Abstract
برزت ظاهرة المنافسة بين المدن والامصار العربية ـ الاسلامية؛ تبعا لأدوارها السياسية والفكرية ولأهميتها الاقتصادية وموقعها الجغرافي، وتعد هذه المنافسة ظاهرة حضارية إيجابية أغنت الأفق الفكري خلال تلك المرحلة التاريخية؛ لأنها حرّكت اهتمامات كتّاب ومفكري كل مدينة من المدن إلى أن يكتبوا ويصنفوا المصنفات عنها ، بما يتلاءم وإبراز الجوانب المشرقة لكل منها ازاء المدينة الأخرى.
لم تقتصر هذه الظاهرة على صعيد الكتابة التاريخية عن المدن فحسب، بل تجاوزت ذلك على الصعيد العام في المناقشات والحوارات والمجالس الثقافية، ولعب الخلفاء والأمراء والولاة دوراً مهماً في تطويرها وتنميتها، ومنها تلك المجالس والمناظرات بين أهل البصرة والكوفة في حضرة الخلفاء الأمويين والعباسيين من بعدهم، أمثال عبد الملك بن مروان وأبي العباس السفاح وأبي جعفر المنصور وغيرهم.
لقد ألف عدد من المؤرخين والكتاب مؤلفات متنوعة، تراوحت بين رسائل صغيرة وكتب كبيرة، في بيان فضائل مدنهم ، اشتملت على آيات من كتاب الله العزيز، إدعوا أنها نزلت في معنى فضائل ذلك البلد، فضلاً عن أحاديث للرسول الكريم (ص) عن صلاح ومحاسن أهله،وفي تلك المؤلفات كذلك مفاخرات ومهاجاة مع مدينة أو اقليم آخر ، وهذا ما يشبه أدب المدح والذم الذي اهتم به بعض المؤلفين من الجغرافيين وأهل الأدب وغيرهم .
لم تقتصر هذه الظاهرة على صعيد الكتابة التاريخية عن المدن فحسب، بل تجاوزت ذلك على الصعيد العام في المناقشات والحوارات والمجالس الثقافية، ولعب الخلفاء والأمراء والولاة دوراً مهماً في تطويرها وتنميتها، ومنها تلك المجالس والمناظرات بين أهل البصرة والكوفة في حضرة الخلفاء الأمويين والعباسيين من بعدهم، أمثال عبد الملك بن مروان وأبي العباس السفاح وأبي جعفر المنصور وغيرهم.
لقد ألف عدد من المؤرخين والكتاب مؤلفات متنوعة، تراوحت بين رسائل صغيرة وكتب كبيرة، في بيان فضائل مدنهم ، اشتملت على آيات من كتاب الله العزيز، إدعوا أنها نزلت في معنى فضائل ذلك البلد، فضلاً عن أحاديث للرسول الكريم (ص) عن صلاح ومحاسن أهله،وفي تلك المؤلفات كذلك مفاخرات ومهاجاة مع مدينة أو اقليم آخر ، وهذا ما يشبه أدب المدح والذم الذي اهتم به بعض المؤلفين من الجغرافيين وأهل الأدب وغيرهم .