Adab AL Rafidayn

يعمد سليم بركات إلى تفكيك هواجسه القومية في نصه الروائي (فقهاء الظلام)، من خلال محاور عدة فيها؛ والتي: تتضمن انتماء الإنسان إلى مجموعة محددة من الناس اولاً، وبقعة الأرض التي يقيمون عليها ثانياً؛ واللغة الأم التي يتكلمون بها، أوهي لغتهم ثالثاً، والإنسان من جهة ارتباطه بالأرض؛ ومشاعره وأهوائه وتطلعاته رابعاً، فضلاً عن دلالته للأسماء الكوردية للأشخاص؛ والأسماء الأصلية للأمكنة.
وتُعد القومية مجموعة من العناصر المتداخلة فيما بينها لتكوين وعي ثقافي يحمل عناصر قوميته، ويعمد إلى هدف وغايةٍ محددة؛ خالقاً بذلك مجتمعاً مثالياً في عقيدته وتفكيره ويجاهد إلى تحقيقه؛ وهذه الجماعة تحمل ذات الصفات والاهتمامات، وتعمد إلى خلقٍ تكوينيٍّ متكامل لتلك الجماعة.
وجدلية بركات للقومية لها ترابطية وثيقة مع اللغة، إذ لا قومية دون لغة الأم، ولا لغة أمٍّ دون قومية، لأنَّ الوجود التاريخي لكل أمةٍ يعتمد على لغتها القومية "اللغة الأم"، وبدون ذلك يتلاشى أحد أهم مكوناتها وركائزها الأساسية في الوجود. ولا بُدَّ من وجود أرضٍ تسكنها هذه الجماعة؛ وبذلك تُعَد الأرض مكوناً آخر مهمٍ من مكوناتها الأساسية، وعنصراً فاعلاً من عناصر القومية. إذ إنَّ فقدان أي عنصرٍ من هذه العناصر يُعَد انتهاكاً، واعتداءً على بقية العناصر المكونة للهوية القومية، وعلى وجودها وضياعها.
وقد عمل بركات في نصه الروائي (فقهاء الظلام) إلى البحث عن قوميته المهددة بالذوبان في مجموعة من القوميات التي تعيش فيها مجزَّءة؛ كما هي الحال في معظم أعماله الروائية، إذ عمد إلى الاستعانة بالأسماء التي تدل على ضياع الإنسان الكوردي،"بيناف؛ وبيكه س"، وإلى اللغة الأم كأحد المقومات للهوية القومية؛ فحاول بعث لغته الأم، التي حاول الآخرون طمسها وضياعها، كما عمد إلى الترابط بين عناصر القومية ولغتها؛ وذلك لكون اللغة هوية قومية ناطقة يمكن من خلالها معرفة الآخر؛ الذي يُقابله الإنسان، هويته الواضحة والتي يمكن اكتشافها أول الأمر من لغته. ويحمل هموم شعبه كلها من خلال تنقله في عدة أقطارٍ؛ والتي كانت أرضاً لقوميته، محاولاً بذلك اثبات إنَّه وطن واحدٌ، ولو تجزَّء إلى أوصالٍ عدة سكنها الغرباء عن هذه الأمة تحت مسمى وحدة الوطن؛ والذي لا يحق للكورد امتلاك أو حتى العيش في أرضهم الذي ولدوا عليه أو تربوا فيها. وتشغل القضية الكردية جانبًا مهماً من الأعمال النثرية لبركات، وربما كانت الكتابات المُعَنونة بـ: سيرة الصبا؛ فقهاء الظلام؛ الريش؛ هي أبرز ما يعكس معاناة الكورد في مناطقهم المجزأة؛ ووعيهم لقضيتهم، وقد اصطنع بركات لغة شعرية شفافة استنطق بها الشجر والحجر والطير، وأدار معها حوارًا أسهم ببراعته الفائقة في رسم إنسانية تلك الموجودات رسمًا متقنًا. وتجري أحداث رواياته في قرى صغيرة تمثل نموذجًا لأرض كوردية واسعة، حيث يشرع بركات في سرد الأحداث شروعًا طبيعيًا ومألوفًا لأناسٍ تتجاذبهم سلوكيات مخصصة ومصالح معينة، وهو الكاتب والشاعر الكوردي الذي ولد في قرية سكانها من الكورد وهو في صغره لا يجيد غير لغته الأم.

ويعدّ التفاتة لغوية دلالية تبرز جمالية اختيار وانتقاء أعلام الشخصيات الواردة في الرواية ومع أن الشخصية هي إحدى مقومات العمل الروائي فإن دراسة جزء منها يشي بثراء هذه الدراسات ، وهذا البحث يمثل إطلالة على العمل الروائي من نافذة لغوية دلالية بما يسمح بالكشف عن الإمكانات اللغوية الهائلة التي يختزلها العمل الروائي .

يمثل علم البلاغة أحد أهم علوم العربية ، إذ إنه العلم الذي ترتبط به تلك العلوم وتستند إليه ، ولا سـيّما في أغراضها ودلالاتها ، ولعلّ علم المعاني وعلم البيـان ـ وهما الفرعان الرئيسيان من علم البلاغة ـ يُشكلان الحجر الأساس للدلالات والمقاصد النحوية والبلاغية ، وبما أنّ النظـم هو توخّي معاني النحـو ، وأنّ نظرية النظم أصبحت أسـاساً من أسس علم المعاني ، فإنَّ أيّ مفسّرٍ أو شارحٍ للنحو ومعانيه لابُدّ أن يسـتند إلى البلاغة في إظهار المادة العلمية التي يتناولها، وما فيها من دلالات بلاغية للنظم الذي جاءت عليه النصوص والشواهد.

وبما أنّ بـدر الدين العيني كان عالماً موسوعياً ـ إذ كان مفسّراً وفقيهاً ومحدّثاً ومؤرخاً ونحوياً وبيانياً ولغوياً وعروضياً، فإنه لم يغفـل جانب النظم والبلاغة المتنوعة ، لذلك يأتي هذا البحث ليسلط الضوء على ما وضعه العيني من دلالات بلاغية في كتابيه (عمدة القارئ شرح صحيح البخاري)، و(شرح الشواهد الكبرى) محاوليـن في ذلك قـراءة فكر العيني البلاغي ، وقد جاء البحث على تمهيدٍ تضمّن تعريفاً موجزاً بهذا العالم الكبير وكتابيه ، وحديثاً عن النظم والـدلالات البلاغية . ثم توزّع البحث على مباحـث ثلاثة أظهرت الفنون البلاغية ودلالاتها ، فكان الأول (علم المعاني) إذ تضمّن (الخبر والإنشـاء) بما فيها من فروع وفنون ذكرهـا العيني في كتابيه ، وكذلك (التعريف والتنكيـر) و(الفصـل والوصل) و (القصر) و (الإيجاز والإطناب والمسـاواة ) .
أمّا المبحث الثاني ( علم البيـان ) فقد ضمّ التشبيه والاستعارة والكناية والمجاز والمرسل والمجاز العقلي بما فيها من أقسـام وتعريفات ودلالات وعلاقات أوردها العيني.وكان المبحث الثالث ( علم البديع ) ليضم المحسّنات اللفظية والمحسّنات المعنوية ، ثم ختمنا البحث بخاتمـة ضمّت أهم النتائج . وقد كـان للبحث ـ في كل ذلك ـ أهداف كثيرة منها :
1 ـ التعرّف على الإمام العيني كأحد أعلام البلاغة، فضلاً عن شهرته في العلوم الأخرى.

