Journal of Jurisprudence Faculty

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
اما بعد.. لسمو المعاني التي يطرحها الإمام علي ` في نهج البلاغة لا يجعل مجالاً للشك ان منهل نهج البلاغة نابع من سمو مبادئ التنزيل الحكيم، تكاد تستطيع أن تحصل على ما يقابل ويؤيد أي مقطع تربوي منه في نصوص القرآن الكريم، ومن ثم كان ذلك مشجعاً للباحث على ان يلج بين البحرين لبيان ذلك الأثر القرآني التربوي في فكر الإمام علي ` من خلال مقاطع من نهج البلاغة.
فكان من أسباب اختيار الموضوع أنّ التربية تُعد قوة مؤثرة في حركة التغيير الاجتماعي نحو الأفضل إذا أُحسن توجيهها، وإذا كانت الفجوة كبيرة بين حاضرها والواقع الذي عاشه أسلافنا الكرام فإن ذلك يدفعنا إلى تأكيد أهمية التأصيل بإرجاع القضايا التربوية إلى جذورها في تراثنا الإسلامي، لذا من الضروري أن ننطلق من الواقع ومتغيراته المختلفة، ورصد مشكلاته المتنوعة لتجاوز التخلف، والإمام علي بن ابي طالب  يمثل ذلك النص المعصوم الناطق بالدلالات البنائية المترجمة لآي النص القرآني الكريم.
ومنهج البحث فكان المنهج الوصفي التحليلي الذي يهدف إلى: (وصف الأشياء أو الظواهر أو الأحداث وبيان العلاقات التي تربط بينها وتفسيرها ووسائلها وتحليلها واخذ العبرة منها وتوقع تأثيراتها المستقبلية)( ).
اما خطة البحث فكانت من مطلبين الأول منهما كان بعنوان: الأثر القرآني في المبادئ التربوية الفردية في نهج البلاغة، والمطلب الثاني بعنوان: الأثر القرآني في المبادئ التربوية الاجتماعية في نهج البلاغة، مع خاتمة وقائمة بالمصادر.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

التوجيه المعنوي مفردتان لهما معنى تركيبي أو يشكلان معا معنى افراديا، والبحث كان معهما في كلا النحوين، وفي مساحة الكلمة التي هي عماده، والتي تقف الى جنب العمل الجهادي، قد تأسست للعناية بها في مجال الحرب المؤسسات والمديريات والمراكز الإستراتيجية المتخصصة. وقد ركز البحث على جانب الحرب النفسية ونشاطاتها ومعطياتها، وقد انتهى الى حقيقة ختم بها مباحثه وهي أن من يحارب وراء الجدر ومن خلال الانفاق والحفر ووراء الغدر والتترس بالبشر مهزوم لا محالة حسب معطيات الحرب النفسية ومعطيات الحروب التقليدية ؛ لان قضية من يقاتل وراء هذا المثلث الجبان جرَّبت نفسها في عمق التاريخ من خلال اليهود وحروبهم فلم تنجح، وجربت نفسها حديثا من خلال تسلط الطواغيت واحزابهم فانتهوا الى ما انتهوا اليه من الخزي والعار ولعنة التاريخ. وفلسفة التاريخ وسننه هي خير من ينطق ويبرهن على هذه الحقيقة بعد القرآن وعدله.

استطاع التيار التكفيري الاموي أن یلعب دوراً مؤثّراً في الأحداث التي وقعت بعد رحيل المصطفى  ، فطرح نفسه باعتباره ممثّل الاسلام الحقيقي الذي عتنقه صحابة والتابعين وأجيال المسلمين ،واستغلت الوهابية هذه الدعوة وطرحت نفسها على أنها جزء من هذا التيار للترويج لأفكار ابن تيمية ومحمد عبد الوهاب على أنها أفكار سلفية تبيح اللجوء إلى العنف وتكفير وقتل كل من لا يعتقد بها من خلال إیجاد مجموعة من المباني كالاجتهاد في مقابل النص ،آلية توظيف منزلة الصحابة ،و توظيف المذاهب الاسلامية والطوائف و مخالفته للعقل و المنطق و اتّباع الشدّة و التشدّد في بعض المعارف العقائدية، مثل مسألة التأويل النص وتوظيفه في خدمت السلطة ، فإن مرجعية التيارات التكفيرية كانت في أمس الحاجة لتوظيف النص الالهي لإخضاع الامة تحت شعار الجبرية والقدرية ، و توسيع دائرة التكفير ، والموقف الانفعاليّ ضدّ المرجعية المعصومة، وتفعيل(نواقض الإسلام العشرة) لمحمد بن عبد الوهاب، ما يعزز الغلو والتشدد والقتل والقتال وشرذمة ألأمه الإسلامية ،وهذه النواقض باتت في أدبياتها بمثابة الأصول والقواعد المعيارية، المعمول بها في تكفير المسلمين وأباحت دمائهم وعراضهم وأموالهم . لأن قياداة التيارات التكفيرية أمثال ابن تيمية ومحمد عبد الوهاب صاغوا هذه النواقض مُخالفة ومتباينة للشريعة المحمدية السمحاء ، بل رفعوا تلك النواقض إلى مصاف الأصول العقائدية ، والقواعد الشرعية ، وبمثابة متون مقررة عند الوهابية، وهي تحتمل تأويلات متعددة، وقد استندت إليها التيارات التكفيرية في تكفير مخالفيهم من أهل السنة والجماعة . مع العلم أن هذه النواقض ليس هي من اجتهادات المعصوم ،أنما اجتهادات بشرية كغيرها من إنتاج البشر بكل ما يعتريهم من النقص والقصور ،مما جعل الأبواب مفتحة على مصارعها للتأويل بحسب قراءة وفهم أتباعها، مما دفعهم الى تكفير المسلمين لانهم وجدوا في تلك النواقض ما يسند توجهاتهم من التكفير والقتل والسبي والاغتصاب . لذا مارست هذه التيارات أكثر من عمليَّة إسقاط معرفيّة على القرآن والسنَّة ، لأنها لا تريد فهم النصِّ الدّيني كما يُريد ذلك النصّ أن يَنطق به، ولو كان النص قطيعاً وظاهراً في الدلالة عليه ، لهذا يُمارِسَ أكثر من تعسّف في فقه النصوص الدينيّة وفهمِهَا.

