Surra Man Ra'a

تكمن أهمية الموضوع في أنه من الأبنية المطردة في اللغة العربية ، وقد ألف فيه الصغاني صاحب معجم العباب الزاخر كتابا ذكر فيه ألفاظ هذا البناء وقد بلغت عنده ( 130 ) بناءاً ، وقد استدركنا عليه فوصلت الأبنية عندنا ( 150 ) بناءاً.
والذي يشد من أهمية البحث أننا نجد تنوعا في مفردات هنا البناء قلما نجدها في غيره من الأبنية ، فهو يأتي منه اسم العلم المؤنث كحذام وقطام ، وتأتي منه أسماء أفعال الأمر كنزال وتراك ومناع ، وتجيء منه أسماء المواضع كصلاح اسم لمكة المكرمة وظفار بلد في اليمن ، وتأتي منه أسماء الحيوانات كسكاب للفرس وسراب للناقة وقثام للضبعة ، وغير ذلك من المعاني .
أما سبب اختياري البحث فيعود إلى مسألة شغلت ذهن الباحث وهي أن ألفاظ هذا البناء كلها مختصة بالمؤنث أو أنها مؤنثة بعبارة هي أصح ، وقد وجدنا أئمة العلماء يشيرون إلى ذلك ، فنود أن نكشف عن هذه الحقيقة في بحثنا هذا ، وهو على خمسة مباحث :-
المبحث الأول: أقسام فعال
المبحث الثاني: العدول في الصيغة
المبحث الثالث: علة بناء فعال
المبحث الرابع: أدلة التأنيث
المبحث الخامس: قياسية هذا البناء

تتحدث هذه الدراسة عن صحابي جليل هو حنظلة بن الربيع بن صيفي الكاتب الأُسيدي، التميمي. والذي يكنى بأبي ربعي. من سادات بني تميم، عمه المعروف باكثم بن صيفي، الذي كان يلقب بحكيم العرب. كما كان لأخيه رياح بن الربيع صحبة أيضاً.
لابد لنا من أن نشير إلى حقيقة مهمة ليس من اجل أن نرفع شان الدراسة، ولكن هذا ما التمسناه خلال دراستنا لهذه الشخصية الجليلة التي قدمت للإسلام والمسلمين خدمة عظيمة،يكفي فخراً في أنه كان أحد كتاب النبي صلى الله عليه وسلم.
إن الذي التمسناه أن المصادر تتكلم عنه باقتضاب شديد جداً، وأحياناً، قد يكون اختلاف في ذلك، ولكن ذلك لا يمس شخصيته أو نسبه، لأن تميم من القبائل الكبيرة، فهي من أوفر القبائل عدداً وأوسعها بلداً وانتشاراً.
كما رأينا أنه لا توجد دراسة درست هذه الشخصية باستيفاء كامل، على الرغم من أننا أيضاً لم نصل حد الكمال في دراستنا لان الكمال لله وحده. ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى استطعنا أن نخرج بهذه الدراسة البسيطة، والله من وراء القصد.

مدينة جيَّان من مدن الأندلس القديمة التي ما زالت تحتفظ بطابع خاص من ملامحها الأندلسية وهي من أعظم قواعد الأندلس الوسطى أيام الدولة الإسلامية وقد أدت أدواراً سياسية وحضارية ملحوظة في تأريخ الأندلس .
تمتعت جيَّان بمكانة سياسية وحضارية قبل الفتح العربي الإسلامي ، وفي عصورها الإسلامية زادت مكانتها فقد فتحت على يد القائد طارق بن زياد صلحاً سنة 92هـ/ 711م بدليل أن الكتابات التاريخية لم تتناول موضوع مقاومة أهل جيَّان للعرب الفاتحين .
شكلت جيَّان صورة مصغرة لما كانت عليه الأندلس فقد كانت تضم مظاهر جغرافية مختلفة وثراء إقتصادي أدى إلى تعدد القرى والضياع فكانت ملتقى ومستقر العديد من الطوائف التي كانت في بعض الأحيان سبباً في ظهور العديد من النزاعات العنصرية والحركات والتمردات .
إستحبها العرب وسكنوها وتكاثروا فيها فهي والمدن الرئيسة الأخرى كانت مراكز العروبة في الأندلس وكانت المهاد الذي تكاثروا فيه وإنتشروا فيها إلى غيرها من نواحي الأندلس ، وفضلاً عن القبائل العربية فقد إستقر في جيَّان البربر (قبائل المغرب) والنصارى واليهود حتى أن هذه المدينة أصبحت مركزاً وملاذاً للمتمردين وعلى وجه التحديد من عصر الإمارة الأموية فظهرت الكثير من الفتن والثورات التي خرجت على السلطة المركزية إلا أن هذه الأخطار لم تثن المدينة عن مسيرتها التطورية في ميادينها المختلفة .
وفي مضمون البحث سنتعرف على العديد من الحركات المعارضة والتمردات التي قام بها العرب والبربر والمولدين ونصارى الذمة والمستعربين وغيرهم لنرى في نهاية الأمر كيف إستكانت هذه الحركات المعارضة للحكومة المركزية وقضى عليها تماماً بعدما أقلقت حكومة قرطبة سنوات .

