Surra Man Ra'a

تم في هذا البحث دراسة تلوث المياه الجوفية في منطقة تلعفر ذات الخصائص الكارستية وذلك من خلال التركيز على مفهوم التلوث وأنواع الملوثات السائدة في المياه الكارستية في منطقة تلعفر ومسبباتها. ولأجل تحقيق ذلك تم الإعتماد على التحليل الكيميائي والتحليل البكتريولوجي. مع التأكيد على إبراز مصادر تغذية المياه الجوفية في المناطق الكارستية وتحديد مدى صلاحيتها للاستعمالات البشرية المختلفة.
اتضح من خلال ذلك أن المياه في منطقة تلعفر لا تصلح للشرب وذلك لارتفاع نسبة الأملاح المذابة فيها وتلوثها ببكتريا القولون فضلا عن ذلك لا تصلح للصناعات, خاصة صناعة المرطبات والثلج التي تنتشر بكثرة في المنطقة والتي تستعمل هذه المياه, بينما المياه الجوفية في المنطقة وتبعا لانخفاض نسب إدمصاص الصوديوم تصلح لري جميع أنواع المحاصيل.

تهدف الدراسة إلى استخدام معطيات الاستشعار عن بعد المتمثلة بالمرئيات الفضائية في تصنيف ومراقبة تغيرات الغطاء الأرضي واستعمال الأرض في مشروع ري الضلوعية للمنطقة المحددة بين دائرتي عرض 28)ً.04َ.34ْ -12ً.28َ.34ْ ) شمالاً وخطي طول ( 17ً.08َ.44ْ - 15ً.32َ.44ْ ) شرقاً وسط العراق ضمن الحدود الإدارية لمحافظة صلاح الدين.
تمت الدراسة من خلال استخدام هذه المرئيات الملتقطة في شهر نيسان عام 1990 وعام 2000 بواسطة القمر الصناعي الأمريكي Land Sat 5 TM و Land Sat 7 ETM . إذ أجريت عمليات المعالجة عليها للوصول إلى الكشف عن أنماط الغطاء الأرضي واستعمال الأرض.
أشارت النتائج إلى أن استعمال الأرض قد زاد عما كان علية في عام 1990 وان نسب الزيادة تباينت بين صنف وآخر إذ ازداد صنف الأراضي الزراعية من 8.788 % من مجموع مساحة منطقة الدراسة لترتفع إلى 32.696% من مجموع مساحة منطقة الدراسة، وبمعدل نسبة تغير وصلت إلى 608.061 % في عام 2000. في حين تراجعت المساحات الخاصة بصنف النبات الطبيعي والأراضي المتروكة فوصلت نسبتها إلى 75.819% من مجموع مساحة منطقة الدراسة في عام 1990 وانخفضت هذه النسبة إلى 48.178% من مجموع مساحة منطقة الدراسة وبمعدل نسبة تغير سلبية انخفضت إلى -63.654% في عام 2000 وارتفعت قليلاً مساحات الأراضي الجرداء والمسطحات المائية والأراضي الرطبة. ولهذا فان الدراسة قد توصلت إلى هذه النتائج بفضل هذه التقنيات بسرعة وكلفة وجهد اقل قياساً بالطرق التقليدية السابقة.
كما برهنت الدراسة على أن هذه التقنيات من الطرائق المهمة في مراقبة هذه التغيرات الحاصلة في الغطاء الأرضي واستعمال الأرض وان طرائق المعالجة قادرة على إبراز المكونات البيئية بصورة أدق ليسهل تصنيفها وتفسيرها.

