Journal of the College of Islamic Sciences

تناولت الدراسة موضوع الإسراف والتبذير قديما وحديثا، فاشتملت الدراسة على معنى الإسراف والتبذير والفرق بينهما، وأسبابهما، وآثارهما، والحكمة من النهي عنهما.
كما تناولت الدراسة أهم الأحاديث التي تحدثت عن الإسراف والتبذير بشيء من التفصيل، مع بيان أنواع وصور الإسراف والتبذير، كما قمت بربط الموضوع بصور الإسراف والتبذير في الوقت الحاضر مع طرح لبعض الحلول للتقليل من هذه الظاهرة.
والذي تبين لي أن الإسراف والتبذير ظاهرة شائعة قديما وحديثا ، ولها في كل عصر صورها وأشكالها الخاصة بها ، وهي ظاهرة خطيرة ، ذات تأثير على الفرد والمجتمع ، كما تبين لي أن الخير كله في التوسط، والشر كله شر في البعد عنه واتباع طريق الإفراط والتفريط .
كذلك فإن من الأمور التي توصلت إليها أن التوسط والاعتدال مرتبطان بمستوى الإيمان الذي يتمتع به الإنسان المسلم فكلما زاد الالتزام بما شرع الله من أحكام، كلما زاد التقرب من التوسط والاعتدال ، وبَعُدَ عن الإسراف والتبذير.

عند الإطلاع على السيرة العلمية للإمام الهيتمي (ت: 974ه) رَحِمَهُ اللّه، نجد سعةً في علومه، وتنوعاً، واختلافاً، فنقف على مؤلفاته في التفسير، والقراءات، والعربية، والفقه، وغير ذلك، ومع أن كتاب الفتاوى الفقهية الكبرى محل بحثنا هذا، حَمَلَ في طياتِه على فتاويه التي جمعها أحد تلاميذه، إلّا أن حاولنا من خلال هذا البحث، إلقاء الضوء على بعض من هذه الفتاوى– باب الصداق خاصة- ودراستها دراسة مقارنة؛ لبيان فقه الإمام الهيتمي، وإحاطتِه رَحِمَهُ اللّه بفنون هذا العلم، كغيره من العلوم التي برع فيها.

كتبت العديد من الدراسات والأبحاث عن اليزيدية وما يتعلق بها من الطقوس والمعتقدات والعبادات والتقاليد الاجتماعية وما إلى ذلك، إلا أنّها لم تطلّع على أبحاث اعتمدت نصوص اليزيدية المقدسة كـ (الأقوال)، والقصائد الدينية، والأدعية وغيرها من نصوصهم المقدسة، وكل دراسة لا تعتمد على المصادر اليزيديّة ستكون غير مجدية وناقصة لأنها أهملت أهم مصادر معرفة تلك الديّانة، لذا يجب الاعتماد على مصادر التراث الديني لليزيديّة، وجعلها المصدر الرئيس لدراسة هذه الطائفة، ومن خلال دراسة مصادر الديانة اليزيدية تصادفنا العديد من مصطلحات التّصوّف، ونقرأ أسماء الكثير من أقطاب وشيوخ الصّوفيّة، لذا ينبغي الوقوف على هذه المسألة، ومقارنة تلك المصطلحات وأسماء تلك الشخصيّات بمثيلاتها في الفكر الصوفي.