قبل أن ندخل في تفاصيل الموضوع لابد لنا من التعريف بمدينة جيَّان الأندلسية فهي مدينة قديمة مشهورة(1) ، أزلية من بنيان الأوائل(2) ، قيل أنها عُمرت على أنقاض مدينة أنتجيس القديمة وقيل في موقع منتَّسا(3) ، وأغلب الظن أنها تعود إلى العهد الذي سبق القرطاجيين أو في عهدهم والدليل على ذلك هو مرور القائد القرطاجي هانيبال منها ، خلال الحرب البونيفية الثانية(*) إبان الصراع بين روما وقرطاجة ، وعلى أثر ذلك سمي الطريق الذي يمر منها بإسمه(4) .
تلفظ جيَّان بفتح الجيم وتشديد المثناة من فوق وألف وفي آخرها نون(5) ، ويرجع إسمها في الأصل إلى زمن الرومان إذ كانت تسمى أوسياسين (Usiense) ، فالعرب حذفوا ما قبل آخر الإسم فبقي أوسيان فقلبوا السين شيناً ثم غلبت الجيم الشين ، وحذفوا الأول فإنتهى الأمر بأن صارت جَيَّان والله أعلم(6) .

كان لظهور الإسلام أكرم بداية في حياة الإنسانية ، ومبدأ حياة علمية ، شاعت أنوارها فالقران الكريم دعوة الى العلم والتعلم والتعليم 0
ولما فتح المسلمون الأندلس عام (92 هـ / 711م ) لم يجدو فيه من العلم شيئا ، فبثوا بذور العلم التي نمت في ظل الأجواء التي وفروها في البلاد الجديدة ، فكانت علوما وآدابا متعددة وحضارة منيرة 0
ازدهرت الحضارة الإسلامية في كل ميادينها ، في بلاد الإسلام كافة التي امتدت من المحيط الأطلسي الى قارة أسيا شرقا حيث كانت حواضر العالم الإسلامي ومدنه حافلة بالنشاط العلمي المتنوع فالمسلم يسعى حثيثا في طلب العلم 0 حيث ان الحياة العلمية وازدهارها في الأندلس تمثل خط الاحتكاك الحضاري بين العالــم الإسلامي في طرفه الغربي الذي عاش الكشوفات العلمية ، وأوربا النصرانية ، التي تتخبط في جهلها وجاهليتها معرفة الحياة وازدهارها في الأندلس توقف الباحث على الانجازات العلمية التي أبدعها المسلمون في بقعة من عالمهم الإسلامي ، وخطوة لدراسة العلوم الإسلامية في المدينة الأوربية الحديثة ، باعتبار الأندلس أهم معبر لجوانب من الحضارة الإسلامية الى اوربا0
ان التاريخ الأندلسي السياسي و الحضاري ، على حد سواء ميدان خصم للدراسات العلمية وازدهارها، فهي بحاجة الى مزيد من الدراسات العلمية المتضافرة الأمينة لدراسة جوانب مهمة من هذه العلوم 0
يتفق أكثر الباحثين على إن بلاد الأندلس في القرن الخامس الهجري , بلغت مستوى رفيعا في تقدمها العلمي بجوانب المعرفة المتعددة إنتاج غزير ,ومؤلفات ضخمة انعكس هذا التقدم على دول أوربا , فتركوا آثار ملموسة في حضارتها وكانت تلك المؤلفات المصدر الوحيد لجامعاتها كما يقرر المستشرق غوستاف لوبون :" ظلت كتب العرب تدرس في جامعات أوربا خمسة أو ستة قرون "0(1) . في الوقت الذي لم يكن يوجد أمي في بلاد إلا ندلس , كان لايعرف القراءة والكتابة في أوربا معرفة أولية إلا الطبقة العليا من القسس. (2) .
لقد كان هذا الاهتمام الرائع , ثمرة طيبة لشيوع التعليم في مدن الأندلس كافة وكان بها تسع من أمهات المدن فضلا عن المدن الصغيرة والقرى الكثيرة ساعد على ذلك اهتمام الحكام في نشر العلم والمعرفة والوقوف على ذلك بأنفسهم وذلك من خلال الدعم و الخطط التي اتبعها الحكام في الأندلس في مجال التعليم 0