2 ـ الوقوف على آرائـه البلاغية المنثورة في الكتابيـن ، واستكشاف منهجه في عرض الفنون البلاغية .
3 ـ إثراء المكتبة العربية والإسلامية بجهـد متواضع من أجل تعزيز التراث البلاغي من خلال ميراث العيني العلمي .
4 ـ فتح باب البحـث والدراسات ليلج منه الباحثـون استكمالاً للمسيرة ، واستقصاءً لباقي جهود العيني في إنتاجه الوفير .
5 ـ تحديد المذهب البلاغي للعيني من خلال الكشف عن مصطلحاته ومصادره وشواهده وتعريفاته .
6 ـ بيان جهد العيني في استنباط الدلالات البلاغية من خلال الكتابين .
وقد استعان البحث بكثير من المصادر والمراجع التاريخية واللغوية والبلاغية ، فضلاً عن المصدر الأسـاس ( كتابي العيني ) واعتمد البحث مبـدأ توثيق الأحاديث وتخريجها من ( صحيح البخاري ) و ( صحيح مسلم ) أيضاً .

تتلخّص فكرةُ البحث بالكشفِ عن الجذور الشرقية للرومانسية الغربية؛ عبر تحليل سياقات تاريخية مختلفة؛ بدءا من تأثُّر الحضارة اليونانية بالحضارات الشرقية القديمة؛ عبر منافذ مختلفة أهمها مصر وقرطاجة، وصعودا إلى العصور اللاحقة.
والحديث عن العصور القديمة يمثل مثابةً تاريخية تبيّن أنَّ الحضارة اليونانية - التي يحيل إليها الأوربيين مجمل تراثهم الحضاري - لم تكن تشمل العالم الأوربي المتعارف عليه في عصرنا الحالي. وان تلك الحضارة امتداد لتداخل حضارات كثيرة؛ أهمها الحضارات الشرقية في مصر والعراق وفارس. وأن إرث اليونان القديم يحمل في طياته بذورَ الرومانسية في الفنون والآداب الشرقية القديمة المختلفة.
أمّا بخصوص العصورِ اللاحقةِ فيجري الكشفُ عن تأثّر الحضارةِ الأوربيةِ بالشرق الأوسطي على الخصوص، منذ العصر الاندلسي فصاعدا. ومِن ذلك الشرق جرى اقتباس الأسس الأولية للنزعة الرومانسية الأوربية. وهذا لا يعني إقصاءَ الأصالة الأوربية والإقلال منها؛ لكنْ ومن جانب آخر لا يقرّ البحثُ بفرادتِها عن الآخر الشرقي.
يحتوي البحثُ على تعريف بالرومانسية، بوصفها نزعةً فكرية؛ أكثر مِن كونها نزعة أدبية، لذلك كان لها أثر خطير في نشوء تغيرات واسعة في العالم. وقد أسهمت الروح الشرقية بهذا النشاط إسهاما واضحا، وساعدت الإبداع العالمي على تجاوز الانغماس في صرامة النزعة العقلية وإحياء عنصر الجمال والحب في الثقافة العالمية.
والرومانسية الحديثة - في الحقيقة - نشاط استشراقي؛ حاول الخروج مِن جفاف الروح الأوربية إلى مستوى شاعرية الشرق. حدث هذا من خلال تأثّر الروادِ الأوائل للأدب الأوربي بالآداب الشرقية؛ ولاسيما الأدب العربي؛ خصوصا من خلال كتاب ألف ليلة وليلة وأشعار الأندلسيين.
وفي البحثِ أمثلة نصوصية منتخبة مِن آداب أوربية مختلفة تأثرت تأثيرا بيّنا بالشرق؛ فضلا عن شهادات النقاد والأدباء والرحالة بهذا التأثر الكبير بالآداب الشرقية.
وهذا التداخلُ مع الشرقِ يبيّن بوضوح التفاعل الحضاري بين الأمم، على العكس مما تدّعيه النظرة الفوقية. تلك النظرة التي ترسخ حالةَ الانكماش والقطيعة بين الأمم؛ سواء على مستوى فكري، أو على مستوى فني وإبداعي.

من خلال قراءتنا لعينية متمم بن نويرة وجدنا أنها تمثل أنموذجاً متكاملاً للقصيدة الجاهلية القائمة على فكرة الموت ومواجهته؛ إذ تنعكس هذه المواجهة في لوحات قصيدته المتعددة، لتعبر عن الرؤية الجاهلية التي كان ينظر من خلالها الإنسان الجاهلي إلى الموت وما هي السبل المتاحة أمامه لمواجهته، وقد قامت هذه المواجهة على مستويين: اشتمل الأول على الآليات الدفاعية التي اعتمدها شاعرنا متمم للوقوف بوجه الموت المتمثلة بكل من (الناقة والفرس والخمرة)، أما المستوى الثاني فقد تمثل في استسلام الشاعر من خلال إدراكه المرير والاستحالة مع ما يسعى إليه في هذه المواجهة التي لا قدرة له عليها، مختتماً قصيدته بأبيات من الحكمة يُستدل من خلالها على خضوع الشاعر ويقينه بالمصير المحتوم.

إن موضوع علم النحو هو الكلام العربي المكتوب منه والمنطوق، وهو علم قد نضج ووضعت قوانينه ومصطلحاته، وبحثت مسائله، وصنفت فيها الكتب والبحوث، وكان من أهم أسباب وضعه صيانة اللسان عن اللحن والخطأ، والعقل عن الخطل، ، وإذا كان النحو ركنا في ضوابط الفهم والإفهام فإن من سبل تجديده عودتَه إلى النصوص العربية الفصيحة التي استنبطت منها قواعده، فيعمل الباحث أدواته البحثية في تلك النصوص ويعيد قراءتها وتحليلها؛ ليبرهن على قدرة لغة النص على بيان مقاصد صاحبه؛ بل وما وراء تلك المقاصد، مما تحتمله اللغة في مكامن ألفاظها.

يعاني مصطلح الهُويَّة غموضاً يعود إلى الأهمية التي يحظى بها، وتداخله في ميادين معرفية متنوعة، مع ما شهده المفهوم من قابلية للتغير وللتطور عبر مسارات الفكر الانساني، وهُويَّة الأندلس كانت معروضة على المحك دائما لاسيَّما في بدايات الحضور العربي الإسلامي فيها. لكنَّ هُويَّة الأندلس برزت أيضا في نهاية الوجود الإسلامي مجددا لتحتل مكانةً بارزة نظرا لضخامة التحديات التي واجهت الوجود الإسلامي فيها وانتهى تلك النهاية المأساوية . وبدأت قضية التعبير عن الهُويَّة والتميز تظهر بقوة في شعر لسان الدين بن الخطيب ، في زمن عاشه كان مفعما بالتحديات الوجودية الخطيرة.

