AL-ADAB JOURNAL

تعد المجتمعات المتصفة بالتعددية العرقية والأثنية والدينية كالعراق بمثابة أكثر المجتمعات المحتاجة إلى تحقيق مبادئ التعايش السلمي وبِناء السلام بعد هزيمة مايسمى بتنظيم داعش الارهابي عام 2017, لما يحققه من مزايا وإيجابيات لها أثرها الجيد على عامة المجتمع, ولتحقيق التعايش السلمي وبِناء السلام في العراق يحتاج من ضمن ما يحتاجه إِلى إِدراك تأثيرات عدد من العوامل المؤثرة على تعزيز التعايش السلمي وبناء السلام ويأتي في مُقدِمتها العوامل السياسية والقانونية منها على سبيل المثال: تعزيز الحكُم الرشيد في مؤسسات الدولة, ونبذ المحاصصة الطائفية ، ومكافحة الإرهاب، وبناء الثقة بين مكونات الشعب العراقي, وإنجاح مشروع المصالحة الوطنية, وإشاعة ثقافة عدم التمييز، واحترام القانون، وحل بعض المشاكل الدستورية المتعلقة في مسألة الفيدرالية؛ لذلك فان هذه الدراسة تهدف الى التحقق من فرضية مفادها أن هناك علاقة وثيقة بين التعايش السلمي وبِناء السلام وبين عدد من العوامل السياسية والقانونية في المجتمع العراقي ؛لذلك هذه الدراسة ستحاول الإجابة على عدد من التساؤلات منها : ما تأثير العوامل السياسية على التعايش السلمي وبِناء السلام في العراق؟, كيف أثرت العوامل القانونية على التعايش السلمي وبِناء السلام في العراق؟, وهل يمكن الحد من هذه العوامل السياسية والقانونية وتقديم حلول ممكنة تساهم في تعزيز التعايش السلمي وبناء السلام في العراق؟ استعملت هذه الدراسة مناهج عدة ؛بغية التطرق والإلمام بجميع الجوانب المتعلقة بالموضوع مثل :المنهج التاريخي والمنهج المقارن كما تمت الاستعانة بالمنهج التحليلي. استخلصت الدراسة : إن تعزيز العوامل السياسية والقانونية في المجتمع العراقي قد تؤثر بشكل ايجابي على التعايش السلمي وبِناء السلام مما قد يسهم مستقبلا في تعزيز اللحمة الوطنية واستقرار المجتمع العراقي. كما أوصت الدراسة بتبني مفهوم الحكُم الرشيد في مؤسسات الدولة العراقية عبر إِدارة الشؤون العامة بطريقة مُحددة تتصف بالمساواة ،وسيادة القانون ،والنزاهة، والشفافية ،والاستجابة لمطالب المواطنين ،وتعزيز المصالحة الوطنية, وان يكون هُناك تحاور بين كُل الطوائف والقوميات مبنياً على المصالح المُشتركة, والاحتكام الى القانون في حل الخلافات الداخلية والذي يعد أهم مؤشرات استقرار السلم الأهلي التفاعلي.

ثةيظا ئةنفال يا ذ قورئانا ثيرؤز هاتية وةرطرتن، كؤ رامانا وىَ دزفريتةظة بؤ وان زيَدةيى و كةل و ثةليَن مرؤظ ل دةمىَ شةرى دطةل بىَ باوةر و طاوران بدةستخؤظة دئينيت و سةردكةفيت، بةلام ب هندةك مةرجيَن توند، مةرجىَ ئيَكىَ: دظيَت شةر د ناظبةرا بوسلمان و طاوراندا رويبدةت، ضونكة دروست نيية بىَ شةر كةس مالىَ كةسىَ حةلال بكةت. مةرجىَ دوويىَ: دظيَت ئةو شةر دناظبةرا دوو مللةتيَن خودا ئاينيَن جودا دا رويبدةت, ئانكؤ نة هةظ ئاين بن.
ديسان هةردةمىَ ل غةزايىَ بوسلمان سةركةفتن، دىَ هةمى تشتيَن لايةنىَ دوويىَ بؤ بوسلمانان حةلال بيت ئةظجا ض تالان بيت يان كؤر و كض بن دىَ بنة بةند و جارييَن وان. ئةظ ثرؤسا ئةنفالكرنىَ بةرى ئاينىَ ئيسلامىَ بهيَت هةبوو, لةوا دةمىَ ئيسلام ذى هاتى هةر كةسىَ هيَرش كربا سةر كةسيَن دى دا هةمى تشتيَن وان بؤ هيَنة حةلال كرن.
ظيَجا دةمىَ رذيَما بةعسا (صدام)ى ل سالا 1988ىَ كورد هاتنة قةلامدان كؤ نة موسلمانن ل ضاظىَ رذيَما بةعسى دا هيَرش كرة سةر طونديَن كوردا و وةك خةزا و تالان كرن و طونديَن وان سوتن،مالاتيَن وان برو ، خانييَن وان ذناظبرن زةظى و لات و بيستانيَن وان خراب و دةشتكرن، كانييَن ئاظىَ تةذى بةر كرن، كض و كؤريَن وان ل وةلاتيَن عةرةبى و وةلاتيَن دةرظة فروتن بناظىَ جارى و بةندايةتى. لةوما هندةك بةرةظ ئيرانىَ ظة ضوون و هندةك ذى برنة بةحركىَ ب سةر ثاريَزطةها هةظليَرىَ ظة ئاكنجى كرن.
ئةظ ظةكؤلينة يا تايبةتة ب هندةك طونديَن دةظةرا زيَبارى كؤ سةر ب دةظةرا بةهدينانة. ضونكى ئةظ طوندة جهىَ مةترسيىَ بوون بو رذيَما بةعس، هةردةم ظان طوندا ثالثشتيا ثيَشمةرطان دكرن و نان و ئةرزاقىَ وان دابين دكر. ئةظجا ترسيان كؤ شورةشةكىَ دذى رذيَمىَ بكةن رابوون ب ئةنفالكرنا طونديَن ئةظىَ دةظةرىَ.
ثروسا ئةنفالىَ دةستثىَ دكةت ل 23 هةيظا شوباتىَ ل سالا 1988 هةتا شةشىَ ئةيلولىَ ل هةمان سال.
يا ئاشكراية كؤ ئةنفالىَ د ئاينىَ ئيسلامىَ دا دةستثيَكر، ثشتى شةرىَ بةدرىَ بوو كؤ ناكؤكى كةفتة دناظبةرا جةنطاوةريَن بوسلمان دا كا ضةوا دىَ دةستكةفتييَن غةزايىَ د ناظبةرا خو ثشك كةن. ل وى دةمى خودايىَ مةزن طوت:  يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ ۖ قُلِ الْأَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ۖ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ  [الانفال: 1].
خودىَ بةرسظا وان جةنطاوةران دا، كؤ ئةنفال يا تايبةتة ب خودىَ و ثيَغةمبةرىَ وى محمد سلاظيَت خودىَ ل سةر بن، ئةو دىَ ل دويف قورئانا ثيرؤز دابةش كةت. د ئةظان ئاياتيَن قورئانىَ دا دياردبيت كؤ ئةنفال د ناظبةرا موسلمان و طاوران داية.
ثرسيار ل ظيَرىَ ئةوة ئةرىَ ما ئةم كورد نة موسلمانين هةتا رذيَما بةعس ئةنفالىَ ل سةر مة جيَبةجىَ بكةت.
بةلىَ رذيَمىَ ناظىَ ئةنفالىَ ل سةر مة كوردا ئينا دا روى رةشيا خو ظةشيَريت و دلىَ دةولةتيَن ئيسلامىَ و جيهانىَ بؤ خو بكيَشيت، كؤ مللةتىَ كورد نةيىَ هةذى دلوظانيىَ ية بةلكؤ وةكى خراب كارا وطاورانة.
ل دوماهيىَ بو مة ديار دبيت كوَ ل دةظةرا بادينان زيَبارى ثتر هةمى خةلكى زةرةرمةندبوون دثروسا ئةنفالىَ دا، و ض ظةكولةر و نظيسةريَن سةردةم ئاماذة ب ظىَ ضةندىَ نةكرية.

تشير كلمة التهجير الى مدلولات عدة، فلها جذور تاريخية فمنهم من يقول إن التهجير يعود إلى " ايام بلاد ما بين النهرين الذين وجدوا فيها سياسة فعالة وناجحة لتحقيق أهدافهم وطموحاتهم السياسية, ومواجهة ما يعترضهم من عَقَباتٍ عالجوها بسياسةِ النَّفْي والتهجير" ))، ومنهم من يقول إن التهجير ليس له علاقة بهذه المرجعيات، ونحن هنا لسنا بصدد مناقشة المصطلح تاريخياً، فالذي يهمنا هو التنبيه إلى أهمية دراسة (التهجير) كونه مشكلة قديمة حديثة تتجدد كل عصر وزمان بحسب التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية, ومن هنا كان لزاماً على الأديب الذي يمثل البيئة التي ينتمي إليها تسليط الضوء على كل مفردات الحياة بترفها وشقائها, كما أن التقلبات السياسية التي يمر بها بلدنا (العراق) على وجه الخصوص وما حدث له، ولا سيما في بداية عام 2006 وهو بداية الطائفية وصولاً الى عام 2014 حين دخول داعش, فإن هذه التقلبات أحدثت تهجيراً لعدد من السكان الذين لا حول لهم ولا قوة، إذ وجدوا أنفسهم تحت رحمة مجموعة خارجة عن القانون تمارس ضدهم أبشع طرائق :التعذيب ،والابتزاز ،والتنكيل فلم يكن أمامهم سوى الهروب (الهجرة القسرية) الى مناطق أخرى ليست مناطقهم، فابن منظور يقول: "إنَّ الهَجْرَ هو الإبْعَادُ وبَابُهُ:(هَجَرَ) أيْ بَعُدَ، مِنْ هَجَرَ يَهْجُرُ هِجْرَاناً " ( ) ,كذلك التهجير هو " عملية إبعاد مجموعة غير محددة من السكان جبراً من مناطق إلى مناطق أخرى"( ) , وقيل عن التهجير أيضاً هو "إرغام أو إجبار فرد أو مجموعة من الأفراد على ترك مساكنهم وأماكن إقامتهم التي اعتادوها والتي قطنوها بصورة مشروعة وقانونية سواء حدث ذلك عن طريق التدخل المباشر نتيجة الأعمال الارهابية أو بطرق غير مباشرة للدولة أو السلطة دون مبررات يسمح بها القانون الدولي"( ) .