يعد مصطلح السيمياء من أهم المصطلحات على الساحة النقدية ومن أكثر المواضيع تداولاً، فقد أثارت السيميائية جدلاً واسعاً، إذ إن ربط السيمياء بالشعر الدراسات، لذا تم إختيار الموضوع (السيمياء والأهواء مقاربة تأصيلية في المفهوم والإجراء) إذ إن السيمياء تحكمها العلاقات الدالة على الرموز، وهي تهتم بالعلامات وطبيعتها، وتحاول الكشف عن القوانين التي تحكمها وتفسر حقيقتها، فالعلامة تندرج ضمن المسار التواصلي عبر وجهي العلامة وهما: (الدال والمدلول).
كما يُعد الهوى أساساً لكل دلالة، فهو الذي يحدد البؤرة التي تعبر عن حالات النفس والانفعالات والأحاسيس، وقد تعددت مفاهيم الهوى لتعدد التوجهات التي ينظر من خلالها له كما تعددت أنواعه بين الأهواء الأساسية ، والأهواء الثانوية تبعاً لأهميتها ودورها، فالأهواء تكشف عن المفاهيم الهووية التي تتجسد في الذات الشعرية، وللهوى علائق مهمة مع الدين، والفلسفة، وعلم النفس، وهذا ما سنحاول رصده في هذا البحث.

تعد السنة النبوية المصدر الثاني من مصادر التشريع ، وهي بعد الكتاب منزلةً , والرجوع إليها في استنباط الأحكام واجب ؛ لأن حجتها ثابتة بالكتاب والسنة والاجماع والمعقول ، وأن دورها لا يقتصر على تفسير كتاب الله تعالى وبيان معانيه فحسب بل يتعدى إلى استقلاليتها في إثبات الأحكام وانشائها ابتداءً في كافة مجالات الشريعة ، وسأذكر دورها في كتاب الزكاة انموذجا.

هذه الدراسة قائمة على مفهوم الأمن الاجتماعي ومقاصده في ضوء القرآن الكريم ـ دراسة موضوعية ـ لنرى من خلال البحث والدراسة تعريف الأمن لغةً واصطلاحا ً، وكذلك الأمن وأقسامه في القرآن الكريم، مع نماذج وتوجيهات أمنية مـن وحـي النصـوص القرآنية، مع بيان أسباب تحقق الأمن للمؤمنين وأسباب انتفائه عن الكافريـن، ممـا يجلـب الأمـن للمؤمنين في الدنيا والآخرة، مع حرمان الكافرين منه في الداريـن، بمـا يمثل النظرية الأمنية كما يعرضها القرآن الكريم، وفي الختام أهم النتائج والتوصيات التي تم التوصل إليها من خلال هذه الدراسة .

منهجية الإمام الاستراباذي (رحمه الله) في علوم القرآن والاستدلال بالسنة النبوية ، حيث يتناول البحث الاقتباس من القرآن الكريم و أسباب نزول الآيات الكريمة والقراءات القرآنية والنسح والاقتباس من السنة النبوية.

يعدُ الشاعر لبيد بن ربيعة العامري من أشهر شعراء الجاهلية فهو فحل من فحولها الافذاذ، وتعد معلقته بمثابة ملحمة متعددة الأغراض لما عرض فيها من سلوكيات القوم وعاداتهم وتقاليدهم ومساجلاتهم مما يحتاج لنوع الأساليب الشعرية لذا جاء هذا البحث ليحلل المعلقة بدراسة أسلوبية تعتمد الرؤية الشمولية للكشف عن جماليات تشكيل أسلوب المعلقة بالبدء بالدلالة لأنها أكبر وحدة لغوية ، ومن ثم التركيب للوصول الى الصوت بوصفه أصغر وحدة لغوية .
قام البحث على مدخل وثلاثة مباحث، تضمن المدخل تحديد مفهوم الأسلوبية، وخص المبحث الأول لدراسة / المستوى الدلالي ، من حيث دلالة الألفاظ ودلالة الصور ، وتضمن المبحث الثاني دراسة المستوى التركيبي من حيث تركيب الأفعال والجمل وجاء المبحث الثالث لدراسة ( المستوى الصوتي / الايقاعي)) من حيث الايقاع الخارجي والايقاع الداخلي .

