Journal of The Iraqi University

المقدمة
الحمدُ لله رب العالمين. والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين. وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد:
لا يخفى على صاحب بصيرة، ومن كان له مسحة عقل أن القرآن الكريم له منهجاً واضحاً وسنن في التربية في سائر ميادين الحياة. وسورة الحجرات أحد هذه النماذج والتوجيهات التربوية التي تضمّنها كتاب الله تعالى فهذه السورة المباركة اشتملت على أسس في التربية للفرد والمجتمع والأمّة.
ونظراً لأهمية تلك التوجيهات ودورها الفاعل في تهذيب نفوس المجتمع؛ رأيت في قرارة نفسي تسليط الضوء على هذه التوجيهات ليكون المسلم على بيّنه من دينه وعلاقته مع خالقه العظيم ورسوله الكريم ومع إخوانه المسلمين.
ولقد تتبعت ذلك المنهج دراسة موضوعية حيث رتبتها في محاور ست. تكلمت في المحور الأول عن: الأدب مع الله تعالى وفي المحور الثاني: الأدب مع النبي  وفي المحور الثالث: الموقف من الفاسق وفي المحور الرابع: أدب التعامل مع الأخوة المختلفة وفي المحور الخامس: كرامة الإنسان وفي المحور السادس: ميزان التفاضل. وأخيراً الخاتمة.
وبالطبع لا أدّعي الكمال لبحثي هذا ولكن حسبي أني بذلت جهداً أرجو أن يكون مقبولاً عند الله تعالى ونافعاً لكل من يقرأه راجياً من الله أن يجعله في ميزان حسناتي، وأخيراً فالقرآن بحر عميق قراره وكل من يغوص به يأتي بنفائس الكنوز والدرر فأتمنى أن تكون محاور بحثي نماذج لبعض من تلك الكنوز والدرر الرائعة. وحسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه أنيب والحمد لله رب العالمين.

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه حماة الدين أجمعين.
وبعد...،
يقصد بالتعقبات في التفسير جمع ودراسة استدراكات مفسر ما على مفسر آخر سبقه في علم التفسير أو في فن من فنون علوم القرآن، فالباحث قد يلاحظ أن أحد المفسرين يتعقب كثيرا مفسرا بعينه ويستدرك عليه ويناقشه وينبه على خطئه، والتعقب لا يقتصر على التفسير وحده وإنما يشمل جميع العلوم والفنون.
وفكرة هذا الموضوع تقوم على جمع الباحث هذه الاستدراكات في مكان واحد وترتيبها، ولاشك ان مثل هذا البحث والدراسة له أهمية كبيرة في اطلاع الباحث على الآراء المختلفة وبيان الرأي الصحيح والصائب منها؛ وبذلك تظهر أهمية هذه الدراسات.
ينتمي المؤلفان إلى مذهب فقهي واحد وهو المذهب المالكي، ولكنهم يختلفون من حيث المنهج فابن عطية لم يتوسع مثل توسع القرطبي في تفسير آيات الأحكام والتوسع في ذكر مسائل الخلاف، إلا أنهم يكثرون من نقل المأثور في التفسير.
اقتصرت في هذا البحث على سورة البقرة لكثرة المسائل التي تعقب فيها القرطبي على ابن عطية في تفسيره، اقتضت خطة البحث تقسيمه على مطلبين، تناولت في المطلب الأول التعريف بابن عطية والقرطبي ومميزات تفسيريهما، وتناولت في المطلب الثاني المسائل التي تعقب فيها القرطبي على ابن عطية في سورة البقرة كأنموذج، ثم خاتمة في أهم النتائج المستخلصة من البحث.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:
فإن شرف العلم من شرف موضوعه، وغير خافٍ على أحد ما لعلم العقيدة من شرف عظيم وأهمية خطيرة؛ كيف لا؟! وبصحة العقيدة يدخل العبد ركب الإيمان، وهي أول واجب وأول ما دعا إليه رسل الله وأنبياؤه من أولهم وحتى خاتمهم رسول الله محمد.
ومما ينبغي العناية به تحرير مصطلحات هذا العلم الجليل، فجاءت من هنا رغبتي في المشاركة في هذا الاتجاه.
وقد وجدتُ أن من بين المصطلحات التي حصل فيها الخلاف بين أهل العلم قديماً وحديثاً مصطلحي (النبي) و(الرسول)، فجاء اختياري ليكون عنوان بحثي هذا (مصطلحا النبي والرسول في العقيدة الإسلامية).