في ضوء ما تقدّم استطاع الباحث أن يختزل جملة من نكات علمية يمكن عدّها نتائج وهي على النحو الآتي:
• يرى الباحث إمكان تعريف السمة بأنّها تلك المؤشّرات الظاهرية والجوهرية اللازمة للشيء التي يُعرف بها وتميّزه عن غيره.
• اتّضح ما من مفهوم أو علم إلّا وفيه مجموعة من السمات التي يتفرّد بها عن غيره، إذ يُعرف من طريقها ماهيته من جهة، ومعرفة رؤية مفرداته الداخلية والخارجية من جهة أُخرى، فضلًا على إمكان معرفة أُسس المفهوم وأنماطه ومناهجه وأدواته.
• وجد الباحث أنَّ معرفة مائز أي علم لا يتوقّف على فروقه مع غيره بالموضوع والغاية، بل بمعرفة سمته التي يصطبغ بها من جانب الصفات الظاهرية والباطنية أيضًا، لذا فإنَّ استيعاب أي مفهوم والعلم به مرهون بقراءة سماته.
• تعدّ السمة من وجهة نظر الباحث معيارًا دقيقًا للمطابقة بين المفهوم والمصداق أو بين النظرية والتطبيق بوصفها محاولة جادة للمقايسة بين ما هو كائن وما ينبغي فعله.
• تجلّى للباحث أنَّ وحدة خصائص المفاهيم القرآنية الرئيسة وتناغمها، في قبال تفرّد بعض سماتها الفرعية مبني على وحدة منشئها جلَّ شأنه ووحدة عُرى المنظومة الفكرية القرآنية وكمالها وتمامها.
• يحسب الباحث وجود مشتركات لكلّ مفاهيم القرآن الكريم ومنها مفهوم المهارة، وهي على النحو الآتي: سماوية الرؤية الكونية، ووسطية الشريعة واعتدالها، والعبادة وتجلّيات أحكام الشرعية، وموازنة الإيمان بالعمل، وسعة الرؤية القرآنية وشموليتها.
• تنماز المهارة في ضوء القرآن الكريم بوجود ضابط فكري اقترن بوحي سنّة الشريعة الإسلامية، فسماوية الرؤية الكونية سمة عامّة ينماز بها مفهوم المهارة وبقيّة المفاهيم الأُخرى في القرآن الكريم ولا سيّما في القضايا الكلّية والرئيسة والمطلقة.
• توصّل الباحث إلى أنَّ سماوية رؤية الشريعة الإسلامية لها حضور واضح في آيات القرآن الكريم على مستوى المفاهيم عامة ومفهوم المهارة خاصّة ممّا كوّن هذا المحور سمة للجميع عبر عمل المكلّف بسنّة السماء وتشريعاتها وتشبّهه بها، لذا نجده يفتقر إلى الجدة والاتقان والسعي الحثيث للوصول إلى مبتغاه، وما هذا العمل إلّا مهارة الامتثال إلى سماوية التشريعات التي ينتمي (مفهوم المهارة) وبقية المفاهيم الأُخرى إليها بوصفها سمة عامّة.
• يعتقد الباحث أنَّ التسليم بسمة وسطية الشريعة الإسلامية واعتدالها في الأحكام والقواعد من جهة والمناهج وآليات تطبيقها من جهة أُخرى إنّما هي سمة عامّة تنضوي تحتها جميع المفاهيم القرآنية، ومنها مفهوم المهارة، وذلك لما تلمّسنا في هذه السمة من ضرورة تلازمها مع معانٍ مثل الجدّة، والاجتهاد، والإتقان، والدقّة، والإنصاف، والعزم، وغيرها ممّا يكون مآلها المهارة قطعًا.
• لقد آمن الباحث بأنَّ العبادة إنّما هي تجلّيات عرفانية ومجاهدة نفسانية، مآلها الطمأنينة في أداء العمل الصالح بحافز، رغبةً فيه لا رغبةً عنه، فالعبادة تُعدّ المحرّك الفاعل للقدرات المستنطقة للهمم والطاقات الظاهرية والباطنية؛ لأنَّ الباعث منه هو الامتثال لخطاب الشارع المقتضي طلب الفعل أو الكفّ عنه، ومن هنا يتّضح جليًا ارتقاء العمل الإيجابي هاهنا إلى مرتبة الإلزام الجاد والمتقن بمهارة عالية.
• يحسب الباحث أنَّ القرآن الكريم انبنى على سمة التلازم بين الجانب النظري والعملي وعدَّ العلاقة بينهما علاقة قهرية لا يمكن فكّ رباطها بحال من الأحوال، لذا نعدّها من السمات العامّة التي تبنّاها القرآن الكريم فضلًا على أنّها سمة خصّت (مفهوم المهارة) في الوقت نفسه، لتخرج المفاهيم القرآنية من إطار التنظير والمثاليات إلى ساحة الواقع العملي المتقن بمهارة عالية متقنة، بوصف أنَّ الجانب النظري شأنه إدراك الحقائق، وشأن الجانب العملي متعلّق بأداء الإنسان وما ينبغي تطبيقه لما أدرك من تلك الحقائق، وكلا الجانبين يفتقران إلى المهارة قطعًا.
• حرص الباحث أنْ تكون سمة الشمولية من السمات العامّة التي اشترك فيها مفهوم المهارة وبقية المفاهيم القرآنية الأُخرى، فقد ذهب إلى أنّه لا يمكن أنْ ننعت أي عمل بالمهارة من دون النظر إلى أنّه كيانٌ واحدٌ متكاملٌ مقترنٌ بشمولية الرؤية الفكرية؛ لعدم إمكان فصل تلك الصور المذكورة آنفًا بعضها عن بعضها الآخر، لمخالفتها للواقع والحقيقة، فالمهارة في ضوء القرآن الكريم تامّة تجلّى تكاملها في الوحدة الشاملة، ووحدة المُنشئ الواحد.