شهدت الحقبة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية تراجع وضعف النفوذ البريطاني والفرنسي وظهور الولايات المتحدة الأمريكية ولإتحاد السوفيتي السابق كقوتين كبيرتين في العالم -وفي ظل هذه المتغيرات الدولية المتسارعة التي عاشها الوطن العربي ولاسيما في حقبة الخمسينات من القرن الماضي كانت السياسة الأمريكية حاضره في أكثر من ميدان. فبعد عجز بريطانيا وفرنسا في حماية مصالحهما أو المحافظة عليهما في الشرق الأوسط أمام المد التحرري الذي شهدته المنطقة ضد الاستعمار القديم (انتفاضة العراق عام 1951, تأميم النفط الإيراني عام 1952,الثورة المصرية عام 1952,تعدد الانقلابات السياسية في سورية) ,ظهرت الولايات المتحدة الأمريكية كراعية للأسلوب الاستعماري الجديد القاضي باستعمار الدول المتحررة عن طريق التبعية الاقتصادية و السياسية.
كانت مصر من أهم الدول التي اعتبرتها الولايات المتحدة ذات أهميه لمصالحها في المنطقة العربية,لذلك وازدادت تلك الأهمية بعد قيام الثورة المصرية 1952 لتمرير مخططاتها الاستعمارية فيما بعد عن طريق احتواء الثورة وقادتها من أجل توجيهها لخدمة مصالحها في المنطقة العربية فكانت الخطوة الأولى محاولة ربط مصر بسياسة الأحلاف الدولية وإقامة أتفاق سلام مع الكيان الصهيوني, لذالك عرضت عليها تقديم المساعدات الاقتصادية والأسلحة من جانب وعملت على تحجيم الثورة والحد من طموحاتها عن طريق دعم الكيان الصهيوني وتزويده بأحدث الأسلحة وقلب موازين القوى لصالحه, ومحاولة إقناع مصر على قبول معاهدة جلاء مع بريطانيا تحتفظ بريطانيا من خلالها بقوات في قناة السويس من الجانب الأخر .
ولكن يبدو لنا أن قادة الثورة ومخططيها كانوا على درجة عالية من اليقظة في الدفاع عن مصلحة بلادهم وسنجد ذلك من خلال التطورات والإحداث التي أعقبت الثورة حتى عام 1956.
وسيكون ذلك من خلال مبحثين تضمن:-
الأول:- سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه مصر 1952-1955.وقد ناقش هذا المبحث موقف الولايات المتحدة الأمريكية من إحداث الثورة المصرية ونتائجها ومحاولة سحب مصر إلى حلف بغداد1955.
الثاني:- سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه مصر 1955-1956 ,والوقوف على أهم الجوانب التي تخللت تلك الفترة منها :خروج مصر من دائرة التحجيم المرسومة لها ,نجاح صفقة الأسلحة الشرقية, ومعاقبة الولايات المتحدة الأمريكية لمصر في محاولتها إفشال مشروع السد العالي .
أعتمد البحث على عدد من المصادر التي تناولت تلك ألحقبه كالوثائق المنشورة ولاسيما وثائق وزارة الخارجية الأمريكية ووثائق البلاط الملكي العراقي ولاسيما في موقف مصر والعراق حلف بغداد ,وكانت لمؤلفات محمد حسنين هيكل الحضور المهم لما احتوته من معلومات لان مؤلفها كان اقرب إلى الإحداث في تلك الحقبة إضافة إلى الكتب العربية و المعربة التي تناولت تلك ألحقبه من تاريخ الوطن العربي الحديث والمعاصر .

شغل العهد الملكي (1921-1958م ) مكانة كبيرة في تاريخ العراق الحديث والمعاصر إذ به بنيت الدولة الحديثة وبه جرت الأحداث الجسام ، وقد تناولت أقلام الباحثين العديد من القضايا التاريخية لهذه الفترة الزمنية ، لكن مازالت تحتمل إلى المزيد من الدراسة المعمقة وإزالة الغبار الذي يعتري بعض صفحات هذا التاريخ، سيما المدة من عام ( 1933-1939م ) وهي الفترة التي حكم بها الملك غازي العراق .