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى اله وصحبه أجمعين الى يوم الدين . وبعد.
تخصصت دراسات عديدة في السنوات الاخيرة حول حقيقة الاستشراق ودوافعه ومناهجه، وما هذا البحث الا محالة متواضعة للإلمام بهذه الظاهرة والوقوف على مجريات عملها. ومن أجل ذلك كانت مصادر البحث المجلات المتخصصة في الاستشراق وكل المصادر التي فتحت ملفات متخصصة و حاولت الوقوف على الاستشراق.
إن شخصيات الاستشراق مختلفة الاختصاصات العلمية والفكرية، ولكنها متفقة جميعاً في الهدف الذي تعمل من اجله، وهو معرفة واحتواء الشرق في المجالات جميعاً، اما المحرك الذي بعثهم نحو الشرق فهو محرك ديني مرتبط بالكنيسة والمسيحية، وما الدوافع الاخرى وأن تعددت إلا خارجة من كم التطرف الديني.
وقد قام البحث على تمهيد وفصلين، تناول التمهيد اولاً الاستشراق لغة واصطلاحاً ، وثانياً نشأة الاستشراق، اما الفصل الأول فتناول فيه: الاستشراق مدارسه ومناهجه وعلاقته بالتراث العربي، ويتكون من مبحثين : الأول : مدارس المستشرقين، والثاني: الاستشراق والتراث العربي.
وتناول الفصل الثاني: الاستشراق وموقفه من اللغة العربية والنص التراثي، وجاء في مبحثين ، الأول : اللغة العربية والاستشراق، والثاني: مستقبل النص التراثي بين العرب والمستشرقين. ثم جاءت الخاتمة لتقف على أبرز النتائج التي توصل اليها البحث، وفهرس بالمصادر والمراجع.

ظهر في تفسير القرآن الكريم اختلافات كثيرة، وهذا يعود إلى وجود وجهات نظر مختلفة للمفسرين، وكان لابن ادريس الحلي وجهة نظر خاصة في تفسير القرآن الكريم، فاعتمد على اجتهاده الشخصي وركز على حرية الرأي وتجاوز الأفكار التقليدية فنراه قد ناقش وحلل الآراء المتباينة للعديد من المفسرين لدعم وجهة نظره في التفسير وبذلك ساهم في تقديم مناهج جديدة في التفسير ساهمت في تقدم هذا العلم الشريف
وتجلت دراستنا باستخدام المنهج التحليلي في الكشف عن الموضوعات التي وردت في آيات القرآن الكريم والتي اعترض عليها ابن إدريس الحلي من خلال كيفية تفسيرها عند المفسرين الآخرين، حيث قمنا بدراسة الأدلة والبراهين التي استخدمها في توضيح وبيان اعتراضه، بعد معرفة أسباب ودوافع الاعتراض لدى ابن إدريس الحلي.
وجدنا من خلال دراستنا بأنه تم تقديم رؤية جديدة اعتراضية نقدية من قبل ابن إدريس الحلي في تفسيره للقرآن الكريم , ابتعد فيها عن الأفكار التقليدية وتناول اعتراضه موضوعات عديدة جاءت في القرآن الكريم.

