Abstract
It seems that the vagabonds were not a single sect, but rather they were composed of several sects, due to the geographical environment, economic and social conditions, as well as the political conditions that worked in the emergence and continuation of the vagabond sects, as the diversity of those circumstances led to the diversity of those sects. The vagabonds in the Arabian Peninsula before Islam were composed of three sects, including: the sect of strangers from the sons of black Abyssinian slave girls who were rejected by their fathers, and did not include them due to the shame of their birth, so they used to share their blackness with their mothers, so they were called the strangers of the Arabs, and the sect of the dissolute (the deviants), who were expelled by their tribes due to their many crimes, and a sect that was not from the dissolute, and from the Abyssinian slave girls, but they were from the poor who practiced vagabondage professionally (). It is worth noting that these sects differed according to the eras. In the prophetic era, most of these sects disappeared due to the disappearance of the reasons for their existence. Since before the Umayyad era (41 AH - 132 AH), four sects of vagabonds emerged, namely: the dissolute, the poor, those fleeing from justice and politicians. The sect of the black strangers almost disappeared, while in the Abbasid society (132 AH - 656 AH), new sects emerged, such as the poor satirists, the poor thieves, the class of the dissolute and the naughty, and the parasitic youths. The sects of the dissolute and the perverts, and the black strangers disappeared due to the fragmentation of the Arab tribes, mixing with the foreigners and abandoning many inherited traditions (). It seems that these three groups that made up the gangs of vagabonds were based on one point, which is the injustice of society towards them, which led to the severing of the relationship between them and their societies, and the severing of that relationship between them led to the severing of that bond that connects the individual to his society, which resulted in the dissolution of that social contract that makes the individual an active member of his society, compatible with it and revolving in its orbit ( ). What brought these groups together, despite their differences, was the rebellion against the socio-economic system that was in place at that time, and the work to reject it and revolt against it, because of the injustice, oppression and tyranny in it, so their tribes divided them, and considered them outside the laws and social norms, and thus the conflict began between the two sides, which resulted in the formation of these three groups of the poor, the dissolute and the strangers ( ). And besides these groups were men from the nobles of the people who were vagabonds for a while, then became the masters of their people, as Al-Hamdani (d. 334 AH/945 AD) mentions that Abdullah bin Jud’an ( ) was at the beginning of his life poor and destitute, “and a vagabond from the vagabonds of Quraysh” ( ). He was evil and committed many crimes, until his people, clan, family and tribe hated him ( ). And besides them were entire tribes who had become vagabonds ( ).
Abstract
يبدو إن الصعاليك لم يكونوا طائفةً واحدة ، بل كانوا يتكونون من طوائف عدة ، وذلك بحكم البيئة الجغرافية ، والأوضاع الاقتصادية ، والاجتماعية ، فضلاً عن الأحوال السياسية التي عملت في نشوء واستمرار طوائف الصعاليك، حيث إن تنوع تلك الظروف أدى إلى تنوع تلك الطوائف .
وقد كان الصعاليك في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام يتألفون من ثلاث طوائف منها : طائفة الغرباء من أبناء الآماء الحبشيات السود ممن نبذهم أباؤهم ، ولم يلحقوهم بهم لعار ولادتهم ، فكانوا يشركون أمهاتهم في سوادهم فسموا بأغربة العرب ، وطائفة الخلعاء ( الشذاذ ) ، الذين خلعتهم قبائلهم لكثرة جناياتهم ، وطائفة لم تكن من الخلعاء ، و من الآماء الحبشيات أنما كانوا من الفقراء الذين احترفوا الصعلكة احترافا ( ) .
ومما تجدر الإشارة إليه إلى أن تلك الطوائف اختلفت باختلاف العصور ، ففي العصر النبوي اختفت اغلب تلك الطوائف لاختفاء أسباب وجودها ، ومنذ قبيل العصر الأموي ( 41ﮬ-132ﮬ ) ، برزت أربع طوائف من الصعاليك وهم ، الخلعاء ، والفقراء ، والفارون من العدالة والسياسيون ، وكادت تختفي طائفة الاغربة السود ،في حين المجتمع العباسي ( 132ﮬ- 656ﮬ ) ، برزت طوائف جديدة ، مثل الفقراء الهجائيين ، والفقراء اللصوص ، وطبقة العيارين والشطار ، والفتيان الطفيليين ، واختفت طائفتا الخلعاء والشذاذ ، والأغربة السود ، بحكم تفتت القبائل العربية ، ومخالطة الأعاجم والنزول عن كثير من التقاليد الموروثة( ).
ويبدو أن تلك الطوائف الثلاث التي تألفت منها عصابات الصعاليك ، كانت منطلقة من نقطة واحدة هي جور المجتمع لهم ، مما أدى إلى انفصام العلاقة بينهم وبين مجتمعاتهم وانفصام تلك العلاقة بينهما ، أدَّتْ إلى انفصام تلك الرابطة التي تربط بين الفرد ومجتمعه الأمر الذي نتج عنه انحلال ذلك العقد الاجتماعي الذي يجعل من الفرد عضوا عاملا لمجتمعه متوافقا معه ودائراً في فلكه ( ) .
