ADAB AL-BASRAH

كان اهتمام العرب قديمًا بالإشاريات في إطار ضيق، إلى أن ظهر المنهج التداولي فاتسع نطاق الدرس فيها وبالأخص في مقال بنفنيست فأصبحت إحدى آليات هذا المنهج.
وقد قسم رواد التداولية الإشاريات على نوعين الأول منها يسمى: (الإشاريات الرئيسة)، والثاني (الإشاريات الثانوية)، ولكل نوع من هذه الأنواع دوره في التحليل وفك شفرات النصوص. وقد اختار البحث رسائل الأدباء إلى الخلفاء والوزراء والأمراء مادة تطبيقية لتلك الإشاريات وبيان دورها الكبير في العملية التواصلية.

ان البحث في العمليات الذهنية المرتبطة بالتعلم عند المتعلمين من منظور إدراكي قد يتيح فهم عملية التعلم اكثر مما يساعد في تحسين مخرجات التعلم عند المتعلمين . القرارات ، خطوات و الأفعال الذي يوظفها المتعلم بشكل واعي في المهام المطلوبة تعرف باستراتيجيات ما بعد الإدراك التي قد تساعد في اداء مستوى التعليمي للمتعلمين. أن وعي المتعلم بقدراته و أدائه بالإضافة الى مدى استخدامه لهذه الاستراتيجيات يساعد في إدارة و متابعة عملية التعلم بشكل اكثر فاعلية في مجال اللغة عموما و الكتابة على الخصوص . لقد صنفت استراتيجيات ما بعد الإدراك على انها من العوامل المؤثرة في تحسين اداء المتعلمين. تهدف هذه الدراسة الى التحقق من مستوى وعي المتعلمين عن استراتيجيات ما بعد الإدراك و لاستخدام الاستراتيجيات لمتعلمي اللغة الانكليزية على مستوى الجامعي, اذ اختيرت عينة الدراسة من طلاب جامعة البصرة ، كلية الآداب ، قسم اللغة الانكليزية، المرحلة الثالثة. إضافة الى التقييم العام لمستوى ادراك الطلاب ،فان هذه التجربة الميدانية تبحث في تأثير التدريب على استخدام الاستراتيجيات ما بعد الإدراك عن طريق تنشيط الاستراتيجيات التي تعلمها الطلبة من قبل بالإضافة الى إعطاء مجموعة من الاستراتيجيات الجديدة في الكتابة. وقد اعتمد البحث على مجموعة من أدوات البحث منها الاستبيان والتجربة الميدانية والتي هي عبارة عن امتحان قبلي لتحديد مستوى اداء الطلاب. وفقا لنتائج الامتحان القبلي تم تصنيف العينة الى مجموعتين ، المجموعة التجريبية و المجموعة الضابطة . وفي نهاية مدة التدريب اجري الامتحان البعدي لاختبار نتائج التدريب. اجريت ايضا المقابلة مع أفراد العينة من مجموعة التجريبية لغرض معرفة التغيير المحتمل في مستوى وعي الطلبة باستراتيجيات الكتابة.
و قد اظهرت نتائج الاستبيان ان افراد العينة يتمتعون بمستوى عال من الوعي فيما يخص تقييم قدراتهم في مهارة الكتابة و فاعلية الاستراتيجيات ,في حين اشارت نتائج الامتحان القبلي التي تبحث في تطبيق الاستراتيجيات بشكل عملي الى الضعف في توظيف هذه الاستراتيجيات بشكل فاعل. و من النتائج الملفتة للنظر في هذا البحث هو التغيير الملحوظ في اداء الطلبة بعد تلقي التدريس مكثف لمدة شهرين و بواقع ثلاث محاضرات في الأسبوع. حيث وضحت البيانات الإحصائية الفارق بين اداء مجموعة التجريبية و مجموعة الضابطة في الامتحان البعدي الذي اجري لتحقق من فاعلية التدريب . و قد جاءت نتائج المقابلات متوافقة مع ما خرجت به الأدوات البحث الاخرى (الاستبيان و التجربة الميدانية)و اذ اظهر المشاركون في المقابلة ،مستوى ادراك جيد بخصوص الاستراتيجيات غير انهم يعزون بعض الصعوبات في الكتابة الى عوامل اخرى مثل مستوى الكفاءة في اللغة الانكليزية و عنصر الوقت و العوامل النفسية . من التوصيات التي خرجت بها الرسالة هي ضرورة التركيز على التدريب في استراتيجيات ما بعد الإدراك ضمن دروس الكتابة لأنها اثبتت فاعليتها في حال دمجت في منهج الكتابة بشكل مناسب

