Abstract
Praise be to Allah, Lord of the Worlds, and peace and blessings be upon the best of His creation, Muhammad, the Messenger of the Lord of the Worlds, and upon his pure and good family, and his noble and auspicious companions, the bearers of the Qur’an and the religion, and upon those who follow them in righteousness until the Day of Judgment. As for what follows: This study deals with the structural forms and grammatical patterns that the Arabs knew, adopted, and used in their speech with the intention of achieving intended meanings and specific purposes, since the structures generate meanings, and meanings are closely linked to them through an inverse symbiotic relationship in which one affects the other. These patterns are based on presenting the third person pronoun in speech and delaying what explains it and returns to it in word and order. Despite the fact that the third person pronoun is definite, it is distinguished from other Pronouns - that is, the pronoun of the speaker and the one addressed - are deeply ambiguous. Presenting them in speech leads to the problem of lack of understanding for the listener, so it was necessary to bring something that would remove their ambiguity, and this would only happen with an independent, later appearance that clarifies it and explains its meaning. Certain patterns were built according to a rule that contradicted the standard in the language, which is that (the implied precedes the mentioned), and they were based on it, as the absent pronoun, which is the important axis in it, contradicted the general rules of pronouns that are subject to the famous grammatical principle that says (the mentioned precedes the implied), so it had a meaning and structure that had a great resonance with scholars and students, ancient and modern, so they studied its rulings in it before and after the structure, including Sibawayh, Al-Farisi, Ibn Malik, Abu Hayyan, Ibn Hisham, and Al-Suyuti, so they defined it through induction and investigation in seven patterns restricted by this rule. The study shed light on four types of the third person pronoun that came as a basic pillar in four grammatical patterns that were subject to the rule above. It also investigated the structural, semantic and functional relationships between its two pillars, as the first (the third person pronoun) constitutes the cornerstone for it, so it revolved in its orbit and depended on it in its structure. The second (mentioned after it) occupies an importance no less than the first; because of its effect in clarifying the meaning of the pronoun and explaining its nature to the listener.
Abstract
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصّلاةُ والسّلامُ على خيرِ خلقِهِ أجمعين محمدٍ رسولِ ربّ العالمين، وآلِهِ الطّيبينَ الطّاهرينَ، وأصحابِهِ الغرِّ الميامين حملةِ القرآنِ والدّينِ، ومن تبعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، أما بعدُ:
فإنّ هذه الدراسةَ تعالجُ أشكالاً تركيبيةً وأنماطاً نحويةً عرفتها العربُ فدرجتْ عليها واستعملتها في كلامِها قصداً لمعانٍ مرادةٍ ومقاصدَ مخصوصةٍ، إذ أنّ التراكيبَ تولدُ المعاني، والمعاني ترتبطُ بها ارتباطاً وثيقاً من خلالِ علاقةٍ عكسيةٍ تكافليةٍ يؤثر أحدُهما في الآخر، وهذه الأنماطُ ترتكزُ على تقديمِ ضميرِ الغائبِ في الكلامِ وتأخيرِ ما يفسِّره ويعودُ عليه لفظاً ورتبةً، فبالرغم من أنّ ضميرَ الغائبِ معرفةٌ إلا أنّه يمتاز عن غيرِه من الضمائرِ - أي ضمير المتكلم والمخاطب - بالإيغالِ في الإبهامِ، فتقديمُه في الكلام يؤدي إلى إشكاليةِ عدمِ الفهمِ عند السّامعِ، فكان لزاماً أنْ يؤتى بما يزيلُ عنه إبهامُه، ولا يكون ذلك إلا بظاهرٍ مستقلٍّ متأخرٍ عنه يوضحُه ويبينُ معناه .
إنّ أنماطاً محددةً بنيتْ وفقاً لقاعدةٍ خالفت القياسَ في اللغة مفادها أنّ (الإضمارَ مقدمٌ على الذكرِ) فارتكزتْ عليها، إذ خالفَ ضميرُ الغائبِ، وهو المحورُ المهم فيها، القواعدَ العامةَ للضمائرِ التي تخضعُ للأصلِ النحويّ المشهورِ القائلِ بأن (الذكرَ مقدمٌ على الإضمارِ)، فكان لها معنىً وتركيباً صدىً كبيرٌ عندَ العلماءِ والدارسين قديماً وحديثاً، فدرسوا أحكامَهفيها قبلَ وبعدَ التركيبِ، ومنهم سيبويه والفارسيّ وابنُ مالكٍ وأبو حيان وابنُ هشامٍ والسيوطيُّ، فحددوه من خلالِ الاستقراءِ والاستقصاءِ في سبعةِ أنماطٍ مقيدةٍ بهذه القاعدة .