بسم الله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وأخص منهم المختار المصطفى محمد بن عبد الله ومن بآثاره اقتفى وبعد:
اللهم صلِ على سيدنا محمد النبي الأمين، ما عرف من طريق خيرٍ إلا ودلّ أمته عليه، وما عرف من طريق شرّ إلا وحذّر أمته منه.
ومن طرق الخير التي عرّفها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سجود السهو.
فقد عرفناه من خلال صلاته عندما شاهده الصحابة رضوان الله عليهم.
فسجود السهو منه ما هو قبل التسليم ومنه ما هو بعد التسليم على الهيئة التي سأذكرها في هذا البحث ، والتي جاءت مكن الصدر الأول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وسجود السهو اتفق الفقهاء على شرعيته لكنهم اختلفوا في حكمه فمنهم من قال بوجوبه ومنهم من قال أنه سنة حسب الأدلة التي ثبتت عندهم.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد: تناولت في بحثي هذا، الحكم التكليفي للصنعاني، في كتابه، سبل السلام، في باب صلاة الجمعة، وقسمت هذا البحث إلى مقدمةٍ، وثلاثة مباحث، أما المبحث الأول، فيشمل التعريف بالأحكام التكليفية، وأما المبحث الثاني فيشمل سيرة حياة الصنعاني، وأما المبحث الثالث فيشمل الأحكام التكليفية التي صَرَّحَ بها الصنعاني في باب صلاة الجمعة، وقمت ببيانه على النحو الآتي: قسًّمت المبحث الى عدة مسائل، ووضعت عنوان لكل مسألة، ثم حديث المسألة، ثم صورة المسألة، ثم دراسة المسألة تحت عنوان الأحكام التكليفية عند الصنعاني، التي صَرَّحَ بها، وعمَّن وافقه من أهل العلم، ونهجت هذا المنهج، من بداية الباب، إلى نهايته، ثم الخاتمة، ثم ثبت المصادر والمراجع.

إن هذا البحث يتناول الفكر الإصلاحي عند الإمام أبي حامد الغزالي، حيث اخترنا لهذا البحث التعريف بالسيرة الذاتية، والعلمية للإمام أبي حامد الغزالي ومؤلفاته، ثم يليه دراسة لأبرز إسهامات الإمام الغزالي في إصلاح العقيدة والفكر، حيثُ يُعتبر الإمام الغزالي من إمام الفُقهاء على الإطلاق، ومجتهد زمانه، وعين أوانه، فقد برع في المذهب، والأُصول، والخلاف، والجدل، والمنطق، وقرأ الحكمة، والفلسفة، وكان شديد الذّكاء، قويّ الإدراك ذو فِطْنة ثاقبة، وغوص على المعاني.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
برزت على الساحة الفقهية مسألة بنوك اللبن باعتبارها مسألة معاصرة، ظهرت في أوربا في بداية سبعينات القرن العشرين، وعملت بها بعض الدول، وبعد دراسة المسألة تبين أنها مرتبطة بالسعوط والوجور من حيث طريقة إعطاء الحليب للرضيع، وتكمن الغاية من هذه الدراسة معرفة آراء الفقهاء في مسألة بنوك الحليب من حيث ثبوت الحرمة أم لا؟ حيث ذهب جمهور الفقهاء إلى حصول التحريم بالسعوط والوجور، وقياسا على ذلك تثبت الحرمة بالرضاع من بنوك اللبن فعلى هذا يجب على الجهات المختصة أن تسعى إلى جعل حليب كل أم في قارورة منفردة وتسجل عليها معلومات الأم ويتعرف الرضيع على صاحبة اللبن حتى لا يتزوج الرضيع بأخته من الرضاعة وهو لا يدري.

تطرق هذه البحث دراسةً وتحقيقاً جزءاً من (حاشية على شرح المنهج) لمؤلفه علي بن يحيى الزيادي (ت1024هـ) وهو من العلماء الربانيين ومن كبار علماء المذهب الشافعي- رحمه الله- و كان يحضر درسه كثيراً من العلماء وهم في غاية الأدب.
وهذه الحاشية هي تعليقات على شرح منهج الطلاب المسمى (فتح الوهاب شرح منهج الطلاب) للشيخ زكريا الأنصاريّ من علماء الشافعية.
وهذا المخطوط (كتاب الخلع) إذْ أجاد الشيخ الزيادي في التحشية على هذا الكتاب وفك عباراته وألفاظه فكان شرحه مفتاحاً منيراً للقارئ للفهم سواء كان من طلاب العلم المبتدئين أو المتقدمين فضلاً عن العلماء والفقهاء لما يحتويه من فوائد جمة أصولية ولغوية وفقهية وذلك بسبب كثرة وتنوع المصادر التي اعتمدها في هذه الحاشية.
حيث تضمنت توضيحاً لعدد من مسائل الفقه التي وردت في شرح المنهج، والتي كانت تحتاج لتحقيق وتوضيح وبيان وتفسير فكانت هذه الحاشية متممةً ومعينةً لمعرفة المراد. وتميزت هذه الحاشية بين السهولة والصعوبة وجمعت آراءَ العلماءِ المتقدمين وأقوال المتأخرين منهم، وزاد الزيادي ببيان أقوال المذهب في بعض مسائله وكذلك بيان الفتوى المعتمدة عند علماء المذهب فلذا كانت هذه الحاشية لها أهمية وفائدة عظيمة عند العلماء.