كانت هناك مجموعة من المبررات وراء معرفة العديد من الأسئلة التي تبحث عن إجابة واضحة وصريحة سيما في عهد كانت الكلمة الأولى والأخيرة بيد المحتل فبعهد الملك غازي . وقع أول انقلاب عسكري ، وتم تشكيل تسعة وزارات في مدة محدودة ، كذلك تدخل الجيش والعشائر في الشؤون السياسية ، وبه حدثت الواقعة الكبرى وهي وفاة الملك غازي الغامضة التي دعتني للكتابة بهذا الموضوع ، وكثرة الأقاويل والتفسيرات التي حاولت أن تجيب على تلك الأسئلة التي تطرح وأهمها ، من قتل الملك غازي ؟ ومن هو صاحب الفائدة الكبرى في التخلص منه ؟ وهل فعلاً كان الحادث قضاء وقدر أم لا؟
كل هذه الأسئلة سنحاول في محاولة متواضعة أن نجيب عن بعضها .
ابتداء من تولي الملك غازي العرش وحالة عدم الاستقرار السياسي للمدة من 1933-1939م ، والتي تميزت بسرعة تبدل الوزارات العراقية وتدخل القوى العشائرية والعسكرية في الشؤون السياسية ، وانقلاب بكر صدقي عام 1936م ، وقيام أول حكومة انقلابية في تاريخ العراق الحديث والمعاصر برئاسة حكمت سليمان.
كما سيتم توضيح حالة العراق من بعد الانقلاب حتى وفاة الملك غازي ، إذ تم توضيح الحكومتين الأولى والثانية التي قامت بعد الانقلاب ، انتهاء بوفاة الملك غازي والآراء التي سادت في تلك المدة .

تمثل الاتجاهات التعصبية موضوعا من الموضوعات الخصبة والمهمة في تراث علم النفس عامة وعلم النفس الاجتماعي خاصة ،فهي التي تحكم التعامل بين مختلف الجماعات فمثلا في العلاقات بين الاشخاص الذين ينتمون الى هذه الجماعات والتوقعات التي يكونها اعضاء كل جماعة عن اعضاء الجماعات الاخرى سواء في ذلك الاتجاهات الايجابية المفضلة التي تتبتدي في المودة والصداقة والتعاون والتعاطف او الاتجاهات السلبية التي تتمثل في التعصب السلبي والعداوة والنفور من قبل اعضاء جماعة معينة ضد جماعة اخرى .
وتعد الاتجاهات مظهرا من المعرفة الاجتماعية التي تؤدي الى التعامل الاجتماعي فكل فرد يصّرف اموره اليومية متأثرا باتجاهاته نحو الناس ومدفوعا بجعل اتجاهاتهم منه ودية وايجابية ،وقد ذهب علماء النفس الاوائل تأكيدا على قيمة الاتجاهات واهميتها الى الاعتقاد بان معرفة اتجاهات الفرد من الامور الاجتماعية التي تيسر التنبؤ بسلوكه نحوها وتوجه الكيفية التي تسلك بموجبها نحوه (الوقفي،1998 :674) .
وقدمت تعاريف متعددة للاتجاهات تلتقي جميعها في نهاية التحليل على قاعدة كون الاتجاه نزعة عامة مكتسبة ثابتة نسبيا تؤثر في الدافع وتوجه السلوك هو نزعة للتفكير او الشعور او التصرف ايجابيا او سلبيا نحو الاشخاص او الاشياء (petty :1995 :67 ).
ويشتق مفهوم التعصب من اصله الاوربي وهو من الاسم الاتيني الحكم المسبق (prejudicial) وقد مر هذا المصطلح بعدة تغيرات في معناه الى ان وصل الى ما هو عليه الان وتمثلت هذه التغيرات في ثلاث مراحل هي :
1-المعنى القديم ويقصد به الحكم المسبق الذي يقوم على اساس الخبرات الحقيقة الفعلية .
