Translation & linguistics

تعد دراسة الاتصالات اللغوية وما ينتج عنها من الاقتراضات من أهم إشكاليات علم اللغة المعاصر ، في ضوء تكثيف هذه العمليات. والذي يمكن أن يحدث أثناء الاتصالات اللغوية هو استعارة الوحدات ذات المستويات اللغوية المختلفة: الصوتيات ، والمورفيمات ، والمعجميات ، والتعابير الاصطلاحية ، والتراكيب النحوية. إن أقل ما يحدث هو استعارة الصوتيات ، لأن المستوى الصوتي للغة هو الأكثر منهجية وتنظيمًا بدقة ، ونتيجة لذلك ، يتأثر قليلاً بالتأثيرات الخارجية.
يعتمد إقتراض الفونيم على قرب الأنظمة الصوتية للغات الاتصال ، وكذلك على عدد الاقتراضات المعجمية. مثال على ذلك هو استعارة الصوت / f / من اللغة اليونانية باللغة الروسية. يعتقد فيرشاغين يأن "المعيار الذي على أساسه يمكن للمرء أن يحكم فيما اذا كان هذا الفونيم مستعارًا أم لا، هو الاخذ بالاعتبار حقيقة ظهوره في الخطاب أحادي اللغة" [فيرشاغين ، 1968، ص 170]. أن التغييرات الصوتية في اللغة تتطلب الكثير من الوقت.

تعد المصطلحات الشبابية و مصطلحات اهل الصنائع جزأً من مكونات اللغة الروسية، حيث يستخدم الشباب و اهل الصنائع مصطلحات خاصة فيما بينهم، تتميز هذه المصطلحات بأنها مفهومة من قبل هذه الفئة، و لهذه المصطلحات دلالات لغوية خاصة و تكوينات تتشابه و تختلف فيما بينها، و تكون غير مفهومة ليس فقط بالنسبة لغير الناطقين باللغة الروسية و إنما لكثير من الناطقين باللغة الروسية. لذا من الضروري فهم هذه المصطلحات لكونها جزأً من اللغة الروسية.

يقصد بمصطلح (البوفاريسم) الذي استخدم لأول مرة من قبل الناقد (جيل دوغوتير)، حالة اضطراب الشخصية التي يعاني منها الأشخاص الساخطين وغير الراضين على أسلوب حياتهم، وهو بذلك ينسب إلى (إيما بوفاري) بطلة الكاتب الفرنسي (غوستاف فلوبير) عرف بعض النقاد (البوفاريسم) بانها ظاهرة مرضية أدبية كونها حالة وصفت في عمل روائي (مدام بوفاري) إلا أن الأمر لم يمنع بعض المختصين بعلم النفس والتحليل النفسي من الاهتمام بهذه الظاهرة باعتبارها حالة مرضية مجتمعية، في رواية مدام بوفاري قضت البطلة الشابة إيما طفولتها في احد الأديرة وهناك، وكي تتخلص من حالة السأم والروتين لجأت إلى قراءة عدد كبير من الروايات جعلتها تعيش حياة رومانسية والمغامرات، تزوجت إيما في وقت لاحق من شارل بوفاري وأنجبت بنتاً جميلة، كان كل شيء يوحي أنها تعيش حياة سعيدة لكنها ما لبثت أن شعرت بالسأم في حياتها الزوجية مع شارل بوفاري لا تشبه باي شكل من الأشكال ما اعتادت أن تعيشه في الروايات التي قرأتها وها هي أحلامها قد ذهبت أدراج الرياح وهذا ما يفسر ما لجأت إليه من خيانات زوجية وانتحارها في النهاية، انه موسم اضطراب العاطفة الذي ساد رواية القرن التاسع عشر الفرنسية.

كان ومازال موضوع التواصل يشغل جزءاً هاماً من الدراسات اللسانية. وإذ ندرس هذه المَلَكَة البشرية بالغة الخصوصية، فقد أسهمت بعض العناصر في تغيير النظرة الكلاسيكية مع مرور الوقت. وقد عدلت التقنية وتقدم الانشطة البشرية إلى حد كبير المفاهيم المتصلة بالتواصل.
لذا، فإن هذه الحداثة تتطلب تسليط الضوء على غنى وتطور القدرات البشرية؛ التي استُغلت لتحقيق التواصل. إن للجانب اللغوي تأثيره على مستوى النصوص، ومن ناحية أخرى، فإن للمفهوم البصري تأثيره المهم كذلك. وبالمقابل، فإن الجمع بين النص والصورة ينطوي حتماً على بلاغة في التواصل في مجالات مختلفة.
ولذلك، فإن الملصق الإعلاني يعتبر نموذجاً مثالياً يستحق الدراسة والتحليل؛ حيث يقدم النسق السيميائي مبادئ مفيدة في مثل هذه الدراسة. وتتناول الدراسة مجموعة عينات شائعة للملصق الاعلاني، ولكن من وجهة النظر العلمية والتحليلية؛ والتي تبين امتداده لأبعاد التحليل السيميائي اليوم.

في كانون الاول من عام 2019 في الصين، تم اكتشاف فئة جديدة من فيروس كورونا في مدينة ووهان، والتي انتشرت بسرعة في جميع أنحاء الصين ثم في جميع أنحاء العالم. غيّر فيروس كورونا طريقة حياة الكثير من سكان العالم دون إذن، مما تسبب في ارتباك واضح في البلدان التي كانت معدلات الإصابة فيها مرتفعة. تمت تسمية هذا الفيروس باسم Covid-19 أو عدوى فيروس كورونا 2019. واجهنا اثناء كتابة هذا البحث العديد من الصعوبات، لان الموضوع يتعلق بظهور مجموعة واسعة من المصطلحات الجديدة الناشئة في اللغة الروسية أثناء فيروس الكورونا وصعوبة ترجمتها الى اللغة العربية.