أصبحت قضايا المرأة مثيرة للاهتمام والمناقشات على نطاق واسع خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين , ومن هذه القضايا التي بانت في المجتمع العراقي بصورة عامة ومنه مجتمع محافظة صلاح الدين ، هي مشكلة الأرامل ، التي بدأت تنمو منذ عام 1977 لغاية 1987 ، وخلال عقد التسعينات من القرن الماضي ، إلى الاحتلال الأمريكي عام 2003 وبعده ، إذ وصلت إلى معدلات عالية جدا ، وغدت مشكلة يعاني منها المجتمع ، ليس هي كمشكلة وإنما إفرازاتها الجانبية ، من اسر فقدت معيلها , واسر لها أطفال أيتام ، وانطلاقا مما تقدم فقد اختار الباحثان هذه المشكلة لتكون عنوانا لبحثهما.
قسم البحث إلى عدة أقسام ، تناولنا في الأول منه الإطار النظري للبحث وحدوده ، ومشكلة وفرضية البحث وحدود منطقة الدراسة ، وتعريف لأهم المفاهيم التي وردت فيه ، ووسائل الحصول على البيانات ، وفي القسم الثاني تناول الباحثان تطور الظاهرة للمدة 1977 – 1997 ، واتجاهاتها وحجمها ، وفي القسم الثالث حجم الأرامل عام 2007 والخصائص الديموغرافية للأرامل ، من حيث العمر ، المستوى التعليمي ، ومن حيث الخصائص الاقتصادية والاجتماعية من ملكية الوحدة السكنية وعدد الأطفال الأيتام ومعدل الدخل الشهري لهن ، ومحل ميلادها .
وكانت نتائج التعدادات السكانية للأعوام 1977 ، 1987 ، 1997 ، سواء المنشورة منها أو غير المنشورة على مستوى الوحدات الإدارية الصغيرة (الناحيه) مصدرا مهما للبيانات المستخدمة في البحث، أما في عام 2007 ونظرا لتباين الإحصاءات حول هذه الظاهرة وخاصة تلك التي تنشرها بعض الوزارات مثل التخطيط ، المرأة ، العمل والشؤون الاجتماعية كان لزاما على الباحثين أن يعتمدوا الدراسة الميدانية التي هي أسلوب مهم من أساليب الحصول على البيانات في الدارسات الجغرافية وخاصة السكانيةمنها.
وأخيرا نتقدم بشكرنا للعاملين في أقسام التربية في الاقضية ، ولمدراء المدارس فيها لما قدموه من عون ومساعدة , وفقنا الله جميعا لخدمة المحافظة ومجتمعها وخاصة في الدارسات السكانية التطبيقية , ولا ندعي الكمال فالكمال لله وحده .

