Abstract
يُشكل التكرار عنصرا منتجا لكثير من البنى التكوينية لفنون علم البديع اللفظية , فنجده قد غلب على بُنى أكثر تلكم الفنون ، واسهم بتبيان حدودها , وتمييز أركان بعضها عن بعض , فمنع الخلط , والتداخل بين معالمها , وقعّد قواعدها وقننها , وأبعد كل ما من شأنه إيقاع اللبس والاشتباه بأذهان المتلقين , ومن هنا نلحظ جليا عظم الدور الذي يؤديه عنصر التكرار في تحديد ملامح تلكم الفنون البديعية , فغاية البحث العليا هي الموازنة بين فنيّ التصدير والجناس من خلال كيفية تدخل عنصر التكرار في تشكيل بنيتيهما التكوينية , تبعا لاختلاف نوع التدخل الحاصل من قبل التكرار , وهذا قد ساعد على نحو فاعل في رسم حدود كل فنّ منهما , واسهم في تمييز بنية أحدهما من الاخر , ومَنَعَ من اختلاط مصطلحيهما , ومن أهم نتائج البحث هي أن فنيّ التصدير والجناس يلتقيان في نوع التكرار , وهو تكرار اللفظة الواحدة سواء كانت اسما , أو فعلا , أو نكرة , أو معرفة , ويفترقان في موقع التكرار من الكلام , إذ إنّ فنّ التصدير يشترط أن يكون الموقع حاضرا في بنيته التكوينية , في حين أن بنية فنّ الجناس لا تشترط ذلك , فضلا عن أن التكرار الحاصل في التصدير قد يكون تكرارا على المستويين اللفظي والمعنوي تبعا لنوع التصدير الوارد في الكلام , في حين أن طبيعة التكرار في الجناس تكون على المستوى اللفظي دون المعنوي , أيّا كان نوعه تاما أو ناقصا , وبذلك يكون التصدير أعم من الجناس , بل نستطيع أنّ نقول بأن الجناس هو جزء من التصدير وليس الخلاف .
Keywords
التَكرار، فنّ التصدير، فنّ الجناس، البنى التكوينية