Abstract
تأخذ مشكلة التعليم في عالمنا اليوم حيزا كبيرا من اهتمام كل دوله , وترصد لها نسبة لا يستهان بها من الأموال والجهود والكفاءات وميزانية لاتقل عن ميزانية تنظيم الجيش أو التموين أو المواصلات أو سائر شوؤن الدولة .
ويرجع ذلك إلى أن الدول المعاصرة أخذت على عاتقها أن تعلم كل أبناء الشعب , وان تهيئ لهم كل أسباب التعليم من مدارس ومعلمين ومعلمات وكتب وتختار لهم العلوم والمناهج ضمن ماتاخذه الدولة المعاصرة على عاتقها من تنظيم كل مايحتاجه الشعب وتوفيره , كالعمل والأمن والازدهار والحماية والحرية والكرامة والغذاء والكساء وحرية التجارة وحرية العمل ...الخ.
كل هذه الأمور تبنى بالارتكاز على قواعد وأسس التربية والتعليم , فالتربية تنمي الثروة البشرية وهذه الثروة إذا وجهت توجيها صالحا حققت الأمة في أجيالها حب العمل وإتقانه واستنباط ثروات الأرض بأسلوب تقني يعطي أفضل إنتاج وأعظم كميه بأقل جهد وأسرع وقت وتكلفه. وبالتعليم والتربية تستطيع الدول تحقيق الاستقلال الثقافي والاقتصادي والتحرر من الظلم والعبودية والطغيان وتخليص الشعوب من التبعية الفكرية والثقافية والسياسية .إلا إننا ورغم التطورات الهائلة في مجال العلوم والتكنولوجيا وما وصلت إليه الشعوب من تكنولوجيا المعلومات والفضاء والطب , إلا إننا نرى تدني مستوى التعليم في الوطن العربي وعندما ننظر في امر ه ونفكر في منجزاته وفي علاقته بمجتمع المعرفة, نتخطى عتبة التحديات المطروحة على انظمة التربية والتعليم في اغلب البلدان العربية من قبيل محو الامية, والموائمة بين النظام التعليمي وخطط التنمية وتعليم العلوم, وعلاقة التعليم بالسوق, وعلاقته بالبطالة والعمل. حيث تواجه اغلب البلدان العربية مشاكل مركبة في الانظمة التعليمية, يزيد من تعقيدها ماتولد عن ثورة تقنيات المعلومات فاصبحت المطالب مضاعفة واختلطت فيها تحديات الامس بتحديات اليوم والغد .والعراق احد تلك البلدان العربية الذي يشكل ابناءه ثروته الحقيقية , ويتميز المجتمع العراقي بارتفاع نسبة الشباب فيه ويشكل العنصر النسوي اكثر من نصف المجتمع العراقي, واثرت الحروب والنزاعات سلبا على العراق, وقد دفع ثمنا اجتماعيا وانسانيا عظيما اكبر من الخسارة الاقتصادية ودمار البنية التحتية, فالتدهور الامني الذي حدث بعد الانهيار المؤسساتي الشامل فرض البطالة على الاف المواطنين, مما ادى الى انتشار دائرة الفقر فضلا عن