Journal of Jurisprudence Faculty

لعل من بين البحوث التي لم تحظ بالاهتمام المطلوب والعناية الكافية في التنظير الإسلامي المعاصر، قضايا الفقه السياسي الإسلامي حيث ظلت الكثير من بحوث الفقه السياسي حبيسة النظرة التقليدية والمنهج التبريري، بعيدة عن إعادة القراءة والفهم المتجدد، وهذا أحد الأسباب التي فتحت الطريق للرؤية العلمانية، ولمناهج الفكر الغربي لتتسرب إلى نظامنا المعرفي وإنتاجنا السياسي.
ان إدارة أمور المسلمين من أهم الفرائض، فإنها الوسيلة الوحيدة لإجراء العدالة وتنفيذ سائر الفرائض الإسلامية. فالانزواء عنها وإحالة شؤون المسلمين وإدارة أمورهم وبلادهم إلى أصحاب التيارات السياسية والأحزاب ظلم كبير على الإسلام والمسلمين. ما أصاب العراق خير شاهد ودليل.

أنصب المشروع التهذيبي للدكتور البهبودي على مصادر الحديث الأساسية عند الإمامية (الكتب الأربعة) . والذي يهمنا في تجربته هو ما طرح من نظرية في تهذيب الحديث تنطبق ـ لو صحت ـ على جميع كتبهم الحديثية. وقد بين نظريته من خلال كتابه معرفة الحديث. وطبقها في كتابه الآخر صحيح الكافي. وأساس نظريته هو إن طريقة علماء الحديث من زمن الشيخ الطوسي إلى يومنا هذا، طريقة غير حصينة يمكن اختراقها بسهولة من قبل المندسين، مما يولد الشك في المرويات التي لا تتوفر على شروط الأقدمين في الرواية المقتصرة على السماع والقراءة المباشرين والمناولة لعدم جدوى طريقة المتأخرين من زمن جمال الدين بن طاووس(ت673هـ) إلى عصرنا الحاضر في تصنيف الحديث إلى صحيح وحسن وموثق وضعيف، وعدم فعاليته في مواجهة الغش والتزوير.
إنّ أوضح نقاط الضعف في هذا المشروع هو إيكال البت في سلامة الحديث وسقمه إلى نظر رجال الجرح والتعديل في متن الحديث (وليس في سنده كما هو الطبيعي في الأمر). وبالتالي الحكم عليه بالضعف لمجرد مخالفته قواعدهم المعرفية. الأمر الذي يفتح الباب أمام اختلاف اشنع بكثير من الذي صوره. ذلك أن فتح الباب لتسقيط الحديث بلا قيود أشد خطورة من الدس المقيد بكل قيود رجال الجرح والتعديل، إن هذا المشروع يغفل ـ ربما عن حسن نيةـ الحكمة في رواية الحديث وتعاطي العلماء معه مع علمهم بما ينطوي عليه من احتمالات عدم مطابقة الواقع الأمر الذي تكفل هذا البحث بتجليته. فالحياة العلمية والعملية والاقتصادية تعتمد على الأخذ بالاحتمال الراجح، ولا تهمل المعطيات العلمية والعملية لمجرد احتمال المخالفة للواقع. إن حقيقة كون البهبودي اكاديمياً متخصصاً في علم الحديث لم يكن كافياً لانتقاله من مرحلة التوصيف إلى مرحلة التقويم وإصدار الأحكام فلذلك أدوات ومقدمات عند المجتهدين لم يتوفر البهبودي حتى إلى القليل منها لعدم كون البهبودي حوزوياً لذلك لاحظوا عليه بوضح وقوعه في الخلط بين الذي لم يثبت سنده وبين الموضوع أو المجعول، حيث حسب البهبودي أن كل رواية غير صحيحة مجعولة وموضوعة. والفرق واضح ـ عند المجتهدين بين الموضوع والضعيف. فقد يطابق الضعيف الواقع فلا يكون موضوعاً. وقد يخالف الصحيح الحقيقة فيكون مجعولاً. هذا فضلاً عن وجود طرق صحيحة ـ في كتب أخرى غير الكافي ـ إلى الأخبار التي ضعفها، فكيف جاز له أن معدّوها موضوعة لمجرد أن متنها لم يرق له أو أن سندها في هذا الكتاب لم يكن تاماً بنظره.