تناول موضوع بحثنا (تنوّع الإيقاع الزمني في قصص يحيى الطاهر عبد الله القصيرة "ثلاث شجرات كبيرة تثمر برتقلاً "و" الدف والصندوق" أنموذجاً) الإيقاع الزمني وطبيعته في القصة القصيرة، للوقوف على الخصائص التي تنماز بها القصة القصيرة من حيث تسريع السرد وإبطائه، وجاء إختيارنا لقصص يحيى الطاهر عبدالله القصيرة لأنَّها قصص متميزة ذات بناء محكم ومعانٍ عميقة تناول من خلالها الكاتب موضوعات متعدِّدة ومتنوِّعة، فضلاً من أنَّ هذه القصص -في حدود إطلاعنا- لم تدرس من هذا الجانب؛ وتوصل البحث إلى جملة من النتائج منها: إعتماد القاص على تقانات الزمن القصصي إعتماداً كبيراً ممّا جعل للإيقاع الزمني دوراً مهماً في القصص موضوعة البحث من خلال تسريع السرد أو إبطائه وتعطيله.

تشتغل نظريات التلقي على الاستراتيجيات التي تعمل على دفع المتلقي الى التفاعل مع النص الشعري ، اذ كل ما يعمله النص من تكنيك يمارس دوره في تحفز المتلقي في البحث بين فراغات وفجوات النص عن عملية التكملة الدلالية أو انتاج المعنى ، وان هذه الاستراتيجيات التي عملت على بلورتها (قصيدة ترانيم قلبي الصغير) للشاعر عمر السراي ، مارست دورها في الاتكاء على الابهام والغموض الذي يتماهى مع فكرة الانعزال والوحدة التي كشفتها لنا عتبة القصيدة ثيمة الوحدة والتقوقع حول الذات المكسورة ، والتي كلما تحاول أن تتجاوز الذكريات أو اصداء السنين أو البحث عن الانبعاث الجديد للذات فإنها تخفق في تحقيقه.
فكل ما يحيط بها يمزقها حتى ندائها للحبيب أو طلب مجيئه هو ضعف، وتمزق، وتبعثر فالذات مجروحة تعاني من الغياب الدائم الذي عمل على تعديمها وذوبانها في لحظة الوداع المتكررة في القصيدة ، فحضور الحبيب يجسد الوجود أو الحياة التي تبحث عنها الذات .

يتضمن الخطاب القرآني لغة إبداعية أثارت المخاطَب للتأمل والتفكير للكشف عن البؤر الاستفزازية وصولاً إلى الدلالة المستوحاة من التنظيم الأسلوبي المفارق لما هو متعارف عليه من الخطاب البشري، وهذا ما جعل الباحث يعمد إلى الأسلوبية في ممارسته التحليلية بعدّها واحدة من أبرز المناهج النصية التي تنطلق من لغة النص والعلاقات النصية المتداخلة وفق منهج أدبي حديث؛ لإثبات إعجاز القرآن الكريم، فجسدت سورة العنكبوت بكافة أنماطها التعبيرية عبر مستوياتها الثلاث (التركيبي والدلالي والصوتي) مادة أعجزت المخاطَب وتحدته عن إنكار الحقيقة اليقينية التي تدور حولها السورة ككل في وحدانيته ـ سبحانه وتعالى ـ وفكرة الضد مابين الانصياع لأوامره وعدمه، بأسلوبية أغرت المتلقي وشدته لتتبع الآيات الكريمات للوصول إلى الدلالة المركزية لمقصدية المخاطِب.

یمکن وصف السخریة بأنها تعبیر عن عکس ما یقصده المتکلم فعلا، وهی بذلک تقترب من مصطلحات بلاغیة عدة کالتوریة والتهکم والمشاکلة لأنها طریقة من طرائق التعبیر ولاعتماد هذه المصطلحات جمیعا على فکرة التلاعب بالألفاظ، وما تتطلبه من سرعة بدیهة المتلقی فی إدراک أفانین السخریة وتعدد أنواعها، فلیست السخریة مجرد صیاغة ومیزة لفظیة حسب، بل إنها "فعل ذهنی مرتبط بأساس جوهری وعمیق فی النفس التی تصوغه"، مثلها فی ذلک مثل المفارقة .

تكمن أهمية التأويل النحوي وهو حمل الكلام على غير ظاهره في أمرين هامين الأول : كونه وسيلة لرد ما خالف القاعدة النحوية ـ التي وضعها النحاة نتيجة لاستقراء كلام العرب ـ إلى القاعدة وقد مكنهم ذلك من جعل مقاييسهم مطردة وفق الكثير الشائع ،والأمر الآخر توجيه معنى النصوص غير واضحة الدلالة ظاهرا إلى وجه يقبله الإعراب والمعنى ويمنع تضاربهما أو خروج أحدهما عن مقايس اللغة العربية وسلامتها . ولما كان "أبو علي الفارسي" في كتابه كتاب الشعر أو شرح الأبيات المشكلة الإعراب( ) دؤوبا في توجيه الكثير من النصوص الشعرية، وجعل فهمها موافقا لصحيح المعنى وسلامة الإعراب ، اعتمد التأويل وسيلة من الوسائل لبلوغ مراده . وقد تناول هذا البحث أثر التأويل في توجيه المعنى والإعراب في هذا الكتاب محاولا الكشف عن هذا الأثر في نصوص كتاب الشعر واعتماد مؤلفه ـ وهو علم من أعلام العربية ـ التأويل وسيلة لتوجيه هذه نصوص .

في الادب العربي كثيرا ما نجد مظاهر التعالق بين الطبيعة والشعر حاضرة وبكثافة، وربما يرجع ذلك الى البنية التكوينية للشخصية العربية وما أحاط بها من تأثيرات الطبيعة، فالعربي ينبثق من بيئته، لينطلق نحو افاق الكون الواسعة، وقد شكلت تلك التأثيرات هاجسا مسيطرا بشكل ما على تجاذبات العلاقة الجوهرية التي تربط العربي ببيئته، وإذا ما القينا نظرة على الشعر العربي فستصادفنا الكثير من رموز الطبيعة التي وظفها الشعراء في نتاجاتهم الأدبية قديما وحديثا، ولاستوقفتنا مجموعة من البنى التي تتعالق وتتبادل التأثيرات لتنتج بنية النص الشعري الذي يضفي على العناصر المادية نوعا من الغموض فتتجسد دلالاتها رموزا، ذلك أن الانسان ينجذب بتركيبته نحو الغموض والابهام في محاولة للارتقاء بمضامين نصوصه نحو افاق بعيدة ومنح نتاجه الادبي مساحات واسعة للانتشار والتأثير في المتلقي، لينفتح فيما بعد على تأويلات لا حصر لها. وهذا البحث اذ يحاول الكشف عن دلالة الماء في شعر جميل بثينة انما يسلط الضوء على ذلك التعالق ومدى تأثر الشاعر العربي ببيئته وتوظيفه لها في مختلف حالاته الشعرية.