وقد قسمتُ البحث على مقدمة ومبحثين وخاتمة، وكالآتي:
المقدمة خصصتُها لبيان سبب اختيار الموضوع وخطة البحث، والمبحث الأول بينتُ فيه معنى الرسول والنبي في لغة العرب، وأما المبحث الثاني فجاء لبيان الفرق بين الرسول والنبي، ذاكراً مذاهب علماء المسلمين في هذه المسألة مع ذكر أدلتهم. وأما الخاتمة فكانت مخصصة لبيان أهم النتائج التي توصلتُ إليها من خلال البحث.
واجتهدتُ في بحثي هذا أن أكون متجرداً من الهوى، وبحثتُ جميع المسائل التي تعرضتُ لها بموضوعية، وعرضتُ جميع الآراء بحسب طاقتي ومُكْنتي وبينتُ ما لها وما عليها وكنتُ أقف من جميع الآراء على مسافة واحدة، حتى يتبين لي الحق من بينها.
وقد رجعتُ في هذا البحث إلى مصادر متنوعة ما بين كتب علم الكلام ومعاجم اللغة وكتب التفسير والحديث وشروحه.
وختاماً أسأل الله سبحانه أن يجعلني موفقاً في بحثي هذا، وأن ينفعني به وينفع من قرأه ونظر فيه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، محمد، وعلى آله الطيبين وأصحابه المهديين.
وبعد...، فإن الحكم الشرعي لله تعالى وحده؛ وما على الفقيه إلا بيان حكم الله الذي وصله واطمأن له؛ والحكم على واقعة ما؛ يتوقف على معرفة جزئياتها ومكوناتها وحيثياتها، وشرح حالاتها، وعرضها على معاني الشريعة وقواعدها، ومبادئها ثمَّ تطبيق القواعد الكلية التي تناسبها، ومن ثمَّ إبداء الحكم عليها؛ لأن للشريعة حكماً في كل واقعة تحدث من هذه الوقائع، فما وافقها ولم يخالفها كان مقبولاً سائغاً، أما إذا خالفها فمردود، ولا يقال إن في هذا حرج وضيق؛ لأن الله تعالى يقول: ﭽ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﭼ( ).
ولابد للفقيه أن يبين حكم الشرع في أي مسألة حادثة ويتحرى حكم الشارع فيها ولا يكون همه إيجاد مخارج، إلا أن يصل الأمر إلى حد يعتبره الشرع ضرورة.
وتنبع أهمية الأطعمة في حياة الإنسان، مثل اللحوم بأنواعها والحبوب والبقول والخضار والفواكه على مختلف أشكالها، من احتوائها على العناصر الغذائية اللازمة لإنتاج الطاقة، وللقيام بعمليات البناء والنمو والتكاثر وصيانة الأنسجة التالفة. ونظراً لعدم قدرة جسم الإنسان على تصنيع هذه العناصر الغذائية، أو عدم قدرته على تصنيعها بكميات كافية، كان لزاما على الإنسان الحصول على هذه العناصر من خلال الغذاء. والذي يهمنا من أنواع الغذاء في بحثنا هذا هو اللحوم المستوردة من بلاد غير إسلامية؛ وهي من القضايا المهمة التي انتشرت في بلاد المسلمين، فقد أصبح المسلمون اليوم، يستوردون من بلاد غير إسلامية كميات كبيرة من هذه اللحوم- معلبة كانت أو غير معلبة- الذي يتوقف حِلُّها على توفر الصفة المشروعة في ذبحها، في الحيوانات البرية مأكولة اللحم عند المسلمين؛ كلحوم الأبقار والأغنام والدجاج، وقد وقع المسلمون- لاسيما المحتاطون لدينهم- في تردد وحيرة من أمر هذه اللحوم، هل توافرت فيها شروط التذكية الشرعية وضوابطها، أم لا؟!
ومن حقهم أن يقعوا في هذه الحيرة وهذا التردد في قضية كهذه لاشك أن لها أهميتها في حياة المسلمين، لكونها تتعلق بطعام الإنسان المسلم، لذا فقد كثر انتشارها في المدن والقرى وعمت بها البلوى، فلا يكاد يخلو منها بيت من بيوت المسلمين، ولهذا نجد أن الإسلام قد اهتم بهذه القضية اهتماماً كبيراً، فوضع حدوداً للأطعمة وضبطها بضوابط، فبين ما يحل منها وما يحرَم، بل وحذر المسلمين من تناول هذه المحرمات، لما لها من آثار سيئة ومخاطر بالغة على صحة الإنسان وسلامته.