ولعل المتأمل لهذه النصوص يجدها تصبُّ جميعُها في مفهومٍ واحدٍ وهو: ترك البيت أو المكان قسراً ليس طوعاً بسبب مباشر أو غير مباشر, وجدير بالذكر أنَّ ظاهرة التهجير كما اسلفنا ذات أهمية كُبْرى ولهذا نجد لها جذوراً في أدبنا العربي, فالشعراء منذ عصر ما قبل الاسلام سلَّطوا الضوء على هذه الظاهرة، فعند ارتحالهم من أرض إلى أخرى حملوا معهم كل معاناة الهجرة، ومكابدات التهجير، وتفجَّرت طاقاتِهم الإبداعية وهم يجوبون الأرض مرتحلين.
وقد ارتأينا في بحثنا هذا الوقوف عند مفهوم التهجير في المسرح وتحديداً في نص مسرحية "أيوب" للكاتبة العراقية إيمان الكبيسي, إذ توقفتْ في نصها قَيْدَ الدراسة عند ثيمة التهجير عبر الأحداث التي صاغتْها, فالمسرحية تناقش صراعاً حادَّاً بين رجلٍ يرمز الى قوى الخير والسلام والاطمئنان, وامرأةٍ ترمز الى العدو الغاصب للأرض ،والذي يحاول تهجير الناس من أماكنهم، وسوف ينقسم البحث على ثلاثة محاور هي: العنوان ودلالاته ،و الشخصيات وأبعادها الرمزية، والصراع وآلياته ،والحوار وما يحمله من معان تشير إلى التهجير منددة به، ومستهجنة وجوده، ومنبهة عن خفاياه وهمومه.

إنَّ من أهم تجليات الأنا في مظهريتها الذاتية هو تجليها عن طريق النظر إلى الآخر بوصفه مقابلاً حيوياً منتجا، وإن النظرة إلى (الآخر) حضاريا وثقافيا تعتمد بالدرجة الأولى طبيعة (الأنا) الناظرة، وكيفيتها وحساسية مكوناتها؛ لذا فإن (الآخر) يتجلى في مرآة (الأنا) استنادا إلى طبيعة العلاقة التي يؤلفها جدل التفاعل أو الحوار بينهما، وربما لا وجود لأنا فاعلة وقادرة على الحضور المنتج من دون آخر مناظر ومواز لها يحرّضها على التعبير عن الذات، وهذه الأنا تمتلك قوة ذاتية مركزية تتحدد ذاتيتها وقوتها ومركزيتها دائما بدلالة الآخر. إنَّ الطموح والسعي إلى التميز حالة فطرية مشروعة، ولكن التعالي على الآخر وترجمته الى عمل منظم لوأد الآخر وتخريب انجازاته، هو ما يتقاطع وأصل الحياة البشرية القائمة على التنافس البناء لإعمار الأرض، وهو ما حذرت منه كل المعتقدات والشرائع العقلائية.
وبعد أن عجزت السياسة عن إيجاد جسور للحوار الإنساني بين البشر، وبعد أن أخفقت المحاولات الأممية في التقريب بين الحضارات، وإطلاق حوار يعزز قيم التسامح والتعايش السلمي بين الأجناس والأعراق والشعوب، بقي أن يلقي المثقفون والشعراء بدلوهم من أجل تحقيق السلام العالمي، في وقت تشتد فيه الأزمات المحلية والإقليمية والعالمية.
إنَّ موضوع الآخر من الموضوعات التي شقت طريقها في الدراسات النفسية والاجتماعية والأدبية الحديثة، ولم يحظ بالاهتمام في الأدب العربي القديم، وانَّما جاء الحديث عنه عن طريق التطرق إلى علاقة العربي بالأمم الأخرى، أما أهم الدراسات التي تناولت الآخر وليس لها علاقة بالشعر قبول الآخر للدكتور ميلاد حنا، والغرب والمتخيل لمحمد نور الدين أفاية، وصورة الآخر العربي ناظرا ومنظورا اليه للطاهر لبيب، ولعل أهم دراسة تناولت الآخر في الشعر دراسة فوزي عيسى الموسومة بـ( صورة الآخر في الشعر العربي)، ودراسة سعد فهد الذويخ الموسومة بـ( صورة الآخر في الشعر العربي من العصر الأموي حتى نهاية العصر العباسي)، ودراسة محمد الخباز الموسومة بصورة الآخر في شعر المتنبي، ودراسة عز الدين جلاوي الموسومة بصورة الآخر في مسرحية حب بين الصخور، ودراسة حسين عبيد الشمري الموسومة بصورة الآخر في الخطاب القرآني ودراسة نجم عبد الله كاظم الموسومة بالآخر في الشعر العربي الحديث وغيرها من المؤلفات والبحوث.
يتناول هذا البحث تقصِّي التعايش الكردي العربي والعلاقة المركبة والمتشاكبة التي أنتجها هذا التعايش صوره في الشعر العراقي المعاصر، إذ تسعى هذه الدراسة إلى استقراء ملامح هذا التعايش في كنه النصِّ الشِّعري الحديث، متوقفة بشكل واضح عند عدد من الشعراء الذين تعاطفوا مع القضية الكردية ودافعوا عن حقوق الكرد، وتبنَّوا قضاياهم العادلة، وسأحاول في هذا المقام أن أوضِّح ملامح هذه العلاقة الثنائية التي تتمازج في شكلها التوحدي في صورها المتعددة عن طريق نماذج تكشف هذا الحضور.
لذا اقتضت طبيعة البحث أنْ ينتظم في تمهيد وخمسة مباحث، تناول التمهيد صورة الآخر المفهوم والإشكالية، إذ تناول الآخر مفهوماً متحركاً ،وتتبع نشوء المصطلح وانتقاله من حيز الوصف إلى الاسم المطلق لكل ما هو مغاير أو مؤتلف في الطبيعة، وما حظي به من دراسات في الحقول المعرفية المختلفة. واختصَّت المباحث بدراسة عدد من المقاربات التي عكست طبيعة التعايش الكردي العربي والتي تجلَّت في الشِّعر العراقي المعاصر، وتمثلت بصورة الأخوة الكردية، والاحتفاء بالرموز الكردية، وتمظهرات المكان الكردي، والطقس الاحتفالي الشعبي للآخر وتأثيره في صوغ الهوية، واستحضار مآسيه ونكباته وترسيخها في الذاكرة الجمعية.
إن َّ غايتنا التي نسعى إليها دائما أن يكون مستقبل الانسانية أكثر اشراقا وأكثر أمنا وأكثر تواصلا وتكاملا على هذا الكوكب، الذي نعيش عليه ويتسع للجميع، وبذلك تتحقق الحكمة الالهية من قوله تعالى: } يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ{. وقوله تعالى: }وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ{، وفي هذا حكمة بالغة ترى الخلاف وتشجب الاختلاف.

تعد الرواية من الفنون الأدبية الفاعلة التي تعكس الواقع، وتعبر عن مشاكل الحياة وهموم الإنسان؛ لذا فقد حاول الروائيون المعاصرون الاستفادة من الإمكانيات الفنية والتعبيرية لهذا الفن النثري لتصوير الواقع وتجسيد مشاكل الإنسان ومعاناته في الحياة. ومن هؤلاء الروائيين المعاصرين الذين وظفوا ابداعهم الكتابي للواقع وأحداثه، الروائي الكويتي سعود السنعوسي، وقد برز شأن هذا الروائي بعد حصوله على جائزة بوكر للرواية العربية .
حاولنا في هذه الرواية تسليط الضوء على رواية ساق البامبو لهذا الكاتب، وعلى الرغم من أن الثيمة الرئيسة لهذه الرواية هي أزمة الهوية وظاهرة العمالة، بيد أنها لم تخلُ من ثيمات أخرى نراها مهمة ومنها ثيمة غزو العراق للكويت، وهي من الأحداث المؤلمة التي وقعت عام 1990.
لقد صور الكاتب في هذه الرواية عددا من أحداث الغزو ،ومآسيها، وضحاياها، وآثارها، والمقاومة التي ظهرت في أثناء الغزو، لتصبح الرواية وثيقة مهمة سجلت الآم الغزو، وجرائم القتل والإبادة التي رافقت هذا الحدث الأليم .
اعتمدت الدراسة المنهج الوصفي- التحليلي لإظهار أهم القيم التي أراد الكاتب الإفصاح عنها. فضلاً عن الدلالات المسكوت عنها التي وردت في سياق سرد أحداث الغزو في هذا النص السردي .
أمّا خطة الدراسة فكانت على ثلاثة محاور، يدور المحور الأول: حول تصوير مأساة الغزو في الرواية، يختص المحور الثاني: بنماذج الشخصية الضحية في الرواية، أما المحور الثالث والأخير فيتحدث عن وسائل المقاومة وتداعيات الغزو في الرواية، مع خاتمة حول أهم نتائج البحث.
وأخيراً نأمل أن تكون هذه الدراسة ذات فائدة علمية تخدم الدراسات السردية الحديثة . وما توفيقنا إلا بالله .

تعد الرواية من الفنون الأدبية الفاعلة التي تعكس الواقع، وتعبر عن مشاكل الحياة وهموم الإنسان؛ لذا فقد حاول الروائيون المعاصرون الاستفادة من الإمكانيات الفنية والتعبيرية لهذا الفن النثري لتصوير الواقع وتجسيد مشاكل الإنسان ومعاناته في الحياة. ومن هؤلاء الروائيين المعاصرين الذين وظفوا ابداعهم الكتابي للواقع وأحداثه، الروائي الكويتي سعود السنعوسي، وقد برز شأن هذا الروائي بعد حصوله على جائزة بوكر للرواية العربية .
حاولنا في هذه الرواية تسليط الضوء على رواية ساق البامبو لهذا الكاتب، وعلى الرغم من أن الثيمة الرئيسة لهذه الرواية هي أزمة الهوية وظاهرة العمالة، بيد أنها لم تخلُ من ثيمات أخرى نراها مهمة ومنها ثيمة غزو العراق للكويت، وهي من الأحداث المؤلمة التي وقعت عام 1990.
لقد صور الكاتب في هذه الرواية عددا من أحداث الغزو ،ومآسيها، وضحاياها، وآثارها، والمقاومة التي ظهرت في أثناء الغزو، لتصبح الرواية وثيقة مهمة سجلت الآم الغزو، وجرائم القتل والإبادة التي رافقت هذا الحدث الأليم .
اعتمدت الدراسة المنهج الوصفي- التحليلي لإظهار أهم القيم التي أراد الكاتب الإفصاح عنها. فضلاً عن الدلالات المسكوت عنها التي وردت في سياق سرد أحداث الغزو في هذا النص السردي .
أمّا خطة الدراسة فكانت على ثلاثة محاور، يدور المحور الأول: حول تصوير مأساة الغزو في الرواية، يختص المحور الثاني: بنماذج الشخصية الضحية في الرواية، أما المحور الثالث والأخير فيتحدث عن وسائل المقاومة وتداعيات الغزو في الرواية، مع خاتمة حول أهم نتائج البحث.
وأخيراً نأمل أن تكون هذه الدراسة ذات فائدة علمية تخدم الدراسات السردية الحديثة . وما توفيقنا إلا بالله .

