Abstract
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
مما لا شك فيه أننا نعيش في الكون وفق نظام متكاملٍ, ونطمح أن نصل بما أعطانا الله تعالى من القدرة إلى أدق الحقائق التي أودعها الله تعالى في الكون وهي غائبة عنا, وإذا ما نظرنا ابتداءً إلى أصناف المخلوقات ثم تأملنا في كيفية خلقها, وفي نظام حياتها, وما تشتمل عليه من خصائص أودعها الله فيها, أدركنا في أنفسنا دقة ذلك الصنع وعظمة الصانع لتلك المخلوقات.
إن كل شيء في هذا الكون مليءً بالبراهين, والشواهد الدالة على وحدانية الله تعالى, وتفرده بالخلق وعند التفكر بتلك البراهين والشواهد يستشعر المؤمن بلذة الإيمان الصادق واليقين الحقيقي؛ فجسدنا الذي لا نستطيع أن نفعل ابسط شيء إلا بواسطة عضوٍ من أعضائه, لا نعرف إلا القليل من خصائصه ونظام عمل تلك الأعضاء التي يشتمل عليها الجسد, وكذلك الأصناف الأخرى من المخلوقات
هذا ما دعاني إلى الخوض في مثل هذه الموضوعات لذلك اخترت عنواناً خاصاً في صنف من أصناف الحيوانات فأسميته ( الطير من منظور القران الكريم ـ دراسة موضوعية) وأردت أن أقف على تفسير الآيات الخاصة في الحديث عن الموضوع ومن ثم لأضع بين يدي القارئ الكريم نظرة القران الكريم لهذا الصنف من الحيوانات, وما تحمل من كشف للحقائق الغائبة عن الأعين, قد اعتنى القران بها مذ آلاف السنين وحث البشرية للتفكر والتمعن بها
وهذا الصنف من الحيوانات قد حضي بدراسات عديدة متنوعة بطبيعة تنوع هذا الصنف من المخلوقات, فهناك من العلماء والباحثون المتخصصون في البحث عن القضايا العلمية البحتة التي قد أودعها الله في هذا المخلوق فكشفوا مثلاً عن طبيعة أعضاء هذا الحيوان.
ومنهم من اعتنى بقضايا الإعجاز العلمي, ومنهم من بين المسائل الفقهية التي ترتبط بالطير وبينوا أقوال الفقهاء فيها.
ودراسة البحث الجاري في هذا الموضوع هي دراسة موضوعية لدلالة الآيات القرآنية التي ورد فيها لفظ الطير وطرح موضوعاتها طرحاً منهجياً مفصلاً لأجزاء الموضوع الذي دلت عليه الآية الكريمة ولم استقصي جميع الموضوعات التي اعتنى بها القران الكريم تجاه هذا الصنف من الحيوانات؛ لسعة تلك الموضوعات بما تحمل من دلائل واسعة ذات أبعاد عميقة فاقتصرت على الآيات التي ورد فيها لفظ الطير
واقتضت طبيعة البحث أن يقسم إلى مقدمة وتمهيد وخاتمة وثلاثة مباحث: مهدت بتعريف الطير في اللغة والاصطلاح ثم بينت في المبحث الأول: علاقة الطير بالخالق سبحانه وتعالى فجاءت في أكثر من جانب وكانت علاقة توحي بقرب الخالق سبحانه وتعالى من المخلوقات فيسخرها كيف يشاء ومتى شاء, وفي المبحث الثاني: تناول البحث علاقة الطير بالأنبياء فكان مصاحباً في أكثر من مشهد للأنبياء عليهم الصلاة والسلام وفي المبحث الثالث: تناولت الحديث عن علاقة الطير بالإنسان وذكرت الجوانب التي يرتبط بها الطير بالإنسان ثم ختمت البحث بخاتمة اشتملت على النتائج التي ظهرت بعد البحث .