لذا يتساءل المسلم عن حكم هذه اللحوم المستوردة من بلدان غير إسلامية؛ أهي حلال أم حرام؟
هذا السؤال الذي تردد على السنة الكثير ممن يهتم بأمر دينه من المسلمين؛ الأمر الذي دفعهم لسؤال أهل العلم بكثرة عن هذه القضية، وقد اختلفت وتباينت أقوال المجيبين على هذا السؤال مما زاد في حيرة السائلين، لذا وجدنا من اللازم علينا أن نبحث هذه المسألة، ونجد لها جوابا يطمئن إليه المسلم، ولا يبقى في حيرة من أمره، بل لربما زاد القضية غموضاً وتعقيداً إجابة البعض بما لا يشفي المتردد ولا يترجح لدى الشاك حكم واضح يطمئن إليه؛ لذا قدمت هذا البحث الموسوم بـ(اللحوم المستوردة في ميزان الضوابط الفقهية) وقد اشتمل البحث على مقدمة و ستة مباحث وخاتمة:

المقدمة
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين وبعد:
فان الله تعالى لم يشرع حكما إلا وفيه نفع محض لهذه الأمة، ولا يوجد حكم في الشريعة الإسلامية إلا وفيه مصلحة دنيوية أو أخروية، أو دنيوية وأخروية في آن واحد، وان إعجاز الشريعة الإسلامية أنها الحاكمة لأفعال العباد وأنها يصلح العمل بها في كل زمان ومكان، وان هذا الإعجاز يظهر يوما بعد يوم، قال تعالى ﭽﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸﯹ ﭼ ( ).
وهذا البحث محاولة متواضعة للربط بين أحكام الشريعة الإسلامية وتطور العلم الحديث ليظهر لنا جليا الإعجاز العلمي في القران الكريم والسنة النبوية لنقر على وجه اليقين القاطع أن الشريعة الإسلامية شريعة متطورة مع ثبات مبادئها وأنها صالحة للعمل بها في كل زمان ومكان.
ومن أسرار الإعجاز العلمي في الشريعة الإسلامية تأييد العلم الحديث الحقيقة الشرعية التي أمرنا بها النبي  قبل أكثر من (1400 عام) في قوله طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أُولاهن بالتراب( ) ليضع بين أيدينا حكما شرعيا مهماً فيه مصلحة الإنسانية كلها إن هي عملت بأمر نبيها ، ونسلط الضوء على هذا الحديث الشريف من نواح ثلاث وهي الأصولية والفقهية وكذلك من الناحية الطبية، وقد أسمينا هذا البحث (العلة في تسبيع غسل الإناء من ولوغ الكلب، دراسة أصولية- فقهية معللة بالطب الحديث)، واقتضى أن يكون هذا البحث مقسماً على ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: مفهوم العلة عند الأصوليين ويتضمن ثلاثة مطالب:

المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين وعلى اله وصحبه وسلم... يتم توضيح مقدمة هذا البحث من خلال الفقرات الآتية:

الحمد لله الذي جعل دين الإسلام ناسخا لجميع الأديان، وصلى الله وسلم على من خلُقه لحسن الأخلاق قياس وميزان، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، وبعد...
فإن أصول الفقه علم عظم قدره، وعلا شرفه وفخره؛ إذ هو مثار الأحكام الشرعية، ومنار الفتاوى الفرعية التي بها صلاح المكلفين معاشا، ومعادا، ثم إنه العمدة في الاجتهاد، وأهم ما يُتوقف عليه من المواد، كما نص عليه العلماء، ووصفه به الأئمة الفضلاء، فهو الركن الأعظم، والأمر الأهم في الاجتهاد، وأهم ما في هذا الأمر، وركن هذا الركن هو القياس، وهو رابع المصادر الشرعية.