تعرضت المزارات والمراقد والجوامع والكنائس ودور العبادة الأخرى سنة 2014 في العراق ولا سيما المحافظات الساخنة الى عدوان سافر، إذ استهدفت المجاميع الارهابية استهدافا منظما مقدسات المسلمين وغير المسلمين بالأعمال الارهابية قصد الإبادة، وما هو الا دليل منهجهم المنحرف الممتلئ غيظا على الشعب العراقي، يستمد جذوره من الفكر التكفيري المتطرف الذي أصاب جسد الأمة.
إن حرب المراقد والمساجد لها جانبان: سياسي وعقائدي. فهناك جماعات لا تؤمن بالمراقد مهما كانت منزلة أصحابها، ومن أولويات برنامجها السياسي هو تصعيد الفتنة الطائفية بين الشعب الواحد حتى الذروة، وأصبح هناك نمط من الجرائم التي يجري تنفيذها في خدمة العقيدة التكفيرية التي ترى في قبور أهل بيت النبوة والصالحين مجرد أوثان يتعين هدمها وتطهير الأرض منها؛لذا فالجريمة هي عمل عقائدي ذو بعد سياسي أكثر من كونها عملا سياسيا،...كما إن تفجير بيوت الله والهرب هو عمل إرهابي جبان بصفاته الفاشية أي قتل الناس شعوبا و جماعة وأفرادا.
يتناول البحث جانبا ومشاهد مصورة من الأعمال الارهابية التي أرادت إشعال الفتنة لإحداث حرب طائفية بين الشعب الواحد، عبر تفجير الأماكن المقدسة ،وقتل فئات محددة من الشعب العراقي. وقد واكبت تلك الأحداث والتصدي لها من خلال موقعين آنذاك نائبا للأمين في الأمانة العامة للمزارات الشيعية. وكان لا بدّ لنا من العمل والسعي المشترك لإبطال هذا المنهج ومحاربته.

بسم الله والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الكرام وصحابته المجتبيين وبعد:
إن انتشار المتطرفين الإرهابيين في زماننا ولاسيما في بلدنا العراق واستغلالهم الجهال من المسلمين، وخداعهم باسم الدين والجهاد والدولة الاسلامية وغيرها من الشعارات، يُحتم علينا جميعا ان نقف في صف واحد لنبيّن كذب أقوالهم وافترائهم على الدين، وإن أهم المصطلحات والشعارات التي رفعوها هي _ الجهاد_ وقاموا ببعض الأعمال الإجرامية التي تدخل وبحسب القانون الدولي الإنساني تحت (الإبادة الجماعية) سواء قاموا بذلك مع بعض الأفراد والجماعات الموجودة في المناطق التي سيطروا عليها أو حتى في المناطق التي لم يسيطروا عليها عن طريق التفجيرات أو القصف لتلك المناطق، وفي بحثنا هذا تطرقنا إلى مفهوم الجهاد في النصوص الشرعية وحاولنا توضيح معنى بعض المصطلحات الشرعية التي اشتهرت على ألسن واعلام هؤلاء الإرهابيين ، وذكرنا تفسير العلماء لها وكذلك تفسير بعض الآيات التي يستدلون بها في سنة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكذلك علماء الأمة، وقد استعنا ببحثنا ببعض الفديوات والصور التي نشرها الإرهابيون لبعض أعمالهم الإرهابية سنقوم بعرضها عند القاء البحث إن شاء الله، وختمنا بحثنا بأهم النتائج التي توصلنا إليها .

هذه الألفاظ الثلاثة أثارت نقاشاً وجدلاً بين أطياف المجتمعات كافة، وخالطها التدليس المتعمد لإثارة الفتنة وتشويه الحقائق، فهذا الخلط يُعَدُّ من أخطر الظواهر التي تهدد الأمن العالمي بشكل عام، والدول الإسلامية بشكل خاص من جهة، ومن الجهة الأخرى فهي تُسيئُ إلى الصورة الحقيقية للأديان عامة والإسلام بصورةٍ خاصة.
وقد تشعبت الآراء والإتجاهات حول صياغةِ تعريفٍ جامعٍ لهذه الألفاظ، ولاسيما بعد أن تَسَيَّسَت لفظةُ الإرهاب، وجعلوها باباً واسعاً مفتوحاً على مصراعيه لتصفية الحسابات بين الأطراف المتصارعة سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي. سنُلقي الضوءَ على ما سبق ضمن سياق فقرات البحث مع بيان الأسباب والأهداف التي تنطوي عليها لاستغلال تلك الألفاظ وإلصاقها بالآخر.

التعددية الدينية بمفهومها الغربي حلّ اضطراري وضعه المفكرون الغربيون ؛لانعدام مبادئ التعايش الديني والطائفي من منظور دياناتهم.الاّ أن مصطلح التعددية الدينية على وفق المنظور الغربي الذي يؤمن بنسبية الحقيقة، ويدعي أن كل الأديان يملكون شيئا من الحقيقة، تجعل الأديان الموجودة مجرد آراء بشرية، ويقطع وصلتها من الحق المطلق بل ينزع منها ثوب الوحي الإلهي!وبهذا يفقد الدين خصائصه. الإسلام دين يؤمن ب(التنوعية و التعددية الدينية )وفقا لتعريف خاص،إذ يقبل بالأديان كما هي‏، ووضح في نصوصه كيفية التعامل الصحيح مع أهل الأديان كافة ،‏ فبين كلا من الحقوق والواجبات لأهل الأديان؛ لتكون النتيجة التعايش السلمي في الواقع، و التقارب والتآلف بين كافة أطياف المجتمع. وهذا الاعتراف بالتنوعية في الفكر الإسلامي جعل التعددية مصدرا فعليا للتعايش السلمي بدل الصراعات الدينية والتعصبات المذهبية، كما جعل منها سبيلا للإبداع والإنتاج الحقيقيين.
ومفاتيح البحث: (التعددية – التنوعية – التعددية الدينية – التعايش – الفكر الإسلامي )

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه .. أما بعد:
إن التسامحَ أمر ضروري بين الأفراد والأسرة والمجتمع لا يمكن للناس أن يعيشوا من دونه أو يتجاهلونه، وإن الجهود الحثيثة القائمة على تعزيزه ونشر قيمه في المجتمع لابد من تظافر الجميع لتحقيقه، وتيسير كل السبل والإمكانات لتعايش الثقافات في إطاره، وتعليم الناس حقوقهم وحرياتهم ،وحثهم على حمايتها بالوعي والارادة والمسؤولية. ذلك ؛لأن التسامح يمثل واجباً أخلاقياً وسياسياً وقانونياً من منطلق أن جوهر التسامح لا يقوم على أساس إلغاء حقوق الآخرين والتجاوز على قيمهم ، والتغافل عن الشرور الاجتماعية ، والمظالم السياسية، بقدر ما يعني تعزيز قيم الانفتاح، والتضامن ، والفضيلة ، وتبادل المنافع الثقافية والشراكة في المسؤوليات والحقوق والبناء. ومن أجل ذلك جاء بحثي بعنوان: ( التسامح في المنظور الإسلامي وسبل تعزيزه في المجتمع ) ، لأشارك في المؤتمر العلمي المعنون ( بناء السلام ومنع الإبادة الجماعية).
وستكون خطة البحث على النحو الآتي:
المبحث الأول: مقدمات ومفاهيم.
المبحث الثاني: صور من التسامح في الإسلام.
المبحث الثالث: سبل تعزيز التسامح في المجتمع.
ثم الخاتمة في أهم النتائج والتوصيات

من المعلوم أن الإسلام جاء من أجل بناء الإنسان وتنظيم المجتمع وصولاً إلى تحقيق أهداف اجتماعية, والحفاظ على بنية الأخلاق على أساس من التوازن بين ما هو روحي ومادي؛ بغية توفير الأمن مع التهذيب الاجتماعي القائم على الالتزام بتعاليم الإسلام وآدابه وقيمه, في معادلة متكافئة بين الحاجات الروحية والاجتماعية من أجل تحقيق العدالة والسعاِدة والرفاهية لأبناء المجتمع , وكل ذلك من أجل التعايش وبناء السلام المجتمعي .
تعد فكرة التعددية والتنوَع بين بني البشر في حياة الدنيا أمرا فطريا طبيعيا بين الناس في المجتمع البشرى، ولا يزال البشر مختلفين فيما بينهم، وآية من آيات الله في إثبات الخلق والإيجاد طالما أن هناك حياة، وتأصيل قرآني في مجال عقيدة التوحيد والدعوة إلى الإيمان، وأسلوب منطقي في فتح المجال أمام الفكر الإنساني يعمد إلى إعمال العقل والفهم للوصول إلى إسعاد الناس. تهدف: هذه الدراسة إلى بيان أن التعددية أمر إلهي بين المجتمع البشرى يجب إتباعه، وأصل في الدعوة إلى الإتفاق، والتواصل معهم، والقدرة على المستجدات، وازدهار الحياة ثقافةً، وحضارةً، وحواراً، والاعتراف بوجود الآخر من أجل بناء السلام الإنساني العالمي. أهمية هذا البحث: بيان تأصيل منظور القرآن الكريم بأن فكرة التعددية مفهوم يخدم في المجالات المتعددة وأغراض مختلفة، مما يجب تقبله تماماً فكراً وعقلاً، وتسهم في إيجاد تجربة مميزة وفريدة من نوعها لكل فرد والمجتمع، ويسهل مشاكل الناس أفراداً واسراً ومجتمعاً، ويعالج التحاور مع المخالف، وتجنب التعصب للرأي، وتحويل الأضداد إلى ثقافة تعارف وتآلف. والتأكيد على مبدأ الدخول في السلم كافةً الذي دعا إليه دين الإسلام. اتبع الباحث المنهج الفكرى التحليلي النقدي. ومن أهم استنتاجات البحث: فكرة تأصيل التعددية تدريب النفس على العفو والتسامح والتحاور مع المخالف على أساس العدل والحرية والحق، وإن الإسلام يحترم حقوق الإنسان المشروعة المدنية والقانونية على وفق منهج العدل والإحسان. التعددية تناقض فكرة الآحادية البغيضة من ظلم وعنف، والتعصب والتميز قديماً وحديثاً، ويقبل فكرة الأخوة الإنسانية بقبول المخالف الآخر، وينشر فكرة التسامح والتعايش والمساواة. ويتضمن هذا البحث ثلاثة مباحث: المبحث الأول: تأصيل مفهوم فكرة التعددية من منظور القرآن الكريم. المبحث الثاني: آثار قبول فكرة التعددية الإيجابية على الفرد والمجتمع. المبحث الثالث: نقد فكرة الأحادية وتحليلها .