تعد رواية موبي دك لهرمان ميلفل احدى الروايات الامريكية التي اهتمت بالبحر ومشكلات الناس اثناء ابحارهم في اعالي البحار. يعد هرمان ميلفل متخصصاً في الكتابة عن البحر. فهو يعد البحر مصدراً للثروة وايجاد الكنوز واستكشاف اماكن جديدة واسرارها ومصدراً للمعلومات الجديدة. كما ويعد البحر مصدراً للمغامرة والخطر.
يتناول البحث الحالي مجموعة من الشخصيات التي يمكن اعتبار اياً منها بطلاً للعمل. انهم ثلاث شخصيات. يعد كل من تلك الشخصيات مناسباً لان يكون بطلاً بسبب المؤهلات المتوفرة في كل منهم. يتكون البحث الحالي من ثلاثة اقسام تم تسميتها حسب اسماء الابطال.
سيتناول البحث كل من هؤلاء الابطال من خلال التحليل النقدي للخصال الحميدة والعيوب الرذائل الذميمة. وسيقوم الباحث بجمع اراء النقاد وقراراتهم كيما يتوصل الى رأي نقدييتم من خلاله تحديد شخصية البطل هذا من جانب ومن هو الشخص الشرير من خلال الاشارة له لأن هذا الموضوع ليس من صلب اختصاص البحث الحالي. من خلال الاشارة الى الامثلة والمواقف التي يقوم الابطال بالتصرف والتحرك من خلالها. ومن ثم سيتم الاستدلال الى بطل العمل . وكذلك سيتم تقييم الشخصيات موضع النقاش ومواقفهم من ثم سيتوصل البحث الى هدفه لذي هو الوصول الى هوية شخصية البطل

يشكل النفي في التراكيب الاسمية على نحو خاص بنية سياقية مطردة في النصوص اللغوية في العربية سواء كانت قرآناً ، أو كانت تنتمي إلى كلام العرب شعراً أو نثراً ، وعلى الرغم من وصف النحاة لهذه البنية على أساس الأنماط الشكلية التي ترد فيها من جهة ،واستقلال تركيب الجملة نحواً ومعنى بها من جهة أخرى ، إلّا أنّ استقراء النصوص يُشير إلى أنّها في الغالب بنية سياقية ليست مستقلة في سياق بنية تركيبية أكبر منها .
من هنا كان هذا البحث الذي سيُعنى بوصف أنماط هذه البنية من خلال معالجة أنموذج تركيبي محدّد هو التركيب الاسميّ الذي تكون فيه (لا) النافية لإحدى مكوّناته في ضوء الوصف النحويّ أوّلاً ، وفي إطار نصّ شعريّ قديم هو شعر الكميت بن زيد الأسديّ ثانياً ، وصولاً إلى الفرضية التي يسعى الباحث إلى تحقيقها ، وهي : إنّ هذا التركيب لا يعدو كونه عنصراً متمّماً في بنية النصّ ، له وظيفته السياقية التي تعمل على سبك النص واتّساقه النحويّ والإسهام في إنتاج دلالته التركيبية .

التقريب الصوتي مصطلح قديم تناوله ابن جني - في الجزء الثاني من كتابه الخصائص - بشيء من التفصيل، فعرّفه بأنّه إدناء الصوت من الصوت داخل الكلمة. واذا كان الإبدال يحدث نتيجة للمماثلة أو المخالفة ،فإنّ التقريب الصوتي يحدث لغرض المماثلة فقط ، وهو يمكن تقسيمه على قسمين رئيسين ، هما:
1- التقريب الصوتي الواجب
2- التقريب الصوتي الجائز