لقد سلّطت الدّراسةُ الضّوءَ على أربعةِ أنواعٍ من ضميرِ الغائبِ جاء ركناً أساساً في أربعةِ أنماطٍ نحويةٍ خضعتْ للقاعدةِ أعلاه، كما أنّها بحثتْ في العلاقاتِ التركيبيةِ والدلاليّةِ والوظيفيّةِ بينَ ركنيها، إذ يشكلُ فيها الأولُ (ضمير الغائب) الحجرَ الأساسَ لها فدارتْ في فلكِه واعتمدتْ في بنيويتها عليه، ويحتل الثاني (المذكور بعده) أهميةً لا تقلّ عن الأول ؛ لما له من أثرٍ في إيضاحِ معنى الضميرِ وبيانِ ماهيتِه عندَ السّامعِ .
فإنّ هذه الدراسةَ تعالجُ أشكالاً تركيبيةً وأنماطاً نحويةً عرفتها العربُ فدرجتْ عليها واستعملتها في كلامِها قصداً لمعانٍ مرادةٍ ومقاصدَ مخصوصةٍ، إذ أنّ التراكيبَ تولدُ المعاني، والمعاني ترتبطُ بها ارتباطاً وثيقاً من خلالِ علاقةٍ عكسيةٍ تكافليةٍ يؤثر أحدُهما في الآخر، وهذه الأنماطُ ترتكزُ على تقديمِ ضميرِ الغائبِ في الكلامِ وتأخيرِ ما يفسِّره ويعودُ عليه لفظاً ورتبةً، فبالرغم من أنّ ضميرَ الغائبِ معرفةٌ إلا أنّه يمتاز عن غيرِه من الضمائرِ - أي ضمير المتكلم والمخاطب - بالإيغالِ في الإبهامِ، فتقديمُه في الكلام يؤدي إلى إشكاليةِ عدمِ الفهمِ عند السّامعِ، فكان لزاماً أنْ يؤتى بما يزيلُ عنه إبهامُه، ولا يكون ذلك إلا بظاهرٍ مستقلٍّ متأخرٍ عنه يوضحُه ويبينُ معناه .
إنّ أنماطاً محددةً بنيتْ وفقاً لقاعدةٍ خالفت القياسَ في اللغة مفادها أنّ (الإضمارَ مقدمٌ على الذكرِ) فارتكزتْ عليها، إذ خالفَ ضميرُ الغائبِ، وهو المحورُ المهم فيها، القواعدَ العامةَ للضمائرِ التي تخضعُ للأصلِ النحويّ المشهورِ القائلِ بأن (الذكرَ مقدمٌ على الإضمارِ)، فكان لها معنىً وتركيباً صدىً كبيرٌ عندَ العلماءِ والدارسين قديماً وحديثاً، فدرسوا أحكامَهفيها قبلَ وبعدَ التركيبِ، ومنهم سيبويه والفارسيّ وابنُ مالكٍ وأبو حيان وابنُ هشامٍ والسيوطيُّ، فحددوه من خلالِ الاستقراءِ والاستقصاءِ في سبعةِ أنماطٍ مقيدةٍ بهذه القاعدة .
لقد سلّطت الدّراسةُ الضّوءَ على أربعةِ أنواعٍ من ضميرِ الغائبِ جاء ركناً أساساً في أربعةِ أنماطٍ نحويةٍ خضعتْ للقاعدةِ أعلاه، كما أنّها بحثتْ في العلاقاتِ التركيبيةِ والدلاليّةِ والوظيفيّةِ بينَ ركنيها، إذ يشكلُ فيها الأولُ (ضمير الغائب) الحجرَ الأساسَ لها فدارتْ في فلكِه واعتمدتْ في بنيويتها عليه، ويحتل الثاني (المذكور بعده) أهميةً لا تقلّ عن الأول ؛ لما له من أثرٍ في إيضاحِ معنى الضميرِ وبيانِ ماهيتِه عندَ السّامعِ .