Journal of University of Babylon

تتضمن الحقوق العينية التبعية أو التأمينات العينية تخصيص مال معين يكون مملوكاً للمدين أو لغيره، لغرض استيفاء الدائن حقه من هذا المال سواء بقي في ملكية الراهن أو خرج منها. وقسمت التأمينات العينية من جهة نشوئها الى أنواع متعددة، تأمينات اتفاقية تتمثل بالرهن التأميني والرهن الحيازي وتأمينات قضائية تتمثل بحق الاختصاص، وتأمينات قانونية تتمثل بحق الامتياز.
تنشأ التأمينات العينية الاتفاقية، التي هي نطاق بحثنا هذا، بموجب الاتفاق بين طرفي عقد الرهن، تأمينياً كان أم حيازياً، وهذا الاتفاق يخول صاحب الحق (الدائن المرتهن) أن يتخذ إجراءات التنفيذ على المال المرهون عند حلول أجل الدين المضمون وعدم قيام المدين بالوفاء به، عندها يستوفي الدائن المرتهن حقه من ثمن هذا المال بعد بيعه في المزاد العلني باستخدام حقه في التقدم، وكذلك حقه في تتبع المال المرهون إن خرج من يد الراهن.هذه هي أهم الآثار التي يرتبها التأمين العيني بالنسبة للدائن المرتهن. إلا إن هذا الهدف يجب أن يتحقق على وفق ما رسمه القانون للتنفيذ على المال المرهون، فأي اتفاق بين طرفي عقد الرهن يخالف حق الدائن في التنفيذ على المرهون يعد تعديلاً لما حدده القانون من آثار متعلقة بالتنفيذ على المال المرهون. وعليه، فإن الاتفاق بين طرفي عقد الرهن، الدائن المرتهن والراهن، على بيع المال المرهون بغير إجراءات البيع بالمزاد العلني أو الاتفاق على أن يمتلك الدائن المرتهن المال المرهون بثمن يعادل قيمة الدين المضمون أو أعلى منه عند عدم وفاء المدين بالتزامه المضمون، تعد هذه الاتفاقات معدلة لآثار عقد الرهن المحددة قانوناً، وقد رتب القانون أحكاماً متعددة على هذه الاتفاقات، قد تصل الى بطلانها أو بطلان عقد الرهن المقترن بها، للحفاظ على غاية التأمين العيني ومصلحة طرفيه.

ان أي نظام لايمكن فهمه إلا من خلال تاريخه لذلك فان الاحاطة بما كان عليه الحال في الماضي يعد امراً ضرورياً من اجل المعرفة السليمة للحاضر فالأخير مرتبط أرتباطاً وثيقاً بالماضي ونتيجة لذلك فان القوانين الحالية لها جذور تربطها بالشرائع القديمة ومن ثم فأنها لايمكن ان تفهم سليماً إلا من خلال تتبع حلقاتها المتصلة بالشرائع والنظم القانونية القديمة ، وللوقوف على ذلك لابد من تقسيم البحث لثلاثة مطالب خصص الاول لبطلان الحكم الجزائي في الشرائع القديمة وتضمن ثلاثة فروع الاول لبطلان الحكم الجزائي في شريعة بلاد وادي الرافدين والثاني لبطلان الحكم الجزائي في شريعة بلاد وادي النيل والثالث لبطلان الحكم الجزائي في التشريع الروماني فيما خصص المطلب الثاني لبطلان الحكم الجزائي في الشريعة الاسلامية وعالجنا في المطلب الثالث بطلان الحكم الجزائي في القوانين العراقية الملغاة وذلك في فرعين الاول في قانون اصول المحاكمات الجزائية العثماني والثاني لقانون اصول المحاكمات الجزائية البغدادي .