ولما كثر الكلام في النسخ على ما كان: كتابا، أو سنة، حتى صار لا يذكر- النسخ- إلا ويلازمه ذكر القرآن والسنة؛ لأنهما المتبادران إلى الذهن عند ذكر النسخ، آثرت أن أكتب في النسخ بغيرهما وسميته (نسخ القياس والنسخ به)، وقسمته على: مقدمة، وثلاثة مطالب، وخاتمة، تحدثت في الأول: عن المصطلحات التي وردت في البحث، وفي الثاني: تكلمت عن مذاهب العلماء في جواز النسخ بالقياس، وفي الثالث: تكلمت عن نسخ ما بت بالقياس، وذكرت في الخاتمة: نتائج البحث التي توصلت إليها، راجيا الله أن يكون عملي المتواضع هذا خالصا لوجهه الكريم، والله من وراء القصد.

الحمد لله منزل الكتاب ومسبب الأسباب، خاطب بالتكاليف الشرعية وتحمل المسؤولية ذوي العقول والألباب، فله الحمد حتى يرضى وله الشكر على نعمه التي لا تحصى والصلاة والسلام على خير المرسلين محمد  وعلى اله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد:
إن من نعم الله  على خلقه، أن خلق فيهم المواهب، وأمرهم أن يستعملوها فيما خُلِقت له، فوهب لهم نِعَم العقل والحواس والمشاعر ليسترشدوا بها إلى عبادته والوفاء بعهده، فيكون الإنسان الملم بهذه النعم- كامل الأهلية- ملزماً بحفظ العقود والوفاء بالعهود، أما إذا اعترضه عارض فأزال عنه نعمة من هذه النعم أصبح- ناقص الأهلية أو فاقدها- غير ملزم بأداء العبادات أو الوفاء بالعقود، وما لهذا الموضوع من أهمية بالغة في تحديد خطاب الشارع وتعلقه بأفعال المكلفين فقد أهتم فقهاء الشريعة الإسلامية بالأهلية وبالأحكام التي تتعلق بها عند نقصانها أو فقدانها، وأولوا هذا الموضوع جانباً من الاهتمام لذا نرى ان كثير من العبادات والمعاملات في الشريعة الإسلامية تكون باطلة إذا أجريت من غير مؤهل لممارستها لأن شرط صحتها توافر الأهلية، وكذلك الحال بالنسبة للقانون الوضعي فقد عنى مشرعوه بالأهلية القانونية وهذا ما نجده واضحاً عند دراستنا لبعض التصرفات التي تتطلب أهلية قانونية كالادعاء بحق أمام القضاء والإقرار بحق أو الشهادة على حق... الخ، وشعوراً مني أن موضوعاً كهذا يستحق وقفة عنده لاتصاله بواقع المجتمع: فهو الذي يحدد مركز المكلف من خلال علاقته بالخالق من جهة وبالأشخاص أو المجتمع من جهة أخرى لذا أثبته عنواناً ضمن الخطة البحثية لكلية الشريعة والقانون باسم (أهلية التعاقد وأحكام فاقديها بين الشريعة والقانون) فأنتظم البحث في ثلاثة مباحث وخاتمة تبرز أهم نتائج البحث.

الحمد لله رب العالمين، أحمدك يا ربنا حمداً ليس له حد، وأشكرك على نعمك وأفضالك التي تعجز الألسن عن حصرها والعدّ، لا أحصي ثناءً عليه هو كما أثنى على نفسه، فلك الحمد يا ربنا كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، وحبيبه وخليله، بعثه رحمة للعالمين، اللهم صلِّ عليه، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم نسألك عيشة هنية، وميتة سوية، ومرداً غير مخزٍ ولا فاضح، نسألك خير المسالة وخير الدعاء وخير النجاح، وخير العمل، وخير الثواب، وخير الحياة وخير الممات، وبعد.
فقد جعلت بحثي هذا تحت عنوان (حكم الخارج من الجسم في الوضوء) وقد جعلته في تمهيد ومبحثين وعدة مطالب وخاتمة.
جعلت المبحث الأول: ما خرج من السبيلين وفيه مطلبان:
المطلب الأول: نواقض الوضوء الأصلية.
المطلب الثاني: نواقض طارئة.
المبحث الثاني: ما خرج من غير السبيلين. وفيه مطلبان:
المطلب الأول: ما خرج من الجوف.
المطلب الثاني: ما خرج من غير الجوف.
والله تعالى أسأل أن يوفق الجميع لخدمة الإسلام العظيم.

