URUK FOR HUMANITIES

يعد مبحث أثر البيئة والمستوى الفكري على الهوية الجنسية للأفراد من المباحث المهمة في زماننا الحاضر بعد التطور المعلوماتي، فاهتمت الثقافة الإسلامية في التمييز بين الأفكار الشاذة والأفكار الفطرية الطبيعية.
تكمن مشكلة البحث في ظهور الأفكار الطفيلية والجنسية الشاذة وعدم التمييز بينها وبين المفاهيم الدينية.
والهدف من هذا البحث هو ربط المفاهيم الدينية بالواقع الاجتماعي والدفاع عن الدين من المواقف المضادة التي تتهمه بالتشدد وعدم مواكبة التطور وابداء الرأي.
وقد قام البحث على المنهج التحليلي الذي يتبع النصوص القرآنية في التفريق بين المصطلحات، وتتبع النصوص القرآنية للكشف عن المراد.
فبعد التمهيد الذي تناول التعريفات اللغوية

إن المثلية الجنسية هي شذوذ جنسي وخروج عن فطرة الإنسان , ويصنف العلماء هذه العلاقة خطيئة وجريمة يجب أن يحاسب عليها المشارك فيها. ويُذكر في القرآن قصة قوم لوط الذين نزل بهم غضب من الله لأنهم ( ووفقًا لمعظم التفسيرات) شاركوا بأفعال جسدية شهوانية بين الرجال. فعلاقة المثليات الجنسية ليست معزرة بنفس القدر فالسحاق لا حد فيه لأنه ليس بزنى وإنما فيه التعزير.
وقال ابن القيم في كتاب الجواب الكافي: «وَلَمَّا كَانَتْ مَفْسَدَةُ اللِّوَاطِ مِنْ أَعْظَمِ الْمَفَاسِدِ؛ كَانَتْ عُقُوبَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَعْظَمِ الْعُقُوبَاتِ...».

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبهِ ومن والاه إلى يوم نلقاه وبعد : اطلعت على مقالة أو ما يُعرف بتصريحٍ أدلى به بعض الملصقين بالإسلام وأدعياء العلم بالدين الإسلامي ممن كانوا صنيعة الغرب الحاقد على الإسلام والتعاليم السمحة والوحي الذي يخاطب العقل البشري ويتناغم مع الفطرة الإنسانية ، فكان عنوان هذا المقال : ( الإسلام لم يحرم المثلية الجنسية) ، وقد أوردوا شبهات هي أشبه ما تكون بخيط العنكبوت لدى المسلم الذي له أدنى بصيرة واطلاع على روح هذا الدين ومقاصده الحكيمة. وقد اشتمل هذا البحث على مقدمة ذكرت فيها المعنى المراد بالمثلية ، والتعريف بشخوص أصحاب المقولة وذكر بعض ما طرحوه من شبهات، ثم قسمت البحث على ثلاث مباحث رددت في كل مبحث على شبهة أوردوها للطعن في الإسلام والتضليل على النّاس أن الإسلام لم يحارب المثليين ولم يعاقبهم

البحث في موضوع المثلية الجنسية من الامور الهامة لما لهذا الموضوع من تأثير مباشر على الفرد والأُسرة والمجتمع , إذ عُدت المثلية شكل من أشكال الشذوذ الجنسي والمتمثلة بوجود مشاعر ورغبة بممارسة الجنس مع اشخاص من نفس الجنس , رجل لرجل وامرأة لأمرة.
هذه الظاهرة التي بدأت بالانتشار في العالم الغربي بشكل ملفت تسمى اليوم عندهم حق من حقوق الإنسان, ووضعت لها قوانين شرعتها واعتبرتها احد المظاهر الطبيعية التي تبيح للإنسان تحقيق رغبته وميوله الجنسية مع نفس الجنس من خلال تنظيم عقود الزواج وغيرها من الحقوق .
ديننا الإسلامي الحنيف حرّم هذا الفعل وعد هذه الافعال مخالفة اخلاقية عند جميع المذاهب الإسلامية بالاستناد على الادلة النقلية القرآنية والروائية والادلة العقلية, وهو فعل يخالف الفطرة الإنسانية التي وهبها الله لخلقه من البشر .إن الاستمرار على هذا الفعل واجازته سيحكم على المجتمع بالفشل لكونه العامل المهدد للنظام التقليدي في بناء الاسرة والمجتمع

أن موضوع المثلية عامل من عوامل أنهيار مجتمع وأهانة كرامته وأنتشار الامراض المهلكة ومن أجل هذا تنفر الفطرة السليمة نفوراً فطرياً لا أخلاقياً لأن هذه الفطرة محكومة بقانون الله في الحياة الذي يجعل اللذة طبيعية فيما تساعد على أنماء الحياة وكان انتشارها بشكل رهيب في الكثير من المجتمعات لذلك كان لابد من البحث عنها لمعرفة أسباب أنتشارها وعلاجها. ومن الاسباب التي دفعتني الاختيار الموضوع كثيرة ومنها أن مسالة المثلية الجنسية كانت ولا زالت مثار جدل علمي واسع بين أرجاعها الى سبب بيئي وألاجتماعي وبين من يرجعها الى سبب جيني وراثي وخطورة الاثار الناجمة عن تشريع الزواج المثلي فهي كثيرة وتأثيراتها كبيرة في جوانب عديدة تمس حياة الانسان فرداً