لم تكن عمليات الإبادة الجماعية حدثاً من أحداث العصر، بل هي حدث من الأحداث التي تمتد في جذورها إلى أعماق التاريخ القديم للبشرية. فقد حفظ لنا التاريخ القديم عمليات إبادة وحشية ودموية حدثت في مدة ما قبل الميلاد، قام بها ملوك وقادة طغاة لأسباب عدة أدى فيها العامل الديني الدور الفاعل. وفي أسفار العهد القديم التي تعد نصوصاً دينية مقدسة ووثائق تاريخية في الوقت نفسه يتردَّد ذكر الكثير من عمليات الإبادة الجماعية التي قام بها الإسرائيليون ضد الشعوب الآمنة بعد أن احتلوا أراضيها وتحت غطاء ديني، إذْ كانت تتم وكما تذكر نصوص العهد القديم بأمر الرب ومباركته، وهي فريضة الشريعة التي أمر بها الرب الإسرائيليين في إبادة الشعوب الوثنية واجتثاثها . وقد اخترنا واحداً من أهم الأسفار وأكثرها سرداً لعمليات الإبادة تلك وهو (سفر يشوع بن نون) هذا السفر الذي سمي باسم القائد الذي تولى قيادة بني إسرائيل بعد وفاة موسى (ع) والذي شرع أول عمليات إبادة جماعية عرفتها الإنسانية في عصورها القديمة، متخذاً من النصوص الدينية للعهد القديم ذريعة لإقامة تلك المجازر، إذ جاء في تلك النصوص: (أما مدن الأمم التي يعطيها لكم المولى إلهكم نصيباً فلا تبقوا فيها أحداً بل أفنوهم جميعاً ...) (سفر التثنية 20 / 16-17)، وجاء في نصوص أخرى من العهد القديم أيضاً (فتجندوا على مديان كما أمر الرب واقتلوا كل ذكر ...) (سفر العدد 31/ 17-19) . وهنا يتجلى العامل الديني وأثره في الفكر الأيديولوجي لعمليات الإبادة. فعندما هاجم يشوع بن نون (1267-1157 ق.م) ومن معه من البداة الإسرائيليين الحاقدين على كل ما هو حضاري ومتمدن مدينة أريحا الكنعانية أبادوا جميع سكانها، إذْ جاء في سفر (يشوع بن نون 6/ 21 -24) (واقتلوا بالسيف كل من في المدينة الرجال والنساء والأطفال والشيوخ حتى البقر والغنم والحمير واحرقوا المدينة وكل من فيها بالنار ...)، وهكذا فعلوا مع باقي المدن الكنعانية والمدن الأخرى، إذ يستمر السفر على هذا المنوال في عمليات القتل والإبادة الجماعية حتى أطلق عليه (سفر المجازر).

عند استقراء النصوص الشرعية في كل الأبواب الفقهية نجدها تتمحور حول مقاصد كلية خمس(حفظ: الدين، والنفس، والعرض، والعقل، والمال)، ومن أجلها شرع الله تعالى أحكامه، فالشريعة جاءت وسيلة لتحقيق، هذه المقاصد الكلية وإقامتها وحفظها وديمومتها ، وعند التأمل في كل باب وردت فيه نجد محور حفظ النفس البشرية واضحا بغض النظر عن الدين والعرق، ولا يمكن لأدنى ناظر فيها تجاهله، بل نجده قد عمَّ جميع الحقوق: البدنية والنفسية، مع مراعاة الحرية الشخصية في ذلك كله، ومن هنا أردت في هذا البحث أن أسلط الضوء على جزئية مهمة وعنصر رئيس في هذا المضمار، ألا وهي دافعية( ) هذه الضروريات في حفظ النفس البشرية؛ لأنه كما هو معلوم من أنَّ الأحكام الشرعية جلها إن لم نقل كلها دافعية غير حاكمية؛ ولذلك نجد خطابها للمكلفين بين الترغيب والترهيب، والأول أكثر ورودا في الشريعة، وقد وجدنا الإمام أبا اسماعيل الهروي(481 هـ) أشار إلى دور الخلل في تعليل الأحكام الذي يؤدي إلى إضعاف قيمة الحكم الشرعي، بما يترتب عليه ذهاب الدافعية, إذ يقول رحمه الله:
(تعظيم الأمر والنهي: هو أن لا يعارضا بترخص جاف, ولا يعرضا لتشديد غال, ولا يحملا على علة توهن الانقياد) منازل السائرين,(ص:81)، مع الأسف نلمس دافعية الأحكام هي الجزء الغائب في خطاباتنا وكتاباتنا، ودافعية الضروريات منها، وأرى فهمها ومراعاتها أهم حتى من الضروريات نفسها؛ لأنه ما الفائدة من معرفتها والتدليل عليها من الكتاب والسنة النبوية من غير معرفة عملها ،وكيفية ذلك العمل وتأثيره، وكيفية توظيف ذلك التأثير، وهذا ما سأبينه في هذه الصفحات من دافعية الضروريات لمنع وقوع الابادة الجماعية.

الإبادة الجماعية بعينها هي ما تعرض له الشعب الكوردي في جنوب كوردستان (كوردستان – العراق) من التهجير القسري والقتل الجماعي للمدنيين، وعمليات الأنفال، وقصف المدن والقرى بالأسلحة الكيماوية وتدميرها من النظام البعثي العراقي في ثمانينيات القرن العشرين.
هذه الجرائم هي إبادة جماعية نظمتها الدولة فيجب توثيقها ثم تقديمها للمحاكم الدولية، ومحاكمة مرتكبيها ولو غيابيا ،وتعويض المتضررين بحسب القانون و الشريعة الإسلامية.
تمنع الشريعة الإسلامية وقوع هذه الجرائم ضد الإنسان، وذلك عبر تقديس الحياة، وتحريم القتل، وتكريم الإنسان مهما كانت قوميته ودينه، و تجريم قطع الأشجار، وتدمير الآبار، وتهديم البيوت، وقتل المدنيين من النساء والشيوخ و الولدان. و تعويض المجنى عليه فردا أو جماعة من الجاني حكومة كانت أو فصيلة أو وارثوها وهي الحكومة العراقية الحالية.
كؤمةلَكوذي بريتي ية لةوةي كة بةسةر طةلي كورد دا هاتوة لة باشوري كوردستان (كوردستاني عيراق)، لة رِاطواستني زؤرةمليَ و كوشتني بة كؤمةلَي خةلَكاني سظيل وهةلَمةتة وةحشيةطةريةكاني ئةنفال و بؤمبارانكردني شار و لاديَ كان بة ضةكي كيمايي وويَرانكردنيان لة لايةن سةراني رِذيَمي بةعسي عيراقي لة هةشتاكاني سةدةي بيستةم دا.
ئةم تاوانكاريانة بريتي لة خودي لةناوبردني بة كؤمةلَ و جينؤسايديَكي رِيَكخراو لة لايةن دةولَةتةوة، ثيَوستة بة ديكؤميَنت بكريَت و ثاشان ثيَشكةش بكريَت بة دادطاي دادي نيَودةولَةتي و سةراني ئةو تاوانانة دادطايي بكريَن ئةطةر بة غيبابيش بيت ثاش مردنيان، ثاشان قةرةبووكردنةوةي ئةوانةي زيانيان بةركةوتوة بة طويَرةي دين و ياسا.
شةريعةتي ثيرؤزي ئيسلام رِيَطري كردوة لةوةي ئةم تاوانانة دذي مرؤظ ئةنجام بدريَت، ئةميش لة رِيَطةي برِيارةكاني: ثيَرؤزكردني طيان و قةدةغةكردني كوشتن و رِيَزليَناني مرؤظ جا سةر بة هةر نةتةوة و ئاينيَك بيَت، و بةتاوان داناني برِينةوةي دار و ويَرانكردني كانياو و رِوخاندني خانوو و مالَ و كوشتني هاولَاتي بيَتاوان لة ذن و ثير و منالَان. ثاشان قةرةبووكردنةوةي زيانليَكةوتوو جا تاك بيَت يان كؤمةلَ و نةتةوة لة لايةن تاوانكارةوة جا حكومةت بيت يان طروث يان لة لايةن ميراتطرةكةيةوة كة حكومةتي ئيَستاي عيَراقة.

الإبادة الجماعية هي الكابوس والنقطة السوداء في تاريخ البشرية، والتي للأسف يرتكبها الإنسان كأفراد أو جماعات، أو حتى الحكومات والدول بحق الإنسانية. والإبادة الجماعة قد تكون إبادة أسرة أو جماعة، أو قومية أو طائفة ما، في مكان ما بسبب انتماءاتهم القومية والحزبية والطائفية والدينية.
وقد تكون إبادتهم؛ بسبب عرقهم أو لونهم، أو؛ بسبب موقع جغرافيتهم الغنية بالموارد الاقتصادية، أو؛ بسبب معارضتهم لنوع الحكم الذي يحكمهم.
أياً كانت مسوغات الإبادة الجماعية وأسبابها ، فإنّها عمل شنيع عند كل إنسان له فطرة سليمة، وعقلية متوازنة؛ لأن ارتكابها لا يليق بالإنسان كإنسان، ولا تنسجم بشكل من الأشكال مع مكانته كونه أذكى كائن حي في الكون، وسيدا فيه، كما أنّها عمل مدان وإجرامي وحرام، ثم محارب في القوانين الدولية والأديان السماوية.
والباحث في هذا البحث يضع يده على استراتيجيات تشريعية واقتصادية واجتماعية من المنظور الإسلامي، بهدف القضاء أساساً على هذا السلوك السرطاني الخبيث والقبيح، والعمل الذي يشمئز منه كل ذي طبع سليم، لم ينسلخ من الصفات والمميزات التي ينفرد بها الإنسان ويميزه عن غيره من الكائنات الحية.
بادئاً بتعريف الإبادة الجماعية، ثمّ عرض موجز لنشأتها ،وأهم أسبابها، وبعد ذلك التركيز على استراتيجيات مواجهتها ،ومكافحتها، والقضاء عليها.

بعد انهيار الثورة الكوردية عام 1975 اثر اتفاقية الجزائر التي عقدت بين العراق وايران اطلق نظام البعث الحاكم في بغداد العنان لنفسه لمواجهة الحركة القومية الكوردية بسلسلة من عمليات الابادة الجماعية والتطهير العرقي ضد الكورد في العراق، إذ شنت السلطة الحاكمة حملة اعتقالات واسعة ضد عناصر المعارضة الكوردية، وتعرضت القرى الحدودية للتدمير من أجل خلق حزام امني بعمق عشرين كيلو متر على طول الحدود مع تركيا وايران وزرعت في ممراتها الألغام، وأعلنت انها منطقة عسكرية محرمة يمنع دخولها إلا من الجيش، وقد تطلب ذلك إزالة خمسمئة قرية من ساكنيها مما اضطر الالاف من الاكراد اللجوء الى ايران خشية الاعتقال أو القتل، وقد رافق تلك التطورات عمليات تهجير شنها النظام الحاكم في 31 اذار 1975ضد أبناء عشيرة البارزانيين في منطقة برزان، إذ تم تهجيرهم الى مناطق صحراوية في محافظة القادسية وسط البلاد ولم يسمح لهم بالعودة الى كردستان إلا في عام 1980على ان لا يعودوا الى مناطق سكناهم الأصلية، تلا ذلك (حملة الانفال) التي تسببت بتسوية أكثر من 4000 قرية من على الارض، وتهجر أكثر من نصف مليون كوردي الى الصحراء في جنوب العراق ، والاف آخرين هجروا الى ايران، وقد تزامن مع حملة الأنفال مأساة حلبجة التي قصفت بالسلاح الكيماوي يوم 16 اذار من عام 1988 مما تسبب بمقتل خمسة الاف كردي في مشهد مرعب لم يألفه التاريخ.

