Abstract
من المتواضع عليه أن اختلاف الحدود النحوية يترتب عليه اختلاف كبير في المعنى ؛ لذا نجد أن حدود النحاة اعتمدت كثيراً على المعنى النحوي , ومنهم العلوي الذي تميزت حدوده بالوضوح والدقة العالية , والصرامة في انتقاء الألفاظ المناسبة للحدود , وقد اختلطت بالمنطق والفلسفة وعلم الكلام , وإن التفريق بين معاني ( المفعول به , والمفعول فيه , والمفعول معه , والحال , والتمييز ) جعل العلوي يتوخى الدقة والحذر في وضع الحدود لها بأقوال تدلُّ على الإيجاز والاختصار , كي تستغرق المحدود وتحيط به , فإنه كان حريصاً على تثبيت الخصائص والرسوم الدقيقة لمعاني المحدود ؛ لكي لا يخرج ما هو فيه , ولا يدخل ما ليس فيه , أي : بمعنى يطابق الحد ما وضع له , ولا تدخل فيه خصيصة من خصائص لمحدود آخر .
ومن هذا كلِّه يتضح أن الحدود النحوية للمفعول به , والمفعول فيه , والمفعول معه , والحال , والتمييز, تؤدي دلالة نحوية , لكن هذه الدلالة لا تستغرق كلَّ المحدود , فبعضها يقترب من أداء الوظيفة النحوية , وبعضها الآخر يبتعد عن أداء تلك الوظيفة .
Keywords
الحد النحوي، يحيى بن حمزة، المنصوبات