده مداراً رئیساً تتبدَّى فیه حکمة الشریعة البالغة ،وهذا ما یتبدَّى بجلاء فی کتابیه الجلیلین :الاعتصام والموافقات،إذ یتخطى نظر الشاطبی للسیاق ظاهر الکلمات أو الجمل  کاشفاً اللِّثام عن محورها المعنوی الدائر حوله الحدیث مَعبَراً لا یُبارى فی استحصال دقة الدلالة أو الحکم ومبرِّزاً رکنیة الذائقة البلاغیة المتمرسة فی الاستکشاف الاستنباطی جاعلاً السیاق بأشکاله الخاصة والعامة سلماً مصیریاً فی تحدید المعنى وبیان مساراته و نهجاً قویماً فی الترجیح بین المذاهب المختلفة وحلِّ التعارض بین النصوص وفکِّ إشکالات فهمها من جهة  ومجالاً رحباً لدعم صواب طریقته الاستنباطیة وتفوقها المنسجم مع روح اللغة والشرع معاً من جهة أخرى ،فالسیاق عنده طریق قاصد لمنهاج الاجتهاد الشرعی على شرط المزج الجدلی المُحقِق لضمان سداد الفهم  بین رکنین هما :الرقی فی الاستشراف الشمولی المقاصدی للشریعة والتمکن الاجتهادی من العربیة تمکناً یتحرر به فهم المجتهد لها بشکل  یضاهی العربی أیام النزول

من الطریف أن نجد فی القانون العراقی القدیم الذی شُرِعت معظم مواده القانونیة بالدرجة الاساس لتنظیم حیاة أفراد المجتمع ، ما یشیر الى الاهتمام بحمایة الحیوان والمحافظة علیه کونه رکیزة مهمة من رکائز الاقتصاد العراقی قدیماً وحدیثاً ، ولأن أکثر الحیوانات التی جاءت على ذکرها القوانین العراقیة القدیمة هی تلک التی کانت تستخدم بشکل خاص فی الاعمال الزراعیة والتجاریة والنقل وفی مقدمتها (الثیران) وهی فی الوقت ذاته الأکثر ضرراً أیضاً من جراء العمل ، فسوف یکون الترکیز على هذا النوع من الحیوانات ، فضلاً عن المواشی من الاغنام والابقار والماعز وغیرها من الحیوانات الالیفة التی کانت تشکل مصدراً مهماً من مصادر العیش والغذاء عند العراقیین القدماء .
         ولم تقتصر حمایة القانون لتلک الحیوانات فقط على الاضرار التی کانت تقع علیها جسدیاً بفعل طبیعة عملها، وإنما شملت أیضاً حمایتها من حالات السرقة والتزویر والرهن والاهمال المتعمد الذی قد یوقع الضرر بالحیوان ویؤثر سلباً على حرکة العمل والانتاج ویضر بالملکِیتَین العامة والخاصة على حد سواء .الى ذلک فقد أفرد قانون حمورابی أیضاً مواداً قانونیة خاصة بمعالجة الحیوانات وحمایتها من الامراض وأوجب على الاطباء البیاطرة ولاسیما المقصرین منهم فی العمل المسؤولیة الجزائیة والتعویض فی حالة موت الحیوان المصاب أو إصابته بعاهة مستدامة تحول دون إمکانیة استخدامه مجدداً فی العمل. واستناداً الى ما سبقت الاشارة الیه فإن البحث تناول الفقرات الاتیة ، مسؤولیة الاضرار التی تقع على حیوانات العمل المؤجرة ، والحمایة من حالات السرقة والتزویر والاهمال والرهن ، ثُمَ الرعایة الطبیة للحیوانات ومعالجتها من قبل الاطباء البیاطرة والمسؤولیة الجزائیة فی حالة فشلهم 