ان المخطوطات العربية المتفرقة في انحاء العالم ، في المكتبات العامة والخاصة وفي المتاحف والمساجد ، هي جزء مهم من التراث الحضاري ، وتعد الذخيرة العلمية في شتى مجالات المعرفة البشرية ، والحفاظ عليها وتيسير سبل الاستفادة منها واجب على كل العلماء والمتخصصين ، فان هذا التراث له قيمته الذاتية وعطاءه المتجدد للامة الإسلامية في تلمس اسباب نهضتها ووسائل تقدمها . ومن المؤسف ان هذا التراث لم يجد العناية الكافية ولا الرعاية الوافية التي يتطلبها ، اذ ما يزال الكثير منه مجهول او لم يحقق وينشر ، ومن هذا المنطلق نجد أنّه يجب الاهتمام بفهرسة المخطوطات وتحقيقها ونشر البحوث والقواعد التي تساعد على ذلك .
وأهمية البحث تكمن في بيان أهم الأُسس والقواعد الخاصة لتحقيق النصوص ، بتسليط الضوء على اهم الكتب المؤلفة في قواعد التحقيق ، والخطوات التي يجب على المحقق اتباعها ، ولذلك وقع الاختيار على كتاب مناهج تحقيق التراث بين القدامى والمحدثين للدكتور رمضان عبد التواب ، وكتاب قواعد تحقيق النصوص للدكتور صلاح الدين المُنجِّد ، اذ تناول البحث هذين الكتابين بدراسة مقارنة لبيان اوجه التشابه والاختلاف بين منهج المؤلفين وآرائهم حول فضل السبق في التحقيق والطرائق العلمية له. وتضمن البحث مدخلاً يعرِّف بالمخطوطات ونشأتها واهميتها ، وثلاثة مباحث . جاء المبحث الأول بعرض كتاب مناهج تحقيق التراث وتحليله ، وترجمة موجزة لمؤلفه رمضان عبد التواب . والمبحث الثاني جاء فيه عرض وتحليل لكتاب قواعد تحقيق النصوص وترجمة موجزة لحياة مؤلفه صلاح الدين المنجد ، وتضمن المبحث الثالث دراسة مقارنة لكلا الكتابين تبين أهم النقاط الرئيسية التي مثلت نهج كلا المؤلفين . وكذلك بيان مدى اهمية محتوى كلا الكتابين من الناحية العلمية ومدى الفائدة منهما ، فضلا عن رأي الباحث في بيان اهم المناهج والطرق المتبعة في التحقيق .

تأسس الحزب الشيوعي التونسي عام 1921 اذ تعرض اعضائه الى عدة مضايقات واعتقالات من قبل سلطات الاحتلال الفرنسي وقد مارس نشاطاته الى جانب الحركة الوطنية لغاية استقلال تونس عام 1956 حيث أيد الحزب الشيوعي كل إجراءات الحكومة التونسية المستقلة ، ولاسيما تأميم القطاعات الاقتصادية الكبرى كالنقل، الكهرباء، المياه، والمناجم، وكذلك الإصلاحات في الميدان الزراعي، مثل حل الأحباس وتأميم جزء من أراضي المعمرين الفرنسيين. إلى جانب المواقف الإيجابية التي اتخذها الحزب من السلطة التونسية الفتية، فقد انتقد المظاهر السلبية، التي بدأت في الظهور بعد الاستقلال ، وسيما قصة استثار البرجوازية التونسية بنتائج النضالات الوطنية للشعب التونسي، ومحاولات الهيمنة والتفرد بالسلطة، وإفراز سياسات معادية للفئات الشعبية. ولم يكن ذلك بمعزل عن دعوات الحزب إلى إرساء تقاليد ديمقراطية في البلاد من حيث المحافظة على التعددية السياسية، وخاصة أن الحزب الشيوعي كان القوة السياسية الوحيدة المعارضة في البلاد آنذاك، أو من خلال المشاركة في الحياة الديمقراطية ممثلة في البرلمان والانتخابات البلدية، فقد شارك الحزب في الانتخابات التأسيسية للمجلس النيابي منذ عام 1956، ثم شارك في الدورة التشريعية التالية عام 1959، وفي الانتخابات البلدية التي تمت في البلاد على الرغم من المضايقات المتعددة التي قامت بها أجهزة السلطة ضده وقد اتخذ النظام السياسي في تونس محاولة اغتيال الرئيس الحبيب بورقيبة حجة لايقاف نشاط الحزب واعتقال اعضائه عام 1963 .
انتقل الشيوعيين الى العمل السري وتركزت جهودهم بعد عام 1963 الى المحافظة على وحدتهم الأيديولوجية والسياسية عبر مقاومة الانحرافات اليمينية واليسارية التي برزت داخله وكان هدف الشيوعيين في تلك الحقبة توعية الشعب التونسي والنضال من أجل اقرار الديمقراطية والتخلي عن السياسة الرأسمالية التي اتبعتها الحكومة التونسية وصولاً الى عام 1970.

تعد ولاية مدحت باشا لبغداد (1869-1872م) نقطة تحول في تاريخ هذه الولاية نظراً لجسامة المهمات التي كلف بتنفيذها والتي يأتي في مقدمتها تطبيق القوانين الاصلاحية التي أصدرتها الدولة العثمانية خلال المدة (1858-1869م) حيث يركز هذا البحث على قانون الولايات الذي اصدرته الدولة العثمانية عام 1864م والذي تأخر تطبيقه في الولايات العراقية حتى تولي مدحت باشا ادارة ولاية بغداد. في إطار جهود الدولة العثمانية لتوطيد السلطة المركزية على ولاياتها وفي محاولة لإجبار العشائر العراقية على الاستقرار وممارسة الزراعة تم استحداث عدد من السناجق والاقضية والنواحي نذكر منها سناجق المنتفك والدليم والاحساء... والتي سيتم التركيز في ثنايا البحث على اسباب استحداثها وانعكاساتها على الواقع السياسي للولايات العراقية. ورغم جهود مدحت باشا في مجال تطبيق التشكيلات الادارية الجديدة إلا أن هذه الجهود سرعان ما تعثرت بعد عزل هذا الوالي عام 1872م.

تضمنت الدراسة ثلاث مباحث أساسية: تناول المبحث الأول: سيرة حياة السمهودي: أسمه ونسبه وولادته، وحياته العلمية ، وأبرز مؤلفاته ، ووفاته.
وخصص المبحث الثاني: لعرض محتويات كتاب وفاء الوفا وما حواه من مادة علمية حسب ترتيب المؤلف للأبواب والفصول .
وشمل المبحث الثالث: منهجية السمهودي في تدوين السيرة النبوية التي ابتدأها مع ابتداء علاقة الرسول () بأهل المدينة المنورة، عندما عرض نفسه في مواسم الحج عندهم على القبائل، ومنها قبيلة الأوس والخزرج، وما كان من العقبة الأولى، والثانية ثم أستمر بعرض السيرة النبوية حتى وفاة النبي ()، والحق البحث بخاتمة لما توصل اليه البحث .