يعد البحث في مجال اللغة من اوسع البحوث العالمية التي تصب في تطوير هذا العالم الخلاق الذي مابرح بحاجة ماسة الى التواصل اللغوي بين الأمم للحاجة الاقتصادية ، التي كانت ولاتزال عصب حياة المجتمعات ، لذا احتاج البحث العلمي مؤخراً وبالتحديد في نهاية القرن المنصرم الى الخوض في علم النص والبراغماتية التواصلية ، وبذلك اخذ علم اللغة التقابلي دوره في تطوير الموروث اللغوي ، فكانت البحوث ترتشف من منهل دراسة الظواهر اللغوية ومن هذه الظواهر الوصلات اللغوية التي تنسج النص أو الجمل أو اشباه الجمل أو الكلمات ، ومن بينها الوَصلات المشتقة من حروف الجر الألمانية والتي لم تأخذ اهتمام باحثي اللغة في مجال علم اللغة التطبيقي بشكلٍ عام ، لذا احاول في هذا البحث عرض هذه الظاهرة اللغوية بطريقة أحادية الجانب ، أي في مورفولوجيا اللغة الالمانية ومايقابل هذه الوَصلات في اللغة العربية بهدف ردم الهوة بين طوير الكفاءة اللغوية لدى الدارس للغة الالمانية من العرب والدارس للغة العربية من الناطقين باللغة الالمانية وكذلك إسعاف المعجم ثنائي اللغة (الماني - عربي) بكُفءٍ في اللغة العربية للوَصلة المشتقة من حروف الجر في اللغة الألمانية. لذا تُبحث هذه الوصلات على صعيد النحو والدلالة وعرض ميزاتها تفصيلياً وتُدرس كظاهرة لغوية تقابلياً مع اللغة العربية عن طريق بحث أكفاءها الدقيقة في اللغة العربية التي تُعرض تصنيفاتها واستخداماتها النحوية ، بغية الوصول الى تقريب علمي بين النظامين اللغويين للغتين.

موشي فنشتاين وبالرغم من كونه مقل بالكتابة لكن تلك الكتابات كان لها الأثر الكبير في الوسط الأدبي. والصورة الواضحة بتلك النتاجات هي ولوج الشاعر الى باطن شخصيته, وأحيانا نرى فنشتاين كأنه طبيب نفسي يعالج مريضه عن طريق تلك النتاجات. هذا الموضوع أثار فضولي للغوص في خفايا قصائد فنشتاين والوقوف على طرق تحليله لتلك القصائد.
فنشتاين تعامل مع العالم الداخلي لبطل النتاج أو القصيدة, كذلك تعامل بكل رومانسية مع تلك القصائد. تلك الرومانسية تكون ممزوجة أحيانا مع عالم البطل الداخلي, حيث نرى خلجات ذلك البطل ظاهرة بين سطور القصيدة. فمثلا قصيدة (الى نفسي), والتي تعتبر من أجمل قصائد فنشتاين نرى في تلك القصيدة أنها محاولة للتعمق بأسرار النفس من خلال الولوج الى جذور خفايا الحياة التي فيها. نفسية الأنسان في الماضي والمستقبل تكون حاضرة أيضا سوية. في قصائد فنشتاين يكون العالم الروحي للبطل هو محور القصيدة من بدايتها الى آخرها. وهذا العالم الروحي يكون هو المحرك لتلك القصيدة والذي يسير بقارئه الى المكان الذي يحدده الشاعر. لقد أبرز فنشتاين الأفكار الجميلة لقصائده من خلال الحوار الداخلي للشخصية (المونولوج), هذا الحوار والذي يعتبر طريقة أخرى للغوص في النفس البشرية.

يسلط هذا البحث الضوء على ظاهرة لغوية، والتي يطلق عليها تسمية "التضاد". يبين هذا البحث مفهوم هذه الظاهرة، خصائصها، أنواعها، وأسبابها، في اللغتين الساميتين: السريانية والعبرية. حيث تم اعتماد المنهج المقارن في دراسة هذه الظاهرة اللغوية وتبيان وجوه التشابه والاختلاف في ماهية هذا النوع من المفردات، أي الأضداد، في اللغتين: السريانية والعبرية. ويشير البحث إلى نوعين من التضاد وهما: التضاد الذي يكون بين مفردتين مستقلتين من مفردات اللغة، والتضاد الذي يتولد أحياناً داخل معاني المفردة نفسها نتيجة لعوامل وأسباب مختلفة، حيث أشار البحث إلى أهم الأسباب المؤدية إلى هذا النوع من التضاد، وقد تنوعت الأسباب، فمنها أسباب صوتية ومنها أسباب نفسية واجتماعية ومنها أسباب صرفية وغيرها. وعلاوة على ذلك، فإن هذا البحث يقارن بين مجموعة من الكلمات المتضادة في اللغتين السريانية والعبرية من خلال استخراجها من بين آيات من الإنجيل وكتاب العهد القديم، وتحليلها تحليلاً دلالياً وصوتياً وبيان أوجه التشابه والاختلاف بينهما. ومن ثم تأتي في خاتمة هذا البحث أهم الاستنتاجات التي توصل إليها الباحث.