يعدّ بحث (المساجد في القرآن الكريم دراسة بين إعمار الصروح وبناء الروح) واحداً من أهم موضوعات الثقافة الإسلامية، إذ يبيّن هويّة المسلم وانتمائه لدينه ومذهبه من طريق تعظيمه لتلك المساجد، وإذا رجعنا للقرآن الكريم باعتباره أهم مصادر التشريع نجد أنّه أعطى المساجد منزلة عظيمة، واشترط اشتراك الحسّ والعقل في بنائها، فقد اشترط الايمان والتقوى إلى جانب الجدران والسقوف والمنارات، فكان ارتفاع الجدران مقروناً بازدياد الإيمان والتقوى، والنيّة الخالصة لله، ومنع الإقامة في مساجد النفاق.
من هنا سيتكوّن البحث من :
• مقدّمة تبيّن الإطار المفاهيمي لعنوان البحث.
• تمهيد تضمّن المسجد في اللّغة والاصطلاح، وفضيلة بناء المساجد والمكوث فيها، ودور أهل البيت (عليهم السلام) في تعظيم المساجد.‏
• مبحث أول ‏بعنوان (معيارية إعمار المساجد).‏ والذي ضمّ في ثناياه الأسس التي تُبنى عليها المساجد، وهي:‏
1. الإيمان و تأسيس الأركان.‏
2.‏الزمان والمكان وتشييد الجدران.‏
• مبحث ثانٍ بعنوان:( تلازم الحسّ والعقل في بناء المساجد). والذي تضمّن :‏
1.‏ دلالات التشخيص في المساجد.‏
2.‏ دلالات الضرر في مسجد ضرار.‏
• خاتمة تلخّص أهم النتائج التي توصل اليها البحث.
• قائمة بأهم المصادر والمراجع التي استعانت بها الباحثة.

الحمد لله رب العالمين والصلاة على خاتم النبيين محمد واله الطيبين الطاهرين وصحبه الغُر الميامين.
أما بعد:
لم تكن الشرائع السماوية في الاديان السابقة تغطي مناحي الحياة كافة، ولم تكن الحكمة الالهية آنذاك الا لترسيخ المبادئ العقدية واهمها التوحيد، فكانت الشرائع في وقتها بذرة في طريق النمو في قلوب ونفوس الناس على مرّ تاريخ الاديان الالهية، الى أن وصلت النوبة الى الاسلام؛ وهو الدين ختمت بنزوله القيم والاسس العقدية والشرعية والاخلاقية فكان حقا ديناً كرزت فيه كل قيم قوانين الحياة التي أرادها الله عز وجل للبشر أن يكونوا عليها، من بدأ الخلق الى نهاية الخلق، فلا ضير أن يحوى بعض شرائع الاديان السماوية السابقة على نحو على نحو البداوة وبمجرد التسمية لا على نحو الهيئة والأداء فان هناك اختلاف كبير بينها حتى وصلت الى مرحلة النضوج لتكتمل اركانها بأعلى درجاته.
ولهذه المسيرة التشريعية في الاديان لابد أن تكون لها ادواتها والياتها في تحقيق هذا الارتقاء التشريعي، وكان أحد هذه الاليات والادوات " النسخ" الذي في حقيقته أبدال حكم بأخر بأفضل منه أو مثلها، كما ورد في قوله تعالى: { مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا... } البقرة: 126.
وهذه الآية توضح مسيرة التكامل التشريعي في الاديان ابتداءً وانتهاءً. الا أن رؤى وافكار أهل الاديان اختلفت في النسخ، وقد شاب هذا الاختلاف نوع من الابتعاد عن الموضوعية العلمية في بيان الحقائق المفهومية، فأوردوا على النسخ القرآني دواعي وشبهات هي في حقيقتها أوهام من المخيل المنكر له.
ومن هذه المواقف الموقف المسيحي المتمثل في قساوستهم ورهبانهم، وهو الذين يُعدّون علماء دينهم وافذاذ الكنيسة وآبائها كما يُعبرون.
فمن هنا خرجت أراء وفهوم خاصة بالفكر المسيحي بخصوص النسخ كما في غيره من علوم القرآن سطرت في بعض كتاباتهم ومؤلفاتهم .
وقد ركز البحث على استظهار هذه الافكار والرؤى وعرضها في ساحة التحليل والبحث العلمي عارضاً ادلتهم على المتسالم من العقل والتفسير الصحيح لبعض ما ساقوه من ادلة قرآنية والروائية.
وقد قسمت البحث الى ثلاث مباحث وهي كالاتي:
المبحث الأول: النسخ في الشرائع السماوية. وفيه مطلبين وهما:
المطلب الأول: النسخ في اللغة والحكمة.
المطلب الثاني: النسخ القرآني بين الثابت والمتغير.
المبحث الثاني: النسخ من منظور الفهم المسيحي.
المطلب الاول: اعداد الآيات القرآنية الناسخة في الفكر المسيحي.
المطلب الثاني: النسخ في الشرائع بين الرد والقبول.
المبحث الثالث: موقف علماء المسيحيّة من النسخ القرآني.
وختمت البحث بأهم النتائج التي توصل اليها البحث. ثم ادراك الهوامش وقائمة المصادر والمراجع التي استوحينا منها البحث. وأخر المطاف نسال الله تعالى أن نكون قد وفقنا لما عرضناه من مطالب علمية في الوقوف على النسخ القرآني وفق النظر المسيحي، وبيان حقيقته الدينية ودوره في مواكبة الاديان السماوية. راجين من الله سبحانه وتعالى أن يجعله ذخرا لنا في يومٍ لا ظلَ الا ظلهُ أن سميع الدعاء.
والحمد لله رب العالمين

