Abstract
تناولنا في هذا البحث التراث الفكري العربي الاصيل المتمثل برسائل الجاحظ أدباً وصحافة , وسيثبت إن شاء الله في هذا البحث أن كثيراً من فنون وأنماط وأطر الحاضر الإتصالي الصحفي كانت لها جذورها , بل ومقدماتها وطلائعها- الاكثر تقدماً في أحيان كثيرة – تلك التي رصدتها وتابعتها وحررتها وسجلتها ونشرتها منذ مئات السنين , أقلام عدد غير قليل من رواد الفكر والأدب والثقافة العربية من بينهم الجاحظ في رسائله ,وقد ظهرت من بين سطور إبداعه.وقد حاولنا في هذا البحث أن نمد الجسور بين رسائل الجاحظ وبين الفنون التحريرية الصحفية التي نراها فوق صفحات الجرائد والمجلات اليوم فوجدنا أن الجاحظ كان للأدب والصحافة معاً , و أنه ممثل صادق لطلائع هؤلاء الرجال الذين كان " نصفهم للأدب ونصفهم للصحافة" أكثر مما كانوا لغيرهما , أو للمعارف الأخر , فإن الإتجاه الطبيعي لمسيرة هذه الكلمات أن نعرف أولاً بهذين الأدب والصحافة معا ً . فالجاحظ كما يبحث ويختزن في فكره , ويجمع الشتات , ويؤلف بينه , فقط كان كذلك يقوم بجمع مادته بطريقة يعرفها تماماً مخبرو اليوم ومحررو الموضوعات والتقارير والتحقيقات الصحفية .