العلامة التجارية هي كل ما يميز منتج معين سلعة كان أو خدمة عن غيره كالأسماء المتخذة شكلا"مميزا"والإمضاءات والكلمات والحروف والأرقام والرسوم والرموز والنقوش البارزة أو مجموعة ألوان تتخذ شكلا" مميزا" وغيرها. والعلامة التجارية تنقسم من حيث معرفة الجمهور بها إلى علامة عادية وعلامة مشهورة وهذه الأخيرة ظهرت نتيجة عولمة التجارة والتطور المذهل في وسائل الاتصال والدعاية والإعلان وهي تلعب دورا"متميزا"في الحياة الاقتصادية المعاصرة فإنها أول ما تثير انتباه المستهلك عندما توضع على المنتجات، لذلك فهي رمز يميز مصدر السلعة أو الخدمة، كما تعد وسيلة اتصال بين مالك العلامة ومستهلك البضاعة. واليوم نرى إن المشروعات الاقتصادية تسعى في سبيل ترويج بضاعتها استعمال وسائل مغرية للجمهور تتمثل بعلامات مشهورة ومتميزة في ذاتها لكي تتمكن من خلالها استقطاب و جذب أكبر عدد ممكن من المستهلكين وتجعلهم يتعلقون بالمنتج وذلك من خلال وسائل الإعلان المتعددة كالإذاعة والتلفاز والصحافة والمنشورات والملصقات التي توضع في الطرق العامة، فالمستهلك غالبا" ما ينظر إلى العلامة التي تميز السلعة قبل أن يقرر شراءها، حيث إن العلامة تغني عن الفحص والبحث عن جودة المنتج لأن شهرة وسمعة العلامة تعني الجودة أو توافر الصفات التي يريدها المستهلك في المنتج وقد جرت العادة إلى إن السلعة التي لا تحمل علامة تجارية تكون رديئة الصنع .

تعتبر سوق الأوراق المالية المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي إذ أن التطور الاقتصادي يرتبط بشكل وثيق بوجود سوق أوراق مالية مزدهرة ومتطورة، ومن جهة اخرى ادى ازدهار و ازدياد هذه الأوراق و تنوعها و كذا إقبال الجمهور عليها إلى زيادة التعامل مع سوق هذه الأوراق إصدار و تداولا، ساندها في ذلك التشجيع و الدعم من الجهات المعنية من حيث توفير القوانين المسيرة و ممارسة الرقابة بقصد تامين حقوق المتعاملين و إلزامهم بواجباتهم. وتختص هذه المعاملات المتوسطة و طويلة الأجل و يأتي العرض فيها من فئات عديدة من أصحاب الفائض المالي من المدخرين الذين يرغبون في توظيف أموالهم لأمد طويل أما الطلب فيأتي من جانب أصحاب العجز المالي الراغبين في استثمار هذه الأموال في مشروعات طويلة الأجل .أن الأوراق المالية تتداول في هذه السوق بشكل قروض عن طريق السندات أو بشكل حقوق ملكية عن طريق أسهم أو بشكل أوراق مالية منقولة أخرى. وقد شهدت هذه الأسواق في الدول المتقدمة تطورا هاما على صعيد تقنياتها وتنظيماتها في حين لا تزال تخطو خطواتها الأولى في عالمنا العربي على غرار تلك الدول التي قطعت خطوة مهمة ولكنها سعت لتطوير أسواقها المالية محاولة اللحاق بركب الدول المتقدمة.

يهدف البحث الى التعرف على نظم محاسبة المسؤلية والدورالذي يمكن ان تلعبة في تقييم كفاءة الاداءللمستويات الادارية المختلفة،مما يساعد في توجيه القرارات الادارية نحو معالجة الانحرافات. وأستند البحث على فرضية مفادها."يؤدي أستخدام نظاممحاسبة المسؤلية الى تقييم الاداء في معاهد هيئة التعليم التقني" ، حيث تظم الهيئة (44) تشكيل منها (27)معهد تقني في مختلف الاختصاصاتالاداريةوالتكنولوجية والطبية . وقدرتها على تحقيق الاهداف الاستراتيجية. ومدى ملائمتها كأداة جوهرية لتحقيق الاهداف المرجوه. والذي يهدف بتزويد الادارة بمعلومات تغذية عكسية حول فعالية الاقسام (مراكز المسؤلية).
وتم التوصل الى مجموعه من النتائج والتوصيات بالمقارنة مع النظام المستخدم في معاهد الهيئة (المحاسبة الحكومية) . أهمها وجود هيكل تنظيمي جيد ، ونظام فعال للتقارير الدورية (تقارير الاداء وتقارير الرقابة) ، ووجود نظام حوافز جيد.