الحمد لله الهادي من استهداه الواقي من اتقاه الكافي من تحرى رضاه حمداً بالغاً أمد التمام ومنتهاه والصلاة والسلام الأكملان على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد...،
إن أسباب الأَملاك كثيرة من حيث الاشتراك، وبعد ثبوت الشركة في الملك غالباً ما تمس الحاجة وتدعو المصلحة إلى استقلال كل شريك بنصيبه، فكأن أن شُرعت القسمة، أعني القسمة النهائية المنصبة على الأَعيان.
ولكن قد تتعذر هذه القسمة، أو تدعو المصلحة الشركاء إلى إجراء قسمة مؤقتة محلها المنافع، فكأن تجويز المهايأة، والمهايأ كثيرة الوقوع، وبحثها شديد الاتصال بواقع الحياة.
ورأَيت أَن أَرجع في هذا البحث إلى تراثنا من الفقه الإسلامي لأَعرض من أحكامه ما يتسع له هذا البحث.

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين وصحابته الغر الميامين.
اما بعد:
فان المتتبع للسيرة النبوية يجد بعض الروايات التي تتعلق بالنبي ، وخاصة قبل بعثته المباركة قد اختلف فيها أهل العلم اختلافاً كبيرا مما يجعل القارئ لسيرة أعظم نبي  في حيرة من أمره وان كانت هذه الروايات لا تتعلق بأمر شرعي، ولكن لابد من معرفة الراجح منها لذلك أردت أن أتناول موضوعا من هذه المواضيع التي كنت اقرأها في السيرة وأقف عندها وكنت أتمنى ان أجد فيها القول الفصل من خلال أبحاث محققة على منهج المحدثين، وان كانت هناك محاولات من هذا القبيل إلا أنها لم تتوسع في ذلك، فقد كتب الدكتور أكرم ضياء العمري (صحيح السيرة النبوية) وكذلك تلاه بعض المعاصرين ولكن كأن هناك توجه في عدم إخضاع المرويات التاريخية لقواعد الجرح والتعديل فيقبلون منها ما لا يقبلون في غيرها لأنها في الغالب لا تتعلق بأمر عقدي ولا شرعي.
ولكن بعض هذه الروايات أخذها بعض المستشرقين ذريعة ليبثوا سمومهم صوب سنة النبي ، ويدعوا من خلالها باسم الموضوعية المزعومة ان النبي  إنما اخذ القران من رهبان النصارى، وأحبار اليهود، مما دفع بعض نقاد الأخبار إلى تتبع جذور هذه الروايات وعرضها على ميزان النقد الحديثي، لذلك أردت أن أدلو بدلوي في هذا الميدان حبا في السنة النبوية المطهرة، فاخترت موضوع بحثي (قصة الراهب بحيرا في ميزان المحدثين) لنبين ما نراه راجحا في هذه الحادثة من خلال نقدها سنداً ومتناً معتمدين على أقوال أهل العلم أصحاب الصنعة الحديثية.
واعتمدت على رواية الترمذي لهذه الحادثة لسببين:
الأول: لأن سند الترمذي هو أقوى أسانيد هذه الحادثة.
الثاني: لأن الإشكالات التي انتقدت في بعض فقرات الحادثة موجودة في رواية الترمذي أيضا.

فجاء البحث بعد المقدمة مبنيا على ثلاثة مباحث، خصصت المبحث الأول لاسم وديانة وسكن الراهب، أما المبحث الثاني فكان في ثلاثة مطالب، المطلب الأول ذكرت فيه قصة الراهب من جامع الترمذي، أما المطلب الثاني ترجمت فيه لرجال سند الترمذي، وتناولت في المطلب الثالث تخريج الحادثة من كتب السنة، أما المبحث الثالث فقد عقدته لنقد سند ومتن الحادثة مع الوقوف على الشبهة التي أثارها المستشرقون ودحضها، أما الخاتمة فقد أوجزت فيها أهم النتائج.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يظلل فلن تجد له هادياً ولا نصيراً.
ونصلي ونسلم على سيدنا رسول الله  المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين.
بداية أود الإشارة إلى أهمية الدور العربي في الأندلس، فقد كانت إقامة العرب في الأندلس هذه المدة الطويلة والتي تبلع ثمانمائة سنة تمثل عملية التفاعل الحضاري بين الشرق والغرب، هذا التفاعل الذي تكونت منه بذرة الحضارة الحديثة.