يمثل موضوع " الثورة الجليلة 1688 وأثرها على الأوضاع السياسية والاقتصادية في بريطانيا " أهمية كبيرة في الدراسات التي تبحث في الخلفية التاريخية للتاريخ الأوربي الحديث بشكل عام وللتاريخ البريطاني بشكل خاص ، لاسيما وان الموضوع يعتني بحقبة زمنية لها خصوصيتها بحكم وقوعها بمرحلة الانتقال من العصور الوسطى إلى مرحلة العصور الحديثة ومن هنا تكمن أهمية الموضوع في كونه يشكل مرحلة أساسية لدراسة تاريخ أوربا الحديث ، كما أنه يشتمل على أحداث تاريخية مثيرة للاهتمام ساهمت في صياغة تاريخ بريطانيا الحديث وأثرت على المجتمع البريطاني بشكل مباشر .
فكان لهذه المرحلة أن تشهد نهاية الصراع الذي استمر قرناً كاملاً بين الملكية الدستورية المطلقة والادعاء بالحق الإلهي في الحكم وبين الأمة التي أصرت على الملكية والتي اكتمل فيها انتقال السلطة من الملك إلى البرلمان وهذا ما حدا بنا لاختيار موضوع البحث .
لم تكن الثورة الجليلة الانكليزية 1688 مجرد صراع بين الملك والشعب كما يتصورها البعض " ذلك الصراع الذي اعتقد فيه الملك انه ظل الهت في الأرض وان سلطانه لا يقف دونها سلطان بينما أنف الشعب من جنون الملك وأنانية الطغاة " بل يتعدى فحوى الثورة الجليلة ذلك إلى الثورة المجيدة التي اتسمت منذ بدأها بالتسامح وترفعت عن اضطهاد الفريق المهزوم ومهدت كل السبل لإعلاء كلمة الشعب ، إذ نظر لها الانكليز بأنها الثورة التي جاءت بنجاح سياسي ودستوري كبير للشعب البريطاني المتمثل بالبرلمان والذي استدعى وماري ابنة جيمس الثاني وزوجها وليم اورنج من هولندا لحكم البلاد بعد اعترافها بلائحة الحقوق وقانون التسامح الديني اللذين أقرهما البرلمان بمجلسيه فأعتبر ذلك اعترافاً صريحاً بسيادته في أمور التشريع وعدم جواز أبطال وتعديل أي قانون يصدر من قبل البرلمان إلا بموافقته هذا فضلا عن إلى حق فرض الضرائب وتشكيل الجيوش وعدم ضرب الحريات والعديد من الأمور الأخرى التي اشترطت بمصادقته .
لقد نقلت الثورة الجليلة 1688 السلطة من يد الملك ووضعتها بين يدي أعضاء البرلمان وعلى قاعدتها تأسست في بريطانيا حكومة من النبلاء الملاكين وكبار التجار فلم يجرأ أحد من ملوك بريطانيا فيما بعد على رفض أي قرار يصدره مجلس العموم فبالرغم من كونها ثورة سلمية ، إلا أنها أنهت معظم الخلافات السياسية والصراعات الدينية وانتصاراً لمبدأ حرية العقيدة لأتباع الكنيسة الانجليكانية والبروتستانت المعتدلين ( البيورتان ) .

يعد اكتساب المفاهيم بصورة سليمة من الأمور الواجب الاهتمام بها إذ تعد شرطاً من جملة شروط أخرى ينبغي توافرها لدى كل الفرد لكي يكون قادرا على مواجهة مشكلات الحياة المعاصرة. (Cain & Evans 1990, P348).
ان طرائق التدريس التقليدية لا تلبي الحاجات الأساسية للمتعلمين والمجتمع من حيث القدرة على التفاعل وتبادل المعلومات نظراً لكثرة أعداد الطلاب في الصف الواحد واعتماد هذه الطرائق على الالفاظ المجردة ,ولذلك فأن بعضآ من الطلاب يتعذر عليهم استيعاب المفاهيم وخصوصا المفاهيم المجردة بصورة صحيحة .
ان اعتماد نماذج تدريسية حديثة تهدف إلى تكوين البنية المعرفية السليمة لدى الطلبة اصبح أمرا لابد منه لتعديل المفاهيم الخاطئة لديهم وتحفيزهم على التفكير العلمي السليم بعيداً عن الحفظ والتلقين ومن اهم هذه النماذج التدريسية هو الانموذج الذي أعده بوسنر (Posner , 1982),وعليه فان هذه الدراسة تهدف للتعرف الى مدى فاعلية هذا الأنموذج في تحصيل طلاب الصف الاول المتوسط واتجاهاتهم نحو مادة التاريخ , وبذلك تبرز مشكلة البحث خلال الإجابة عن السؤال الأتي :
ما أثر استخدام أنموذج بوسنر في تحصيل طلاب الصف الاول المتوسط واتجاهاتهم نحو مادة التاريخ ؟.