يعالج هذا البحث مصطلح المثلية الجنسية بين اشخاص من نفس الجنس ، إذ تناولت مفهوم المثلية الجنسية في اللغة والاصطلاح كما سلطت الضوء على مصطلحات متداولة بين المثليين والمثليات ، كما بين البحث إن ظاهرة المثلية الجنسية ظاهرة اجتماعية قديمة لها جذور في التاريخي إذ ذكرها القرآن الكريم في وصفه لقوم (لوط) إذ انتشرت هذه الظاهرة بين الذكور والإناث ومن ميزاتها أنها معقدة ومتشابكة إن اختلفت الآراء والتأويلات تحوها في ثقافات وديانات كل الحضارات والمجتمعات المختلفة ، لذا حاولت في هذا البحث الوقوف عند أبرز المعاني اللغوية والاصطلاحية الخاصة بالمثليين وابراز سمات وخصائص المثليين إذ سلطت الضوء على معاني هذه المصطلحات وتطورها الدلالي وما

المثلية الجنسية موضوع فيه من الحساسية الكثير في بعض المجتمعات ومنها العربية و الاسلامية ، ناهيك عن المجتمع العراقي ذو الصبغة العشائرية المتصف بكونه مجتمعا محافظا .
حيث تمر المجتمعات بانعطافه اخلاقية وشرعية تتعارض مع طبيعة الانسان السوي وفطرته التي فطرها الله تعالى عليها الانحراف الجنسي او المثلية الجنسية تعد الان ظاهرة تسترعي وتستوجب الوقوف عندها ، ولا يخفى على كل ذي بصيرة خطورة هذا السلوك المنحرف على كلا من الفرد والمجتمع الذي يؤدي إلى هدمه من القواعد اخلاقيا وعقائديا وتدمير اسس بنائه وتلك الممارسات محل استهجان ورفض من قبل المجتمع اضافة الى انها تستوجب العقاب الجنائي فهي تحت طائلة العقوبة الشرعية والعرفية والقانونية لما تسببه من تجاوز على هذه القواعد المنظمة لسلوك الفرد والمجتمع على حدا سواء الا ان بعض المجتمعات ونتيجة لتأثر افكارهم وعقلهم الجمعي بمؤثرات ما يسمى التطور في النواحي المختلفة الاجتماعية و السياسية في الآونة الأخيرة ٠
اصبحت نتيجة لذلك لهذه الظاهرة الشاذة

إن الشارع المقدس خلق الانسان على فطرة سليمة وغرس فيه الشهوات وجعل له طرقا يصرف فيها هذه الشهوات، ولكن قسم هذه الطريق الى حلال وحرام فما كان قريب على فطرة الانسان فهو حلال، وما كان بعيد فهو حرام، فالضلال الذي قد يسير عليه الانسان هو أن يستخدم ما خلق الله له من جسد وعقل في غير الهدف المحدد له، كأن يستخدم اعضائه الجنسية لغير ما خلقت له فهو خلاف في الفترة الجسدية والبعض يتعدى ويتجاوز هذه الفطرة ويخالفها، بل ينفر عنها من هذا التعدي، تعدي البعض في مخالفة فطرته ورغبته الجنسية في وضعها والبحث عنها في غير موضعها الفطري
استلم هذا التعدي يعد تعدي على إحدى الضرورات الخمسة التي كفلها وحماها الشارع، فالشذوذ الجنسي فيها ضرر على ضرورة النسل التي أوصى بها الشارع، وقد خلق الله البشر ذكرا وانثى وجعل الامتداد في هذا الجنس عن طريق النسل وأن يكون

قال تعالى : (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى)(آل عمران :36) خلق الله سبحانه وتعالى مخلوقاته ، في هذا الكون الواسع ، وفقًا لضوابط وقوانين ، اختارها بحكمته وعدله ، لينظم بها شؤونها ، فيمارس كل منها دوره بما أراده تعالى ، طاعةً وقربة وانصياعًا وامتثالًا ، فهو القائل : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)(الذاريات : 56) ، وما هذه العبادة إلا التسليم والانقياد لأوامر الحق تعالت قدرته.
في هذا البحث يرى الباحثان ، ضرورة الوقوف على هذه الظاهرة المنحرفة الشاذة ، المخالفة للسنن الإلهية والقوانين المثالية ، التي يراد لها أن تبني الفرد أولًا ، والأسرة والمجتمع ثانيا، وهي ظاهرة اضطراب الهوية الجنسية ، ومخالفة طبيعة الفرد التي