ثمة نتائج توصل اليها البحث أوجزها بالآتي :
1- استعمل الطوسي الفاظاً معينة لتضعيف بعض القراءات وأخرى لاستحسانها وأحياناً يصف بعضها بالشذوذ .
2- يذكر الطوسي بعض القراءات من دون أن ينسبها لقارئ بعينه
3- سار الطوسي على نهج سابقيه من المفسرين في دعم رأيه وتقوية حجته بذكر آية قرآنية أو شاهد شعري .
4- يذكر الطوسي الاختلافات الواردة بين آراء القراء
5- بينت الدراسة استعمال الطوسي لمصطلحات معينة في توجيه القراءات والاحتجاج لها .
6- استعان الطوسي برسم المصحف في الاحتجاج للقراءات القرآنية
7- أظهر الطوسي اهتماما واسعا بالقراءات القرآنية فقلما يذكر آية قرآنية من دون أن يذكر القراءات الواردة فيها .

البحث الذي بين أيدينا هو دراسة صوتية لألفاظ الغضب، حاولت هذه الدراسة تتبع المفردات التي استعملها القرآن الكريم للتعبير عن معنى الغضب، وقد استملت الباحثة لفظة (غَضِبَ) بتصريفاتها الواردة في القرآن وما اشتق منها خاصة، ودراستها صوتياً للكشف عن النسيج الصوتي الذي تشكلت منه ألفاظه وما اكتنزت به من دلالات صوتية ذات علاقة قوية بذلك المفهوم.
وقد اشتملت الدراسة على تمهيد، وثلاثة مطالب: كان التمهيد مخصّصاً للحديث عن ألفاظ الغضب لغةً، واصطلاحاً، وبيان الصيغ التي جاءت عليها تلك الألفاظ. وتضمن المطلب الأول ما اشتملت عليه ألفاظ الغضب من أصوات، وما اتسمت به من مخارج وصفات. أما المطلب الثاني فتحدّث عن المقطعيةِ الصوتية لألفاظ (الغضب). وجاء المطلب الثالث ليكون الحديث فيه عن النبر في ألفاظ الغضب، ثم النتائج.

إنَّ القرآنَ الكريم يُعدُّ منبعاً صافياً من ينابيع الدراسات الدلالية، وهو يُسهم – بلا شك – في رفد الحقول اللغوية ، فالدلالة القرآنية أكثر اتساعاً من غيرها؛ كونها مؤدَّى إلى ما يمكن أنْ تلتقي عندها جميع المكونات اللغوية، والإيحاءات الدلالية، وقد كانت التراكيب القرآنية المُتضمِّنة مادة (ضرب) مثار اهتمامي؛ لأنها تجمع بين الدلالة الحسية والدلالة المعنوية، وقد هيمن استعمالها في الخطاب القرآني، حيث تعددت السياقات القرآنية التي تضمنت دلالاتها الحسية .
واقتضت طبيعة هذا البحث أنْ تتوزع على مبحثين يسبقهما مدخل تناول الفعل (ضرب) بين المفهوم اللغوي والمعنى السياقي، واختصَّ المبحث الأول للحديث حول دلالة السعي والسير الحسي، وأما المبحث الثاني فقد تعرض إلى دلالة الإلقاء والإيلام والقرع الحسي، وهي من الدلالات الحسية القرآنية الخاصة بالفعل ضرب .