2- اما بعد ذلك فقد اكتسب هذا المفهوم في اللغة الانكليزية معنى الحكم الذي يصدر عن موضوع معين قبل القيام باختبار وفحص الحقائق المتاحة عن هذا الموضوع فهو يعد بمثابة حكم مستعجل وفوري .
3- واخيرا اكتسب هذا المفهوم بمعناه الحالي خاصية الانفعالية سواء من التفضيل او عدم التفضيل التي تتقارب مع الحكم الاولي (المسبق ) الذي ليس له أي سند يدعمه . الا ان البورت يرى ان اكثر التعريفات تطايقا وتقاربا وايجازا لمفهوم التعصب هو ( انه التفكير السيء عن الاخرين دون وجود دلائل كافية (الامارة ،2001 :201)

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
وبعد:
فإن اللغة العربية قد حظيت بدراسات كبيرة ، وجهود علمية فذّة ، حتى تكامل صرح بنائها راسخ الأسس ، رصين الجوانب ، وقد ترك لنا العلماء الأوائل تراثا علميا حافلا يتطلب من الباحثين والدارسين المزيد من المواصلة وبذل الجهد للوقوف على تلك المسائل وفهمها وإدراكها.
وإن العناية باللغة العربية كانت عظيمة لما يحتاجه المفسرون لكتاب الله تعالى من فقه لغة ونحو وبلاغة لتحديد المقصد القرآني بشكل دقيق.
وإن ما كتبه الأوائل يبقى هداية دلالة ترشد الباحثين لاستنباط ما هو جديد ومفيد ، وأن ما كتبوه جعل باب الخوض والبحث يزداد اتساعا لا تضييقا ؛ لذلك أردت من هذا البحث أن أجمع فيه ما كتبه السابقون ، وأن أناقش هذه المسألة بأسلوب علمي ؛ لأقف على حقيقتها.
وقد تعددت آراء النحويين في (واو الثمانية) ، فهناك من أثبتها وساق أدلته تعزيزا وانتصارا لرأيه ، وهناك من بالغ في نفيها ودلل على ذلك ، ومنهم من مال إلى التوقف دون نفي أو إثبات ، وقد ترتب على ذلك ورود وجهات نظر تفسيرية في المواطن التي ذُكرت فيها (واو الثمانية) ، فجمعت هذه الأقوال كلها وبحثتها ورجحت ما أراه راجحا من الآراء.
وقد جعلت هذا البحث ـ بعد المقدمة ـ على مطلبين :
المطلب الأول : واو الثمانية عند النحويين.
المطلب الثاني : واو الثمانية عند المفسرين.
وجعلت لهذا البحث خاتمة تتضمن أهم النتائج التي توصلت إليها.
فإن وفقت فيما كتبته فبمحض فضل الله وإنعامه ، وإن كنت قد قصّرت وأخطأت فمن نفسي ، وأسأل الله أن يلهمني الصواب والسداد.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وعلى آله وصحبه أجمعين .
تُعد الطهارة من الشروط الأساسية التي تستباح بها الصلاة وما في حكمها من العبادات ، وتشمل الطهارة إزالة النجاسة عن الأبدان والثياب والمكان . والوضوء والغسل لمن وجب عليه الغسل ، والتطهر يكون عادة بالماء إلا إنه قد يصاب الإنسان بمرض يصبح معه عاجزاً عن التطهر ورفع الحدث باستعمال الماء فعند ذلك هل يصار إلى البدل وهو التراب ـ أي التيمم وتأدية العبادات أم لا ؟
من هذا ارتأيت أن أتناول موضوع ( المرض وأثره في الطهارة ) مبينة حكمه والكيفية التي يستطيع المريض بها تأدية الطهارة .