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على اشرف الخلق سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن سار على نهجهم الى يوم الدين...
لقد شهدت الدولة العربية قبل مجيء الاسلام ظهور عدة كيانات ودول ساعدت هذه الدول على تأسيس كيان سياسي كان له تاريخ حضاري عريق ومن هذه الدول او الاسر التي نشأت والتي هي موضوع بحثنا ، الاسرة اللخمية التي ظهرت وسكنت منطقة الحيرة في العراق في السنين( 138-631م) والتي جعلت من هذه المنطقة فيما بعد احد مراكز التفاعل الحضاري والسياسي في المنطقة، لما لعبه ملوكها الذين تسلموا الحكم من دورا موثرا وواضحا في كل المجالات والاصعدة ، وبما كونوه من علاقات كانت جيدة في البداية مع الامبراطورية الساسانية ولكنها انتهت باخراج الفرس من الاراضي العربية الاسلامية وذلك بمجيء الاسلام ، ولذلك سوف نتطرق في بحثنا هذا عن بدايات نشأة دولة الحيرة ؟وكيف تدرج الملوك اللخميون في الحكم ودورهم في تأسيس البنية السياسية والحضارية لدولة الحيرة ،وعلاقتها بالامبراطورية الساسانية وبشكل ملخص وبسيط...

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.
وبعد : لا يزال الشعر الجاهلي منذ أكثر من سبعة عشر قرناً خلت من عمر الزمن يعيش بيننا ويرهف أحاسيسنا ومشاعرنا ويطرب أسماعنا ، لكونه الموروث العظيم الذي تجلت فـيه إبداعات الإنسان العربي ، وبقيت خالدة في ذاكرة الزمن ، يتناقلها الرواة جيلاً عن جيل ، ولذلك كان لزاماً علينا أن نتفاعل معه وننهض بدراسته بما يتناسب مع مكانته وأهميته ، فهو سجل مـليء بالمآثر والقيم الإنسانية الخالدة ، فضلاً عما يحمل بين طياته من إشارات تكشف لنا الكثير من جوانب الحياة المختلفة في ذلك العهد . وهو المصدر الأصيل في الاستدلال على تفسير كتاب ربنا كما قال عمر () .
ومهما حاولنا أن نستظهر جانباً من الشعر الجاهلي بالدراسة والتحليل تبقى جوانب كثيرة فيه بحاجة إلى دراسة أعمق وأشمل ، لبراعة الشعراء الجاهليين رجالاً ونساءً على السواء في تكوين صورٍ كثيرةٍ لحياة العرب آن ذاك .
ولقد منّ الله عليّ في دراسة الماجستير أن أختص بدراسته الذي طالما أحببته لعمقه وأصالته وغناه . وقد جاء هذا البحث إمتداداً وتواصلاً لما كنتُ قد درسته وكتبتُ فيه في مرحلة الماجستير فقررتُ هنا دراسة وصايا المرأة الشعرية في العصر الجاهلي دراسة فنية.
وقد فرضت طبيعة الموضوع نمطاً من المنهجية في توزيع مادته. إذ جـعلتـه على أربعة مباحث سبقتها مقدمة وتمهيد وتلتها خاتمة تضمنت أهم نتائج البحث . ثم ثبت بأسماء المصادر والمراجع .
تناولتُ في المبحث الأول اللغة والأسلوب أما المبحث الثاني فقد خُصص لدراسة البناء الفني لوصايا المرأة الشعرية أما المبحث الثالث فقد أفـرد لدراسة الـصورة الشعريـة وخُصص المبحث الرابع لدراسة الموسيقى الشعرية .
ختاماً أسال الله العلي العزيز أن يوفقني لما فيه الخير لأمتنا وتراثنا .