تم حساب كلفة الطالب في المعهد حسب الاقسام العلمية للعام الدراسي 2009/2010 وذلك بحصر مجموع مصاريف المعهد خلال العام الدراسي مضافا" اليها كلفة اندثار الموجودات الثابتة الموجودة في المعهد ثم حساب حصة المعهد من مصاريف ديوان الهيئة وكذلك ما تم صرفه من الايرادات المتحققة خلال العام الدراسي من صندوق التعليم العالي حيث بلغت مجموع تكاليف المعهد((3,873,238,853)) دينار وقد اعتمدت طريقة التوزيع المباشر للتكاليف على الاقسام والشعب والوحدات المستفيدة من تلك المصاريف ومن ثم توزيع تكاليف الشعب والوحدات على الاقسام المستفيدة منها باستخدام طريقة التوزيع التنازلي. واظهر البحث ان كلفة الطالب في المعهد بلغت ((5269,713 )) دينار وفي الاقسام العلمية اختلفت كلفة الطالب من قسم الى اخر بأختلاف الاختصاص وعدد طلبة كل قسم حيث كانت مرتفعة في الاقسام التكنولوجية واقل منها في الاقسام الادارية وقد اوصى الباحث بضرورة زيادة اعداد الطلبة للمعهد ضمن الاقسام الموجودة فعلا او فتح اقسام او تخصصات اخرى تتلائم ومتطلبات القطر والمنطقة المحيطة بالمعهد

الحمد لله الذي أنزل على عبده القرآن، ليكون للعالمين بشيراً ونذيراً. والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
وبعـد:
فقد بذل علماء اللغة العربية جهوداً كبيرة في تصنيف المؤلفات التي تضم علوم العربية نحواً وصرفاً ولغةً، فضلاً عما أودعوه من تراثٍ ضخم في مصنفاتهم تلك. فكان جرياً بنا أن نكشف عن آثارهم ونثّور ما صنفوه من علوم كيما تطَّلع الأجيال على التراث العربي وما وضعه رجالاته من مباحث لغوية.
والحق أن ما بقي من التراث العربي بحاجةٍ إلى استقصاء وتحقيق وجزى الله الأعلام الذين اضطلعوا بتحقيق الكثير منه، بيد أن ما بقي منه لمّا يزل بحاجة إلى كشفٍ ؛ كيما يرى النور تحقيقاً ودراسة وبذلك يستكمل استظهار تراثنا العربي الكبير ولنا فيما أشار إليه جمهور المحققين من أُصولٍ للمخطوطات العربية في مقدمات ما حققوه وفي فهارس المخطوطات العربية وأماكنها في العالم حجّة بينة للكثير الكثير من المصنفات التي تنتظر الأيادي العلمية الأمينة التي تخرجها إلى النّور.

كثر البحث في العتبات في الآونة الأخيرة عند الباحثين وتبدو انطلاقة البحث اولا بدأت من الغربيين ومن ثم انتقلت الى الباحثين العرب(*) وهناك الكثير من الدراسات الجادة في هذا المجال. شمولية وتجزيئية توقفت عند مجمل عتبات النص الابداعي بشكليه الشعري والقصصي. ولعل ما قدمه جنيت في هذا المجال من تنظير عتباتي افضل ما قُدم. وهو يدعوه بالمناص. ومن الجدير بالذكر ان الدراسات القرآنية دائما هي السباقة في المجال البحثي الابداعي ــــ ولاسيما القديمة منها ــــــ خدمة للنص الكريم اذ تغدو دراسات ابن قتيبة، وابن ابي الاصبع، وابن حيان والزركشي و، السيوطي، والبقاعي (1)من اهم ما قُدم في مجال العتبات من دراسات قيّمة. ويغدو هذا الدرس (العتبات في النص القرآني) من اغزر الدروس البحثية واشدها اغراءً على مستوى النتائج لما ينطوي عليه من اشكاليات. فهي تحمل وظيفة اعلامية في شكل من اشكالها الى متلقي الكتب السماوية قبل القرآن الكريم (امارة لاهل الكتاب انه سينزل على محمد صلى الله عليه وسلم كتاب في اول سور منه حروف مقطعة)(2) اذ تشتغل على ابعاد تداولية، وشعرية، وسيميائة في آن. من جهة، ويشتغل على مستوى النص من داخل ومن خارج في آن اخر. ويشتغل على المبدع والقارئ معا.... حتى لتغدو الدراسة العتباتية لا تتهي ابدا مهما مارسها الباحثون من جهة، ولا تنتهي ابدا في النص القرآني لانها بكر لم تدشن بحسب علمنا من قبل أي من الباحثين المحدثين