جرى في هذا البحث جرد آيات الأمر الواردة في كتاب لطائف بلاغية قرآنية للدكتور أحمد فتحي الحياني –رحمه الله-، ونظمه بشكل جداول، ثم اختيار نماذج من الآيات الواردة في الجرد للوقوف على موضوع الأمر، فجرى عرض معنى الآية العام، يليه منهج الدكتور أحمد فتحي –رحمه الله- في تحليل الآية ضمن كتابه، ثم عرض هذا المنهج على كتب التفاسير التي أشار إليها الدكتور –رحمه الله- كمصادر اعتمدها واستنبط العبارات منها سواء كانت نصًا أم في المعنى لبيان المنهج، وقد عُزِّز البحث بجداول الجرد التي أشارت إلى الآيات ومواضع ورودها في كتاب الدكتور أحمد فتحي –رحمه الله- مع الإبانة عن الأمر الحقيقي والأمر المجازي فيها، ومن الله التوفيق.

الحمد لله رب العالمين، حمدا يليق بجلاله، وأشهد أنَّ لا إلـٰه إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً () عبده ورسوله سيد الأولين والآخرين، أخرج الله به الناس من الظلمات إلى النور, الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله الحمد لله الذي, واختار لنا الإسلام دينا، وجعلنا لسيد المرسلين من المتبعينَ، والصلاة والسلام على رسوله الكريم سيدنا محمد () وأله وصحبه أجمعين, وبعد:-
فيعدّ الفقه من أشرف العلوم التي ورِثَها العلماء عن سيد ولد آدم أجمعين، إذ به يُعرف الحلال والحرام، وتُردُّ الحقوق إلى الأنام، ويعبد المسلم ربه على بصيرة، فيكون لربه من العابدين، ولنبيه من المتبعين. وَقَدْ وصف اللَّهُ الفقه بِالخَيْرِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:يُؤۡتِي ٱلۡحِكۡمَةَ مَن يَشَآءُۚ وَمَن يُؤۡتَ ٱلۡحِكۡمَةَ فَقَدۡ أُوتِيَ خَيۡرٗا كَثِيرٗاۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ( ) وقد فسّر الحكمة زمرة أرباب التفسير بعلم الفروع الذي هو علم الفقه( ), وقال عنه النبي : ((مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ))( ).
وكتب الفقه هي خلاصة مجهودات علماء الفقه في مراحل التدوين, وتعد كتب الفقه مراجع علمية للعالم والمتعلم على كافة المستويات. وتختلف أنواع كتب الفقه من حيث الاختصار والتوسط والتوسع, ومن أنواع هذه الكتب: المتون وهي في الغالب مختصرات يحفظها المبتدؤون وتتضمن الأسس والمهمات، مثل متن الغاية والتقريب، والمتون الأوسع منها مثل متن المنهاج للنووي، ومنها: الشروح وهي بيان توضيحي يشرح ويفسر محتوى مؤلَف آخر، ومنها: الحواشي وهي مثل الشروح؛ لكنها تختلف عنها من بعض الوجوه، ومنها: التعليقات والرسائل المختصرة وغيرها. وقد تناول البحث (حاشية على شرح المنهج لنور الدين الزيادي (ت1024هـ) كتاب الرَّجعة دراسةً وتحقيقاً).
خطة البحث:
اقتضت خطة البحث تقسيمه إلى مقدمة ومبحثين وخاتمة, أما المبحث الأول: التعريف بعلي بن يحيي الزيادي, وقد اشتمل على ثلاثة مطالب المطلب الأول: اسمه ونسبه ولقبه وعصره, والمطلب الثاني: مكانته العلمية وثناء العلماء عليه, وشيوخه وتلاميذه مؤلفاته ووفاته, والمطلب الثالث وصف النسخ الخطية.
أما المبحث الثاني: قد اشتمل على النص المحقق.
ملخص البحث