نالت الثغور اهتمام المؤرخين و الباحثين وذلك لدورها في ابراز احداث الدولة العربية الاسلامية ، ونظراً لتلك الأهمية فقد سلطنا الضوء على احد اهم الامور في الثغور الا وهو التحصين في المدن الثغرية ، اذ تعد الثغور خط الصد الاول المدافع عن تخوم الدولة في اهم مرحلة من مراحل الخلافة العباسية .
وقد رصد هذا البحث إِسهام الخلفاء العباسيين في تحصين المدن الثغرية و بنائها و شحنها بالجند المرابطين إذ اصبحت هذه المنطقة جزءاً مهما من الدولة العباسية فقد شهدت اهم الاحداث وجرت عليها الصراعات فأصبحت مسرحا عسكريا لأبرز المعارك .

قامت الدولة العباسية على اثر الانتصار على الدولة الاموية سنة (132هـ/750م) بعد مقتل أخر الخلفاء الامويين مروان بن محمد في مصر على يد قوات ابو العباس السفاح وتم على اثرها نقل العاصمة من دمشق الى الكوفة، وتلقى العباسيون ابان قدومهم الى مصر المعونة والمساعدة من الاقباط الثائرين ضد الامويين، لذا نادى العباسيون بادئ الامر للمصريين عامة وللأقباط خاصة واظهروا حسن النية في بادي الامر لجاجتهم لهم ما أن صارت الأمور اليهم تغيرت المعاملة معهم من اللين الى الشدة وزاد في قسوتهم لهم وكرد فعل على سياسة العباسيين هذه فقد اعلن البشمور سكان الدلتا العديد من الثورات بسبب سوء معاملة الولاة لهم وزيادة الجزية والخراج على الفلاحين وانتهت هذه الثورات في عهد الخليفة المأمون سنة (217هـ/832م) بعد قضائه على ثورة الاقباط البشمور.

إن الموقع الجغرافي الحيوي لمدن ساحل بلاد الشام براً وبحراً وبما تمتلكه من ثروات اقتصادية مهمة قد مكنها من احتلال الصدارة في تجارة الشرق والغرب، لذلك لعبت مراكزها التجارية دوراً مهماً في النشاط الاقتصادي خلال تلك الفترة .
لقد كان لموقع بلاد الشام المتميز بين الشرق والغرب وامتدادها على الساحل الشرقي للبحر المتوسط ومجاورتها لأقاليم وحضارات عريقة أن جعل منها تلعب دورا مؤثرا في التجارة لاسيما الخارجية منها بفضل ما تمتلكه من موانئ ذات مواقع متميزة مع كثرة الخيرات فجعل منها لذلك مصدرا للتجارة ومعبرا مهما لنقل البضائع من الشرق إلى الغرب وبعكس ذلك.
وقد لعبت مدن موانئ حوض البحر المتوسط الشرقي خلال فترة الحروب الصليبية ذلك الدور الاقتصادي والتجاري البارز لوقوعها على الخط التجاري الساحلي مما أعطاها ميزة المتاجرة مع شواطئ البحر المتوسط الأخرى سواء الساحل الأوربي أو المغاربي أو المصري فكانت بحق عامل ازدهار لتجارة العالم جراء دورها الوسيط في التجارة.

شهدت دمشق خلال سنوات حكم الايوبيين والمماليك لها ازدهاراً علمياً في أعلى مستوياته، بل أضحت هذه المدينة سراجاً أمتد سنا علومه إلى أبعد بقعة استظلت بالإسلام، وكان من مقومات هذا الازدهار العلمي أنها حوت مئات المؤسسات التعليمية إبّان المدّة مدار البحث، كالمساجد التي مثّلت منابر العلم، إذ بلغ عددها زهاء (629) مسجداً، وكذلك (26) داراً للقرآن الكريم والحديث الشريف، و(127) مدرسةً فقهية، و(3) مدارس للطب، فضلاً عن عشرات المؤسسات التعليمية الاخرى كالربط، والخوانق، والزوايا، والترب، ولا شك أن مثل هكذا عدد كبير من مراكز التعليم ضرورة أن يُغطى بعدد أكبر من المدرّسين، وهو ما أضفى أهمية قصوى لوظيفة التدريس، التي أضحت محط عناية السلطة الدمشقية وبطانتها آنذاك، ومن المقوّمات الأخرى التي تمتّعت بها تلك المدينة أنها أنجبت واحتضنت العشرات من الأسر أو البيوتات العلمية التي توارث شيوخها وظيفة التدريس من جيل إلى آخر، ممّا ساهم في ابقاء هذه المؤسسات التعليمية قائمة وراسخة بذات الرصانة على مدى عدّة قرون ما دامت هذه الوظيفة مستمرة بيد العلماء بتقادم السنين.

كانت بلاد الشام محوراً للصراعات لما تتمتع به من موقع استراتيجي مهم وثروات اقتصادية هائلة ,ففي العهد العثماني لم تشهد هذه المنطقة استقراراً منذ أن أحكموا السيطرة عليها عام 1517م وحتى مطلع القرن التاسع عشر في كافة المجالات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية ما جعلها محط انظار القوى الاقليمية و الدولية, وبما انها تشكل العمق الاستراتيجي لمصر فقد فكر واليها محمد علي باشا (1805-1848م ) بضمها الى مشروع دولته الحديثة ممهدا ذلك بالتدخل السياسي ثم العسكري وقد حمل تدخله هذا نتائج خطيرة على المستويين الداخلي و الخارجي للدولة العثمانية , يسلط البحث الضوء على بدايات التدخلات الاقليمية و الدولية في بلاد الشام وذلك من خلال بحث مسالة السيطرة المصرية عليها وما رافقها من مواقف دولية و تدخلات سياسية و عسكرية في شؤنها خاصة من قبل بريطانيا و فرنسا وروسيا القيصرية, و التي كانت بداية ما عرف في السياسة الدولية بالمسألة الشرقية والتي لاتزال اثرها قائمة الى الوقت الراهن.

کانت بلاد الشام محوراً للصراعات لما تتمتع به من موقع استراتیجی مهم وثروات اقتصادیة هائلة ,ففی العهد العثمانی لم تشهد هذه المنطقة استقراراً منذ أن أحکموا السیطرة علیها عام 1517م وحتى مطلع القرن التاسع عشر فی کافة المجالات السیاسیة و الاقتصادیة و الاجتماعیة ما جعلها محط انظار القوى الاقلیمیة و الدولیة, وبما انها تشکل العمق الاستراتیجی لمصر فقد فکر والیها محمد علی باشا (1805-1848م ) بضمها الى مشروع دولته الحدیثة ممهدا ذلک بالتدخل السیاسی ثم العسکری وقد حمل تدخله هذا نتائج خطیرة على المستویین الداخلی و الخارجی للدولة العثمانیة , یسلط البحث الضوء على بدایات التدخلات الاقلیمیة و الدولیة فی بلاد الشام وذلک من خلال بحث مسالة السیطرة المصریة علیها وما رافقها من مواقف دولیة و تدخلات سیاسیة و عسکریة فی شؤنها خاصة من قبل بریطانیا و فرنسا وروسیا القیصریة, و التی کانت بدایة ما عرف فی السیاسة الدولیة بالمسألة الشرقیة والتی لاتزال اثرها قائمة الى الوقت الراهن.