تُعد بلاد الأندلس من أكثر البلدان التي تركت وراءَها تُراثاً أدبيَّاً غاية في الأهميِّة لا يعرف كنهه إلَّا من تخصَّص به ، وفي هذا البحث سيطَّلع القارئ بنفسه على هذا الأمر ، سيجد أنَّ هنالك رَجُلا صَدَقَ في تحقيق نتاجه الأدبي وتفوقه فيه على الرغم من معوِّقات حياته ومنغصات سياسات حكَّام زمانه ، وسيجد أنَّ من الشُّعراء الكُتَّاب في القَرْن الخَامس الهَجْري تحديدا من تفوق من أهل العِلْم باللغة والمعرفة بلسان العرب فكان له حظّ وافر منها ، وقد وصف نفسه وافتخر بعلمه ، قائلا : (( أنَّي أقول من الشعر أبدعه ، ومن النثر أرفعه ، وأنقد النقد الذي قلَّ من يجاريني فيه ، ويباريني في التكلُّم على معانيه ... )) ذلك هو : أبو الحَسَن ، صَالَح بن صَالَح الشَنْتَمرِيّ الأندلسيّ "رحمه الله" ، إذْ أقدمنا في بحثنا هذا على تتبع سيرته وآثاره ، فكان الرَّجل حقيقة صفحة مُشْرقة أثْبتت وجودها بوصفه شاعراً وناثراً أنْدلسيِّاً مُبْدعاً ، إلَّا أنَّ الحديث عن سيرته لم يكتمل تماما ؛ لأنَّ المصادر والمراجع التي جاءت عليها لم تُبْلغنا كل ما كُنَّا نطمح أنْ نعرف عنه ، وما ذكرته إلَّا القليل القليل ، وفيما يخصُّ آثاره فقد جمعنا وتحققَّنا ممَّا توافر له في المضان من شعر ونثر ، فأعطينا تسلسلا رقميِّاً لكل نصٍ شعريٍّ وجعلناه مرتَّبا حسب تسلسل القوافي ، ثمَّ تعمَّقنا بشرح ما يوجب شرحه من مفردات شعره ونثره ... واخيرا نرجو أنْ نكون قد وفَّقنا ليسطع نور هذا العمل للقارئ من خلال بعث التراث الأدبي الأندلسي من جديد .

تسعى هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على أساسيات عمل الوالي عند الإمام جعفر الصادق وذلك من خلال اعتماد رسالته التي أرسلها لعبد الله بن النجاشي والي الأهواز وهي تعرف بــــــ (الرسالة الاهوازية) والتي احتوت على جوانب أساسية ومهمة في مجال إدارة الوالي وعمله كموظف إداري في الدولة الإسلامية , في محاولة للارتقاء بالنظام الإداري وتقديمه الأفضل لمصلحة عامة المسلمين .
اعتمد الباحث على المنهج التاريخي الموضوعي في عرض فقرات البحث وكانت في ثلاث مباحث المبحث الأول بعنوان : الوالي في اللغة والاصطلاح ,أما المبحث الثاني فكان بعنوان : عبد الله النجاشي ومصداقية رسالته , والمبحث الثالث فكان بعنوان : أساسيات عمل الوالي عند الإمام الصادق وهذا المبحث هو صلب هذه الدراسة , ثم خاتمة وقائمة المصادر والمراجع .

يسلط هذا البحث الضوء على أرقى وأسمى حضارة علمية عرفتها الإنسانية بفضل تعاليم الإسلام السمحة, تلك التعاليم التي أحدثت انقلاباً في الفكر الصحي والطبي تتفق والمستوى العقلي والتطور الإنساني في تلك الحقبة المبكرة من التاريخ العربي الإسلامي, فكانت بمثابة العمود الفقري والقلب النابض لفهم الكثير من التوجيهات الصحية والطبية التي كانت سائدة في المدينة المنورة منذ أن تسلمت دفة القيادة في الدولة العربية الإسلامية سنة 1هـ/ 622م, ومثلت مركز جذب فكري, وهذا يكفيها فخراً.
وقد اقتضت طبيعة هذه الدراسة الموجزة, تقسيمها إلى مقدمة وثلاثة مباحث. فبعد المقدمة وتبيان الأهمية والهدف من اختيار البحث, جاء المبحث الأول للحديث عن التوجيهات الصحية للرسول في المدينة المنورة1-11هـ/622-632م, وقد خصص لمناقشة عدة محاور, هي: الغذاء, النظافة, الرياضة, الوقاية, العلاج.
وأما المبحث الثاني فخصص لمناقشة التوجيهات الصحية الوقائية والطبية في المدينة المنورة في عصر الخلافة الراشدة 11-40هـ/632-640م: وقد قسم إلى أربعة محاور بشكل متسلسل تاريخي, تناول المحور الأول التوجيهات الطبية في عهد الخليفة أبوبكر الصديق 11-13هـ/632-634م. وشمل المحور الثاني مناقشة التوجيهات الصحية والطبية في عهد الخليفة عمر بن الخطاب13-23هـ/634-643م.
وبعدئذٍ انصب اهتمام البحث على المحور الثالث, وقد تضمن التوجيهات الصحية في عهد الخليفة عثمان بن عفان 23-35هـ/643-655م, وأما المحور الرابع فقد خصص للحديث عن التوجيهات الصحية والطبية للخليفة علي بن أبي طالب35-40هـ/655-660م.
في حين شمل المبحث الثالث التعريف بأهم الأطباء والآسيات في المدينة المنورة في عهد الرسول وعصر الخلافة الراشدة.
وختم البحث بدراسة موجزة أجملت فيها أبرز وأهم النتائج التي توصلت إليها دراسة المعارف الطبية في المدينة المنورة في عهد الرسول وعصر الخلفاء الراشدين1-40هـ/622-660م.