هذا وقد قسمت البحث إلى مقدمة وتمهيد وستة مباحث وخاتمة ، وبحثت في المبحث الأول طهارة المريض مرضاً شديداً ، والمبحث الثاني طهارة المريض الذي يخشى زيادة المرض ، والمبحث الثالث في طهارة المريض مرضاً خفيفاً ، والمبحث الرابع في طهارة المريض القادر على غسل بعض جسده ، والمبحث الخامس في طهارة المريض مرضاً مزمناً ، وأما المبحث السادس فقد كان في المرض وأثره في طهارة الثوب والمكان

الحمد لله المعبود العظيم المقصود وهو الأبدي صاحب الجود ، والصلاة والسلام على عبده محمد وعلى آله الركع السجود وصحابته البررة الشهود ومن اقتفى إثرهم إلى يوم الخلود .
وبعد ..
فإن موضوع الحرابة من الموضوعات الفقهية العديدة التي تكلم عليها الفقهاء كثيراً ، ولكن ما يخص موضوع الإمام والسياسة الشرعية في هذا الجانب فهو يحتاج إلى البحث والتأصيل لذا سنتناول هذا البحث من الجانبين الفقهي والسياسي في الشريعة لأنه يتناول أحداثاً جديدة لا بد من تناولها لأن شريعتنا كما هو معلوم صالحة لكل زمانٍ ومكان ، فأردنا إبراز هذا الموضوع لأهميته البالغة سائلين المولى عز وجل أن يوفقنا فيه وأن يكون هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم .
وقد قسمنا البحث إلى مقدمة وتمهيد وعدة مباحث وكل مبحث يتضمن عدة مطالب وكما هو مُبين فيما يأتي :
أولاً ــ المبحث الأول : ( حد الحرابة ) وفيه ثلاثة مطلبات .
المطلب الأول : تعريف قطاع الطرق وقطع الطريق ( وهو ركن الحد ) .
المطلب الثاني : مشروعية حد قطاع الطريق .
المطلب الثالث : الحكمة من تشريع حد قطاع الطريق .
ثانياً ــ المبحث الثاني : يتضمن أربعة مطالب :
المطلب الأول : شـــــروط الـقـاطـع .
المطلب الثاني : شروط المقطوع عليه .
المطلب الثالث : شـروط المـقطـوع له .
المطلب الرابع : شـروط المـقطوع فيه .
ثالثاً ــ المبحث الثالث : ويتضمن مسائل متفرقة في حد الحرابة .
1 ـ حكم الردء . 2 ـ ما تثبت به الحرابة . 3 ـ سقوط عقوبة الحرابة .
4 ـ حد الحرابة والعصر الحديث . 5 ـ صلاحيات الإمام في تقدير العقوبة .
6 ـ أدلة أصحاب المذاهب . 7 ـ مناقشة الأدلة والترجيح .
رابعاً ــ الخاتمة .
خامساً ــ الهوامش والمصادر .

الحمد لله رب العالمين ، قيوم السماوات و الأرضين ، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على إمام المرسلين والنبيين ، وقائد الغر المحجلين ، محمد بن عبد الله ، وعلى اله الطيبين الطاهرين ، وأصحابه الغر الميامين ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين .
وبعد :
تعتبر الشركات الأداة التي تربط بين أفراد المجتمع في المعاملات المالية والتبادلات الاقتصادية ، ويرتبط وجودوها وقت أن حاول الإنسان أن يحقق لنفسه ومن يعول ضروريات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والمعاشية ، فكان مما لا بد منه تبادل الخبرات والتجارب فيما بينه وبين أخيه الإنسان ، إذ بعمله منفردا لا يمكنه أن يحقق جميع ما يحتاجه ، إذ انه سيجد ما يفقده عند أخيه وبالمقابل يقدم له ما يحتاجه وبهذه الصورة نشأت فكرة الشراكة بين الناس .
وان السعي الحثيث للإنسان وراء ما يحتاج إليه ويعتبره ضرورياً كشف له طرقاً تحقق له ما يروم الوصول إليه ، ومع ذلك فان الاحتياجات لا تقف عند حد معين مما جعل للإنسان حافزاً لان يقوم بتطوير معاملاته وعلاقاته مع الآخرين .