العـراق مـهد الحـضارة الإنسانیة فی تاریخه البعید، قامت علی ربوعه اقدم المنشآت‌ الحضاریة،وحفل تاریخه بأروع الصفحات،وسـاهم مساهمة کبیرة فی بناء التاریخ البشري والحضارة الإسلامیة والإنسانیة. ضمت مُدُنه ثری عدد كبير من مراقد الأنبیاء، والائمة الأطهار وأضرحة الأولیاء والصالحین والصحابة الکرام .ومدينة المدائن في محافظة بغداد واحدة من المدن العراقية التي تضم ثرى عدد من المراقد الصحابة من بينها مرقد سلمان الفارسي(رحمة الله علیه) فمرقده يهدي إلى زائريها المعاني المُثلى فيعيش دوماً زواره أجواء روحانيّةً عابقة تُنير القلب وتُنعش الروح، وتوقظ الضمير وتـرغّب في العبادة وتُشوّق إلى مراقي الإيمان والتقوى والمحبّة والولاء."فسلمان" من الشخصيات الربانية التي كانت بمثابة الشمس الساطعة تحيط بها الكواكب من کل جانب .فکان خيراً فاضلاً، حبراً عالماً، زاهداً متقشفاً.فهومن أبرز الصحابة الأوائل الذين قربّهم النبيّ من نفسه وقلده وسام الشرف بالقرابة بقوله:«سلمان منّا أهل البیت»، کما يعد من الشیعة الأقحاح الذين وقفوا بجانب أمیرالمؤمنین الإمام علي (ع) طیلة حیاته المبارکة .فكان "سلمان" انساناً رسالياً ولم يكن انساناً عادياً. وكان في بعض مواقفه يمثل مواقف أمير المؤمنين الإمام علي (ع). ولا غرو ولا عجب ، فهو تلميذ الإمام وواحد من أكثر الناس إخلاصاً له.
فمهمة هذا البحث عبر المنهج التوصیفي-التحليلي- تقدیم قراءة معرفیة عن الصحابي الجليل"سلمان الفارسي" والتي کانت آراؤه السدیدة وافعاله الرصينة وسلوکه القويم له الأثر المنشود في نشر الثقافة المحمدية والعلوية الصحیحة، ثم تبین دوره البارز في الحفاظ علی الرسالة المحمدية والتي دعمها في حیاته بکل ما استطاع ووقف کالجبل الشامخ في وجه العواصف التي ارادت النیل من النهج النبوي والنهج العلوي. فینطلق البحث من حقائق ویستدل بالدلائل لیبرز أسئلة آن لها أن تبرز، ثم ینشد أجوبة قد نصل إلیها أو یجعل منها منشدا یرسم منه منهج جدید لبحوث قادمة.
وقد أرتأنیا تقسيم البحث علی محطتین اساستین:فالمحطة الأولی تناولت البعد الإیماني والجهادي والبعد الدیني له مما جاء في القرآن واحادیث اهل البیت(علیهم السلام) والسیرة الاجتماعية والسیاسية للصاحبي الجلیل سلمان المحمدي وفي المحطة الثانیة آثرنا تسلیط الضوء علی مرقده الشریف بالمدائن وتبین اهمیته التاریخیة والدینیة باعتباره رمزا اساسیاً للوحدة الإسلامیة والتعایش السلمي بین کافة الطوائف الدینية والأعراق في تلک المدینة الشهیرة.

فقد جعل الله تعالى الإنسان خليفته في الأرض وميزه بالعقل عن بقية المخلوقات، وجعل عقله مدار التكليف وحمّلهُ أعباء المسؤولية، وحثّه على النظر في ملكوته بالتفكير وإعمال العقل والتدبر وجعل الله سبحانه وتعالى كتابه القرآن الكريم دستوراً ومناراً له في الحياة الدنيا لنيل سعادتها والآخرة، فإن القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، هو معجزة نبيه الخالدة أخرج به هذه الأمة من الضلالة إلى الهدى، ومن الجهالة إلى العلم وهداه به الصراط المستقيم.