تعتبر المخطوطات الكنوز التي تعكس تراث جميع الأمم والشعوب إذ تضم بين طياتها حقائق ومعارف في مختلف المجالات والعلوم واللغات.
وانطلاقا من أهمية المخطوطات ودورها البارز في المجال العلمي والبحثي قامت الباحثة بتسليط الضوء على مخطوط" الترياق في تطهير الأفعال وتهذيب الأخلاق" للعلاَمة السيَد محسن الأمين العاملي الذي قامت بتحقيقه مسبقاً من مصدره مكتبة المدرسة المحسنيَة الواقعة في مدينة دمشق التي كان قد أسسها وأرسى دعائمها صاحب المخطوط، كما تناولت الباحثة هذا المخطوط بدراسة تحليلية وبيّنت منهجية التحقيق المتبعة في عملية البحث والمقارنة والاسترجاع.
تنبع أهمية هذه الدراسة من خلال التعريف بصاحب المخطوط العلاَمة السيد محسن الأمين العاملي وعرض أبرز مؤلفاته، إذ كان للمؤلّف دور بارز وزعامة دينية ومكانة علمية كبيرة في عصره وزمانه وقد عرّفت الباحثة بصاحب النُسخ الخطية الأخرى الشيخ محمد علي صندوق وبالمكتبة التي ضمّت المخطوط ونُسخه فضلاً عن عرض صور للمخطوط الأم، والنسخ، ونماذج عن تحقيق المخطوط موضع الدراسة.

تحاول الدراسة معرفة الأبعاد الإستراتيجية للتدخل الأمريكي في أفغانستان بعيد الغزو السوفيتي لها , في محاولة جادة لكشف العديد من الأهداف وإلقاء الضوء عليها , أبرزها التعرف على أبعاد العلاقات السياسية والعسكرية بين البلدين والتركيز على دور الجماعات الإسلامية في أحداث 11 سبتمبر 2001 , وذلك استناداً الى فرضية أساسية وهي ان هناك علاقة إستراتيجية ومصالح مشتركة لكل من الولايات المتحدة وأفغانستان , من اجل محاربة الإرهاب , وتعزيز الاستقرار في المنطقة .
فمحور الدراسة حول العديد من الفرضيات ومحاولة الإجابة عنها وهي : ما طبيعة العلاقات الأمريكية الأفغانية ؟ ما دور أحداث 11 سبتمبر على العلاقات بين الطرفين , ما دور حركة طالبان في أحداث 11 سبتمبر 2001 ؟