من المعلوم أن الإسلام جاء من أجل بناء الإنسان وتنظيم المجتمع وصولاً إلى تحقيق أهداف اجتماعية , والحفاظ على بنية الأخلاق على أساس من التوازن بين ما هو روحي ومادي؛ بغية توفير الأمن مع التهذيب الاجتماعي القائم على الالتزام بتعاليم الإسلام وآدابه وقيمه , في معادلة متكافئة بين الحاجات الروحية والاجتماعية من أجل تحقيق العدالة والسعاِدة والرفاهية لأبناء المجتمع , وكل ذلك من أجل التعايش وبناء السلام المجتمعي .
شهدت الأوضاع في العراق بعد أحداث حرب الخليج الأولى تطورات أسهمت في ظهور مخاوف لدى دول الخليج العربي من الوضع في العراق ‘إذ سبب احتلال العراق للكويت ،ومجئ القوات الأجنبية إلى الخليج العربي، والتدخلات الإيرانية في المنطقة المخاوف من تلك الأحداث التي جرت في المنطقة؛ لذلك عملت الدول الخليجية على الاهتمام بضمان أمنها الإقليمي وتغيير سياستها تجاه الوضع في العراق بعدما كانت مؤيدة لسقوط النظام أصبحت تعمل على بقاء نظام صدام حسين .

من المعلوم أن الإسلام جاء من أجل بناء الإنسان وتنظيم المجتمع وصولاً إلى تحقيق أهداف اجتماعية, والحفاظ على بنية الأخلاق على أساس من التوازن بين ما هو روحي ومادي؛ بغية توفير الأمن مع التهذيب الاجتماعي القائم على الالتزام بتعاليم الإسلام وآدابه وقيمه, في معادلة متكافئة بين الحاجات الروحية والاجتماعية من أجل تحقيق العدالة والسعاِدة والرفاهية لأبناء المجتمع, وكل ذلك من أجل التعايش وبناء السلام المجتمعي.
إن حياة الكورد مليئة بالقصص والمآسي من النكبات والويلات بأيدي الحكام والطغاة الذين لا يعيرون للإسلام وزناً ولا للانسانية قيمة، ومن بينها حكومة البعث فقد شنت على كوردستان عمليات عسكرية ظالمة، لا سيما العمليات التي سمتها بعمليات الأنفال اشعارا بأن الكورد كفار وأنّ أموالهم وأعراضهم مباحة. وأهمية هذا البحث تبدو من موضوعه، وهو يتعلق بنازلة مفجعة تعتبر من أفجع النوازل التي أصيب بها شعب مسلم على أيدي حكامه، تحت شعار إسلامي مقدس والإسلام منه بريء.
وكان سبب اختيار هذا الموضوع؛ أن أكثر شعوب العالم ومنها الشعوب المسلمة لا يعرفون عن حقيقة هذه النازلة شيئاً إلا نادراً. وهذه النازلة قد أهملت في حينها، ولا بدّ من بيان حقائقها وكشف النقاب عنها، وأيضاً: قد حاول كثير من الكتاب والباحثين من الكورد وغيرهم بيان بشاعة تلك العمليات ، وإدانتها من وجهة نظر القوانين الدولية وحقوق الإنسان، لكننا لم نجد من تعرض للمسألة من الناحية الشرعية وبيان حكم الإسلام فيها ، مع أنه كان من الواجب على العلماء المسلمين أن يبحثوا هذه المسألة ويبينوا بطلان هذه التسمية ، إحقاقاً للحق – على الأقل - وبياناً لبراءة الإسلام من مثل هذه التسميات الجائرة ، كيف لا والعمليات كانت موجهة لشعب مسلم يعيش في دار إسلام ؟؟
إن تسمية الإبادة الجماعية للكورد عام ( 1988م ) بالأنفال ظلم وتعدٍّ على الإسلام وعلى الشعب الكوردي كذلك؛ لأن إقليم كوردستان هو دار إسلام وأهله مسلمون، والأنفال لا تقام إلا على الكفار، وكثيراً ما كانت حكومة البعث تستعمل مثل هذه التسميات في حروبها وعملياتها؛ ويبدو أن غاية الحكومة سيئة وراء هذه التسميات ، إذ كانت تدفع بالعامة إلى التنفير من تلك الأسماء المباركة من جهة، ومن جهة أخرى تريد التمويه على المسلمين خارج العراق بأنها حكومة مجاهدة .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد : فالكورد منذ القدم يعيشون في وطنهم كوردستان ، وقـد شـتتهم الأحداث التاريخية إلى أجزاء مختلفة، منها الجزء الذي ألحق بـ ( دولة العراق ) بعـد تأسيسها، ومنذ تأسيس هذه الدولة إلى الآن كانت الأنظمة الحاكمة فيها تعامل الكورد معاملة لا تنسجم مع قاعدة الأخوة الإسلامية، فقد تعرض الكورد إلى عمليات إبادة جماعية منظمة في سنة ( ١٩٨٨ ) سماها النظام بـ(عمليات الأنفال) استعملت فيها أنواعا مختلفة من أسلحة الدمار الشامل، وصف اسم مدينة (حلبجة) الكردية إلى جانب اسم مدينتي (هيروشيما وناكازاكي) اليابانيتين، واستشهد في هذه العمليات أكثر من (١٨٢) ألف نسمة، معظمهم من الأطفال، والنساء، والشيوخ، والعجزة، وهدمت فيها ما يقارب من (5000) قرية وقصبة.
وللتعرف على حقيقة عملية الانفال. الإبادة الجماعية للشعب الكوردي في کوردستان العراق: وأسبابها، ومضاعفاتها، وبيان حكم الشرع فيها، جاء اختيار هذا العنوان (عمليات الأنفال في كوردستان العراق).
ومما تجدر الإشارة إليه: أنّ سورة الأنفال مدنية تتكون من (٧5) آية تحتوي على بعض المسائل الحربية والقتالية ،وتظهر مكائد العدو ،وكذلك فطنة الرسول –صلى الله عليه وسلم- في قيادة الجيش . وعند قراءة السورة وتفسيرها يتبين معنى الأنفال الشـرعي وليس كما تريدها الأنظمة الدكتاتورية، ومن أفتى بجواز عملية ماتسمى بـ (الأنفال).
ولا يخفى زيف ذلك على من له أدنى دراية بالعلوم الشرعية فإن الشعب الكوردي المسلم ذو عقيدة صافية ومنهج مستقيم. هذا وقد قسمت بحثي إلى مبحثين:
المبحث الأول: تعريف الأنفال، ومشروعيتها، ومسألة دار الإسلام
وأدرجت فيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: تعريف الأنفال لغة واصطلاحا
المطلب الثاني: حكم الأنفال ومشروعيتها
المطلب الثالث: المطلب الثالث: كوردستان العراق دار اسلام
المبحث الثاني: حملات الأنفال في كوردستان العراق
وأدرجت فيه تمهيد وستة مطالب:
تمهيد: حزب البعث والمسألة الكردية.
المطلب الأول: عمليات الأنفال الأولى.
المطلب الثاني: عمليات الأنفال الثانية.
المطلب الثالث: عملية الأنفال الثالثة.
المطلب الرابع: عملية الأنفال الرابعة.
المطلب الخامس: عملية الأنفال الخامسة، والسادسة، والسابعة.
المطلب السادس: عملية الأنفال الثامنة، خاتمة الأنفال.
وأنهيت البحث بخاتمة جاءت فيها أهم النتائج التي توصل إليها الباحث.

تتناول هذه الدراسة كيفية التعاطي الإعلامي للمواقع الإلكترونية الكوردية مع القضايا المتعلقة بمدينة حلبجة، إذ إن (التغطية الإعلامية) أو (المعالجة الخبرية) تحتل مساحة واسعة من الدراسات الإعلامية، وتساعد على فهم طبيعة التعاطي الإعلامي للوسائل الإعلامية المختلفة مع الأحداث المختلفة.
وقد حظيت مأساة حلبجة والمتمثلة بالقصف الكيميائي من النظام العراقي السابق ربيع عام 1988، بتغطية إعلامية (نسبية) من مختلف الوسائل الإعلامية المحلية والعالمية، وكانت الاهتمامات الإعلامية في أثناء الحدث في سنة 1988 متواضعة ،ولم تمثل حجم المأساة التي وقعت على هذه المدينة، وذلك ؛بسبب المصالح السياسية لبعض الدول العربية والعالمية مع النظام العراقي السابق ،وكذلك عدم وجود قنوات فضائية عالمية ومواقع الكترونية في ذلك الزمن، ولكن على الرغم من ذلك فإن مجموعة من الصحفيين والأجهزة الإعلامية والدبلوماسية الإيرانية استطاعت إيصال صدى هذه الجريمة إلى الرأي العام العالمي.
وحاولت هذه الدراسة البحث في كيفية التغطية الإعلامية لثلاثة مواقع الكترونية كوردية للقضايا المختلفة المرتبطة بمدينة (حلبجة)، وذلك عبر ثلاثة مباحث رئيسة، وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج، منها: إن الإعلام العالمي في ذلك الوقت لم يتجاوب مع هذه الجريمة بالصورة المطلوبة ولم تقم بتغطية الحدث بصورة تعكس حجم الجريمة. وإن المواقع الإلكترونية الكوردية تنشر الموضوعات والأخبار المتعلقة بقضايا (حلبجة)عن طريق الشكل الصحفي الخبر بالدرجة الأولى، وإن الشأن السياسي للقضايا المتعلقة بحلبجة يحتل المرتبة الأولى ضمن اهتمامات المواقع الإلكترونية الكوردية، واهتمت المواقع الإلكترونية بالموضوعات المتعلقة بتحويل حلبجة من قضاء الى محافظة و(ذكرى حلبجة) بالدرجة الأولى، والمواقع الإلكترونية الثلاثة نشرت معظم موضوعاتها المتعلقة بحلبجة مصاحبة لصورة.

مما دفعني إلى المشاركة في مؤتمركم الموقر – محور: الأيديولوجيات والإبادة الجماعية: العامل الديني- هو أولاً: تسليط الضوء على موضوع دقيق وحسّاس ألا وهو موضوع: من يحقق المناط وما أثره على السلم المجتمعي؟, لمعرفة أسباب نشوء الأفكار المتطرفة وسبل علاجها ؛لأنّ ما تعيشه البشرية عامّة والدول ذات الأديان والطوائف والأقليات المختلفة خاصة, من التفرق والتشتت وإراقة دماء مكوناتها, ما هو إلا ثمرة مُرّة من ثمرات الاجتهاد الخاطئ في فهم النص الديني والخطأ في آلية تطبيق النصوص في المسائل المختلف عليها بين المذاهب والتوجهات الفكرية المتعددة, وثانياً: تقدم العصر وتطوره, جعل الحياة في تجدد وتوسع, وكثرت فيه النوازل ،وتجددت فيه الرؤية للوقائع, وهذه القضايا والمستجدات لا يمكن البث فيها إلا عبر اجتهاد صحيح, ولا اجتهاد صحيح إلا بتحقيق مناط صحيح, للحدِّ من انحراف الأفكار ونشوء الجماعات التكفيرية الداعشية ومن هم على نهجهم.