يسعى البحث الموسوم بـ (أثر اللغة في الحفاظ على هوية الدول العربية)؛ الى تبيان الأثر الكبير للغة في الحفاظ على هوية الدول العربية وابراز وجهها وتأكيد أواصر تماسك أبنائها في نظام اجتماعي متين له القدرة على مواجهة تأثيرات الثقافات الوافدة وابراز الهوية في ظل تمازج الهويات في عالم يزداد تداخلا يوما بعد آخر وما يحمله هذا التمازج والتداخل على الثقافة والهوية الذي لا يقلُ أهمية عن الأثر الاقتصادي والسياسي وغيرهما في دفاعات حدود الدولة عن وجودها، وكذلك ما تظهره المنافذ الاعلامية لثقافات الآخر وأذرعه الاقتصادية والسياسية من تحديات للدول العربية وتذويب مدنها بما يصطلح عليه بالمَدَنية الحديثة وبضرب لسانها (لغتها) ابتداءً ثم الولوج الى مفاصلها بالتفكيك والضياع.
وقد قسم البحث على مباحث ثلاثة من غير تمهيد يبين المصطلحات الواردة في العنوان كاللغة والهوية والدولة لشيوع مفاهيمها ومعرفتها على نحو عام، وأما المباحث فهي على النحو الآتي:
المبحث الأول ـ يبين مميزات الغلبة للغة العربية بما يؤهلها لوظيفة الحفاظ على الهوية.
المبحث الثاني ـ يعرض لمواجهة التغريب ومحاولات التجريف اللغوي.
المبحث الثالث ـ يشير الى الأثر الايجابي لاستعمال اللغة العربية في حفظ الهوية.
خاتمة تعرض لأكثر النتائج أهمية.

إنّ نهج البلاغة يعدّ من نصوص العربية الخالدة ، التي حوت من الثراء اللغويّ والطاقة المعنوية ما قلّ نظيره ، لذا قامت الدراسة على خطبة من خطب الإمام علي (عليه السلام) الواردة في نهج البلاغة ، إذ وسم بـ(حجاجية الاستعارة في الخطبة القاصعة للإمام علي (عليه السلام) ) ، إذ يرمي البحث دراسة الصورة الاستعارية في الخطبة ووظيفتها الحجاجية ؛ لكونها كانت الأبرز في الخطبة كمّاً ونوعاً وبيان أثر هذه الصورة في إقناع المتلقين والتأثير فيهم ، عن طريق تذوقهم لجماليتها ونفوذها في نفوسهم ، فضلاً عن قدرتها في تغيير سلوك المتلقين لها .
لذا لم يعتمد البحث على التقسيمات المعروفة في متون المصادر والمراجع ؛ لاكتفاء البحث بإظهار الطبيعة الحجاجية للاستعارة ، وليس بيان تلك التقسيمات التي تنوعت وتعددت بحسب الباحثين ووجهات نظرهم ، إذ قام البحث على مهاد تنظيريّ تناول بيان علاقة البلاغة بالحجاج ، وعلى محورين ، تكفّل المحور الأوّل ببيان حجاجية الاستعارة التصريحية ، في حين خُصّ المحور الثاني ببيان حجاجية الاستعارة المكنية ، وقد خلص البحث لخلاصة تضمنت أبرز ما جاء في البحث من نتائج .

عند تصفّح تاریخ الأدب المعاصر في العالم نلتقي إلی أدیبات بارعات یعجبن الإنسان بإنتاجاتهنّ الذّهنیّة و العاطفیّة الفذّة، و لاینظرن بأفکارهنّ و آثارهنّ الأدبیة إلی بلادهنّ فحسب، بل لهنّ نظرة عالمیّة-إنسانیّة و تدور آثارهنّ حول القضایا العالمیّة، فلاغرو أن نسمّیهنّ أدیبات عالمیّة و إنسانیّة.من أبرز هؤلاء الأدیبات شاعرتان مع الأفکار المشترکة و النّظرة المتقاربة إلی العالم عامّا و الإنسان خاصّا،إحدیهما إیرانیّة مشتهرة بأشعارها التعليميّة النّابعة من التّعاليم الدّينيّة هی پروین إعتصامي والأخری مصریّة ديوانها مکتظّ بأشعارها الدّاعية إلی القضايا الإنسانيّة وهی عائشة التّیموریّة. رغم الفصل الزمانيّ والبعد المکانيّ بین الشّاعرتین کأنّهما ترعرعتا في بیت واحد واستسقیتا من منهل واحد واستظّلتا بتربیة واحدة تحت رعایة والد واحد.
يتصدِّی هذا البحث لمعالجة المواقف و الملامح المشترکة بين الشّاعرتين، الّتي نبعت من القضايا المشترکة في حياتهما وفق رؤی تحليليّة لديهما في إطار المنهج الوصفيّ-التّحليليّ معتمدا علی المدرسة الأمريکيّة.