یُعدّ وصول الإسلام وانتشاره فی بلاد الشرق، انعطافة تأریخیة مهمة لهذه البلاد، وبدایة للتوسع الإسلامی والدولة الإسلامیة العظمى، وإن الفضل فی حقیقة هذا الأمر یعود حقاً إلى سکان هذه البلاد ذوی القلوب المنفتحة أصلاً لهذا الدین الجدید، الذی إعتنقه الکثیر منهم طوعاً فی بدئ وصوله إلیهم، بل کانوا تواقین له قبل وصوله إلیهم، وتغلغله لما سمعوا عن سماحته وتسامحه، الأمر الذی أدى إلى إنتشاره فی هذه البلاد الواسعة بهذه السرعة الفائقة.
کما أنهم أخلصوا له بعد اعتناقهم له وتمسکوا بمبادئه فیما بعد، بسبب قوة إیمانهم الراسخ به فی قلوبهم، على الرغم من بعدهم من مرکزه الأصلی، وکونه بغیر لغاتهم، فلم یعیروا أهمیة لهذه الأمور، ولم یکترثوا بجنسیات قادته الفاتحین وولاته المعینین الذین سادوهم فساروا على نهجهم مطمئنین فرحین بما جاءهم رحمة من رب العالمین.

عرف العرب منطقة ارمینیة واذربیجان او جنوب القفقاس منذ عهد الخلفاء الراشدین، وسمیت جبالها باسم القبق و بلاد القبچ او القفچاق أی جبال القفقاس، التی تمتد من جورجیا الى أرمینیة وأذربیجان حتى تصل جنوب شرقی روسیا، وتحوی سلاسلها الجبلیة المرتفعة ممرات جبلیة قلیلة العدد توصل الى بحر الخزر) قزوین حالیا)، منها ممر داریال عند مدینة تفلیس وممر باب الابواب او الدربند وتقع علیه مدینة دربندأی باب الابواب(داغستان حالیا).
     تقع منطقة القفقاس فی اقصى شمال شرق حوض البحر المتوسط، وتحمیها من الشمال سلاسل جبال القفقاس، ومن الشرق بحر الخزر ومن الغرب البحر الاسود، وهی بهذا تطل بشکل شبه دائری من جهة الجنوب على اسیا الصغرى والشام والجزیرة وبلاد فارس.
     وتنقسم بلاد القفقاس الى منطقتین رئیسیتین هما شمال جبل القفقاس، وسکانها جمیعا من المسلمین، اسلم القسم الشرقی منها فی الفتوحات الاسلامیة الاولى وهی بلاد بابالابواب واسلم القسم الغربی فی العهد العثمانی، ویشمل بلاد الشاشان والانغوش والبلغار والشراکسة، وتقوم حالیا فی القسم الشمالی لبلاد القفقاس اربع جمهوریات هی داغستان وشاشان انغوشیا واوسیتیا الشمالیة وقباردیا.
     اما جنوب القفقاس وتضم ثلاث جمهوریات اتحادیة حالیا، واحدة ذات اکثریة مسلمة وهی اذربیجان، اثنتین ذواتی اکثریة نصرانیة وهما جورجیا وارمینیة، فضلا عن اربع جمهوریات ذات استقلال ذاتی احداها نصرانیة وهی اؤسیتیا الجنوبیة، وثلاث جمهوریات ذات اکثریة مسلمة وهی ابخازیا واجاریا وناختیشیفیان، وقد تناول البحث القسم الجنوبی للقفقاس ارمینیة واذربیجان. 

قبل دراسة مکانة الأحباش فی السنة النبویة الشریفة لابد من تحدید الإطار الجغرافی لکلمة الحبشة وما تعنیه تلک الکلمة التی یدور حولها البحث فالمنطقة الجغرافیة التی یسکنها الأحباش کانت جزءاً من بلاد السودان الکبرى التی تناولها المؤرخین والجغرافیین المسلمین والتی یحدها من الشمال الصحراء الکبرى ومن الجنوب الغابات الاستوائیة المطیرة ومن الشرق البحر الأحمر والمحیط الهندی ومن الغرب المحیط الأطلسی وتنقسم إلى ثلاث أقسام هی السودان الشرقی والسودان الأوسط والسودان الغربی. وربما جاءت تسمیتهم بالسودان تفریقیاً لهم عن سکان الصحراء الکبرى من البربر والذین أُطلق علیهم لقب البیضان وتبعاً للون بشرة کل منهما ، أما المستشرقون فقد أطلقوا على المنطقة تسمیة أفریقیا جنوب الصحراء فی خطوة للتفریق بین شمال القارة وجنوبها .