تعد الحرکة المکانیة القسریة أحد أخطر تحرکات سکان العراق فی العصر الحدیث، ولا یمکن مقارنتها بأی شکل من أشکال الهجرة التی حدثت لأسباب قسریة من قبل، حیثُ اتسمت بطابع العنف المفرط ، والاضطهاد الشدید.
وأن تسارع وتیرة العنف بمناطق مختلفة من العراق بعد عام 2003م، وظهور تیارات من الحرکة المکانیة القسریة للسکان بین وافدة وأخرى مغادرة کان دافعاً لدراستها ، لیس لأنها ظاهرة سکانیة خطیرة فحسب ، بل لأنها تترک آثاراً لکلا المنطقتین الطاردة والجاذبة معا.

يشكل الطابع التعريفي في السلوك صيغة التجاذب أو التنافر بين الاطراف التفاعلية، وبموجبه تتحدد هيئة السلوك في الممارسات الحياتية المختلفة.
وفي اطار العلاقة بين الزوجين فإن لطبيعة السلوك العاطفي أهميته في رسم ملامح العلاقة الاجتماعية بينهما، كما انه يتخذ اشكالاً متعددة في اطار المواقف الاجتماعية المتنوعة.
لقد هدف البحث إلى التعرف على طبيعة السلوك العاطفي بين الزوجين في اطار التفاعل الخاص بينهما، وبيان طبيعة ذلك السلوك في مجال التفاعل مع الابناء والاهل. ولقد اعتمدت الباحثة منهج دراسة الحالة، وكان عدد الحالات (15) حالة، وبينت ابرز النتائج بأن السلوك العاطفي بين الزوجين لم يحظى بفاعلية عالية، كما اتضح ان للسلوك العاطفي اشكالاً متنوعة تبعاً لطبيعة الموقف الاجتماعي.
وفي المجمل فإن الزوج/ة يتولى اعادة الخلق النفسي والاجتماعي للآخر من خلال اسلوب التفاعل معه، ويمثل التصريح العاطفي احياءاً للذات النفسية والاجتماعية، إذ ان التعبيرات العاطفية التي يرسلها الزوج/ة للطرف الآخر فإن سماعها أو رؤيتها والاحساس بها يعنى بتفتيت طاقة السكون أو النفور واستبدالها بطاقة التجدد والتجاذب.

عند الحديث عن التنوع على مستوى المجتمع العراقي فنحن امام كيان اجتماعي يشهد تنوعا ثقافيا على مستوى الزمان والمكان والجماعة الاجتماعية ، حيث نشأنا على ارض هذا الوطن ونحن متداخلين مع غيرنا ثقافيا واجتماعيا وروحيا ، وبالتالي فان الانساق الاجتماعية في مجتمعنا حملت الميزة الثقافية للتعددية بل تفاعلت هذه الاجزاء فيما بينها مؤثرة احدها على الاخرى مشكلة الثقافات الفرعية داخل الثقافة الام .
والمحلة العراقية جزء لا يتجزأ من التركيبة المكانية الحضرية العائدة الى النسق الاجتماعي متصلا بالأنساق الاخرى حيث حملت هذه المحلة الميزات والخصائص التي جعلتها تنفرد عن العالم العربي والغربي بشكلها العمراني وبيئتها العامرة التي تزخر بالجماعات الاجتماعية المتنوعة ذات الثقافات المتعددة ، ومع وجود المحلة البغدادية والبصراوية والموصلية والكربلائية والنجفية والبابلية الى غيرها من المحلات المتواجدة هنا وهناك في عموم ارجاء هذا الوطن ، الا انها انجمعت تحت مظلة الخصوصية الثقافية عندما عاشت بين احضانها الجماعات الثقافية المتنوعة بطابع ملؤه الحب والتسامح والمودة والتضحية ، فضلا عن التداخل الاجتماعي بين البيوت والنفوس معبرة عن روح الالتصاق بالمكان (الوطن) والفرد (التثاقف) .
وفي بحثنا هذا حاولنا ان نتناول ثقافة التعايش المشترك وكيف تنمت داخل هذا الجو المكاني الخاص بالمجتمع العراقي (المحلة) وكيف اجتمعت كل المحلات العراقية بخصائص ثقافية عندما انضوت تحتها الثقافات الفرعية ليتشكل لدينا عنصر التثاقف المجتمعي الذي جمع كل الجماعات الاجتماعية محاولين تقريب الصورة بين الحاضر والمستقبل وكيف يمكن ان نعزز قيم التسامح والالفة بين هذه الشرائح داخل هذا العنصر المكاني (المحلة) .

يعد التعليم مرتكزا أساسيا في نهوض الأمم وتقدمها وتطورها لأهميته الكبيرة في بناء المجتمع وبناء الدولة ، حيث يعمل على تطوير قدرات الأفراد المهارية والعلمية والمهنية للنهوض بالبلد ، والمعروف أن مفاصل الدولة وقطاعاتها ومؤسساتها وكل بناها التحتية اذ ما تعرضت للخراب والتدمير لأي سبب كان فهذا سيؤثر على نمو وسير العملية التعليمية في المدرسة التي هي مجتمع مصغر يتفاعل من خلاله الطلبة والمعلمون ويؤثر في مخرجات التعليم ، إذ إن نمو وتطور شخصية الطالب ويساعد في بناء العملية التنموية حيث أن المدرسة مؤسسة تربوية مفصلية في المجتمع ..
شكلت المشاكل المتعددة التي رافقت التعليم عائقا في المسيرة العلمية ، فقد عانى هذا القطاع ما عاناه من الحروب والغزو والاحتلال الذي أدى الى أزمة كبيرة في التعليم خصوصا في المدن التي عانت من التدمير مثل الموصل ... وبعد تعرض مئات من الابنية المدرسية في شقيها الأيمن والأيسر للتدمير إما جزئيا أو كليا بالإضافة إلى قلة المخصصات وغياب إعادة الأعمار فيها وخلو المدارس من أبسط الخدمات كالماء والكهرباء والكوادر التدريسية وإن توفرت فغالبا ما تكون دون كفاءة ، علاوة على اعداد الطلبة الكبير والنقص الحاد في الكتب والمقاعد الدراسة (الرحلات) كلها اسباب أدت الى تفاقم أزمة التعليم في المدن.

تناولت الدراسة ظاهرة زواج القاصرات كأحد الظواهر السائدة في المجتمع الموصلي، وتطرق البحث غلى الاسباب والعوامل الكامنة وراء هذه الظاهرة، سواء كانت اسباب اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية، تلك العوامل التي تدفع الأهل إلى تزويج الفتيات بعمر صغير. كما استعرضنا من خلال الدراسة قوانين الأحوال الشخصية الخاصة بالزواج في عدة دول عربية منها سوريا ومصر ولبنان ودول المغرب العربي، بالإضافة إلى قانون الأحوال الشخصية العراقي. وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج فيما يتعلق بما يترتب على زواج الفتيات الصغيرات من مشاكل اجتماعية ونفسية للفتاة من جهة وللأسرة من جهة أخرى.