يعد الحوار والتسامح والتعايش السلمي من المواضيع الرئيسة اليوم، بل أصبحوا من أكثر المواضيع الفكرية الملحة للنقاش والتداول في العالم ؛بسبب ما تعانيه المجتمعات من نزاعات وصراعات نشأت معظمها من التطرف المذهبي، والتمييز الإثني، وطائفي ،ولغوي، وديني ،إذ أصبحت هذه النزاعات هي السبب الرئيس لما تتعرض له المجتمعات في الشرق الاوسط من إبادات جماعية وهناك الكثير من الأمثلة التي تؤكد هذه النظرية. لكن إذا استطعنا تفعيل الحوار والتسامح في مجتمعاتنا نستطيع التغلب على النزاعات سالفة الذكر في مجتمعاتنا ،ونحقق التعايش السلمي ،ونعيش في وئام. تسلط هذه الدراسة الضوء على ظاهرة الحوار والتسامح والدور الذي تؤديه هذه الظواهر في تعزيز التعايش السلمي في مجتمعاتنا ،وتقوم بدراسة الآليات والعوامل التي تساعد في تعزيز ثقافة التعايش السلمي ونشرها للوصول إلى مجتمع بعيد عن النزاعات وبناء مجتمع على أساس المواطنة وثقافة قبول الآخر.

يعيش العراق اليوم دوامة من زعزعة الثقة بين أطياف الشعب وذلك؛ لان الحركات الإرهابية تحاول زرع الفتنة بين طوائف المجتمع العراقي وطبقاته وفئاته، وتعرقل بناء عراق جديد عراق يؤمن بالحوار والاعتراف بالآخر، ولكن بناء العراق الجديد لا يتم إلا بعد أن يكون هناك ثقافة التسامح والتعايش السلمي . كما أن إشاعة مفاهيم الإنسانية لها دور مباشر في ضرب مفاهيم الاستبداد والتفرد بالرأي في إدارة المجتمعات ولاسيما المجتمع العراقي.
ففي الوقت الذي يزول فيه الاستبداد من المجتمع ويبدأ بالانتقال نحو الديمقراطية سيكون بحاجة إلى نخب سياسية واجتماعية ودينية وثقافية لديها نوايا طيبة تحرص على تهدئة المخاوف المتوقعة لدى الأطراف الأخرى لكي يتحولوا من مرحلة الشك والريبة إلى مرحلة الثقة والتسامح والتعايش السلمي.
وهنا يحق لنا أن نتساءل إذا كان التنوع الاجتماعي والديني والقومي حقيقة لا مفر منها منذ القدم ، وإذا كنا جميعا راغبين بالعيش معاً في ظل دولة مدنية واحدة ، فما أفضل طريقة لتحقيق ذلك ؟ وكيف يمكن ضمان عدم تكرار المآسي التي عانينا منها لعقود مضت ،وإعادة الشعور بالطمأنينة والأمان لجميع العراقيين من دون استثناء ؟ وكيف لنا أن نشرك مختلف المواطنين بغض النظر عن اختلافاتهم العرقية أو القومية أو المذهبية في إدارة شؤون بلدنا، والتمتع بثرواته بشكل عادل ؟

إذا كان قتل النفس الواحدة جريمة عظمى محرمة شرعاً وقانوناً على المستوى الدولي وعلى مستوى الأديان والتشريعات السماوية كافة, فكيف هو الحال بالنسبة لمفهوم الإبادة الجماعية!! فهنا لا يُقتل فرد ذو تأثير ضعيف على المجتمع وإنما آلاف الأفراد أي أمة، ومستقبل، وطاقة، وقدرات بشرية وفكرية بإمكانها قلب الموازين هذا من جهة, ومن جهة أخرى تُخلف قلوبا محطمة ونصف ميتة من روع مشاهد القتل التي شهدوها أمام أعينهم, وليس هذا فحسب فمجازر الإبادة الجماعية تبقى تفرز مخلفاتها وتبعاتها لسنوات طويلة وأجيال متعاقبة، وقد تولد أحقاد الثأر والانتقام لدى الأجيال التي لم تلق الوعي الكافي والدعم النفسي الضروريان لتأهيل هذه الأجيال للاستفادة من مآسي الحياة المريرة وتجاربها لتحويلها إلى دروس وعبر للتقدم والنهوض. فالإبادة الجماعية سمُ فتاك يمتد تأثيره السمي لأجيال وأجيال ما لم تتم السيطرة عليه بحكمة. وهنا يأتي دور المجتمع الدولي وموقفه القانوني والتشريعي والإنساني من هذه الجرائم.

سيلقي هذا البحث إضاءات على صور الإبادة الجماعية في غزو الكويت، ولاسيما الاختفاء القسري للكويتيين ورعايا الدول الأخرى فيها، والإبادة البيئية التي حدثت نتيجة حرق عشرات آبار النفط الكويتية.
أقدم النظام العراقي على غزو دولة الكويت يوم (1 آب 1990م)، عندما استفاق الشعب الكويتي على أصوات الدبابات وطلقات النيران التي اجتاحت أغلب مناطق الكويت في ساعات عدة، واستمر الغزو العراقي لمدة يومين ونصف تقريباً، حتى وقعت الكويت تحت سيطرة العراق، وأطلقوا عليها اسم (المحافظة التاسعة عشر) العراقية، ولا شك أنه توجد أسباب وراء هذا الغزو منها ما هو سياسي، واقتصادي، واجتماعي، وتاريخي، كان من أهمها: الديون العراقية، ورفع إنتاجية البترول، واتهام العراق الكويت بسرقة النفط العراقي.
ولم يدم هذا الغزو أكثر من عام وأشهر عدة حتى جاءت (عاصفة الصحراء) عندما سمح مجلس الأمن الدولي في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني "للدول الأعضاء باستخدام جميع الوسائل اللازمة" إذا لم يغادر العراق الكويت قبل 15 يناير/كانون الثاني 1991م، وبدأت في 17 منه - بعد فشل المبادرات الدبلوماسية- عملية (عاصفة الصحراء) بقصف جوي مكثف، وفي اليوم التالي و لأسابيع عدة ردت بغداد بإطلاق صواريخ سكود على إسرائيل والسعودية، وحثت الولايات المتحدة، وروسيا ،وفرنسا، وبريطانيا إسرائيل على عدم الرد، ونشرت الولايات المتحدة بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ في إسرائيل في 20 يناير/كانون الثاني.
وفي 24 فبراير/شباط 1991م، انطلقت الحملة البرية ضد العراق، وبعد 3 أيام أعلن بوش أن (الكويت تحررت، وإن الجيش العراقي قد هزم)، وفي اليوم التالي، وافقت بغداد على قرارات الأمم المتحدة جميعها ، بعد أن ترك العراقيون وراءهم بلداً مدمراً ومنهوباً، وأكثر من 750 بئراً للنفط مشتعلة.

تميز النظام البعثي عن غيره من الأنظمة التي حكمت العراق، في تاريخه الحديث، بما ارتكبه من جرائم إبادة جماعية طالت الملايين من العراقيين على اختلاف مكوناتهم الاثنية، وفئاتهم الاجتماعية، ومشاربهم الفكرية والسياسية. ويتناول هذا البحث العوامل التي تسببت في إقدام رأس النظام البعثي ومعاونيه على ارتكاب جرائم بهذا المستوى الصارخ من البشاعة والوحشية.
وأولى البحث أهمية كبيرة لنظرية الأكاديمية الأميركية باربارا هارف Barbara Harff في التمييز بين مفهوم الإبادة الجماعية Genocide الذي يشير الى الجرائم التي تُرتكب بحق مجموعة من الناس بسبب انتمائهم الاثني ومفهوم الإبادة السياسية Politicide الذي يشير إلى الجرائم التي ترتكب بحق مجموعة من الناس بسبب انتماءاتهم الأيديولوجية أو السياسية ومواقفهم من الأنظمة التي تحكم بلدانهم. واستنادا إلى عدد من النظريات في حقل العلوم الاجتماعية والسياسية، تمت صياغة ثلاثة افتراضات حول مسوغات جرائم الإبادة الجماعية، بشقيها الاثني والسياسي، بالنسبة لمرتكبيها.
ذهبت الفرضية الأولى الى أن التكوين السيكولوجي والاجتماعي لقادة النظام أدى دورا رئيسا في بشاعة الجرائم التي ارتكبوها بحق المعارضين لنظامهم. وركزت الفرضية الثانية على طبيعة الوضع السياسي الذي مر به البلد، في حين عزت الفرضية الثالثة تلك الجرائم الى أيديولوجية النظام الحاكم. واستنتج البحث إن الفرضيات الثلاث تصح جميعها في تحديد الدوافع التي وقفت وراء لجوء النظام البعثي الى ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق شعبه.

شهدت منطقة البلقان مطلع التسعينيات واحدة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية وعمليات الابادة الجماعية بحق المسلمين في البوسنه والهرسك، وشكَّلت تلك الجرائم تحدياً حقيقياً للمجتمع الدولي وأدواته ومنظماته لملاحقة مرتكبي تلك الجرائم ومعاقبتهم ، كما وجدت أوربا نفسها أمام تحدٍ جديد ولكن في ظل النظام الدولي الجديد الذي ينادي باحترام حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية وعدم مشروعية العدوان وغيرها من الشعارات الرافضة للعنف وانتهاك حقوق الشعوب، فالصراع في يوغسلافيا وموقف القانون الدولي فيه شكل شاهداً على ازدواجية المعايير في التعامل مع الأزمات الدولية وتناقض المواقف الدولية في التعاطي مع ذلك الصراع، وتكمن أهمية موضوع القانون الدولي وصراع البوسنة والهرسك بسبب؛ إن هذا الموضوع يتناول اشكالية معقدة كانت ولا زالت تعاني منها القارة الأوربية تحمل أبعاداً دينية وسياسية واقتصادية شكلت في مجموعها عوامل مضافة لتعقيد ذلك الصراع وصعوبة تحقيق القانون الدولي لعدالة حقيقية لضحايا ذلك الصراع من مجرمي تلك الحرب والذين اتهموا بجرائم الابادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.