تعرضت الأمم و البلدان إلى كوارث ومصائب تتسبب في هلاك آلاف البشر وتخريب المدن وعلى نطاق واسع ،وخلفت آثار سلبية كبيرة،ومثل هذه الكوارث، الزلازل والفيضانات والأمراض الفتاكة كالطاعون والجدري ،وكذلك القحط و الجدب والمجاعات فإنها أصابت جميع الدول، وتركت آثار عميقة في تاريخها ، وهذا ما أصاب بلاد فارس،في مدة حكم القاجاريين(1)، وبالتزامن مع بدء الحرب العالمية الاولى1914م-1918م .
وعدت هذه المجاعة نقطة فاصلة وحدث بالغ الأهمية في حياة الشعوب الفارسية ،لأنها كانت بحق إبادة جماعية ساهمت الطبيعة والإنسان بها ،فالأولى حبست أمطارها فأوجدت جفافا و جدبا أهلكت النسل و الضرع،والثانية (الإنسان) والذي تمثل بالهيمنة الاستعمارية من قبل أكبر قوتين دولتين حينذاك، وهما بريطانيا العظمى وروسيا القيصرية.
فقد أشارت المصادر التاريخية المستندة إلى الإحصائيات المحلية إلى أن تعداد السكان في بلاد فارس في بداية الحرب العالمية الأولى(1914م) كان يقدر ب 22مليون نسمة،ولكن مع وقوع البلاد في كارثة اقتصادية حادة،أنخفض عدد سكان البلاد ليصل إلى 11مليون نسمة،أي أن البلاد فقدت نتيجة للهلاك الواسع في تعدادها السكاني بحدود 8 إلى 10 مليون نسمة ،و هذا يعد رقما كبيرا في نظر أي قارئ ويصفه مباشرة بأنه رقما مبالغ فيه، على عكس أدعات بعض المؤرخين من الروس والانكليز بأن تعداد بلاد فارس كان قبل الحرب العالمية الأولى يقدر بعشرة ملايين نسمة ،وأنها لم تصل إلى 22مليون نسمة إلا بعد عشرات السنين.
في الوقت التي يؤكد فيه مورغان شوستر(2)( Morgan Shuster )، أن بلاد فارس لم تحصل على تعداد سكاني واضح خلال ستين عاما، عدا ما اعتمد عليه من تقديرات الأوربيين الذين كانوا مطلعين على أوضاع البلاد الداخلية ،وكانت تقديراتهم بين 12 مليون نسمة إلى 13 مليون نسمة ،ولكن حقائق الأمور و حجم الفاجعة التي آلمت ببلاد فارس، قد أفقدت الأخيرة هذه الملايين التي لم تكن تستطع توفير ما يقيتها من غذاء لليوم الواحد.
و يهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على مرحلة مهمة من تاريخ بلاد فارس،لأنها مست حياة ملايين البشر من سكانها و أهلكت الملايين ،و أضرت بالاقتصاد القومي ،إذ انعدمت الزراعة و قل الناتج القومي الصناعي و أوقعت خائر فادحة في الثروة الحيوانية،و مع ما ترتب على ذلك من أمراض اجتماعية خطيرة كالسرقة و الرشوة و تفشي الجريمة،إضافة إلى أنها بينت حجم التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية لهذا البلد سواء من بريطانيا أو روسيا صاحبتا المصالح المباشرة في هذا البلد أو غيرها من الدول مثل الدولة العثمانية و ألمانيا وفرنسا

لنقف قليلاً عند معنى النقد أذ قسمه دارسو الادب على قسمين ادب انشائي وادب وصفي ،فأما الادب الانشائي فهو مايكتبه الشاعر او القاص او الروائي ،يصور فيه تجربه او يعكس موقفاً معيناً.اذا يتولد لديه احساس بلغه مؤثرة ، ويهدف من كل هذا اثارة العواطف ونقل التجربة وامتاع النفس . لهذا من يقرأ الادب الانشائي يعجب به ثم يفسر هذا الاعجاب ، ولكن قد يكتشف ان هذا النص الذي قرأه لايستحق الاعجاب لان فيه عيوباً قد تتصل بلغته او معانيه او صوره ، والقارئ في كلا الموقفين موقف الاعجاب وموقف الاستهجان ناقد بشكل او بأخر وهذا هو الادب الوصفي .
لقد نشأ النقد مع الادب او بعده بقليل ونقول معه لان الاديب نفسه يمكن ان يكون ناقد لعمله وهو ينشأ النص فيقومه ويعدله ويستبدل كلمة بأخرى ويقدم بيتاً على اخر او فقره على اخرى كما فعل زهيربن ابي سلمى والحطيئه اذ تبقى القصيدة حولاً كاملاً يعود اليها بين الحين والاخر يعدل او يغير فهو على هذا النحو يعد ناقداً لعمله .
وقد فسر لنا اصحاب المعجمات مثل لسان العرب وتاج العروس كلمة (نقد) فوجدوها تعني تميز الدراهم واخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي فكما يستطيع الصيرفي ان يميز الدراهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد ان يميز النص الجيد من الرديء.(1)
وقد عرف قدامة بن جعفر النقد بأنه (علم تخليص جيد الشعر من رديئه )(2)
واشار ابن سلام في كتابه (طبقات فحول الشعراء ) عندما قال (وللشعر صناعة وثقافة يعرفها اهل العلم بها كسائر اصناف العلم والصناعات ) (3)
وقال ابن رشيق القيرواني (وقد يميز الشعر من لايقوله كالبزاز يميز من الثياب ما لا ينسجها والصيرفي من الدنانير ما لم يسبكه ولا ضربه )(4)