تعد دراسة " التأمین الاجتماعی فی بریطانیا 1905-1945 " ، مرحلة مهمة من تاریخ الخدمات الاجتماعیة فی بریطانیا أذ توفر التشریعات والقوانین الحکومیة الصادرة أثناء مدة الدراسة حق حمایة المواطنین العاملین فی الدولة من المخاطر التی قد یتعرض لها والتی تفقده عدم القدرة عن العمل . وجاء اختیارنا بدایة عام 1905 وصول حکومة الأحرار للحکم وموقفها من الوضع الاجتماعی لحیاة العمال ، مع حلول عام 1945 التی تمثل مرحلة نهایة الحرب العالمیة الثانیة .
       قسمت الدراسة إلى مقدمة وعدة محاور واستنتاجات، تناول البحث فی المحور الأول مسحة عامة عن (النشأة والتطور للتأمینات الاجتماعیة فی أوربا) أثناء القرن التاسع عشر . موضحاً فیه بوادر ظهور هذا المصطلح (التأمینات الاجتماعیة) وکانت ألمانیا فی مقدمة الدول الأوربیة التی اتخذت هذا الأجراء  فی حمایة القوى العاملة وقد ادى ذلک إلى توسع هذا المفهوم فی بقیة الدول الأوربیة . وقد تخلل ذلک المحور عن بدایات اهتمام الحکومة البریطانیة بالتأمینات الاجتماعیة . وجاء المحور الثانی الذی بعنوان (اللجنة الملکیة لقوانین الفقراء لعام 1905) ، مبیناً أحوال الظروف المعاشیة التی کانت سائرة فی المجتمع البریطانی وکیفیة معالجة الأزمة من قبل حکومة الأحرار التی قد وصلت إلى مقالید الحکم ، والتی أوصت بإصلاح قانون الفقراء الاجتماعی الجدید . أما المحور الثالث فکان بعنوان (المعاشات التقاعدیة)، أذ قامت حکومة الأحرار بإدخال معاشات تقاعدیة لکبار السن (الشیخوخة) وقد تم معالجة هذا الموضوع بإصدار قانون المعاشات التقاعدیة الذی عدته جزءاً من مکافئات اداء العمال فی واجباتهم 

هو الشیخ العلامة الحافظ المفسر ، شیخ الاسلام جمال الدین ابو الفرج عبد الرحمن بن علی بن محمد وینتهی نسبه الى ابی بکر الصدیق رضی الله عنه البغدادی الفقیه الحنبلی الواعظ (510 _ 597هـ/1116_م1183) 
صاحب التصانیف الکثیرة والمشهورة فی انواع العلوم من التفسیر والحدیث والفقه والزهد والوعظ والاخبار والتاریخ والطب وغیر ذلک . وکان بارزاً فی التفسیر وفی الوعظ وفی التاریخ وله اطلاع تام على علم الحدیث ومتونه . ولد ابن الجوزی سنة تسع او عشر وخمسمائة ، وطلب العلم منذ صغره ، وسمع من ابی القاسم بن الحصین وابی عبد الله الحسین بن محمد البارع ، وعلی بن عبد الواحد الدینوری ، واحمد المتوکلی ، وابو البرکات اسماعیل بن احمد الصوفی النیسابوری البغدادی، وابی غالب بن البناء وغیرهمز