إن الذي جمع تلك الطوائف على اختلافها هو التمرُّد على النظام الاجتماعي- الاقتصادي الذي كان قائماً آنذاك ، والعمل على رفضه والثورة عليه ، لما فيه من جور وظلم وتعسف ، لذلك شطرتهم قبائلهم ، وَعَدَّتْهم خارجين على القوانين والأعراف الاجتماعية ولذاك بدأ الصراع بين الجانبين ، الأمر الذي نتج عنه تكوين تلك الطوائف الثلاث من الفقراء والخلعاء والغرباء( ).
و كان إلى جانب تلك الطوائف رجال من شرفاء القوم تصعلكوا بعض الوقت ، ثم أصبحوا سادة قومهم ، حيث يذكر الهمداني ( ت:334ﻫ/945ﻡ ) ، إن عبد الله بن جدعان ( ) ، كان في بدء أمره فقيراً مملقاً ، " وصعلوكا من صعاليك قريش " ( ) ، وكان شريراً يكثر الجنايات ، حتى ابغضه قومه وعشيرته وأهله وقبيلته ( ) ، والى جانبهم كانت قبائل بكاملها قد تصعلكت ( )
وقد كان الصعاليك في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام يتألفون من ثلاث طوائف منها : طائفة الغرباء من أبناء الآماء الحبشيات السود ممن نبذهم أباؤهم ، ولم يلحقوهم بهم لعار ولادتهم ، فكانوا يشركون أمهاتهم في سوادهم فسموا بأغربة العرب ، وطائفة الخلعاء ( الشذاذ ) ، الذين خلعتهم قبائلهم لكثرة جناياتهم ، وطائفة لم تكن من الخلعاء ، و من الآماء الحبشيات أنما كانوا من الفقراء الذين احترفوا الصعلكة احترافا ( ) .
ومما تجدر الإشارة إليه إلى أن تلك الطوائف اختلفت باختلاف العصور ، ففي العصر النبوي اختفت اغلب تلك الطوائف لاختفاء أسباب وجودها ، ومنذ قبيل العصر الأموي ( 41ﮬ-132ﮬ ) ، برزت أربع طوائف من الصعاليك وهم ، الخلعاء ، والفقراء ، والفارون من العدالة والسياسيون ، وكادت تختفي طائفة الاغربة السود ،في حين المجتمع العباسي ( 132ﮬ- 656ﮬ ) ، برزت طوائف جديدة ، مثل الفقراء الهجائيين ، والفقراء اللصوص ، وطبقة العيارين والشطار ، والفتيان الطفيليين ، واختفت طائفتا الخلعاء والشذاذ ، والأغربة السود ، بحكم تفتت القبائل العربية ، ومخالطة الأعاجم والنزول عن كثير من التقاليد الموروثة( ).
ويبدو أن تلك الطوائف الثلاث التي تألفت منها عصابات الصعاليك ، كانت منطلقة من نقطة واحدة هي جور المجتمع لهم ، مما أدى إلى انفصام العلاقة بينهم وبين مجتمعاتهم وانفصام تلك العلاقة بينهما ، أدَّتْ إلى انفصام تلك الرابطة التي تربط بين الفرد ومجتمعه الأمر الذي نتج عنه انحلال ذلك العقد الاجتماعي الذي يجعل من الفرد عضوا عاملا لمجتمعه متوافقا معه ودائراً في فلكه ( ) .
إن الذي جمع تلك الطوائف على اختلافها هو التمرُّد على النظام الاجتماعي- الاقتصادي الذي كان قائماً آنذاك ، والعمل على رفضه والثورة عليه ، لما فيه من جور وظلم وتعسف ، لذلك شطرتهم قبائلهم ، وَعَدَّتْهم خارجين على القوانين والأعراف الاجتماعية ولذاك بدأ الصراع بين الجانبين ، الأمر الذي نتج عنه تكوين تلك الطوائف الثلاث من الفقراء والخلعاء والغرباء( ).
و كان إلى جانب تلك الطوائف رجال من شرفاء القوم تصعلكوا بعض الوقت ، ثم أصبحوا سادة قومهم ، حيث يذكر الهمداني ( ت:334ﻫ/945ﻡ ) ، إن عبد الله بن جدعان ( ) ، كان في بدء أمره فقيراً مملقاً ، " وصعلوكا من صعاليك قريش " ( ) ، وكان شريراً يكثر الجنايات ، حتى ابغضه قومه وعشيرته وأهله وقبيلته ( ) ، والى جانبهم كانت قبائل بكاملها قد تصعلكت ( )