فمع تطور الحياة وتوسعها ،وتوسع تقنيتها حاول الإنسان أن يوسع هذه الشركات ويطورها مواكبة لحركة الحياة ومساوية لمستويات النهوض العلمي والاقتصادي.
والإسلام أساس دعوته هو رعاية الإنسان وتحقيق السعادتين الدنيوية والأخروية ، فاستعرض ما كان موجودا في المجتمع من شركات ، فما كان محققاً لمقاصد الشرع خالياً من المخالفات للضوابط والقواعد الشرعية جالبا لمصالح العباد أقره ووضع له الشروط والضوابط ، وما كان مخالفاً أو يترتب على التعامل به فيه مفسدة منعه وحرمه واتى بالحل البديل .
والناس مستمرون في اكتشاف أنواع الشركات التي تحقق لهم اكبر قدر ممكن من المصلحة والنفع وتعاملوا بها لكن كثيرا ما يقدموا على تعاملات بشركات ، فيقعون في الأخطاء والتصرفات التي حرمها الشرع الحنيف .
لذلك قد عني الفقهاء بجمع أنواع الشركات التي تسود بين الناس ويتعامل بها ، ومن ثم الحكم عليها بالحل أو الحرمة ، ووضعوا الضوابط والقواعد والشروط لكل تعامل يكون بصيغة التشارك ، وكلما ظهرت شركة في التعاملات المالية أنزل على موازين الشرع وأحكامه ووضعوا له الحكم المناسب .

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين أما بعد
أشار البحث إلى معنى النزول لغة وان مادة " نزل " وردت في القرآن الكريم مئتين وخمساً وتسعين مرة في أربعة وأربعين تصريفاً وان لفظ النزول في القرآن الكريم ورد على ثلاثة أنواع:
1- نزول مقيد بأنه من الله جل وعلا، وهذا لم يرد إلا خاصاً بالقرآن الكريم كقوله تعالى: ﭽ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭼ السجدة:2
2- نزول مقيد بأنه من السماء وهذا يشمل نزول الملائكة، ونزول العذاب ونزول المطر من السحاب وغير ذلك كقوله تعالى: ﭽ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﭼ (الرعد:17).
3- نزول مطلق عام لا يختص بنوع خاص كقوله تعالى: ﭽ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭼ الحديد:25.
وبين البحث أن هناك من فرق بين نزل وأنزل. فجعل التنزيل للتكثير، والإنزال للمرة الواحدة. كما تعرض البحث لمذاهب العلماء في تنزلات القرآن الكريم وأدلتهم، وأن أشهرها وأرجحها هو أن للقرآن الكريم تنزلان نزول جملة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا وكان ذلك في ليلة القدر وهي الليلة المباركة من شهر رمضان. ونزول تنجيم على الرسول صلى الله عليه وسلم في نحو ثلاث وعشرين سنة. والقول الثاني أن للقرآن نزولاً واحداً هو النزول المباشر على الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه ابتدئ إنزاله في ليلة القدر وهي الليلة المباركة من شهر رمضان.
وذكر البحث أن أكثر نزول القرآن الكريم كان نهاراً حضراً وقد نزل يسير منه في السفر وقليل منه في الليل وأما يوم نزوله فكان يوم الاثنين.
وأما اشهره فقيل إنه في شهر ربيع الاول قيل في أوله وقيل في ثامنه سنة إحدى وأربعين من عام الفيل، وقد جعله ابن القيم قول الأكثرين. وقيل في الثاني عشر منه. والمشهور أنه في رمضان قال ابن كثير: والمشهور أنه بعث عليه الصلاة والسلام في شهر رمضان.
وأخيراً هذا جهدي فان بلغت الصواب وان أخطأت فمن رشح نفسي. والحمد لله رب العالمين.