إن قضية تربية الانسان بصورة عامة والتربية الفكرية بصورة خاصة في العصر الحديث هي واحدة من أكبر القضايا وإنها بالنسبة للمسلمين من أكبر التحديات التي تواجه مجتمعهم اليوم بأشد الأخطار هو تلك التبعية لمناهج التربية الغربية، وانحسار منهج التربية الإسلامي إلى عدد قليل من الأقطار.
وقد كشف أسلوب النقل أو الاقتباس من البرامج الغربية عن نتائج خطيرة أخرت سير حركة اليقظة الإسلامية وحالت دون قدرة المسلمين على امتلاك إرادتهم وإقامة مجتمعهم الرباني. لذلك جاء هذا البحث تحت عنوان ((الإنسان وخصائص منهجية التربية الفكرية في القرآن الكريم)) ليعالج هذه القضية المهمة. وقد تمثلت اسباب اختيار هذا الموضوع باهمية تربية الانسان تربية فكرية قويمة من خلال المنهجية الفكرية التي ذكرها القران الكريم، من اجل الارتقاء بالانسان والوصل به الى اعلى المراتب الفكرية التي من خلالها يبني الانسان الحضارة الاسلامية المنشودة

المتتبع لكلمات وأدلة الفقهاء بنظر التمحيص والدراية لا أخاله إلا أن يشخص اختلافاً بين آرائهم لأسباب عدة. إلا أن ما يعنينا بحدود محل البحث أنَّ بعضاً من تلكم الأسباب يعود إلى المستند فيما لم نجد فيه نصاً، ولكل من الإمامية والجمهور اتجاهه في معالجة دقائق القضية المطروحة في بابها عبادة أو معاملة مرتبطة بإرادتين أو إرادة منفردة بل وأحكاماً كذلك. وأكاد أجزم أن ما نطرحه ليس مما ننفرد به البتة، بل تم طرح بعض الطروحات فيه وفق هذا النسق في الجملة لا بالجملة، إلا أن قصورها هو في اقتصارها على مذهب دون آخر؛ ولذا اتجهت دراستنا للمقارنة بين المذاهب الإسلامية على قدم المساواة.
ومما هو معلوم أن المشهور بين الأعلام في طريقة طرح أي مستجد في موضوع فقهي ما هو محاولة إرجاعه إلى عنوان مشهور في المطالب الفقهية المشهورة، ومعالجة ودراسة مدى صلاحيته للانطباق على الموضوع الجديد كمفردة له، مثل: عقد التأمين في محاولة إرجاعه إلى الجُعالة أو الصلح، أو عقد حق الامتياز، أو عقود الشركات التجارية، أو غيرها، وقلما نجد فقيهاً يحرر المسألة بعنوانها المستقل موضوعاً وحكماً كمسألة مستجدة.
ونلمح هنا أن لا خلاف بين علماء المذاهب الإسلامية في أنَّ باب الاجتهاد غير المطلق مفتوح لمن أراده، واختلافهم إنما هو في الاجتهاد المطلق أو غير المنتسب.
فذهب بعض أهل الجمهور إلى سدّ باب الاجتهاد في أواخر القرن الرابع الهجري، وتقييد المفتين والقضاة بمناهج وأحكام الأئمة الأربعة.
وذهب بعض آخر منهم والإمامية بعامة، إلى فتح باب الاجتهاد وإبقائه مفتوحاً.
ومما هو معلوم أنَّ مجال الاجتهاد هو استنباط الأحكام الشرعية الفرعية غير القطعية، مما وقع فيها الخلاف، سواء أكانت أحكاماً تكليفية، أم أحكاماً وضعية.
فهذه الأحكام بقسميها موضع للاختلاف بين الفقهاء، وحينئذ تكون مهمّة الاجتهاد النظر في أدلة المسألة ومبانيها ومداركها؛ لاستنباط ما يراه الفقيه صحيحاً من أحكامها.