تعد کتب الوفیات من أهم مدونات تدوین التراث الإنسانی بصفة عامة، والتراث العربی بصفة خاصة، ویتناول التراجم ضمن فترة معینة ، ففی مفهومه العام یترجم للرجال، ویعرّف بهم، ویذکر نشأتهم وأخبارهم ویتحدث عن مؤلفاتهم ومآثرهم العلمیة، وخصائصهم النفسیة، ومکانتهم الاجتماعیة، مما یمکن معه استخلاص کثیر من القیم الفکریة والثقافیة والاجتماعیة للعصر الذی عاشوا فیه، وقد حظیت کتب تراجم الوفیات باهتمام کبیر من قبل الباحثین السابقین واللاحقین الذین تنبهوا إلى دراسة هذه الکتب ودورها فی علم تاریخ الرجال ولاسیما فی العصر المملوکی (648هـ-792ه/1250م -1330م) ، ویرجع هذا الاهتمام لاحتواء هذه المصادر على معلومات مهمة عن تلک الحقبة، ومن ابرز هذه الکتب التی لا یمکن الاستغناء عنها من قبل أی باحث هو کتاب وفیات الأعیان لابن خلکان (ت681هـ/1282م) الذی یعد نموذجا مهما.

شهدت تسعینات القرن الماضی متغیرات فی النظام العالمی، منها انتهاء الحرب الباردة وانفراد الولایات المتحدة الأمریکیة على أثر تلک الحرب، وأجتیاح العراق للکویت تبع ذلک الاجتیاح حرب الخلیج الثانیة التی شنتها القوات الأمریکیة على العراق کانون الثانی/ ینایر 1991 بتحالف دولی وکان من ضمن هذا التحالف دول عربیة، حیث تراجع آنذاک الأهتمام بالقضیة الفلسطینیة عربیاً ودولیاً، فاعلنت الولایات المتحدة بعد کل تلک الأحداث أن الصراع العربی _ الإسرائیلی سیکون من أولویات سیاستها الجدیدة فی الشرق الأوسط.
   فاعلن الرئیس الأمریکی جورج بوش عن مبادرته للسلام، التی أراد من خلالها معالجة الصراع بین العرب وإسرائیل، وقادت وحدها عملیة السلام فی الشرق الأوسط، وأشرکت معها الاتحاد السوفیتی وبعض الأطراف للتحکیم على تلک العملیة، وأرادت من خلالها أرساء الأمن والسلام فی ربوع الشرق الأوسط لیتسنى لها قیادة العالم مثلما ترید، بعیداً عن أی قوة تظهر بعد ذلک، وبدأت العملیة فی مدرید وامتدت لجولات لاحقة من المباحثات الثنائیة على عدة مسارات بین إسرائیل والدول العربیة، وکانت القضیة الفلسطینیة محور المحادثات ومناقشة قرارات الأمم المتحدة 242 و 338 و 425 على طول المحادثات بجولاتها الأحدى عشر بین العرب وإسرائیل، لاسیما کل طرف یفسر القرارات مثلما یرید، وطغت إسرائیل بستهتارها وعبثها فی کل جولات المباحثات الثنائیة فی مدرید ومن ثم واشنطن، ولم نشهد أی تدخل أمریکی لمعالجة الخلل وإذا تدخلت یکون لصالح إسرائیل على حساب العرب .
   تکمن أهمیة البحث فی ان فترة الدراسة 1991-1993 ، استطاعت ان تجیب على الکثیر من التساؤلات وأبرزها، أن مؤتمر مدرید أعتبر نقطة انطلاقة مهدت لاتفاقات أخرى، بدأت بعدها مباشرة مفاوضات عربیة _ إسرائیلیة، انتهت باتفاقات أوسلو، لاسیما تلک المفاوضات التی جمعت أطراف الصراع فی الجلوس على طاولة واحدة رغم العداوات التاریخیة الطویلة، والاهتمام الفائق بالشرق الأوسط آنذاک، وتحریک عملیة السلام على أثر مؤتمر مدرید.

یعد ابن العبری احد المؤرخین السریان الذین الفوا فی مجال التاریخ ، وقد نال کتاباه (تاریخ الزمان) و(تاریخ مختصر الدول)  شهرة  کبیرة فی هذا المجال. وقد تناول فی مؤلفاته التاریخیة هذه تاریخ المغول من خلال دراسته للتاریخ الإسلامی العام . ویعد کتابه (تاریخ الزمان) من أهم وابرز المصادر التی تحدثت عن تاریخ المغول بشکل عام بما فی ذلک الاحتلال المغولی للموصل، وتأتی أهمیة هذا المصدر من عدة جوانب ، فقد ذکر ابن العبری الکثیر من المعلومات التفصیلیة لحوادث الاحتلال المغولی للموصل والجزیرة ، وکان معاصرا وشاهد عیان، للعدید من الحوادث التاریخیة التی سجلها عن المغول، واخذ روایاته أیضا من شهود عیان .