بعد نحو 17 عامًا من الغزو الأمريكي، يحتل العراق المرتبة الأُولى في قائمة الدول الأكثر فساداً والأقل استقرارًا في العالم. حالة عدم الاستقرار والفساد المستشري في المجتمع العراقي منذ 2003 جعل بعض المنتقدين يلقون اللوم على الدستور نفسه بوصفه العقبة الرئیسة أمام التحول الديمقراطي في البلد. بالنسبة لهم، والطريقة المتسرِّعة لصياغة الدستور، وغياب الخبرة الدستورية العراقية، والتمثيل الجانبي للعرب السنة من بین العوامل التي ساهمت في الوضع غير المستقر في العراق طوال السنوات الماضیة. وكذلك، ناقش الناقدون الغموض والضبابية في بعض المواد الدستورية كونهما أعاقا تطبيقه. وسط هذه القراءات، اندلعت مظاهرات تشرين في 1 تشرين الأول 2019 في بغداد وبقية محافظات جنوب العراق احتجاجاً على تردّي الأوضاع الاقتصادية للبلد والبطالة، وانتشار الفساد الإداري. ووصلت مطالب المتظاهرين إلى تغيير الدستور ،وتعديل قانون الانتخابات. ومن ثم ، فإنَّ السؤال الموجه في هذه الورقة هو إلى أي مدى يمكن أن يكون الدستور حقًا عقبة امام عملیة التحول الدیمقراطي في العراق؟ تناقش هذه الورقة طبیعة المجتمع العراقي بوصفه مجتمعا منقسما بعمق ،وغیاب التجربة الدیمقراطیة السابقة لدى المواطنين ،وضعف الثقافة السیاسیة للتعاون والتسامح بين النخب السیاسیة والتدخلات الخارجية من بين العقبات الرئيسة أمام التحول الديمقراطي في البلد. وأخیراً، الاستنتاج الذي توصلت إليه الدراسة وهو :إنه على الرغم من كل الانتقادات والمؤاخذات على التجربة الديمقراطية في العراق، إلا أن عملية التحول الديمقراطي تتسم بالبطء في حد ذاتها، ولذلك يمكن القول إن العملية لا تزال مستمرة ولم تفشل بعد.

تاوانى ئةنفال كةزنجيرةيةك شالآوى سةربازى و راطةياندنى ضةواشةكارانةى بةرنامة بؤ دارِيَذراو بوو لةلايةن رذيّمى بةعسي (سةدام)يةوة لةنيَوان سالآنى ( 1987- 1988 ز) بةرامبةر بةبةشيَك لةدانيشتواني ولآتةكةى خؤى ئةنجامدرا, بةلآم ئةم بةشة لةدانيشتوانةكةى كةميللةتى ( كورد ) بوو لةرووي ئيتنى و زمان و كلتورةوة بةئةندازةيةكى زؤر جياوازبوون لةبةشة زؤرةكةى ترى دانيشتواني دةولَةت و تةنانةت لةو كاتةدا ميللةتى كورد بزوتنةوةيةكى ضةكدارى ئؤثؤزسيؤنى هةبوو كةلة خةبات و شةرِيَكى قولأ و سةختى ضةكدارى و سياسي و راطةياندندابوو لةطةلأ حكومةتةكةى حيزبى بةعسي سةدامي.
هاوكات لةطةلأ ثرؤسةكانى تاوانى ئةنفالدا حكومةتى عيَراق لةدريَذترين شةرِي سةدةى بيستةمدابوو لةطةلأ دةولَةتيَكى درواسيَى كةئةويش رذيَمى كؤمارى ئيسلامي ئيَران بوو, هةردوولا لةسالَى (1980)ةوة دريَذةيان بةشةرِيَكى خويَناوى و كاولكارى دابوو كةهةزاران كوذراوو برينداري ليَكةوتبوةوة سةربارى زيانى مليارةها دؤلاري تري ئابورى و كشتوكالَى و ويَرانبوونى سةرخان و ذيَرخانى هةردوو بةرةي شةرِةكة. هةلَبةت لةم شةرِة دوورو دريَذةدا هةردوو دةولَةت و بةتايبةتيش حكومةتى عيَراق ثيَويستيةكى زؤري بةكؤمةك و هاوكارى دةولَةتانى زلهيَزى دنيا هةبووة لةوكاتةدا.
ئةمريكا وةك يةكيَك لةزلهيَزةكانى دنياى ئةوكاتة كةنزيكةى ضوار دةيةش بوو لةململانيةكى ضرِدابوو لةطةلَ روسيا بةناوى (شةرِي سارد)ةوة بةدةر نةبوو لةكيَشمةكيَش و هاوكارى ئةو دوو دةولَةتة شةرِكةرةكة بةتايبةتيش عيَراق, ئةمريكا لةنةتةوة يةكطرتووةكان و بةتايبةتيش لةئةنجومةنى ئاسايشي نيَودةولَةتى كةخاوةنى مافي ( ظيتؤ )ية, قورساييةكى زؤري هةبوو هةم لةو ئةنجومةنة هةميش لةكؤمةلَطاي نيَودةولَةتى بةشيَوةيةكى طشتى, حكومةتى عيَراقيش لةوكاتةدا هةرضةندة ثةيوةندييةكى جيَطرو ضةسثاوى نةبوو لةطةلَيداو ثةيوةندييةكانيان هةلَبةزو دابةزى زؤري بةخؤيةوة بينى لةماوةى هةشت سالَي شةرِةكةدا, بةلآم لةهةمان كاتيشدا زؤرترين كؤمةكى سياسي و سةربازييان بةرذيَمى عيَراقي كرد هةر ئةمةش هؤكاريَكى طرنط و كاريطةربوو هةم لةطذاضوونةوةى حكومةتى ئيَرانى, هةميش لةسةركةوتني لةثرؤسةكانى ئةنفالدا, ئةمريكا جطة لةوةي لةبوارى سةربازى و لؤجيستى هاوكارى رذيَم بوو, لةولاشةوة لةئاستى تاوانةكانى ئةنفال و كيميابارانكردنى هةلَةبجةو ناوضةكانى ترى كوردستان بيَدةنطي هةلَبذاردو كؤي ثرؤسةو تاوانةكةي بةكاروبارى ناوخؤي عيَراق دايةقةلَةم, ئةمةش لةلايةك نةتةوة يةكطرتوةكان و كؤمةلَطاى نيَودةولَةتى كؤت وبةند كرد بةوةى سةركؤنةى رذيَمةكةى عيَراق بكةن و لةلايةكى تريشةوة دةستى رذيَمى بةعسي زياتر ئاوالآكرد تا بةثيَى ئامانج و ثيلانةكةى زؤترين كورد سةرةنطون بكاو زؤرترين ناوضةش خاثورو ضؤلأ بكات لةدانيشتوانة رةسةنةكةى كةكوردبوون.

ناوچەی ڕۆژئاوای ئێران ڕۆژهەڵاتی عوسمانی وباشووری ڕوسیا و بەتایبەتی ناوچەی کوردستانی ڕۆژهەڵات بە دوای دەسەڵاتی سەفەویەکان بۆ سەر ئێران و دانانی حکووومەتی شیعی وشەڕێ ئایینی ئێران، هەر سێ دەسەڵاتداری ناوچەکە بەسێ باوەڕ وئایینی جۆراوجۆر وەک ئیسلامی شیعی، ئیسلامی سوننە ومەسیحی ئۆرتۆدۆکسی کەنیسەی ڕۆژهەڵات بە نوێنەرایەتی کەنیسەی ڕوسیا، ئەو ناوچەیە یەکێک لە بێ بزەیی ترین شەڕەکان و کۆمەڵکوژی گەلان بە تایبەتی گەلی هەرمەنی کە چکۆڵەترین دەسەڵاتی سیاسی نەبوو،نەخشاند.
زل هێزانی دەسەڵاتدار وەکوو ئێران، عوسمانی وڕوسیا هەر یەک هاندەر و پشتیوانی بەشێک لە لایەنگرانی خۆیان بوون کە بە دانی چەک وتەقەمەنی و دابەش کردنی زەوی وزاری بەجێ ماو، لە ناوبردنی گەلانی تر، بوون بە هۆی گواستنەوەی بە کۆمەڵ،ماڵ وێرانی، قەیرانی قاتی وقڕی ونەبوونی، نەخۆشی گەورە وچارەڕەشی بۆ گەلانی کە پێش ئەو شەڕانە بە هەموو جیاوازیەکانیانەوە لەڕووی ئایینی ونەتەوە پێکەوە ژیانێکی خۆش یان پێک هێنابوو، دەیان بردەسەر وگوزارانیان دەکرد.
لەو توێژینەوەیە دا لە ڕووی جۆگرافیا، مێژوو و سروشت لەسەر ئەو خاڵانەی خوارەوە تێڕوانیێکی شیکارانە کراوە.
جوگرافیای نیشتەجێی حکوومەتی ئەرمەنی وکورد( دەسەڵاتی سیاسی حکوومەتی ناوچە،دەسەڵاتی ئایینی و ناوخۆیی)،جۆگرافیای میژووی ناوچە، جۆگرافیای سروشتی وبەڕێچوون وژیان، سیاسەتی دەسەڵاتدارانی ناوخۆیی ناوچە وکەڵک وەرگرتن لە ئایین بۆشەڕی تورک، ڕووس وئێرانیەکان، ڕووداەکانی جیهانی وکارگێریان لەسەر ناوچە( شەڕەکانی ئێران وعوسمانی، ڕوس وعوسمانی، نەخۆشیەگەورەکان وشەڕی یەکەم جیهانی)، شەڕی نێوان هەرمەنی وکورد(کۆمەڵ کوژی، قەیرانی پاش شەڕ ودەربەدەری ئەرمەن ودۆخی ئێستای ئەرمەنیەکان لە ناوچە دا) و هەروەها بەسەر هاتی ناوچە وگەلانی کورد و ئەرمەنی وئازەری هاتووتە بەر باس ولێکۆڵینەوە.