المثلية ــــ بين الرجال من جهة وبين النساء من جهة أخرى ـــ تعد من الفواحش الكبرى لما فيه من التعدي على الفطرة الإنسانية السليمة التي فطر الله الناس جميعا عليها، وفي ذلك نصوص كثيرة تهدف الى بناء الانسان وحفظ العقل من الوقوع بالمعصية وحب الشهوات وتكوين الاسرة ,إذ الدافع لتشكيل الأسرة دافع طبيعي فطري، فإنّ كُل فردٍ في أعماقه يميل للأُسرة، وإلى زوجةٍ تختصّ به , فالشرع الحكيم حرم كل ما يلوث الفطرة ومنها اللواط بين الرجال والمساحقة بين النساء، وهو ما كان عليه قوم لوط من قبيح الفعال، بين النساء مع النساء والرجال مع الرجال كما ورد

لقد انعم علينا الله سبحانه وتعالى بالإسلام والدين المحمدي الحنيف الذي يمجد الإنسان ويبعده عن كل انواع الفواحش والرذيلة والفسوق عن طريق اهم الدستور سنه سبحانه وتعالى وهو تعاليم الله الى خلقه (القرآن الكريم) والسنة النبوية الشريفة التي تبعد الانسان عن كل أنواع الفواحش التي تهوي بالإنسان الى النار وفساد العقيدة والمجتمع فقد بينت لنا الآيات الكريمة الابتعاد عن كل التصرفات الشاذة التي تفسد الفرد وتسقط المجتمع في الانحلال الأخلاقي والانحراف وضياع الأمة.
ولذلك نرى ان القران يحث على الفضائل والحفاظ على النسل والحرث والحفاظ على النفس والاسرة ومجتمع من مهالك الانحراف وخاصة الملذات الشاذة ما لها من المخاطر في تحلل المجتمع ولذلك جاء في القران الكريم ﴿قُلْ إنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ والإثْمَ والبَغْيَ بِغَيْرِ الحَقِّ وأنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطانًا وأنْ تَقُولُوا عَلى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ﴾( سورة : الأعراف : الآية : 33).
كما اكدت السنّة النبوية الشريفة على أفضل الأخلاق وأتم المعاملة وهذا ما بينته الآية الكريمة في كتاب الله تصف بها الرسول الأعظم (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآَلِهِ وسلم) ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾( سورة : القلم : الآية : 4) كما بين لنا رسول الله وهو قدوتنا في هذه الدنيا

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد (صلى الله عليه واله وسلم).
أما بعد:
ان الله سبحانه وتعالى خلق الانسان على فطرة سليمة ، وغرس فيه الشهوات ، وجعل له طرقاً يصرف فيها هذه الشهوات ، ولكن قسم هذه الطرق الى حلال وحرام ، فما كان قريب على فطرة الانسان ولا يسبب له امراض فهو حلال ،وما كان بعيد فهو حرام ، فالضلال الذي قد يسير عليه الانسان هو ان يستخدم ما خلق الله له من جسد وعقل في غير الهدف المحدد له كأن يستخدم اعضاءه الجنسية لغير ما خلقت له فهو خلاف للفطرة الجسدية السليمة السوية.
والبعض يتعدى ويتجاوز هذه الفطرة

يعد تغيير الجنس او الرغبة بتغيير الجنس او العبور الجنسي هي الحالة التي يعرف فيها الفرد نفسه على انه ينتمي الى الجنس المختلف عن جنسه الحيوي الاصلي واغلب اسباب تغيير الجنس تعود الى عدم راحة الفرد بجنسه الحالي ورغبته بأن يصبح فرداً من افراد الجنس الآخر او أن الفرد يعاني من اعاقه تسبب له قلقاً من جنسه الحالي وينتشر تغيير الجنس في العديد من دول العالم خاصه الغربية في القرن العشرين بعد الثورة الجنسية إلا انه لازالت الكثير من المجتمعات تعد التغيير الجنسي ظاهرة سلبية وخاصة بتأثير كبير من القيم الدينية والثقافية للمجتمع .
فالموقف الاسلامي من التصحيح

يهدف هذا البحث إلى دراسة النصوص المتعلقة بالسلوكيات أو الممارسات أو العناصر الجنسية الموحية غير الطبيعية أو المنحرفة، كما وردت في نصوص العهدين القديم والجديد. ويلقي هذا البحث الضوء على موضوع حساس لارتباطه بالمشاعر الدينية. ومن هنا فإن الباحث يعتذر عن طبيعة النصوص رغم تمسكه بالنصوص الدينية وتركيزه على التحليل الوصفي فقط. ويمتنع الباحث عن إضافة تعليقات وتحليلات تفسيرية لإفساح المجال للقارئ لتحديث طبيعة الخطاب الذي تنقله هذه النصوص. ويخدم هذا القسم في مساعدة القارئ على صياغة الخطاب الذي تنقله النصوص اللاحقة حول الجنس في الكتاب المقدس دون الوقوف على السمات الوصفية لرأي الباحث في القسم الثاني، وهي نظرة ثابتة على موقف العهدين القديم والجديد الإداني للانحراف الجنسي وحكمه في الشريعة الإلهية