حصن کیفا :
      مدینة تقع على ضفة نهر دجلة بین جزیرة بن عمر ومیافارقین وتعد جزء من دیار بکر والمنسوب إلیها یکنى بحصکفی بفتح الحاء وسکون الصاد وفتح الکاف  فتحها العرب المسلمون أیام الخلیفة عمر بن الخطاب (t) على ید القائد عیاض بن غنم (t) صلحا، کان بها اقطاعات عدة منها أقطاع الخلیفة هشام بن عبدالملک .
        وقد ذکرها المؤرخین بکتابتهم ووصفوها بوصاف عدة أجمعت على اهمیتها منها ما قول الحموی (ت626ھ/1228م): (حصن کیفا ویقال کیبا وأظنها أرمنیة وهی بلدة وقلعة عظیمة مشرفة على دجلة بین آمد وجزیرة ابن عمر من دیار بکر وهی کانت ذات جانبین وعلى دجلتها قنطرة لم أر فی البلاد التی رأیتها أعظم منها وهی طاق واحد یکتنفه طاقان صغیران) .

نظم شعراء الموصل فی أغراض مختلفة، فکان هناک المدح والهجاء والرثاء والغزل والخمریات والاخوانیات والوصف والزهد والشکوى والعتاب، ومن الفنون الشعریة الأخرى الاحاجی والألغاز، وممن اشتهر بهذا الفن الشاعر عفیف الدین علی بن عدلان الموصلی (ت666هـ/1267م) الذی کان علاّمة فی الأدب، وانفرد بحل الأحاجی والألغاز وتعرف بأنها یکون الکلام ظاهر عجب لا یمکن، وباطن ممکن غیر عجب، لذلک یعد نوعاً من انواع الریاضة الذهنیة وله فیها تصانیف کثیرة. من هنا جاءت أهمیة هذا الموضوع لدراسة السیرة العلمیة لهذا الأدیب دراسة تفصیلیة.
          وتضمن البحث اسمه وولادته، وکذلک نشأته العلمیة بما فیها العلوم الی اهتم بها، وشیوخه الذین دَرَسَ علیهم، وعلاقته بعلماء عصره، ومن ثم اشتغاله بالعلم وتلامیذه، کما تضمن البحث شعره ونتاجاته العلمیة مع بیان مکانته العلمیة من خلال ما أوردته المصادر التاریخیة عنه، وأخیراً وفاته، ثم خاتمة البحث. 

لیس من الإنصاف أن ندفع المرأة إلى العمل خارج المنزل بتأثیر حاجة الأسرة إلى دخل إضافی مساعد ، من دون أن نؤمن لها الخدمات المساعدة التی تخفف عنها عبء العمل المنزلی ، وتضعها على قدم المساواة مع الرجل ، وإلا فتکون النتیجة وبالاً على المرأة والعائلة والمجتمع . فمن تغیر نظرة الرجال إلى المرأة العاملة المتزوجة ، إلى إیجاد فرص عمل ملائمة للمرأة ، إلى مساعدة الرجل للمرأة فی العمل المنزلی ، إلى زیادة عدد دور الحضانة وریاض الأطفال ، وتحسین الخدمات فی هذه الدور ، إلى ضمان حق المرأة بالعودة إلى العمل بعد إجازات الولادة وتربیة الأطفال ، فعدد الأولاد وأعمارهم ومدى احتیاجهم إلى الرعایة کل هذا من شأنه أن یوجد مشاکل ومعوقات للمرأة العاملة مع نفسها لإحساسها الدائم بالتقصیر ، وتنامی عقدة الذنب لدیها لتغیبها عن أبنائها ، ومع من هم محیطون بها وما یصاحب ذلک من مشاکل أخرى بعدم وجود أماکن آمنة لرعایة الأطفال فی أثناء غیاب الأم .