تناولت هذا البحث دراسة وتحقيق (حاشية على شرح المنهج) في الفقه الشافعي للإمام الزيادي (ت1024هـ), الذي كتب حاشيته هذه على (فتح الوهاب بشرح منهج الطلاب - لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري), لتوضيح وشرح ما كان فيه مختصراً موجزاً، وفتح ألفاظه المغلقة، فكان مفتاحاً للقارئ لفهم الكتاب سواءٌ كان طالباً مبتدئاً، أو متقدماً, أو حتى من الشيوخ والعلماء، زيادةً عن فوائد كثيرة لم تذكر في كتب المطولات, حتى صار كنزاً عظيماً نافعاً موجزاً حاوياً لدرر عديدة من كتب كثيرة.
إن كتاب (حاشية على شرح المنهج لنور الدين علي بن يحيى الزيادي) في حقيقته، هو توضيح؛ لأغلبِ المسائلِ الفقهيةِ الواردةِ في شرحِ المنهج, والتي تحتاج إلى تحقيق وبيان وتوضيح وتفسير, فجاءت هذه الحاشية متممة للمراد, ومعينة على معرفة المفاد، وتميزت هذه الحاشية بالجمع بين السهولة والصعوبة, كما جمعت بين آراء المتقدمين وأقوال المتأخرين, وتكفل الزيادي فيها ببيان الأقوال المعتمدة في المذهب الشافعي لبعض الآراء, وبيان الأقوال التي تعتمد في الفتوى عند علماء المذهب، فهو بذلك كتاب له أهمية عظيمة وفوائد قيمة، للدارسين في هذا المجال.
ولهذا تناولت كتاب الرَّجعة لبيانها وكيفيتها ووقوعها وصحة زمن انقضائها وما يتعلق بها.

يُعدُّ قولُ اللهِ تعالى: مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ أحدَ الأدلة التي استندَ إليها العلماءُ في موضوعِ جوازِ النَّسخِ عقلًا إلى بدلٍ وإلى غيرِهِ. والنسخُ اصطلاحًا: "رفعُ الحكمِ الشرعيِّ بخطابٍ ومعنى النَّسخِ إلى بدل أن يأتيَ الخطابُ الشَّرعيُّ بحكمٍ شرعيٍّ ثانٍ بدلًا مِن الحكمِ الأول، وقدْ يكونُ الحكمُ الثاني أخفَّ مِن الحكمِ الأول أو مساويًا لهُ أو أشقَّ مِنهُ. أمّا النَّسخُ إلى غيرِ بدلٍ فهو يعني أنْ يُرفعَ الحكمُ الشَّرعيُّ الأول بلا حكمٍ شرعيٍّ بديلٍ عنهُ.
وقد وقعَ الخلافُ بينَ الأصوليينَ والمتكلِّمينَ في مسألةِ النسخِ إلى بدلٍ أشقَّ، كما أثارَتْ مسألةُ جوازِ النَّسخِ إلى غيرِ بدلٍ خلافًا آخرَ بينَهم ما بينَ مُجيزٍ ومانعٍ، مِمّا جعلَ كلَّ فريقٍ يستدلُّ بما ثبتَ عندَهُ مِن الأدلة العقليةِ والشَّرعيةِ لإثباتِ ما ذهبَ إليهِ.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فهذا البحث يتضمن دراسة موجزة عن حياة المؤلِفين وتحقيق وتعليقٌ على جزء يسير من حاشية العلَّامة مصطفى بن حسام الدين زاده (ت:1035ه) على كتاب التلويح إلى كشف حقائق التنقيح لصاحب الشرح سعد الدين التفتازاني، وقد قمت بتحقيق هذا الجزء بالاعتماد على نسختين في التحقيق، ومن ثمة النص المحقق مع التعليق على العبارات التي تحتاج إلى تعليق وكذلك وقفت على المسائل ودرستها دراسة مقارنة مع الترجيح، وكانت هذه الدراسة من قولهِ: فَعُلِمَ أنَّهُ لَا يَنْحَصِرُ إلى قولهِ: مجازٌ من وجه، لكن يُدفعَ الاعتراض المذكور، وهذا البحث هو جزء من أطروحتي للدكتوراه في جامعة تكريت/ كلية التربية للعلوم الإِنسانية/ قسم علوم القرآن والتربية الإِسلامية، ومن ثمة خاتمة اشتملت على أهم النتائج.