ميَذووى دامةزراندنى دةولَةتى عيَراق لة سةدةى رابردوو كورد وكو نةتةوةى دووةم لة دوورست بوونى ئةم دةولَةتةدا قوربانى زؤرى داوة هةرجارةوة بة شيَوة و شيوازيَكى و ناويك لة لايةن دةسةلَات دارنةوة ئةنجامدراوة بة مةبةستى لة ناوبردنى هةموو يا بةشيَك لة نةتةوى كورد و ثيطةى خاكى كوردستانيش لة نيوان ضوار دولَةتاندا هةريةكة لة ولَاتانى توركيا و ئيران و عيَراق و سووريا زياتر هؤكارى لةناوبردنى ئةم نةتةوةية بوون .
من دةم ويَت باس لة باشوورى كوردستان بكةم كة دةكاتة باكوورى عيَراق و يةكيَكة لةو تاوانة طةورةى ئةنجامدرا، ثرؤسةى تاوانى ئةنفال بوو لة سةر دةستى رذيَمى بةعسى و دةسةلات دارانى عيَراق بوو لة سةدةى رابردوو لة سالانى (1987-1988) بوو بةرامبةر بة نةتةوةى كورد ئةنجام درا .
ليَرةدا بؤ برياردان لةسةر ئةو تاوانةثيوستيمان بة ضةندين ريَكار و توَيذينةوة ى زانستى ودؤكؤميَنت هةية بؤ سةلماندين مةبةستى تاوانكارى كة دةرخستنى كاريطةرى تاوانةكة لة سةر قوربانيان .
طوندى سةرمؤرد يةكةم طوندى قوناغى يةكة ئةنفال بوو ويةكيَكة بوو لةو (4732) طوندةى كوردستان كة لة ثرؤسةى ئةنفالدا تةختة كرا دانيشتوانى طوندة كة كؤكرانةوة ثاشان بةرةو زيندان بران، ئةمانيش بة شيَك بوون لةو (182000) قوربانى يةكة لة ثرؤسةى

هه‌ردوو بابه‌تى تاوانى جينۆسايد و دادگه‌رى جيهانى په‌يوه‌نيدان به‌ ياساى نێوده‌وڵه‌تييه‌وه‌ هه‌يه‌؛ يه‌كه‌ميان وه‌ك تاوانێكى نێوده‌وڵه‌تى و دووه‌ميشيان له‌به‌رئه‌وه‌ى كاتێك كه‌‌ باسى دادگه‌ريى جيهانى ده‌كرێت، ئيدى په‌يوه‌ندى به‌ ده‌وڵه‌ته‌كان و ده‌زگا نێوده‌وڵه‌تييه‌ په‌بوه‌نديداره‌كانه‌وه‌ هه‌يه‌. ئه‌گه‌رچى زۆربه‌ى تيۆرسێنه‌كانى دادگه‌رى ناوه‌رۆكى ئه‌و چه‌مكه‌يان له‌ ناو كۆمه‌ڵگه‌ و له‌ ناو ده‌وڵه‌ته‌كاندا لێكداوه‌ته‌وه‌، ته‌نانه‌ت ئه‌گه‌ر هه‌وڵى ئه‌وه‌يان دابێت كه‌ تيۆرياكانيان ده‌رباره‌ى عه‌داله‌ت له ناوخۆى وڵاته‌كانه‌وه‌ بۆ ئاستى نێو ده‌وڵه‌تيش بگوازنه‌وه ‌(وه‌ك ئه‌وه‌ى فه‌يله‌سوفى به‌ناوبانگى عه‌داله‌ت ( جۆن راوڵز) له‌ كتێبه‌ به‌ناوبانگه‌كه‌يدا(ياساى گه‌لان و گه‌ڕانه‌وه‌ بۆ عه‌قڵى گشتى)( Rawls, J,1999) كردوويه‌تى، پێش ئه‌ويش كاتى فه‌يله‌سوفى به‌ناوبانگى ئه‌ڵمانى (ئيمانۆئێل كانت) تێزه‌كانى ياساى جيهانى و عه‌داڵه‌تى جيهانى به‌رگرى لێده‌كرد. ئه‌وا له‌ سه‌‌رده‌مى تێكه‌ڵبوونى مرۆڤايه‌تى و چوون به‌ناويه‌كترى نه‌ته‌وه‌كان و جيهانگيرى و زياتر بوونى په‌يوه‌ندى نێوان ده‌وڵه‌تان و بازرگانى جيهانى و پێويستى ده‌ستێوه‌ردانى ده‌زگا و رێكخراوه‌ جيهانييه‌كانى وه‌ك نه‌ته‌وه‌ يه‌كگرتووه‌كان، هه‌م بۆ چه‌سپاندنى ئاشتى جيهانى و هه‌ميش بۆ رێگريكردن له‌ پێشێلكردنى مافه‌كانى مرۆڤ و ئه‌نجامدانى تاوانه‌ نێو ده‌وڵه‌تييه‌كانى وه‌ك جينۆسايد، چه‌مكى عه‌داله‌تى جيهانى زۆرتر له‌ ناو بابه‌ت و لێكۆڵينه‌وه‌ ياساييه‌كاندا به‌رچاو ده‌كه‌وێت و گه‌ڕان به‌ شوێن بنه‌ماكانى عه‌داله‌ت له‌ ناو ياساى نێو ده‌وڵه‌تيدا زٍێتر كه‌وتۆته‌ به‌رباس.

بابه‌تى عه‌داله‌تى جيهانى هه‌م رووى سزايى هه‌يه‌ و هه‌ميش رووى دابه‌شكارى هه‌يه‌. كه‌ يه‌كه‌ميان(رووه‌ سزاييه‌كه‌) ده‌چێته‌ ناو به‌شى يه‌كه‌م له‌ دوو به‌شه‌كه‌ى عه‌داله‌ت كه‌ هه‌ر له‌سه‌رده‌مى ئه‌رستۆوه‌ عه‌داله‌تييان بۆ دابه‌شكراوه‌، كه‌ ئه‌ويش دادگه‌رى چاككارييانه‌( العدالة الاصلاحية) و دووه‌ميشيان دادگه‌رى دابه‌شكارييانه‌يه‌( العدالة التوزيعية) كه‌ خۆى له‌ دابه‌شكارى عاديلانه‌ى سه‌رچاوه‌ سروشتييه‌كاندا ده‌بينێته‌وه‌ له‌ ئاستى جيهانيدا ‌. ‌ تيۆرسێنه‌كانى دادگه‌رى له‌ ئاستى جيهانيدا له‌ هه‌وڵى تيۆراريزه‌كردنى هه‌ردوو جۆره‌كه‌دان. واته‌ له‌ هه‌وڵى ئه‌وه‌دان كه‌ سزادانى تاوانباران به‌ تاوانه‌ جيهانييه‌كان و گێرانه‌وه‌ى مافى تاوانبه‌رامبه‌ركراوه‌كان و چاككردنى بارودۆخيان ئه‌نجام بده‌ن. له‌ هه‌مان كاتدا له‌ هه‌وڵى خستنه‌ رووى تيۆرياكانياندان له‌ رووى دابه‌شكردنىه‌وه‌ى عاديلانه‌ى سه‌رچاوه‌كان له‌ پێناو دابين كردنى خۆشگوزه‌رانى بۆ هه‌موو دانيشتوانى گۆى زه‌وى و بنبركردنى هه‌ژارى رێژه‌يى و نه‌خۆشييه‌ جيهانييه‌كان!.
هه‌رچى په‌بوه‌ندى به‌ تاوانى جينۆسايده‌وه‌ وه‌ك تاوانێكى نێو ده‌وڵه‌تى هه‌يه‌ ئه‌وا ده‌چێته‌ ناو خانه‌ى جۆرى يه‌كه‌مه‌وه‌( دادگه‌رى چاككارى) هه‌رچه‌ند كاريگه‌رى له‌سه‌ر دادگه‌رى دايه‌ىشكاريش جێده‌هێلێت. به‌ڵام هه‌ر ته‌نها جه‌ختكردنه‌وه‌ له‌سه‌ر لايه‌نه‌ سزاييه‌كه‌ى به‌سه‌ بۆ ئه‌وه‌ى په‌يوه‌ندى له ته‌ك چه‌مكى عه‌داله‌تى جيهانيدا په‌يدا بكات و هه‌وڵى گه‌ڕان به‌ شوێن جێگرتن و جێبه‌جێكردنى بنه‌ماكانى دادگه‌رى جيهانى بدرێت تێيدا . ئه‌گه‌رچى تاوانێكى نێو ده‌وڵه‌تى وه‌ك جينۆسايد كۆنه‌ به‌ڵام دواى ئه‌وه‌ى دادگاى تاوانكاريى نێو ده‌وڵه‌تى به‌ رێكه‌وتنى رۆماى دادگاى تاوانكاريى نێو ده‌وڵه‌تى له‌ (17/7/1998) پێكهات. هه‌رچه‌ند دادگاكه‌ ده‌سه‌ڵاتى خۆى ته‌نها له ئه‌نجامدانى ئه‌و تاوانانه‌ى كه‌ له‌ رێككه‌وتنه‌كه‌دا له‌ مادده‌ى (5)ى رێكه‌وتنه‌كه‌دا بوونيان هه‌يه‌ ، كه‌ دواى چوونه‌ بواره‌ جێه‌جێكردنييه‌وه‌ واته‌( له‌ (1/7/ 2002) ئه‌نجامدراون به‌كار ده‌هێنێت( ئاواره‌ حسێن:2017:61:.( هه‌رچه‌ند تاوانى جينۆسايد زۆر پێشتر به‌ تاوانى نێو ده‌وڵه‌تى ناسێنراوه،‌ ئيدى له‌و مێژووه‌وه‌ ياسادانان بۆ سزادانى ئه‌نجامده‌رانى ده‌رچوو. هه‌ر له‌و كاته‌شه‌وه‌ په‌يوه‌ندى راسته‌وخۆى له‌ته‌ك دادگه‌رى جيهانى و به‌شه‌ سزاييه‌كه‌ى به‌ ته‌واوه‌تى ده‌ركه‌وت.
كاريگه‌رى ئه‌م په‌يوه‌ندى په‌يداكردنه‌( له‌ نێوان تاوانى جينۆسايد و دادگه‌رى جيهانى) له‌سه‌ر چه‌مكى ياسا چييه‌؟ ئايا گۆرانكارى چۆنێتى له‌ ناو ياساى ناوخۆى وڵاتان دروست ده‌كات؟ ئايا ئه‌و بنه‌ما ياساييه‌ بنه‌ره‌تييه‌ى كه‌ ياسا و سه‌روه‌رى ده‌وڵه‌ته‌كان پێكه‌وه‌ ده‌به‌ستێته‌وه‌ و گونجاوى له‌ نێوانياندا دروست ده‌كات( كه‌ ياساى هه‌ر وڵاتێك له‌ چوارچێوه‌ى سنوورى ئه‌و وڵاته‌دابه‌)‌ و به‌ستراوه‌ به‌ سه‌روه‌ريي ئه‌و وڵاته‌وه‌ و‌ بێجگه‌ له‌ خۆى هيچ ده‌وڵه‌ت و لايه‌نێبك بۆى نييه‌ ياساى به‌سه‌ردا بسه‌پێنێت، ناگۆڕێت؟. كاتێك دادگايه‌كى وه‌ك دادگاى تاوانكاريى نێو ده‌وڵه‌تى سزايه‌ك له‌ ده‌ره‌وه‌ى وڵات به‌ سه‌رئه‌نجامده‌رانى تاوانى جينۆسايددا ده‌سه‌پێنێت و ياسادانانى خۆى به‌سه‌ر ياساى ناوخۆى وڵأتاندا زاڵ ده‌كات_ به‌ پشتبه‌ستن به‌ دادگه‌ريى جيهانى_ به‌م كاره‌ى بنه‌ماى جياوازبوونى ياساى وڵاتانى به‌ره‌و يه‌كپارچه‌يى و ياسايه‌كى جيهانى نه‌جوڵاندوه؟ به‌مه‌ش مانا و مه‌دلولى چه‌مكى ياساى له‌ چه‌مكێكى تايبه‌ت به‌ ناوخۆى وڵاتان له‌سه‌ر بنه‌ماى بنه‌ماى سه‌روه‌رى ياساى ناوخۆ نه‌گۆريوه‌، كه‌ ئه‌مه‌ش كاريگه‌رييه‌كى گه‌وره‌ى له‌سه‌ر فيكرى ياسايى هه‌يه؟!.