تبحث هذه الدراسة المسلمات، الدلالية مع الإشارة إلى الأفعال العربية. ان الفعل يلعب دورا جوهريا في اقتراح او بناء اية جملة ويعطي المعنى الدلالي لها . في هذه الدراسة تم تطبيق تصنيفات مواقع الافعال المبينة والمقترحة من قبل روبرت فان فالين في 2006 على الافعال العربية. تم حصر ما يقارب 500 فعل وتم تصنيف وتحليل العديد منها لاختيارها في التطبيق.

---

يعتبر المنهج السردي من المناهج النقدية الحديثة، التي قدّر لها أن تلعب دوراً مهاً في الإفصاح عن جماليات الفن والأدب على حد سواء، فسرديات القصة والرواية والقصيدة والفيلم السينمائي والمسرح، كان لها وقعاً مؤثراً في خلخلة معايير التلقي وإعادة فرض هيمنة الاشتغال الجمالي من وجهة نظر جديدة ومعاصرة، وهذا ما دفع بالمشتغلين في هذا الميدان، بالإسراع في نشر قواعد وآليات وأساليب السرد، حتى أصبح الفن عموماً والتشكيلي منه على وجه التخصيص، مادة تطبيقية مهمة، فالرسم العراقي الحديث مثلاً كان يعج بالأساليب والتجارب الإبداعية المؤثرة في المشهد التشكيلي عموماً، والتي أخذت على عاتقها بلورة نضج أسلوبي يهيمن فيه الطابع السردي تارة والتجريدي تارةً أخرى ، وبنسبية متنوعة.

يمتاز فن الخزف بتنوع خاماته بشكل قد يفوق أي فن آخر من حيث المواد المستخدمة وطرق معالجتها وطرق التطبيق والحرق، لذلك نجد أن هنالك أنواع عديدة من الخزفيات من حيث الشكل ولون السطح والملمس، وفن الخزف هو فن وعلم. فن لما ينتجه من أشكال والوان متعدد تحمل معاني وأفكار، وعلم لأنه يتضمن اختيار الخامات المناسبة لكل نوع من أنواع الخزف وطرق معالجتها للحصول على أفضل النتائج . إن معرفة الخزاف بخاماته وطرق معالجتها تعد عامل مهم في إبداع أشكال وألوان متعددة ومن تلك التقنيات هي العتمة الناتجة من إضافة مواد مقاومة للانصهار ضمن تركيب زجاج الخزف الواطئ الحرارة ومن تلك المواد هي القلويات الترابية (Alkaline Earth) لكن إضافة هذه القلويات الترابية إلى زجاج واطئ الحرارة والذي يمتاز بارتفاع نسبة القلويات والرصاص على حساب السيلكا (SiO2) والألومينا (AL2O3) أدى إلى ظهور مشكلة كبيرة جداً وهي حدوث إجهاد كبير جداً بين طبقة الزجاج والجسم الفخاري أدى إلى انفصال الطبقتين بعد عملية الحرق والتبريد وعليه تطلب ذلك إيجاد حل لهذه المشكلة من خلال معالجة طبقة الزجاج أو الجسم الفخاري.