وبناء عليه فإن إرادة كون الإسلام خالداً وفاعلاً ومؤثراً في كل زمان يلزم منه أن لا يمكن لعطائه الفكري وثرائه المعرفي التوقف عند حد معين مع ضميمة كون البشرية تعيش تجديداً وتجدداً فكرياً باتساع مداركها. وما دامت دلالات النص لا تتوقف عند مستوى واحد من الفهم، بل هي تتعدد و تتنوع باختلاف الأزمان، والأشخاص، ومستويات الفهم والإدراك فيلزم عليه أن يكون للنص الشرعي قابلية للانفتاح على قراءات مختلفة تتجدد بتجدد أفكار البشر واتساع مداركهم المعرفية .
• ونتيجة لما تقدم التلميح له توزع البحث على مباحث عدة بمطالب مختلفة وصولا للغاية المنشودة معتمدا على جملة مصادر ومراجع والحمد لله رب العالمين.

يعد تفسير العلامة ابن كثير احد اشهر التفاسير في العالم الاسلامي ، ومصدرا من اهم مصادر المعرفة في علم التفسير ، لذلك تجد هذا الكتاب مخدوما من قبل طلبة العلم ، من حيث دراسته وتحقيقه، ومقارنته مع التفاسير الاخرى ، والاستدراكات عليه والغوص في تفاصيله ، والعلامة ابن كثير تأثر بمن سبقه من المفسرين كما هو حال باقي العلماء الذين لابد ان يستفيدوا ويقتبسوا ممن سبقهم من اهل العلم ، حيث سبق ابن كثير في هذا الفن مفسرون كثيرون امثال ابن جرير الطبري والزمخشري والقرطبي والرازي وابن عطية وابن ابي حاتم والبغوي وتفسير عبدالرزاق الصنعاني، فلم يكن ابن كثير مقلدا ، بل كان يناقش الآراء ويرجح بينها حسب ما يراه راجحا ، او يرد على ما يراه مرجوحا من اقوالهم،،
كل هذا جعلنا ندلوا بدلونا مع طلبة العلم لننال شرف الاسهام بخدمة تفسير كلام الله تعالى.. فتناولنا في دراستنا هذه، مسائل رد فيها ابن كثير على المفسرين الذي سبقوه من خلال تفسيره لسورة النساء ،واسميناها دراسة فقهية تفسيرية، وذلك للحضور الواضح للمسائل الفقهية خلال تفسيره لسورة النساء المباركة،،
وكان بحثنا مكوناً من مقدمة وخاتمة ،ومبحثين ، المبحث الاول: وهو يدور حول حياة ابن كثير بشكل مختصر ،،والمبحث الثاني : ويتكون من عدة مطالب ،كل مطلب يتكلم عن رد من ردود ابن كثير على احد المفسرين ،

اختلف فقهاء الإمامية في نجاسة عرق الجنب من الحرام فذهب من المتقدمين الكليني في الكافي ووالد الصدوق في رسالته إلى ولده ، والصدوق في الأمالي ، والمفيد في المقنعة ، والطوسي في الخلاف ، وابن البراج في المهذب ، وابن حمزة في الوسيلة إلى نجاسته ، وقال بالحكم نفسه ابن زهرة في الغنية على تردد وهو المحكي عن ابن جنيد الإسكافي والمرزا القمي ، ومنه يتبين ان مشهور المتقدمين قالوا بالنجاسة .