واليوم في ظل هذه الظروف التي يعيشها الشباب العربي من احتلال وضياع، وتسلط على الأمة شرارها وفرضوا عليها القوانين الأجنبية والتشريعات الوضعية، وحرموها من رحمة السماء وأحكامها الغراء، وأداروا ظهرهم للتراث الإسلامي الزاخر، ولذلك أرى أن نساعد شبابنا في تقديم المعرفة لهم لنمو وعيهم الفكري، بعرض ما قام به العرب المسلمون في تلك البلاد ليزداد إحساسهم بأهمية الدور الذي أسهم به أجدادهم في إثراء الحضارة الإنسانية وما كان لهم من السبق في نشر العلم وحمل لواء الحضارة في تلك البلاد.
فمدينة قرطبة قاعدة الأندلس وعاصمتها وأهم مدائنها، ومستقر الولاة والخلفاء ودار المملكة فيها، ومدينة العلم ومستقر السنة والجماعة، نزلها جملة من التابعين وتابعي التابعين ويقال نزلها بعض من الصحابة( ). لم تكن أقل أهمية من مثيلاتها لا في الأندلس فحسب، بل في سائر أنحاء العالم الإسلامي، فلم تكن أقل نشاطاً وأهمية عن بغداد ودمشق والقاهرة في المشرق، فقد كانت محط طلاب العلم ورواد الثقافة والفكر في سائر الأنحاء، وكان للجو العلمي السائد في تلك المدة أكبر الأثر في اكتمال الكفاءات العلمية وتوجيه العقول نحو الإبداع والابتكار، وساعد على ذلك ما كانت تحويه مدن الأندلس ومنها قرطبة من مدارس وجامعات ومكتبات، فبرز فيها العلماء في مختلف العلوم الإسلامية من فقه وحديث وتفسير وأدب ورياضة وهندسة وفلك وطب.
وأود أن أعرض في بحثي هذا عن أحوال رجال القضاء الإسلامي في الأندلس، فهناك خلاف جوهري في خصائص المرافعات والمحاكمات الإسلامية، وما تمتاز به من تخفيف كبير في الأشكال والإجراءات بالقياس إلى ثقل وطأة نظام المرافعات الغربي الذي تسرب إلى ربوع بلاد الضاد والإسلام، منذ أن لقن أبناء هذه الربوع الاعتقاد بأن تفوق الغرب في الصناعة والمنتجات المادية والعلوم الطبيعية والتكنولوجية معناه تقدمه في سائر العلوم الثقافية والتشريعية، وهو قياس فاسد، أثبتت الأيام عفونته بما ثبت من البون الشاسع بين التقدميين المادي والمعنوي، وأن تحقيق أولهما لا يعني تقدم الثاني، وإن من ارتفع بوسائله المادية في أجواء النقاء لا عاصم يعصمه من التمرغ في أوحال الرشا والسحت.
ولقد كان نظام القضاء في الإسلام محكماً ومصوناً ومؤدياً للدور الذي أعد له، على نحو فاق به غيره من الأنظمة الأخرى التي تبدو ناصعة برّاقة، ودليلنا على ذلك النتائج الطيبة التي حققها أثناء التطبيق، فإن الأعمال بخواتيمها، وقيمة النظريات والمبادئ بحسب صلاحها ونجاحها، بعد التجربة والتنفيذ، ويظهر هذا التفوق في حيز اختيار القضاة وإقامة العدالة، وتحقيق القسط، وحفظ النظام والأموال والأنفس، وتأمين الطمأنينة والأمن في ربوع المجتمع.
وكان القضاة في الإسلام يمثلون صفحة مشرقة من صفحات التاريخ الإسلامي، وإن فن التقاضي والترافع في الإسلام يفوق كل منهما ما كان مقرراً في شريعة روما التي يكبل عدالتها الشكليات والصيغ، وما زال الشرع الإسلامي متفوقاً على ما اشتق من شريعة روما من قوانين غربية، ولعل تطور الشريعة الغربية في مضمار تيسير سبل التقاضي دون تجشم المرافعات البطيئة مدين للقضاء الإسلامي الذي مارسه المسلمون في الأجزاء التي حكموها في أوربا قروناً عديدة، ولعل التعمق في دراسة هذه الحقائق يمهد مجال النظر في مدى تأثر الشرائع الغربية بالشرع الإسلامي، فقد تستر الغربيون على هذه النواحي وعلى أكثر مما استعاروه من تراثنا فلم يشيروا إلى أصوله العربية الإسلامية. ومهما يكن فإن سمو التشريع الإسلامي في مضمار التقاضي والترافع والتحاكم والمعاملات يرجع إلى العناصر الخلقية والدينية، إلى الجمع بين المثاليات والواقع.