الحمد لله ربّ العالمين ، والصّلاة والسّلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار الميامين .
يتناول هذا البحث دراسة جملة من المصطلحات التي أسفرت عن تطبيق المنهج التوليدي التحويلي في دراسة اللغة ، ذلك المنهج الذي أحدث ثورة في علم اللغة الحديث ، وغيّر وجه الدراسة اللغوية ، وتربّع على عرشها حتى قيل : إنّ مكانة أيّ نظرية لغوية تقاس بمقدار صلتها بهذا المنهج .
وأمّا المصطلحات التي تناولها هذا البحث فهي : علم اللغة التوليدي، وعلم اللغة التحويلي، ، والنحو التحويلي ، والنحويّة ، والجمل النواة والجمل غير النواة ، والإنتاجيّة، والبنية العميقة والبنية السطحيّة ، والكفاية اللغويّة والأداء اللغوي ، والحدس، وقواعد بنية العبارة ، والتحويل ، والتوليد ، والفطرة اللغويّة ، والقواعد الكليّة .
وقد سبق الحديث عن هذه المصطلحات الكلام عن واقع الدرس اللغوي قبل تشومسكي ، ودوافع نشأة اللسانيات التوليديّة التحويليّة . واعتمد البحث على عدد من المؤلفات التي اهتمت بالحديث عن اللسانيات التوليدية ، مثل : النحو العربي والدرس الحديث للدكتور عبده الراجحي ، والمدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي للدكتور رمضان عبد التواب، والمدخل إلى اللسانيات للدكتور محمد محمد يونس علي ، وفي اللسانيات ونحو النص للدكتور إبراهيم خليل ، وجذور النظرية التوليدية التحويلية في كتاب سيبويه لجابر التميمي ، وقواعد تحويلية اللغة العربية للدكتور محمد علي الخولي . وينتهي البحث بخاتمة ضمّت أهم النتائج التي توصل إليه هذا البحث وكان اهمها .
أنّ معظم الباحثين يذهبون إلى أنّ المدرسة التوليديّة التحويليّة قد نشأت على يد تشومسكي ، ولكن بعض الباحثين يذهبون إلى أن فكرة النظريّة التوليديّة قد جاءت في أعمال هاريس ، ومن الباحثين من يرى تأثر تشومسكي في نظريته بالدراسة اللغويّة العربيّة القديمة .
واتضح كذلك من دراسة مصطلحات اللسانيات التوليديّة أنّ تسمية هذه المصطلحات كانت من ابتكار تشومسكي ، ولكنّ مفاهيم بعض هذه المصطلحات لم تكن جديدة على الدرس اللغوي قبل تشومسكي ، أي لم تكن من ابتكاره ؛ فقد سبقه إليها غيره ، فمفهوم النحوية عند تشومسكي قد أشار إليه سيبويه من قبل في أول كتابه ، حين تحدث عن التركيبات المقبولة نحويًّا والتركيبات غير المقبولة نحويًّا ، ومن مثل ما ذكره في باب الاستقامة من الكلام والإحالة . ومفهوم الإنتاجية – وهي الفكرة الاساسية التي توجه المنهج التوليدي- لم يكن من ابتكار تشومسكي ؛ إذ سبقه بلومفيلد إلى القول به ، بل إنّ بعض علماء العربية ، مثل ابن مالك وغيره قد أشاروا إلى هذا المفهوم إشارات بين التلميح والتصريح . ومفهوما البنية السطحية والبنية العميقة كذلك لم يكن تشومسكي أول من ذكرهما ، فقد فطن إليهما علماء العربيّة القدامى ، فهم شغلوا أنفسهم كثيرًا في الكلام عن قضية الأصل والفرع ، وكذلك أشار إلى هذين المفهومين لغويون غربيون قبل تشومسكي ، مثل جون لوتز ، يُزاد على ذلك أنّ فكرة فطرة الإنسان على إنتاج اللغة التي قال بها تشومسكي هي فكرة أخذها من ديكارت .
وقد أفاد تشومسكي من هذه الأفكار ، وأتى بأفكار جديدة ، واعتمد على ذكائه وعقليته الرياضيّة ، فصاغ نظريته التوليديّة التي أحدثت ثورة في علم اللغة الحديث ، وغيّرت وجه الدراسة اللغويّة ، وتربّعت على عرشها ، وبقيت كذلك حتى الوقت الحاضر .

يتبنى البحث الكشف عن فاعلية الحضور للتراث الديني عبر رمزياته المعروفة في المتن الشعري للشاعر ( حازم رشك التميمي ) في مجموعة ( ما رواه الهدهد)، الصادر عن دار الارشاد للنشر ، في سوريا بطبعتها الاولى للعام (2009 ) ، حيث حفل نصه الابداعي بهذا الموروث المهم والخطير سعيا منه الى تأسيس علاقة مع هذا الاخر ليتسنى له الكشف عن فلسفته وإعلائها ، ونظرته لهذا الكون ، وهذه الحياة التي هو على قيدها ، كذلك فهو يبتغي تأصيل تجربه الشعرية ، واعلان انتمائها لذلك الموروث والعزوف عن المباشرة في الطرح عبر تشفير وتقنيع نصوصه الحاضنة للارث الديني الذي بنى قاموسه الشعري من خلاله ؛ كل ذلك سيتكشف عبر المحاور التي تم رصدها في المجموعه حيث توزعت بين شخصيات الانبياء والمرسلين عليهم السلام ، والشخصيات ذات الطابع الديني ، والقصص القرآني ، والنصوص المقدسة ، والرموز التي تنتمي الى الديانات الاخرى كاليهودية والمسيحية 0 فاسحا المجال عبر هذه الفضاءآت الرحبة لذاته كي تحلق وتعبر وتبين مواقفها من هذا الموروث ،تارة بالقبول والإقبال ، وتارة بالحيرة ، وتارة بالرفض عبر تجربتها الشخصية التي تعيشها بيننا الان

