Abstract
إن البحث الموسوم ( مصلحة حفظ السنة النبوية ومقاصدها في بيان الأحكام وفق منهج السلم) يسلط الضوء على ضرورة وأهمية حفظ السنة النبوية في كل زمان ومكان مهما يتطور ويتجدد وبيان مفهومها ووظيفتها الحقيقية للناس لكيفية تكييف مفهومها ومدلولها وفق متطلبات واحتياجات الناس وعلى مستويات المختلفة وبغض النظر عن الدين والجنس واللون واللغة ليتم قبولها وفهم حقيقتها وإدراك غايتها باعتبار ان السنة وجدت لمصلحة وتنظيم المجتمع البشري ، وفي البحث إشارة الى المقصود من السنة المطهرة في بيان الأحكام باعتبارها مبينا للقران الكريم، حيث يقول الله تعالى (( وأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ))النحل44، فمن هنا يتبين المقصود الإلهي من السنة النبوية وهو تحقيق مصلحة ( جلب منفعة ودرء مفسدة) للناس لبيان الحق والضلال والحلال والحرام وغيرها من الاحكام التي تهدف الى مصلحة الإنسان، لذلك جعلت من المصادر الأصلية لبيان الأحكام بعد القران الكريم استنادا لقوله تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)) النساء59، لذا فإن مسؤولية حفظ السنة النبوية مسؤولية تضامنية جماعية بين الفرد والسلطة وعلماء الدين لأنها تعد وسيلة لتحقيق غاية مشروعة وهي نشر الرسالة الإلهية وفق السنة النبوية، الأمر الذي يتطلب بذل مزيد من الجهد لإحياء السنة النبوية باطنا وظاهرا، واتخاذ منهجيته ( صلى الله عليه وسلم) وهي منهج السلم والحوار في الرد على الشبهات الباطلة والمغرضين الذين يسيئون الى دين الله بدون وجه الحق لتحقيق المصلحة البشرية باعتبار أن السلم أصل من أصول الشريعة الإسلامية ومأمور به حيث يقول الله تعالى (({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ }البقرة208 ، والحرب استثناء، والحوار يعد وسيلة للوصول الى السلم فيكون مأمور به، والله سبحانه وتعالى لم يأمر بشيء إلا لما فيه المصلحة والمنفعة للناس أجمع بغض النظر عن الدين والجنس واللون واللسان.