تناول البحث الحالي دراسة (بنية السرد في الخزف العراقي المعاصر) وقد احتوى على أربعة فصول, تضمن الفصل الأول الإطار المنهجي للبحث والذي تمثل بمشكلة البحث والتي تناولت إمكانية الخزاف المصري المعاصر من امتلاك نظرة تأملية سردية متخيلة في تجسيد نتاجاته الخزفية , كما احتوى على هدف البحث وهو (تعرف بنية السرد في الخزف المصري المعاصر) أما حدود البحث فقد اقتصرت على دراسة بنية السرد في الخزف المصري المعاصر للمدة (1990– 2010) والنماذج المختارة صورت من مراكز المعلومات (الكتب و شبكة الانترنت) وتم تحليلها وفق المنهج الوصفي (تحليل محتوى).
أما الفصل الثاني, فقد تضمن مبحثين, اشتمل المبحث الأول الإطار النظري و الدراسات السابقة, واهم المؤشرات التي أسفر عنها الإطار النظري إذ تناول هذا المبحث السرد بين الآليات و العناصر, أما المبحث الثاني فتناول مقاربات السرد في الخزف المصري المعاصر .
وتضمن الفصل الثالث إجراءات البحث التي احتوت مجتمع البحث و عينته و منهج البحث و تحليل العينة البالغة (6) أعمال خزفية .
وقد اشتمل الفصل الرابع على نتائج البحث والاستنتاجات ومن جملة النتائج التي توصل إليها الباحثتان ما يأتي :
1. كشّف الفنان المصري المعاصر المضمون في الخطاب الفني, لصالح بحث بصري ينتج مقترحات وصياغات شكلية متخيلة في صورة سردية .
2. يعمل الخزاف المصري المعاصر على بلورة رؤى جمالية جديدة لنصوصه الخزفية من خلال السرد المتخيل و الصورة المرتبطة به .

تعد ثنائية الشكل والمضمون من اهم الموضوعات التي خضعت لتحولات جوهرية عدة على مستوى الفكر الجمالي والفني عبر العصور والتي اشتملت على خلق حالة من التوافق بينهما عبر مخاضات رؤيوية ومعرفية تراوحت بين الواقع أو ما وراء الواقع وبين تلقيات الحسي واشراقات الحدس. وهذا ما قاد الى تحول متصاعد في المضامين فضلاً عن تأثيرات المرحلة أو الحضارة التي تحدد الشكل وتفرض مضمون العمل الفني. فالمضامين التي يحملها الفن في عصر معين تختلف عن مضامين العصور الأخرى في الوقت نفسه وتحتاج إلى أشكال جديدة في معالجاتها الفنية مع حتمية ملائمتها للمضمون. فشكل العمل الفني ومضمونه يلتحمان بطريقة يصعب الفصل بينهما وهذا الصلة بينهما هي التي جعلت من العمل الفني بنية بصرية ندركها بالحواس، اذ يرى (أرسطو) إن الحقيقة كامنة في المدرك الحسي وبذلك فان جوهر الشيء لا ينفصل عن تحققه المادي. لقد ربط (كروتشه) بين الشكل والمضمون ربط محكم فلا يمكن تصور مضمون مهما يكن خارج الصورة الحدسية، ومن هنا فلا يوجد شكل بدون مضمون. ولكي يكون العمل الفني عملاً فنياً ناجحاً، يجب ان يكون رسالة مرئية تحمل فكرة وتؤدي معنى، والفكرة والمعنى هما مضمون العمل الفني اللذان يتجسدان في شكل معين. كما أكد (هيغل) هذا بقوله أن " محتوى الفن هو الفكرة التي تصاغ في محسوس ". لقد كان للتحولات في المضامين الاجتماعية والاقتصادية والعلمية أثر في تغير الرؤية الفنية لبنية العمل الفني، وهذا أدى بشكل طبيعي الى رفض الفن الذي كان سائداً في السابق فأصبح المضمون الفني في المدرسة المستقبلية ضد كل أشكال التقليد وتمجيد أشكال الابتكار وحاولت التعبير عن حركة الحياة الحديثة. فقد عبرت عن دوامة حركة الحياة، فكل شيء فيها يتحرك ويجري ويدور بسرعة وبشكل متغير. وبناءاً على ما تقدم تنشط مشكلة البحث وفق التساؤل الاتي :- ما هي التحولات في المضامين (الفكرية) في العمل الفني للمدرسة المستقبلية ؟. من خلال الإجابة عن هذا السؤال ووضع الحل له تتجلى أهمية البحث بإلقاء الضوء على طبيعة هذه التحولات، وما تنهض به الذات المبدعة من قدرة على استثمار قواها الكامنة وإحالتها إلى صور راكزة تتشكل منها اللوحة على نحو فريد.، كما تكمن أهمية البحث في تسليط الضوء على منطقة مهمة وغنية في الرسم المستقبلي. وفهم تبلور تحولات المضامين في تلك الفترة وعلاقتها بالفنان والمجتمع والعلاقات الثقافية الأخرى من خلال تقصي ظهور التحولات المضامينية.كما إن هذا البحث يلبي حاجة الطلاب في موضوعات تاريخ الفن الحديث.