يتعرّضُ هذا البحثُ إلى بيان جُملةٍ من الآثار التي يُمكنُ أن يسبّبَ ظُهورَها وُجودُ التقطيع في مُتون الأحاديث ، والذي يتمّ فيه فصل بعض مَتن الحديث عن الآخر ، إرادةً لأغراضٍ ودواعٍ متعدّدة يسلكُها المُصنّفُ أو الراوي ، ويظهرُ فيه أثرُ التقطيع على نشوء الاختلاف بين نُصوص الأحاديث، وأثره في التسبّب بغياب القرائن المُعينة على فهم ألفاظه ، ثمّ أهميّة مُلاحظته بعد أن كان له دخالةٌ في معرفة أحوال الرّواة ، وتسبيبُه لنشوء الإضمار في أسانيد الأحاديث ، مُضافاُ إلى تسبّبه بالمنع من الأخذ بظواهر النّصوص الحديثيّة بعد أن كان الظّهور معتمداً على اللفظ وارتباطه مع غيره من الألفاظ في الجمل والنّصوص .
وقد اختصّ البحثُ بذكر الآثار والنّتائج التي ذكرها عُلماء الإماميّة ، والتي أرشدوا إلى كونها ناشئةً عن ظاهرة التّقطيع في مُتون الأحاديث ، ذاكراً في آخر البحث ما تحصّل من نتائج مترتّبة على ذلك .

تعد مسألة انتساب الكتب الى اصحابها من الامور المهمة في فكر المدرسة الامامية, فقد اتخذت مساراً علمياً متميزاً حين شرع علماء الامامية بوقت مبكر في تصنيف كتب الفهارس, سيما فهرستي النجاشي (ت450هـ), وفهرست الشيخ الطوسي (ت460هـ), التي اسهمت في توثيق الكثير من التراث العلمي والروائي بشكل كبير في هذه المدرسة .
فإن لمعرفة الكتب اهمية كبرى لدارسي العلوم الاسلامية, فان كثيراً من الكتب الحديثية قد اختلف في نسبتها الى كاتبها, وهذه المعرفة هي التي تساعد الباحث او الفقيه من تشخيص نفي الالتباس والاشتباه, حتى عَدَّ العلماء بانه فن من فنون علم الحديث إذ إن علم الحديث له شعب , ومن شعبه (علم معرفة الكتب).
فان مجرد انتساب كتاب الى شخص في فهرست او جامع من الجوامع غير كاف, فان كثيرا من الكتب اختلف فيها كالاختلاف في (روضة الكافي) وغيرها من الكتب ككتاب (فضل الشيعة) للشيخ الصدوق, و(تحف العقول) و(تفسير فرات) و(ارشاد الديلمي) و(نوادر احمد بن محمد بن عيسى) و(الاختصاص).
وقد ذكر العلماء وعليه فلا يمكن الاعتماد على الاخرين في نسبة الكتاب لاحد , ولابد للفقيه ان يكون له راي ونظر في كل كتاب يروي عنه.
من هنا بحث السيد محمد رضا السيستاني عن التدقيق في كل نسخة ينقل عنه علماء الامامية, والمعرفة التامة بتاريخ نسخها وخطوطها صحيحها من سقيمها
فتناول البحث هذا الامر في فكر السيد محمد رضا السيستاني مستجلية ركائزه وخصائصه, وتقسيم ابحاثه على وفق دراسة تحليلية لهذه المباحث على وفق اصناف فكانت بعضا من الكتب ,كانت قد وقعت تحت نظره الشريف.

بعد هذا الخوض السريع في آليات التوثيق الخاصة توصلت الى النتائج الاتية:
1- التوثيق بنص الامام المعصوم (ع) هو من ارقى الطرق واسماها ومع هذا السمو الا ان الاخذ به يستلزم توفر عدة شروط اهمها اثبات صحة صدور الرواية عن المعصوم (ع).
2- لاخلاف في حجية النص الصادر عن احد الرجاليين المتقدمين كالكشي والنجاشي والطوسي وذلك لتوفر شرائط الشهادة في اقوالهم كونها جاءت عن حس لا عن حدس .
3- يمكن تقسيم توثيقات المتأخرين على قسمين :
الاول : ما كان مستنداً الى الحس كما في توثيقات الشيخ منتجب الدين وابن شهر اشوب وذلك لقربهم من عصور الرواة وعصور تأليف الكتب الرجالية الاولى .
الثاني : ما كان مستنداً الى الحدس كتوثيقات ابن طاووس والعلامة وابن داود ومن تبعهم ، فأن توثيقاتهم مبنية على الحدس والاجتهاد اولاً وعلى ما نقله المتقدمون ثانياً .
4- اول من نقل اجماع الرجاليين لتوثيق مجموعة من الرواة هو الشيخ الكشي (ق 4 هـ) اذ وضع قاعدة خاصة لتوثيق مجموعة من الرجال .
5- يعود سبب اجماع العلماء على تصحيح ما يصح عن الرواة المجمع على توثيقهم الى احتفاف رواياتهم بالقرائن الخارجية والداخلية الموجبة للأطمئنان والسكون اليها , والحمد لله رب العالمين .

تمثّل وسائل الاعلام والاتصال , بكل أشكالها وأنواعها وسيلة هامة في تشكيل الرأي العام , وإحداث التأثير الجماعي عبر توجيه المجتمعات السياسية نحو أهداف وقضايا سياسية معينة .
تؤدي وسائل الإعلام دوراً سياسياً في حضّ الأفراد على المشاركة السياسية وحضور الندوات السياسية , والعضوية في الاحزاب السياسية .
وهنا تبرز العلاقة بين الإعلام وبين السياسة وعوامل تأثير الإعلام على الرأي العام , والدور السياسي الذي تقوم به وسائل الإعلام , ومدى مساهمة الإعلام في دعم توجّهات النظام السياسي وتثبيت عناصر الوحدة الوطنية.