عد الموضة وسیلة لجذب الفرد إلى حلقة فکریة تنتفی فیها معالم الثبوت والاستقرار, إذ یسعى إلى تقلیدها والالتزام بطبیعتها. فیتأطر السلوک الاجتماعی عموماً فی متابعة الجدید ومواکبته, ولذا فإن تبنی الموضة یمثل نموذجاً لاحد قواعد السلوک المرغوب فی الحیاة الاجتماعیة. ویشهد مجتمع الیوم تنامیاً لتتویج الموضة سواء أکانت مادیة ام معنویة کونها سمة قهریة لقبول التجدید السریع, وتضییق المساحة الزمنیة فی دوام الاشکال المتغیرة. فالتغییر السریع اصبح سمة الحیاة الحدیثة فی اطار تفاعل عوامل نفسیة واجتماعیة وثقافیة واقتصادیة, التی تترابط وظیفیاً وتعنى جمیعها بأهمیة التغییر المستمر والذی یتبعه اثاراً نفسیة واجتماعیة مختلفة.

کل انسان یکتسب حقوقاً معنویة اساسیة لکونه انساناً ،وهی حقوق شاملة عرفها الانسان باعتباره ینتمی الى الجنس البشری وهی ترمی الى حمایته من العنف والاستبداد ،وبالتالی الى ضمان حقه فی الحیاة ،وذلک فی اطار المصلحة العامة باعتبار الانسان هو فی حد ذاته قیمة مطلقة ،وبالتالی فان کل الناس سواسیة مهما کان جنسهم ولونهم او لغتهم او عقیدتهم ،وهذه الحقوق فی النهایة هی حاجات اساسیة للانسان لکونه بشراً ،وان غیابها یفقده انسانیته فهی اذن متجذرة ضروریة فی طبیعة الانسان باعتباره الکائن الوحید الذی یتصرف بعقله ،والذی یقوم تطور عالمنا وتقدمه على التفکیر والتمحیص والتحلیل مما یمیزه عن بقیة الکائنات ویجعله حراً بجمیع القوانین الضامنة لحقوقه .
 

من المسلم به إن التطورات والاکتشافات العلمیة الحدیثة لا یمکن أن یکون لها الدور الفاعل فی تحسین الأحوال الصحیة للأفراد مالم تکن هناک مشارکة فعالة من قبل الناس أنفسهم فی الحفاظ على حیاتهم والنهوض بالواقع الصحی لمجتمعهم، فالصحة السلیمة تعد واحدة من الأهداف التی تسعى المجتمعات جاهدة إلى تحقیقها وصولاً إلى تحقیق تنمیة اجتماعیة مستدیمة، وهذا یستدعی وجود قناعة راسخة من قبل أفراد المجتمع  کافة فی هذا الاتجاه ، وهذا لن یتحقق إلا من خلال التوعیة والثقافة الصحیة المجتمعیة کونها خطوة أولى.
 والأسرة تعد من أهم المؤسسات ذات التأثیر الفعال فی المجتمع، تقع على عاتقها مسئولیة تثقیف أفرادها بشأن أهم المشاکل الصحیة وطرائق الوقایة منها وذلک للارتقاء بمستواهم الصحی وتحسین نوعیة حیاتهم، فسبیل بقاء الإنسان فی صحة وحیویة لا یتم إلا من خلال انتشار ثقافة ووعی صحی أسری، فالأسرة تعد من المناشط الأساسیة والمؤثرة فی تغییر التوجهات السلوکیة لأفرادها وتبنی سلوکیات جدیدة لهم، من خلال تزوید الفرد بقدر أساسی من الوعی والمعرفة الصحیة التی تمکنهم من الحفاظ على صحتهم عن طریق توجیههم وتثقیفهم وتوعیتهم فی إتباع العادات الصحیة السلیمة وإدراک ما یهددهم من أخطار تمس صحتهم، لتصبح فیما بعد تلک الممارسات سلوکیات یومیة یمارسها الفرد فی حیاته مما یؤدی بالتالی إلى تقلیل المخاطر الصحیة المختلفة ومنها على سبیل المثال الاهتمام والمتابعة المستمرة  بالتغذیة المتوازنة والنظافة الشخصیة 