يمثل الرسم الحديث إطاراً مفاهيمياً و ذهنياً تستتر به وفيه ممارسات الاختلاف والتنوّع ضمن طابع العقلانية التي تتمخض في تجاوز حدود التخصيص والتحديد إلى الإطاحة بكل المعايير والقيم التي أرسى دعائمها المنهج الكلاسيكي في الفن . والذي عملت عليه الحداثة في رسوم النصف الأول من القرن العشرين هو أنها إنبنت وفق أسس تنظيمية عقلانية إعتمدت في أغلبها على النظام الهندسي رغم إن الحداثة ساهمت في خلخلة النظم الفنية والفكرية والمعرفية لبنية اللوحة ، وفعلّت من الجدل والحراك الذي دفع بمصطلح (الحديث ) إلى (تغيير معناه من‹ الآن › ليصبح ‹ الآن مباشرة › ومن ثم ‹ حينئذ › ولفترة من الزمن، أصبحت دلالته تنصرف إلى الماضي ، الذي يصبح ‹ المعاصر› مناقضاً له من حيث هو الحاضر

على الرغم من حداثوية التجربة المحلية تجاه ثقافة اللفظ إلا أنها ذات اثر جمالي ومعرفي بارز يواكب حركة التطور المسرحي المعاصر ويكثف الضوء نحو طاقات مجدة واعية . كما يعد الرقص الدرامي نمطاً من فنون الخشبة الحديثة يركن إلى انسجام التشكيل الحركي عبر الحركة التعبيرية الراقصة ، ليرسم صورة جمالية في وعي المتلقي ، يلبي ويعتمد في الوقت ذاته عن حاجات نفسية ويخدم أغراضاً فلسفية وجمالية ، ليقدمها في عمل تعبيري. ويرتبط جوهر المدركات لدى الظاهراتية وعلى نحو مستمر بتجربته العالم بالنسبة للشخص المدرك . فالمبادئ والقيم ليست مفاهيم أو جواهر إدراكية مجردة، بل هي تجارب ملموسة لدى المدرك.
الفصل الأول للبحث أشتمل على مشكلة البحث الحالي التي تتمحور في محاولة لتحديد آليات الإدراك الجمالي للحركة التعبيرية الراقصة ، عبر طروحات الظاهراتية التي سعت أن تقيم جسرا لفهم وإدراك العالم بشكل عام وتأويل دلالات العمل الجمالي بشكل خاص. أما هدف الدراسة تعرف إلى : آليات الإدراك الجمالي للحركة التعبيرية الراقصة في الرقص الدرامي، ظاهراتياً، إلى جانب التعريف بأهم المصطلحات الواردة فيه . فيما جاء الإطار النظري من مبحثين، عني المبحث الأول بدراسة الظاهراتية، مفاهيمها وقوانينها ، والثاني عني بدراسة ظاهراتية الإدراك الجمالي للحركة الراقصة. وفي ختام الإطار النظري، تمّ التطرق إلى ما أسفر عنه من مؤشرات .
وتضمن الفصل الثالث إجراءات البحث، مجتمعه، عينته، منهجية التحليل، ومن ثم تحليل عيناته المختارة من العروض درامية العراقية راقصة . وانتهى البحث بفصل رابع، احتوى نتائج البحث التي يذكر الباحث أهمها : أسهمت العروض الدرامية الراقصة في إثارة موضوعات متسامية للحقيقة التي تحدث في خبرته المشاهد عن موضوعاتها ، إذ تجلت على نحو مادي وحدسي مباشرة ، الذي فعل الإدراك والتأويل واسعاً في هذه العروض وذلك عبر استخدام المصممين لوسائل وأدوات مستمدة من الواقع ، كما أمكن للحركة التعبيرية نقل محتويات الشعور والوجدان من واقع العرض إلى وعي ووجدان المشاهد دون الحاجة إلى مبررات ، وهي تكون قد عملت على إنتاج المعنى لا نقله ، معنىً خاص ينمو في بيئة العرض ، كذلك احتوى الفصل على أهم الاستنتاجات والتوصيات والمقترحات التي أتى بها الباحث .