من خلال الوقوف على كثير من الآراء الكلامية وجد أن بعضها كان مسببا عن عوامل داخلية وأخرى خارجية وللناس أمام هذه العوامل مواقف مختلفة فمنهم من يقصر عوامل نشأته على عوامل داخلية ويقول بآصالة هذا العلم واستقلاله وأنه وليد البيئة الإسلامية، فيها ولد وفيها نشأ ودرج، بينما يذهب آخرون إلى القول بأن الأسباب التي دعت إلى نشأة هذا العلم كانت مؤامرة خارجية نفذتها دوائر تريد بالإسلام وأهله شراً فبعد أن كان القرآن الكريم يقرر العقيدة في كل جزئيات الحياة ابتداء بالإنسان تفكيراً وسلوكاً وفعاليات حتى جاءت حياته مصطبغة ومتلونة بالتوحيد والعقيدة في كل شيء في ذاته وصفاته وأفعاله، جاء علم الكلام ليقوم بالفصل بين النظر والعمل.
لذلك فإني ومن خلال ما سأجمله لاحقاً سيتضح لنا أن كلا العاملين الداخلي والخارجي ساهما في نشأة هذا الآراء وصيرورتها علماً مستقلاً له كيانه وبنيانه الخاص به.
وقد وضعت لهذه المذاهب أسباب ديمومتها من الأصول والقواعد والضوابط النظرية والفكرية حتى غدت منهاجا علمياً ينزع الناس باتجاهاتهم المختلفة إلى تطبيقه وتدوينه وفي نهاية المطاف تبلور المناهج العقدية وتمايز الفرق وتنوع الاجتهادات والنظر إلى العقل والنقل، وإلى التأويل وعدمه، والتجسيم والتشبيه وعدمهما وأفعال الإنسان والصفات الالهية ونحوها، وقد بقيت بعض هذه الفرق محافظة على جوهرها وشكلها الخارجي منذ لحظة تأسيسها وحتى اليوم إلاّ في بعض جوانبها الفرعية، بينما خلعت فرق أخرى لبوسها وتقمصت لبوسا أخرى، لتعيش زمنها المقدر لها قبل أن تأخذ طريقها إلى الذوبان والذبول والأفول حالها حال كثير من الفرق وغيرها. لذا فإن الوقوف على هذه الآراء والوقوف على منهج سلفنا الصالح في ردها ستجعلنا بلا ريب قادرين على اقتفاء آثارهم في التعامل مع كل رأي جديد وفق آلية علمية تعمل على تقويض الباطل في هيكله الكئيب من خلال تسليط الضوء على أشباح الظلام وخفافيش الليل الذي يدأبون ليل نهار في قلب وتحريف حقائق الإسلام لأهداف باتت مكشوفة للقاصي والداني.