تعد رائعة الأخلاق والموعضة والأدب "قابوسنامه" لمؤلفها عنصر المعالی کیکاوس، من جملة الروائع العرفانیة والأخلاقیة والأدبیة الأخرى التی یحفل بها التراث الأدبی فی بلاد إیران.
         فمولف الکتاب ینتمی إلى عائلة جل أفرادها من الأمراء والحکام والملوک وکان یعیش فی عصر کان فیه للعلم والثقافة منزلة سامیة، وجعهل أبو المعالی کتابه قابوسنامه فی أربعة وأربعین باباً، ضمنها جمیع العلوم فی عصره، وفی الحقیقة فأن الکتاب یمثل مرآة للأداب الاجتماعیة، والحضارة فی إیران فی القرن التاسع الهجری، حیث تناول البحث الموسوم "حکمفرمائى در قابوسنامه" ثلاثة محاور، تضمن المبحث الأولأسلوب النثر فی قابوسنامه، أما المحور الثانی فتعلق بحیاة مؤلف الکتاب، أما المحور الأخیر فتعلق بالحدیث عن قابوسنامة طبقاً لأفکار مؤلف الکتاب.

         تتبلور مشکلة البحث حول ما إذا کان بإمکان IEFL:
1. تقلیل البنود النسبیة المحدودة ، التی تعمل بمثابة تعزیز ، إلى تلک غیر المحدودة بطریقة صحیحة.
2. إدراک العناصر التی تم إزالتها وتغییر الأفعال بعد عملیة الخفض.
3.التمایز بین الجمل النسبیة الاسمیة وشروط ما بعد التعدیل غیر المحدودة المستخدمة صفة.

یتناول البحث موضوعا وهو الواصفات من الجانب النحوی فی اللغة الانکلیزیة بالإشارة إلى الترجمة   العربیة. ویهدف إلى دراسة کیفیة تعامل المترجمین مع معانی هذه الأدوات فی ترجماتهم، إذ إنَّ استعمال هذه الواصفات استعمالاً دلالیاً إذ إن هذه الواصفات تختلف معانیها قلة وکثرة تبعا لورود اداة التنکیر(a)  مع الأداة بمعنى أن few و a few  یختلفان من ناحیة المعنى ، وکذلک القول ینطبق على  littleو a little. یفترض البحث أنه مالم یتم التفریق بدقة بین معانی السلبیة والایجابیة فی استعمالات هذه الواصفات ستکون الترجمة غیر دقیقة. وبتحلیل ترجمات مختلفة لجمل الاستبانة التی تحتوی هذه الواصفات توصلت الدراسة إلى استنتاج مفاده أن أخذ هذه المعانی بنظر الاعتبار یؤدی دوراً مهماً فی تحقیق فهمٍ متبصر أفضل لدى القارئ الهدف .

یدرس هذا البحث استراتیجیة التعویض فی ترجمة النصوص الادبیة الانکلیزیة الى العربیة . ویقدم خلفیة نظریة عن هذا الموضوع بضمنها انواع وشروط  التعویض الناجح.ویهدف البحث الى وضع الیة لتقییم استراتیجیة التعویض ودراسة  انواعه وشروطه. ویفترض البحث ان التعویض مطلوب فقط عندما یکون حتمیا وانه یجب ان ینتج نفس القوة البلاغیة للنص الاصلی ونفس مقصد الکاتب الاصلی للنص . وان عدم تحقیق ذلک یؤدی الى استخدام غیر ملائم للتعویض  و یقترح البحث تعدیلا على نموذج  هارفی و هیکنس للتعویض(1992) وکذلک نموذج هارفی (1995) ویخلص البحث الى عدد من الاستنتاجات اهمها ان التعویض یکون ناجحا فقط عندما یحقق ثلاثة شروط : الضرورة وانتاج نفس القوة البلاغیة  ونفس مقصد الکاتب الاصلی للنص .