تناولت هذه الدراسة مصادر القراءة في العصر الرقمي ومدى تفاعل طلاب ثانوية بور سعيد مع هذا النوع المتطور من القراءة خاصة في ظل التغيير الجذري للمناهج الدراسية والذي يعتمد على البحث والاستطلاع الشخصي من قبل الطالب، وفي ظل قصور المصادر والمراجع في معظم مكتباتنا المدرسية لذلك لم يكن أمام الطالب سوى اللجوء للمصادر الرقمية، ومن هنا نتيجة الاحتكاك المباشر مع الطلاب وزيادة الطلب على تجديد مصادر المكتبة المدرسية في الثانوية المدروسة كان لابد من البحث عن حلول بديلة لقصور المصادر الورقية وكان من أفضل هذه الحلول القيام بدراسة تجريبية على مجموعة من الطلاب الأكثر زيارة للمكتبة في الثانوية المدروسة للتعرف على مدى تفاعلهم مع مصادر القراءة الرقمية حيث تضمنت الدراسة جانبين الجانب النظري الذي يتحدث عن مفهوم القراءة الرقمية ووسائطها والجانب الميداني وهو عبارة عن استبيان تم توزيعه على طلاب ثانوية بور سعيد الثانوية وقد خلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج التي تبين مدى تفاعل الطلاب مع مصادر القراءة في العصر الرقمي، كما توصلت الدراسة إلى اقتراحات ترمي إلى تعزيز القراءة والتشجيع عليها في المدارس من خلال استثمار التكنولوجيا الحديثة وتوظيفها في التعليم حيث يتمكن الطلاب من تلبية حاجاتهم القرائية أمام ندرة المصادر الورقية.

يندرجُ البحث في عداد الفلسفتين الأخلاقيّة والّلاهوتيّة ، وثيقتي الصّلة بحياة الإنسان الوجوديّة الأخلاقيّة والرّوحيّة والدّينية ، والحضاريّة ، فطبيعة الإنسان من وجهة نظر الفلسفة الّلاهوتيّة الأخلاقيّة ، قد فسدت منذ سقوطه في الخطيئة الأولى ، المتمثّلة في عصيان أبي البشر (آدمَ) أمرَ ربّه ، القاضي بعدم الاقتراب من الشّجرة المحظورة في الجنّة، بهذا العصيان فسدت جميع مواهب الإنسان الطبيعيّة والأخلاقيّة ، وانتقلت إلى الذّريّة بعد ذلك ، وبالتّالي تعزو الفلسفة الّلاهوتيّة جميع صور الإثم والشّرّ في حياة الإنسان إلى الخطيئة ذاتها .
يشير سقوط الإنسان في الخطيئة إلى سقوطه الرّوحيّ ، والأخلاقيّ ، والمادّي ، واستسلامه لإرادة الشّيطان وانتصار الشّرِّ عليه ، بوصفه عدوّاً لدوداً للإنسان ، لكنَّ إمكانيّة التحرّر من الخطيئة والشّيطان ، والشّرّ بصوره كافّة ، ممكنة لدى الإنسان ، عبر الإيمان الرّاسخ بالله ، وإعلان العبوديّة التّامّة له ، وعدم الاستجابة لنزغات الشّيطان والامتثال لأوامره ، لطالما أنَّ سبيل الشّيطان ينتهي بالإنسان إلى الضّلال ، و الخسران الرّوحي والأخلاقيّ والمادّيّ ، في مقابل سبيل الله المفضي إلى الصّلاح والفلاح ، والسّعادة .
من هنا يحظى مفهوم الخطيئة في الفلسفة الأخلاقيّة والّلاهوتيّة والرّوحيّة بأهمّية مركزيّة ، نظراً للصّلة الّتي تربط سائر المفاهيم الفلسفيّة الأخلاقيّة والدّينيّة بصور الرّذيلة والإثم والشّرّ ، بل إنَّ الخلاص الحقيقيّ للإنسان _ الّذي هو في جوهره خلاصٌ روحيٌّ وأخلاقيٌّ _ ، يرتبطُ بمفهوميّ الخطيئة والشّيطان ، ويقوم على التحرّر منهما والفوز عليهما بآنٍ معاً .
من ناحية أخرى ثمَّةَ تقاطعٌ واختلافٌ في النّظرتين الفلسفيّة والّلاهوتيّة لمفهوميّ الخطيئة والشّيطان ، من زاوية اتّصالهما بالإنسان والعالم ، يجدر الإشارة إليهما ، لطالما انَّ كلتا النّظرتين تعنيان بحياة الإنسان ومصيره ، في الدّارين الدّنيا والآخرة . ولطالما أنَّ النّظرتين تُجمعان على أنَّ الخطيئة والشّيطان عدوّان للإنسان ، بينما الله خيره ومصدر سعادته في الحال والمآل