وذهب إلى القول بالنجاسة أيضاً من المتأخرين جملة من علماء الإمامية ، كصاحب الحدائق ، والمرزا القمي وكاشف الغطاء في كشف الغطاء والأنصاري في كتاب الطهارة و المحقق النراقي في المستند ، واليزدي في العروة الوثقى ومحمد أمين زين الدين في كلمة التقوى وعلي البهبهاني
أما القول بالطهارة فقد ذهب اليها سلار الديلمي في المراسم ، المحقق في الشرائع ، والعلامة في كتبه ، وابن فهد الحلي في المهذب البارع والشهيد الثاني في مسالك الافهام ، وجملة من مشهور المتأخرين كمحسن الحكيم في مستمسك العروة والخوئي في منهاجه
وقال بالكراهية ابن إدريس في السرائر و المحقق الحلي في مختصره والفاضل الآبي وابن فهد الحلي وصاحب الرياض والخونساري في جامع المدارك
وبناءً على هذا الاختلاف الواضح بين الفقهاء فقد استحسنا أن نبحث الأمر بحثا ً فقهيا ًاستدلاليا ً متبعين فيه منهج الفقهاء في الاستدلال الفقهي الفني وصولا ً إلى الحكم الفقهي المفرغ للذمة في هذه المسألة ، انطلاقا ً من الإيمان بوجوب التعرّف على أحكام الشريعة الإسلاميّة في كل واقعة من الواقعات في الحياة، إذا علمنا أنه ما من واقعة إلا ولها حكم في الشريعة الإسلامية ، كما هو مقتضي شمولية الشريعة ومقتضي العقل والنقل، و لضرورة التعرّف على أحكام الشريعة الإسلاميّة في كل واقعات الحياة الصغيرة منها فضلا ً عن الكبيرة منطلقين من الإيمان بالحاجة إلى البحث العلميّ والدراسة المتخصّصة لتحقيق الوصول إلى أحكام اللّه تعالى بالاستدلال الصحيح، حتى لو كانت الحادثة من الحوادث التي حدثت في الأزمنة السالفة ، وبحث فيها المجتهدون ، فعلى الباحث الاطلاع على أقوال المجتهدين وأدلتهم التي جعلها كل واحد منهم حجة لما ذهب إليه ، فينظر فيها ، ويُرجح منها ما يظهر له فيه المرجح ، ويشكل على بعضها ان كان هناك إشكال يظهر له فيها، وإن هذا العملية متعارف عليها لدى فقهاء الإمامية ، وهم يمارسونها جيلاً بعد جيل وتسمى لديهم الاستنباط والتفقُّه في دين الله . والله تعالى هو المستعان والمسدد للصواب .

اهتمت الشريعة الإسلامية بالأجير اهتماما كبيرا , لأثره في خدمة المجتمع وبناء القاعدة الاقتصادية المتينة , وكذلك من ثوابت الشريعة الإسلامية احترام ملكية الناس ووضع ضوابط وقوانين للحفاظ عليها .
ويحصل كثيرا أن يتلف الأجير ما تعهد بإصلاحه أو تصنيعه أو نقله , ولما كان الأجير في الفقه الإسلامي يعامل معاملة الأمين والقاعدة أن الأمين لا يضمن التلف , وأيضا أموال الناس محترمة والقاعدة أن من اتلف مالا لآخر بدون رضاه فعليه ضمانه , فما هو الحكم الفصل في المسألة ؟.
اختلفت أقوال الفقهاء تبعا للروايات الكثيرة والقواعد المختلفة , تعرض هذا البحث لدراسة الروايات وأقوال الفقهاء , وتوصل إلى أنه لا تعارض في الروايات ولا تخالف في القواعد الفقهية , وان اختلاف الفقهاء سببه تمسك كل فريق منهم بطائفة من الروايات دون النظر إليها نظرة متكاملة أو أنهم عند الجمع بين الروايات يقع بينهم الاختلاف .

من المعروف أنَّ الشعرَ يتضمن معان ٍوصوراً تُسهمُ في إبرازٍ جمالية النصِّ ودلالتهِ ، وتكمنُ تلك الجماليةِ بتأثيرها في المتلقي مع التعبير عن مكنونات الشاعر.
وقد رصدنا في قراءتنا لديوان الشاعر دعبل الخزاعي تواتر ألفاظ الشخوص بألوانها ومشاربها المختلفة ، إذْ كونتْ مادةً قادرةً على الإسهام في إيصال المعنى بشكلِ بارزٍ وصورةٍ أكثرُ دقةً وإيضاحاً ، اظهرت للشاعرِ مقدرة عاليةً في تخيِّر الألفاظِ المنسجمةِ مع الحالةِ الشعريةِ التي يمرُّ بها المبدع .