بعد هذه الجولة العلمية في تسليط الضوء على ملامح الفكر عند الإمام الصادق (عليه السلام) في النظم الاسلامية تم التوصل الى النتائج التالية:
1- أظهر لنا البحث ان فكر الإمام الصادق (عليه السلام) تجلى في كيفية اصول ادارة الدولة الاسلامية والذي توسع فيه الإمام (عليه السلام) في شرح ابعاد اصول نظام ادارة الحكم والسياسة المالية والاقتصادية.
2- أظهر لنا البحث دور الإمام الصادق (عليه السلام) في تثبيت أحقية الإمام في ادارة الحكم وفق المنظور الاسلامي والاستناد الى القرآن الكريم وأحاديث الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم).
3- وجد لنا البحث لفكر الإمام الصادق (عليه السلام) في الجوانب الاقتصادية والمالية والحكم في النسب المنظمة في الضرائب والاراضي والتعامل فيها وفق ما يدخل لبيت مال المسلمين.
4- وكما ظهر لنا البحث كيفية تعامل الإمام الصادق (عليه السلام) في الجوانب العسكرية والذي كانت أشارات الإمام (عليه السلام) في هذا الجانب والذي كشف لنا ان الإمام الصادق (عليه السلام) قد أشاره الى تسمية ذو الفقار ونظام الفتوة واهل الحرب.

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم السلام على سيد الأنام محمد بن عبد الله حبيب رب العالمين، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ومن تبعهم ووالاهم إلى قيام يوم الدين.
اما بعد :
ان موضوع العقوبات باب واسع منها عقوبات حددها الشارع المقدس، وليس لاحد ان يزيد او ينقص فيها وتلك التي تعرف بالحدود، ومنها ماترك الشارع تقديرها للحاكم وبحسب الجريمة التي يتَم العقاب عليها وهي التي تعرف بالتعزيرات . ويعد البحث في فقه العقوبات من البحوث الهامة ؛ كون الجرائم أصبحت منتشرة ومتفشية في عالمنا كثيراً ولم يعد القانون البشري يؤدي أغراضه من إصلاح وتأهيل المجرمين وفرض الطمأنينة على الأرض، فأصبح السلام مفقوداً والأمان معدوماً، ولابد للإنسان من البحث عن حل يعيد له أمنه وامانه. لقد تناولت في بحثي هذا عدة مواضيع تبحث في تفاصيل هذا النوع من العقوبات وهو التعزير. وقد احتوى التمهيد على اولا : الغاية من العقوبات، ثانيا :مميزات العقوبات في التشريع الاسلامي. وكان المبحث الاول : في بيان مفهوم التعزير لغةً واصطلاحاً ومشروعيته من القرآن الكريم والسنة الشريفة .وفي المبحث الثاني :. تناولت ابرز مصاديق العقوبات التعزيرية في عدة جرائم في المجتمع . وقد ختمت بحثي بأهم النتائج التي توصل اليها البحث .واخردعوانا أن الحمد لله رب العالمين

توصل البحث بعد هذه الجولة مع آراء الشريعة , في تبذير وإهدار الطاقات الى جملة من النتائج ’يلخصها البحث على النحو الآتي:
أولا: تبين للباحث أن التبذير والإهدار والتضييع والإحباط والإسراف , ألفاظا متقاربة ومفردات متشابهة من حيث المعنى , كما أفادت بذلك معانيها في اللغة والإصطلاح.
ثانيا: تبين للبحث موقف القرآن الكريم بنحو جلي ,من هدر الطاقات المعنوية والمادية على حد سواء, وأعربت الآيات الشريفة عن حرمة تبذيرها , بلسان قاطع وقول مبين, وقد جعل القرآن الكريم المبذرين إخوان الشياطين , تأكيدا منه على حرمة التبذير وقبحه.
ثالثا: لم تكن السنة الشريفة بأقل عناية ولا بأدنى رعاية , من القرآن الكريم في بيان موقفها من هدر الطاقات بصنفيها , وما لذلك من أثر وخيم على مستوى الفرد والمجتمع, وقد تكفلت الأحاديث والروايات الواردة عن نبي الرحمة(صلى الله عليه وأله) , وعترته الطاهرة(عليهم السلام) ببيان ذلك بشكل واضح.
رابعا: كما تبين للباحث أن موقف العقل من تبذير وإهدار الطاقات , كان موقفا فطريا ومستقلا , في ادراك قبح تبذير واهدار الطاقات , وعدم استثمارها في محلها, وادراكه لذلك لم يأت عن مشقة وبحث , بل الفطرة تتبعها التجارب , كانت كفيلة باتخاذه هذ الموقف .
خامسا: كانت فتاوى الفقهاء جلية وكاشفة عن حرمة تبذير الطاقات وتضييعها , لما لذلك الأمر من آثار سلبية على المستوى الإقتصادي للفرد والمجتمع, سواء في ذلك الطاقات المعنوية أو المادية.
سادسا: أخيرا فإن المواقف المعلنة من قبل القرآن الكريم والسنة الشريفة والعقل وفتاوى الفقهاء, اتجاه تبذير واهدار الطاقات , يعطي انطباعا واضحا وصورة جلية , على تكاملية الدين الإسلامي , وأنه دين يوازن بين فطرة الإنسان وحاجياته الدنيوية من جهة , ورضا ربه وآخرته من جهه أخرى , فهو دين يراعي متطلباته المادية والمعنوية على حد سواء.