يتناول هذا البحث موضوعا مهما هو: دراسة حديث (إن الله يحب إذا عمل أحدكم أن يتقنه) من حيث السند والمتن؛ أما السند؛ فقد درسته من حيث ترجمة الرجال، وتخريج الحديث، وذكر طرقه ومتابعاته وشواهده، ثم الحكم عليه.
وأما دراسة المتن فقد تناولت: بيان سبب الحديث، ومعناه الإجمالي، ومفهوم الإتقان، وعلاقته بالمصطلحات المشابهة؛ كالإحسان، والإحكام، والجودة، وأهمية الإتقان وآثاره على الفرد والمجتمع، وضوابطه، ومحفزاته، ومجالاته، ثم بيان حكمه الفقهي
ثم اختتمت البحث بخاتمة موجزة اشتملت على أهم نتائج البحث وتوصياته، منها: أن درجة الحديث حسن لغيره، وأن الإتقان أخص من الإحسان، ومرادف للإحكام، ومقارب للجودة، وأن أهم ضابط للإتقان هو مراقبة الله -عز وجل -، وأن الإتقان له أهمية كبرى وآثار مهمة على الفرد والمجتمع، ولذلك فهو مطلوب في جميع الأعمال، وحكمه الوجوب، لاسيما في الأعمال المهمة التي يتوقف عليها قبول عبادة، أو وقوع الضرر بالناس، والاستحباب فيما عدى ذلك، وأن الإسلام دين العمل والإتقان وهو حجة على المسلمين عند تقصيرهم في إتقان أعمالهم، وليس العكس. والله تعالى أعلم.

إن النص النبوي له حالات متعددة منها ما يكون معها ظاهراً في المعنى الواحد، ويعبر عنه الأصوليون بـ (ماله ظاهر) ومنها ما هو غير ظاهر المعنى، بل له معانٍ متعددة وهو ما يعبرون عنه بـ (ما تساوت فيه المعاني والمحتملات) وللصحابي تصرفات متعددة مع هذا النص النبوي، وتصرفه في الأخير هو تفسير للنص، وهو الذي يعنينا في هذا البحث ، فاخترته لبيان أنه حجة يلزم الأخذ به، ولبيان أنه غير التفسير المصطلح عليه فعليه كان البحث على ثلاثة مباحث، ففي المبحث الأول عرفت المصطلحات الواردة في العنوان، وفي المبحث الثاني تكلمت على مذهب الصحابي، وفي المبحث الثالث تكلمت على تفسير الصحابي وحجيته مع بيان آراء العلماء والأصوليين وأدلتهم.

تناولت في هذا البحث مسألتين مهمتين من مسائل الأمر ، هما : دلالة الأمر المعلق بشرط أيقتضي التكرار أم لا؟ ودلالة تعاقب أمرين متماثلين أو متغايرين ، وقد أختلف الاصوليون في كل واحدة منها ، وعرضت اختيار الشيرازي (رحمه الله تعالى) ، ثم ذكرت الأقوال التي ذهب اليها الاصوليون ، ثم الادلة ومناقشتها ، ورأي الباحث المتواضع ، ثم من خلال هذه المسألتين مسألة ذكرت فيهما ثمرة خلاف ، وفي الختام هذا مبلغي من العلم وهو جهدي المتواضع ، فإن أصبت فمن الله وله الحمد ، وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان ، والحمد لله رب العالمين.

يهدف البحث الى تدريس مادة الاحياء باستراتيجية الرؤوس المرقمة وأثرها في تنمية التفكير العلمي لدى طالبات الصف الخامس الاعدادي. اقتصرت عينة البحث على طالبات الصف الخامس العلمي الاحيائي في إعدادية زينب للبنات، حيث تكونت من (66) طالبة تم توزيعهم الى مجموعتين متكافئتين أحداهما تجريبية درست وفقا لاستراتيجية الرؤوس المرقمة في حين درست المجموعة الضابطة بالطريقة الاعتيادية، ولقياس قدرة الطالبات على التفكير العلمي تبنى الباحث مقياس (طه، 2016) المكون من (30) فقرة لكل فقرة (4) بدائل. وبعد تطبيق أداة البحث قبليا وبعديا على المجموعتين، أظهرت النتائج وجود فرق دال احصائيا في متوسط درجات التفكير العلمي للاختبارين القبلي والبعدي لدى طالبات المجموعة التجريبية ولصالح الاختبار البعدي، كما وأظهرت النتائج وجود فرق دال احصائيا في تنمية التفكير العلمي بين المجموعتين البحثيتين ولصالح المجموعة التجريبية.

لم يعد يخفى على المهتمين بالجهد الفلسفي، الدور الكبير الذي مارسته فلسفة نيتشه في التأثير على اغلب التيارات الفلسفية والنقدية المعاصرة. اهتمت اغلب تيارات ما بعد الحداثة في البحث في المناهج الأدبية والنقدية وسعت إلى إعادة التأسيس لعلم النص، فظهرت جملة من المصطلحات النقدية التي منحت القرن العشرين هويته الذاتية سواء على الصعيد الفلسفي او الفكري او الأدبي. ومن هذه المصطلحات مصطلح (التناص)، حيث يعد البعض ظهور التناص كرد فعل تجاه التصورات النقدية التقليدية، والتي اعتادت أن تنسب النص إلى جملة من العوامل الاجتماعية والاقتصادية والنفسية للناص او المؤلف، فالتناص يهتم بالنص لذاته وبذاته، وينظر اليه على انه مفهوم إنتاجي يحمل في طياته آثار وأصداء الخطابات والنصوص الأخرى.
مر مصطلح (التناص) بمراحل متعددة وساهم في صياغة شكله النهائي جملة من النقاد والمفكرين والفلاسفة، بدءاً من (باختين) و(جوليا كريستيفا) ومرورا بـ(رولان بارت) انتهاء بـ(تزفيتان تودوروف)، وعلى الرغم من وجود كثير من الدراسات التي تناولت التناص وتطوره وأنواعه، إلا أن اغلب تلك الدراسات لم تبحث في الجذور الفلسفية للتناص، ولم تتناول النص الفلسفي كموضوع للتناص، واغلب الدراسات طبقت التناص على نتاجات أدبية لشعراء وكتاب. كذلك الحال لدى المشتغلين في مجال الفلسفة إذ لا توجد دراسات تناولت الجذور الفلسفية للتناص اي بحثت في (جينالوجيا التناص)، ولا توجد دراسات فلسفية بحثت في كيفية اشتغال التناص في النص الفلسفي، أي ليس هناك اهتمام فلسفي بالتناص لا على المستوى التنظيري ولا على المستوى التطبيقي.
لذا اهتم هذا البحث أولا في تحديد الجانب النظري للتناص من خلال تحليل مصطلح (التناص)، وتتبع أهم الإسهامات الفكرية في هذا المجال، مع بيان الجذور الفلسفية النيتشوية للتناص عند كل شخصية، ومن ثم حاولنا تطبيق التناص على النص الفلسفي النيتشوي، من خلال اخذ نماذج من النصوص الفلسفية، للإشارة إلى أنواع التناص والتداخل بين نص الفيلسوف ونصوص أخرى سواء نصوص دينية أم شخصيات فلسفية وأسطورية.