وتمَّ تناول تلك الشخوص من وجهة نظر دلالية فقد كان لتلك الشخوص تأثيرٌ واضحٌ في البنية الابداعية عند الشاعر دعبل الخزاعي ، وبناءً على ذلك قُسِّمتْ تلك الشخوص بحسب معطيات الدراسة إلى ما يأتي:
1ـ شخوص ورموز المحبوبة : وكانت هناك محبوبة في المواقف السلبية ،ومحبوبة في المواقف الايجابية.
2ـ شخوص دينية : إذ كان لعقائد الشاعر أثرٌ مهمٌ وفعَالٌ في شيوع رموز معينة دون غيرها.
3ـ شخوص القبائل والتجمعات البشرية : إذ وردت لأهداف وغايات دلالية عززت مكانة النص الشعري .
4ـ شخوص متنوعة : وكانت على نوعين حسية كالفاتحين والثوار ، وغير حسية كالغول مثلا ً .
5ـ شخوص التسلط والجبروت : وانحصرت بالخلفاء من بني أُمية وبني العباس وغيرهم .
وهذه أهم التقسيمات ، وقد حاولتْ هذه الدراسة الوصول الى مقاربةٍ دلاليةٍ ناجعةٍ من تلك الشخوص، معتمداً في ذلك نقد النصوص الشعرية القائم على الرصدِ والاستقراءِ والتحليل .

لم يكن الفكر اليوناني تشكل الفلسفة اليونانية قبل سقراط منعطفا مهما من منعطفات الفكر الانساني حيث توضحت دهشة الانسان امام الوجود التى قامت عليها الفلسفة كما يقول ارسطو فراح يعمل فكره بحثا عن اصل هذا الوجود و طرق تشكله( ) ، بعيداً او خالٍ من التفكير في التفتيش عن البحث في نظرية الوجود فأعلام الفلسفة اليونانية بحثوا عن مسألة مهمة من المسائل الاساسية في عصرهم سواء في اثينا و سأموس و ملطية و الاغريق وكانت تدور بحوثهم و كلامهم على وحدانية الله و خلق العالم ووجود الكون و نشأة الطبيعة وبعد تحرر الفكر اليوناني من سلطان الخرافات والابهام و يعد هذا التحرير عامل اساسي من عوامل الانفتاح والتطور و الازدهار من ما اخذ ينظر الى العالم منذ ذلك الحين من زاوية جديدة يحاول من خلالها تفسير اسرار الكون بالاستدلال و الملاحظة حيث كان للمستعمرات التى اقامها اليونان على حدود اسيا في ايونيا دور كبير في التماس مع الحضارات الشرقية واستمدت الفلسفة اليونانية كثيرا من التراث الشرقي.
استهلت الفلسفة اليونانية فجر حياتها بالبحث في اصل الكون وطبيعته وكان ذلك امتدادا طبيعيا لشغف شعراء المأساة الاغريق الذين كانت لهم شطحات اسطورية خصبة في تفسير نشأة الكون وعلاقته بالآلهة ولكنها شطحات لا تخلو مع ذلك من الايمان شيء من القانون يحكم سير الحوادث ويضبط نظام الاشياء مما جعل هوايتهد يطلق على شعراء المأساة هؤلاء اسم الفلاسفة الاوائل كما يسمون في العادة بل اسم المؤسسين الحقيقين للتفكير العلمي ( ) ، لقد كان للفلسفة قبل سقراط فضلها في اثارة اغلب الاسئلة التي وجهت المسار الفلسفي لاحقا بقدر تعلق الامر بمشكلة المعرفة فقد ادت جهودها الى اشطار الادراك الى ملكة الحس وملكة العقل ( )، وظهر في اول مكان من الفلسفة اليونانية في اقليم ايونيا اول نور فلسفي فكري وبداية شعاع متوهج نحو البحث عن اصل الوجود الذي اتخذ من الكون بداية للفكر و البحث و الدراسة لمعرفة المبدأ الاول و المصدر الرئيسي الذي صدر منه الوجود بأكمله .