إن امتلاك الطلبة ملكة التذوق الفني في دروسهم البلاغية لا يقاس بكثرة ما عرفوه من قواعد بلاغية وإنما يقاس بمقدار ما مهروا فيه من حذق فني في الاهتداء إلى الألوان البلاغية في النصوص الأدبية المختلفة (الوائلي،2004،ص47) ،وما يلاحظ في دروس البلاغة أنها لا تأخذ حصتها من الجانب التطبيقي من خلال نصوص أدبية متكاملة وان تم ذلك فلا يتعدى تحديد بعض الفنون البلاغية مع الابتعاد عن عملية التذوق الادبي واستشعار الجمال بحيثياته وأصبحت العملية آليّة لامجال فيها للتعمق والاستنباط (عطا ،2006،ص84).
إن الطريقة المعتمدة في تدريس البلاغة أدت وتؤدي الى تمزيق الجمل والعبارات والأبيات الشعرية وتشويه جمالها نتيجة للأسلوب الاقتضابي النظري الذي يعتمده المدرس في تدريس المادة وحل تمريناتها (ابراهيم، 1973،ص318) ،وفي هذا الصدد يقول الدكتور علوي عبد الله: " يجب على المدرس ان يعين طلبته على تحديد الصورة البلاغية في النص بعد ان يتذوقها بأحاسيس مرهفة ليكون الإعجاب بصياغتها من ذوات أنفسهم فيصبح إعجابهم بها دليلا على فهمهم للمعنى وتذوقهم للصورة الفنية فيها" (طاهر،2010،ص299) ويؤيد الباحث رأي الدكتور قيس الخفاجي (*) في قوله : "ان الطلبة مازالوا غير قادرين على الغوص في معاني النصوص الأدبية لاستنباط الصور البلاغية وسبب ذلك يرجع الى قلة تذوقهم للجمال الفني زيادة على قلة قدرتهم على تطبيق المصطلح البلاغي على الفن الذي ينتمي اليه وهو عائد إلى أسباب عدة منها قصور الدرس البلاغي عن أداء وظيفته وقلة حفظ النصوص الادبية الراقية وضعف منهجية تحليل النص الادبي في الدروس التي تختص بذلك "، وقد أكدت دراسة (العادلي،2002) ضعف تحصيل الطلبة في كليات التربية في مادة البلاغة وجاءت دراسة (العيساوي، 2005) لتاكد ضعف الطلبة في تحليل النص الادبي واستنباط القيم الجمالية منه ،ومن كل ما ذكرنا يرى الباحث ان هناك ضعفا لدى الطلبة في التطبيق البلاغي واستنباط الصور البلاغية وهو ما يحتاج إلى دراسة تبين أبعاده على وفق منهج علمي يخضع لمعالجات إحصائية.

هدفت الدراسة تقصي مدى ممارسة معلمي التربية الإسلامية ومعلماتها لمبادئ التدريس البنائي، واختبار دلالة الفروق بين متوسطات درجة الممارسة وفقا لمتغيرات: الجنس، والخبرة، والمؤهل العلمي، والمرحلة التعليمية، ولتحقيق هذه الأهداف طبقت استبانة مكونة من (33) فقرة، على عينة مكونة من (187) معلما ومعلمة، من معلمي التربية الإسلامية في مديرية عمان الخامسة.
وأشارت النتائج إلى أن درجة ممارسة معلمي التربية الإسلامية ومعلماتها للتدريس البنائي كانت متوسطة، وظهرت فروق دالة إحصائيا لمتغير المؤهل العلمي، وذلك لصالح المؤهل العلمي الأعلى، ولم تظهر فروق دالة بين متوسطات درجة الممارسة لمتغير الجنس والخبرة والمرحلة التعليمية.
وأوصت الدراسة بتدريب معلمي التربية الإسلامية على توظيف أفكار النظرية البنائية في التعلم، خلال عملية التدريس، وتوفير مناخات دراسية تسهل تطبيق الممارسات البنائية في الغرف الصفية