Abstract
تعد الجرائم الماسة بحقوق المواطنة السياسية من الجرائم ذات الخطر المحدق والمؤثر على بناء الدولة , لذلك تعد الحماية الجنائية واحدة من اهم صور الحماية المقررة لمختلف الحقوق وخاصة حقوق المواطنة السياسية , اذ تعد الحقوق محل البحث من اهم الحقوق التي تمنح للمواطن دون الاجانب عكس الحقوق المدنية والاقتصادية والثقافية الخ , حيث قد تمنح تلك الحقوق للمواطنين والاجانب على سواء كحق التعليم , الا ان حقوق المواطنة السياسية منحة للمواطن دون سواء وفق شروط محدده وفق القانون لمنحها ولممارستها , وهذا يدل بلا شك الى الدور الذي تلعبه هذه الحقوق في تكوين نظام الدولة السياسي , فحق المواطن بالترشيح لعضوية البرلمان يجعل منه عنصرا مهماً - في حالة فوزة - في حماية حقوق المواطنين لما تتمتع سلطة البرلمان من اختصاصات ومنها اصدار القوانين , كذلك ان حق المواطن بالانتخاب في اي من الشؤون العامة للدولة كوضع دستور جديد او تعديل دستوري هو الاخر له من الاهمية البالغة في تحديد مدى تمتعه بالمشاركة في الشؤون العامة والتي تعبر على مدى الحرية السياسية من عدمها , والامر لا يقل شان في الحق في حرية تأسيس الاحزاب السياسية او الانضمام اليها فالدولة الاستبدادية ذات الحزب الواحد تمنع من هذا الحق , في حين ان الدولة الديمقراطية تقر بهذا الحق وتكفل حمايته لأنه يعبر عن منح الحرية للمواطنين في التجمع السياسي الذي يهدف الوصول للسلطة .
ولأهمية ما تقدم فقد وجدت الحماية الجنائية لحقوق المواطنة السياسية , حيث تعد هذه الحماية من اهم انواع الحماية المقررة للحقوق وهي لا اقل شان عن الحماية الدستورية في الاخيرة تكمن اهميتها بقواعدها التي تعد اسمى القواعد القانونية في الدولة وهي اساس المشروعية لكل القواعد القانونية , الا ان مهما كانت تلك القواعد او غيرها لا تؤدي الى كفالة حماية حقوق المواطنة السياسية الا بوجود نصوص جنائية تتولى الحماية لها من اي مساس بها .
وتكمن اهمية الموضوع بما لهذه الحقوق من اساس بناء الدولة والكفيل بدعم نظامه الديمقراطي من خلال اقرار هذه الحقوق وكفالة حمايتها , وكذلك حماية لكيان المواطن باعتباره جزء من الشعب السياسي الذي يحق له المشاركة في الشؤون السياسية في وطنة الذي ينتمي الية بجنسيته التي هي اساس مواطنته .