Abstract
ترتبط فعاليات الانسان المختلفة ولا سيما الفعاليات الفسيولوجية بالمناخ السائد في المنطقة التي يعيش فيها، وبما ان الحالة الطقسية والمناخية تشهداً تغيراً مستمراً على مدى الايام والاشهر او الفصول فان ذلك يعني تغيراً مستمراً باحساسة بالراحة وما يتبع ذلك من تغير في سلوكيته وملبسه ومأكله وقدرته على العمل وحتى التفكير.
يعد المناخ احد المكونات الاساسية للبيئة المكانية للانسان يتأثر بها يومياً ويستجيب لتغيرات عناصره وخاصة المتطرف منها والتي يعبر عنها باختياره لنوع معين من الملابس والطعام وحتى المسكن وغيره من الامور التي يتخذها لغرض تكييف نفسه مع ما يحيط به من ظروف مناخية والتعايش معها والاستجابة لها لكي يحصل على ما يعرف بالراحة (الشلش،1986،ص155).
ان احساس الانسان بالراحة يحصل عندما يحدث التوافق بين حاجيات جسمه الفسيولوجية وبين درجات الحرارة والرطوبة وقوة تبريد الرياح والاشعاع الشمسي في الوسط الذي يعيش فيه دون الاستعانة بأية وسيلة تدفئة او تبريد اصطناعيين، لذا يقصد بالمناخ المريح بانه المناخ المثالي من حيث الحرارة والرطوبة وسرعة الرياح وغيرها من عناصر المناخ الاخرى والتي تجعل الانسان يشعر بالراحة دون اللجوء الى اية وسيلة لتعديل المناخ. اما المناخ غير المريح فانه ذلك النوع من المناخ الذي يشعر فيه الانسان بالارهاق والتعب والانزعاج نتيجة للارتفاع في درجات الحرارة المصحوبة بالرطوبة العالية او البرودة الشديدة المصحوبة بالرياح السريعة (الشلش،1986،ص156).
كما عرفت الراحة بانها قيام الجسم البشري بتأدية فعالياته الطبيعية في جو يتلائم مع هذه افعاليات دون أي تأثير ضار فيه (الراوي والسامرائي،1990،ص219).
ان تحديد المناخ بكونه (مريح) او (غير مريح) او بالاحرى تحديد ظروف الراحة في اية منطقة جغرافية يتطلب معرفة بالعناصر المناخية ذات العلاقة المباشرة براحة الانسان وهي الاشعاع الشمسي والحرارة والرطوبة وسرعة الرياح، ومعرفة القوانين الرياضية المعتمدة لظروف كل منطقة جغرافية (قرائن الراحة) ووفق الدليل الرقمي الذي يحدد درجة الراحة او عدمها اخذين بنظر الاعتبار ان هذه القوانين لا تنظر الى الفروقات الفردية او العمر او الجنس او الصحة العامة وهي بذلك مؤشر عام لحالة المنطقة الجغرافية موضوع البحث من حيث درجة الراحة او عدمها وفي منطقة جغرافية كدولة الامارات العربية المتحدة حيث الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة نتيجة لوقوعها في عروض مدارية وما يتبع ذلك في زيادة في كمية الاشعاع الشمسي ومن ثم ارتفاع في درجات الحرارة لعدد كبير من الاشهر ، كذلك الارتفاع الكبير في الرطوبة النسبية بسبب امتداد اراضيها على الخليج العربي وخليج عمان حيث الارتفاع الكبير في نسبة التبخر.
يهدف البحث الى التعرف على حدود الراحة في دولة الامارات العربية المتحدة باستخدام القرائن الراحة وهي الحرارة المؤثرة وقوة تبريد الرياح ومخطط سنجر. وقد اعتمد الباحث على هذه القرائن الثلاث لاعتماد بعضها على الحرارة والرطوبة فيما اعتمدت الاخرى على سرعة الرياح مع درجات الحرارة، اما مخطط سنجر فقد اعتمد لانه يقوم بقياس كفاءة العمل اضافة الى راحة الانسان.
يتكون البحث من ثلاث مباحث اضافة الى النتائج تناول المبحث الاول قرينة الراحة المؤثرة فيما تناول المبحث الثاني قرينة تبريد الرياح امام المبحث الثالث فقد تناول قرينة مخطط سنجر كما ضم البحث ثلاث ملاحق لدرجات الحرارة والرطوبة النسبية وسرعة الرياح للمحطات المشمولة بالدراسة.
حدد البحث جغرافياً باختيار (ثمان) محطات مناخية من اصل(19) محطة مناخية منتشرة على مساحة دولة الامارات العربية المتحدة البالغة (77,700)كم**.
. وقد اختيرت هذه المحطات لتمثل بيئات دولة الامارات العربية المتحدة حيث اختيرت محطتان عل الخليج العربي هما (مطار دبي، ومطار ابو ظبي) ومحطتان على ساحل خليج عمان هما (كلباء وديبا) ومحطتان داخليتان هما (دقدقة والحباب) ومحطتان تمثل المناطق المرتفعة نسبياً هما محطتا (العين ومسافي) وقد اختيرت دورة مناخية امدها 25سنة عدا محطة مطار ابو ظبي التي لم تتوفر فيها البيانات المناخية الا لمدة (11)سنة فقط. وتوضح الخارطة رقم (1) المواقع الجغرافية لهذه المحطات فيما يمثل الجدول رقم (1) مواقع هذه المحطات بالنسبة لدوائر العرض وخطوط الطول وارتفاعاتها عن مستوى سطح البحر.