هدف البحث التعرف على مفهوم الوصول الحر للمعلومات، ومدى المام اعضاء هيئة التدريس في الجامعة التقنية الشمالية لهذا المفهوم والتعرف على طريقة حصولهم لمصادر الوصول الحر للمعلومات فضلا عن مدى رغبتهم في كتاباتهم ونشر بحوثهم في دوريات لها مواقع الوصول الحر للمعلومات وتبين ان ابرز نتائج البحث هي: الادراك الكبير لأعضاء هيئة التدريس في الجامعة التقنية الشمالية لمصادر الوصول الحر للمعلومات، وان نسبة كبيرة منهم يقومون بنشر بحوثهم في دوريات لها مواقع للوصول الحر للمعلومات.

على الرغم من أنَّ النساء العراقیات لا یشترکن اشتراکًا مباشرًا فی الحرب، إلَّا أنَّ معاناتهن من التأثیرات المدمرة للحروب والصراعات المسلحة هی بقدر معاناة الرجال. ولهذه المعاناة عدة أشکال من مثل الحرمان العاطفی والاقتصادی والترمل والاضطراب الاجتماعی والشخصی، وخلافاً لسردیات المعاناة الذکوریة فی میادین الوغى والمیادین الأُخرى، لاتزال سردیات الألم النسویة فی الجبهة الداخلیة مهملةً نسبیًا، وبما أنَّ الغایة من مسرح الحرب هو مناهضة الحروب وتعزیز الوعی بنتائجها الکارثیة، أَضحى إِلقاء الضوء على قصص البؤس غیر المرویة التی تؤدی النساء أدوار البطولة فیها أحد أهم مرتکزاتها. تجادل الورقة البحثیة أن معالجة قصص النساء ستکون وسیلة أکثر فاعلیة فی تعزیز الوعی المناهض للحرب. والورقة البحثیة الحالیة دراسة مقارنة بین مسرحیتین: تسع أعشار الرغبة للکاتبة الأمریکیة هیذر رافو ومصر صیف للکاتب العراقی علی عبد النبی الزیدی، وثمة العدید من أَوجه التشابه المدهشة التی تجمع المسرحیتین فی مجال رسم الشخصیات وتوظیف الرموز والرسالة السیاسیة. وتستند کلاهما على أداء الممثل الواحد على الرغم من حضور تسع شخصیات نسویة فی المسرحیة الأولى، وتأتی هذه الورقة البحثیة بمنزلة دعوة لاتخاذ الإِجراءات الضروریة فی المساعدة فی التخفیف من التجارب المؤلمة التی خبرتها النساء العراقیات فی الحرب وبعدها.

تتناول هذه الدراسة تطبیق إعادة الصیاغة بوصفها وسیلة لتسهیل فهم النص لدى القارىء، وتعالج عملیة الترجمة وعلاقاتها فی تدریس الترجمة؛ لأنَّ الترجمة سلوک لغویٌ، فالعملیة الإِدراکیة للمعلومات من جهة وتدریس الترجمة وتعلیمها من جهة أُخرى متلازمان فی أداء مهمة الترجمة، وعلیه تهدف هذه الدراسة إِلى تسهیل ترجمة العناصر اللغویة والنصیة الصعبة الموجودة فی النص الأصل عن طریق العملیات الإِدراکیة التی یقوم بها العصف الذهنی لدى المترجم، وتوصَّلت الدراسة إلى نتائج تفید أن إعادة الصیاغة طریقة ناجحة فی تدریس الترجمة وتعلیمها .

یمکن النظر إلى الترجمة على أنَّها نوع من أَنواع الوساطة مابین الثقافات یعمل فیها المترجم وسیطًا ثقافیًا، وللمترجم دور کبیر وفعَّال فی نقل الثقافة بین شعوب العالم من خلال عملیة الترجمة، ومن أحدث طرائق نقل الثقافة الشرقیة إِلى العالم الغربی هی ترجمة الأَعمال الأَدبیة العربیة إِلى اللغة الإِنکلیزیة ومن ضمنها الروایة المشهورة (زقاق المِدَق) للکاتب المصری نجیب محفوظ الحائز على جائزة نوبل فی الأَدب، وترجمت هذه الروایة إِلى لغات عدیدة کالإِیطالیة والفرنسیة والإِنکلیزیة، وقام کل من همفری دیفز و تریفور کاسک بترجمتها إِلى اللغة الإِنکلیزیة ولقد بذلا جهدًا" کبیرًا" لنقل الروایة بشکل جید إِلى اللغة الإِنکلیزیة إِلَّا أَنَّهما نجحا تارة وفشلا تارة أُخرى؛ لکثرة المفردات والتعابیر الخاصة بالثقافة العربیة، التی شکَّلت عثرة کبیرة فی طریقهما لعدم وجود المکافی الثقافی فی لغة الهدف، وکذلک بسبب الاختیار کان غیر مناسب لاستراتیجیات ترجمیة خاطئة من قبلهما ممَّا أدَّى إِلى العدید من الهفوات والأَغلاط فی النص المترجم.

یرکز هذا البحث على دراسة الصیاغة الجدیدة لهیلین طروادة فی الشعر الصوری للشاعرة هیلدا دولیتل (اج. دی.)، وتعدّ هیلین طروادة من أَکثر الشخصیات الأُسطوریة شعبیة فی تاریخ الأَدب العالمی، وهی من أَکثر الشخصیات ذکرًا فی علم الأَساطیر القدیمة، ویرتبط اسمها مع مفاهیم الجمال, والحب, والحرب, والإِغواء, والدمار, والغموض، وتصور عادة بوصفها شخصیة صامتة ولکنها مراقبة لمحیطها, وهی المسبب الرئیس لحرب ضروس فتکت بالرجال ودمرت المدن. ولم یکن لهیلین صوت تدافع به عن نفسها, ولم یعمد أی شاعر أَو کاتب مسرحی على سبر أغوار هذه الشخصیة للوقوف على دوافعها وغرائزها وآلامها ومعاناتها إِلى الحد الذی اعتبرت فیه شیء اکثر من کونها إِنسانة.

هدف الدراسة إِلى بیان أو توضیح تأثیر استعمال ملصقات الرسوم المتحرکة على تعزیز قدرات متعلمی اللغة الإِنکلیزیة بوصفها لغة أَجنبیة فی تعلم المفردات الإِنکلیزیة واحتفاظها من وجهة نظر معلمین أُردنیین للغة الإنکلیزیة. وشارک نحو34 معلمًا ومن کلا الجنسین ممن یدرسون اللغة الإِنکلیزیة لطلاب الصف العاشر فی المدارس الأَساسیة فی الأُردن، واعتمدت طریقة وصفیة وکمیة فی جمع وتحلیل البیانات، ووزّعت استمارات استبانة على عینة البحث من أَجل جمع البیانات. وتهدف الاستبانة بجمع آراء معلمی اللغة الإِنکلیزیة الأُردنیین ووجهات نظرهم بکیفیة استخدام الملصقات المتحرکة فی التدریس والاستعانة بتلک الملصقات لتعلم المفردات.