Abstract
شرعت الدولة العثمانية بعد ان سيطرت على بلاد الشام سنة 1516م في محاولة كسب العشائر واخضاعها، لا سيما ان العديد من العشائر كانت من العشائر البدوية الرحل التي يصعب السيطرة عليها، لذا نرى بأن الدولة العثمانية تعاملت معها بأساليب مختلفة من اجل اخضاعها وكسب ولاءاتها، فقد كانت تستخدم أسلوب اللين مع العشائر طالما وجدت أن ذلك الأسلوب نافعاً، والا فأنها تلجأ الى أسلوب القوة العسكرية وتأديب العشائر التي خرجت عن سلطتها، وعلى الرغم من تنوع الأساليب في التعامل مع العشائر في ايالة الشام، الا ان الدولة العثمانية واجهت الكثير من التمردات العشائرية في تلك الايالة والتي اثرت بشكل او بأخر على ميزانية الدولة العثمانية، ذلك ان العديد من تلك العشائر كانت تسكن على طريق قوافل الحج والتجارة، الامر الذي كلف الخزينة المركزية اموالاً كبيرة كانت تدفع، اما لبعض شيوخ العشائر البدوية وفقاً لنظام الصرة لكسب ولاءاتهم وضمان عدم اعتداءهم على تلك القوافل، واما للجنود الذين يعملون على حماية قوافل الحجاج. لذا نرى ان الدولة العثمانية لجأت الى تغييرات في النظام الإداري بين الحين والاخر من اجل فرض مركزيتها وتوفير الامن والاستقرار، اذ استحدثت ايالة جديدة باسم ايالة حلب، فضلاً عن ايالات أخرى استحدثت في سنوات لاحقة في الربع الأخير من القرن السادس عشر وقعت خارج نطاق البحث.