إن الأمة اليوم تعيش في ظمأ إلى تراثها الخالد الذي لم يزل متسماً بطابع الحياة والحيوية، ويصح لإلهام مشرعي البلاد الإسلامية، ولذلك نحن في حاجة للإطلاع على تراثنا الإسلامي في كل بقعة من بقاع الأرض.
والتاريخ يتحدث كثيراً عن رجال عظماء، استطاعوا أن يضعوا بصماتهم على كل صفحة من صفحاته بشخصياتهم التي أثرت في كل من حولها، ورجاحة عقولهم وقوة صبرهم وتمسكهم بالحق والنطق به، لا يخافون في الله لومة لائم.
ففي بحثي هذا عن رجال القضاء في الأندلس، سأذكر شروط تعيين القاضي، وكيفية اختياره من قبل الولاة والأمراء باختصار، حيث أنني سأعرض مقتطفات من حياة بعض القضاة في الأندلس والتي تبين أخلاق القضاة المسلمون وتعاملهم مع الحكام والأمراء وتعاملهم مع القضايا التي تعرض عليهم وتطبيقهم للشريعة...

يعد المحور الديني من المحاور ذات الجذور الثابتة، وذات الهيمنة العظيمة الواضحة، في كل زمان ومكان، ومن فضل الله على هذه الأمة أن القرون تمر تلو القرون ورسالة الإسلام ثابتة، قوية لم تخمد أبدا في نفوس وقلوب المسلمين.
فلم يمر عصر من العصور منذ انبثاق الرسالة الإسلامية إلى الآن إلا وقد برز فيه من عظماء التاريخ والأدب من يخلد ذكر الدين الإسلامي، وتعاليمه، يدفعهم إلى ذلك إخلاصهم وإيمانهم بالرسالة السماوية؛ لأنها رسالة الحق والخير، رسالة الخروج من الظلمات إلى النور.
والأمثلة كثيرة على من استخدم أنفاسه، وسخر ما أكرمه الله به في إعلاء كلمة الإسلام، وجعل راية الإسلام مرفرفة على مر العصور، والى من عمل على تذكير المسلمين بتاريخ أسلافهم، ليقوموا بربط ماضي أمتهم التليد بحاضرها المجيد.
وإذا كانت الأمثلة كثيرة فأننا نكتفي في الاستشهاد بديوان مجد الإسلام للشاعر الإسلامي الكبير أحمد محرم، الذي شاء الله تعالى له أن ينظمه ليستعيد شباب الأمة أمجاد أسلافهم، وليؤكدوا أن نور الله لا يمكن أبدا أن ينطفيء في القلوب.
ومن الله التوفيق

لقد شعر علماء النفس منذ أمد بعيد بقيمة التعزيز في عملية التعلم. ويعرف كثير من المعلمين أن بإمكانهم زيادة مشاركة المتعلمين في دروسهم باستعمال التشجيع. ومع ذلك فكثيراً ما يخفق المعلمون في تنمية إمكاناتهم في استعمال وسائل التعزيز. أو قد يعتادون على تشجيع أقوياء المتعلمين وحسب. كذلك تشيع عادة الاقتصار على عدد محدود من العبارات التعزيزية مع أنها موجودة بكثرة وعلى نطاق واسع (الخطيب، 1986، 232).
من خلال معايشة الباحث للتدريسيين والطلبة الجامعيين لاحظ وجود عدد من المؤشرات التي تدل على وجود بعض أوجه القصور في نظم الحوافز وأساليبها المطبقة على الطلبة؛ وبالأخص استعمال مهارة التعزيز في التعليم، وربما الحال نفسه يتكرر في التربية والتعليم في المدارس بمراحلها المتنوعة، سواءً أكانت ما يتعلق بالحوافز المادية أم المعنوية، مما ينعكس سلبا على تفاعل الطلاب مع مدرسهم وهو بدوره يؤثر على مستوى التحصيل الدراسي، وهذا يعود لجهل عدد من المدرسين بتفاصيل تطبيقات مهارة التعزيز، وضعف حرص العدد الآخر على تبني هذه التطبيقات، فضلاً عن أن الكثير من المعلمين والمربين يجهلون أساليب التعزيز ومهاراته التي استعملها النبي محمد  في التربية والتعليم مع أصحابه مما حدا بالباحث الشعور بهذه المشكلة وتحديدها.

