Abstract
لمّا تعددت نظريات النقد الأدبيّ ومناهجه, اختلفت وظائف المعالجات, وتحددت غاياتها, وتنوعت اهتماماتها وتشعبت مهماتها, وكذا تخصّصها النّصي بين السردي والنثري والشعري وغيرها المتداخلة نصياً, وبعضها هجينيٌّ ملفّق يضم مجموعة مناهج, وبعضها الآخر يجمع المشتركات الآلية الإجرائية في الوظيفة والاشتغال, من حيث سعيها إلى كشف مضامين النص ومتعلقاته الفنية والموضوعية التي يحكمها البُعد الإبداعي, ولباس الجمالي, على وفق التذوق والفهم. ومنها ما جاء متّكئاً على أسس المناهج وأدواتها -ما قبل البنيوية وما بعدها- ليكشف المضمر المخفي الخبيء في ظاهر خطاب جملة النّص التي غطّاها المقنّع بجمالياته الحالية الآنية القريبة من المخاطب المقصود بظاهره من دون تنبّه المعبّر بفعل النسق الثقافيّ, وكذا من دون إلتفات وعي المتلقي في الزمن نفسه, وهذا ما اشتغل منهج النقد الثقافي عليه في استنطاق النسق المضمر, إذ تبنّته فكرة البحث, ورؤى دراسته من زاوية المتلقين له في معالجاتهم الثقافية من حيث إِنَّ هناك نسقاً ثقافياً مضمراً خفياً في أبيات شعرٍ قالها أبو الطيب المتنبّي في أثناء قصائده, ولا بدّ من الكشف عن مغايرة الاحتمال واختلافه وبيانه على وفق تحرك آليات تأويل النقد الثقافي في تتبع خطواته وتقصي إثره .