يواجه العالم أزمة مالية خطيرة مصدرها كان قلب النظام الرأسمالي نفسه، وهي الولايات المتحدة الأمريكية- وهي أكبر دول العالم اقتصادياً- والتي كشفت عن هشاشة الأنظمة المالية ومعاناتها من مواطن ضعف صارمة، تمثلت أهم مظاهرها في انهيار بنوك دولية عملاقة في ظل اقتصاد يعاني أصلاً من عجز في ميزانه التجاري إلى جانب العجز في الميزانية، فضلاً عن السياسات الخاطئة للولايات المتحدة الأمريكية التي شهد العالم خلالها طغيان هذه الدولة والظلم العالمي الذي مارسته ضد البشرية، والدور الأكبر في ارتفاع حجم الإنفاق العسكري الذي تسبب بدوره في ارتفاع حجم الديون الحكومية والتي قدرت حسب المصادر الأمريكية بنحو (11) تريليون دولار أمريكي، وهي تشكل ما يزيد عن 65% من GDP، كما قُدرهُ خبراء آخرون بواقع (380) ألف دولار أمريكي في الدقيقة الواحدة.
ألقت الأزمة المالية الأمريكية للعام 2008 بظلالها على أغلب اقتصادات دول العالم، ولاسيما دول الخليج وبالذات الدول المصدرة للنفط. جاءت أهمية البحث والمتمثلة في توضيح التلكؤ الذي حدث في تنفيذ مشروعات النقل في العراق من خلال تأثر تخصيصات هذا القطاع في الموازنة العامة.
انطلق البحث من فرضية مفادها أن قطاع النقل في العراق قد تأثر بالأزمة المالية الأمريكية عام 2008 بشكل غير مباشر من خلال تأثر إيراداته النفطية بها.
ولتحقيق هدف البحث فقد جرى تقسيمه إلى أربعة محاور وضح المحور الأول مفهوم الأزمة، وتطرق الثاني إلى أسباب الأزمة المباشرة وغير المباشرة، فيما كرس المحور الثالث لتوضيح تأثير الأزمة في الاقتصادات الأخرى، في حين خصص المحور الرابع لبيان تأثير الأزمة في قطاع النقل في العراق، وأختتم البحث ببعض الاستنتاجات والتوصيات.

اكتسبت المشكلة الصحراوية في المغرب العربي والتي أزّمت الأوضاع السياسية والاقتصادية والعلاقات الثنائية بين الدول المعنية المغرب- موريتانيا- الجزائر أهمية خاصة والاهتمام الواسع اقليميا ودوليا باعتبارها أزمة خلفها الإرث الاستعماري الاسباني وخلف وراءه نزاعات اقليمية حادة كادت تصل إلى حد النزاع المسلح، كما أن الصحراء الغربية لما تتمتع به من موقع استراتيجي باعتبار تأثيرها المباشر على أهم ممر مائي دولي (مضيق جبل طارق).
كما كانت الموارد التي تكتنزها الصحراء جعلها محور من المحاور الساخنة في العلاقات الدولية واكسبها سمة الديمومة ومنذ نصف قرن مضى لا تزال هذه المشكلة تثير التساؤلات عن المدى الذي تبقى فيها الأزمة دون حل وتسوية يرضي الأطراف جميعاً كما لعبت دوراً مباشراً في تعطيل قدرات المغرب العربي ككل من الارتقاء والتقدم العلمي.
وقد تناولنا المشكلة الصحراوية من حيث تسليط الأضواء على كافة المؤثرات عليها التاريخية والجغرافية والاقتصادية والجيوبوليتيكية على مشرحة البحث لنتلمس الأسباب الحقيقية التي أثرت بها لتكون أهم قضية تعصف بالوطن العربي بعد المشكلة الفلسطينية ولقد حاولت استقراء الوضع التاريخي والجغرافي والاقتصادي لإظهار الحقيقة بشكل أفضل وأدق متوخيا الموضوعية والحيادية لاسيما وان هذه المشكلة تناولتها المحافل الدولية منذ الخمسينيات حتى قرار الانسحاب الاسباني من الصحراء عام 1976م.
ولابد في نهاية البحث من أن يتضمن متنه الاستنتاجات التي خلصت إليها من جراء تناولي هذه المشكلة الديناميكية والمعقدة والمتداخلة في مؤثراتها الإقليمية والدولية.