Philosophy Journal

تعد لامية الشهرزوري من عيون الشعر الصوفي بل هي في رأي المهتمين بتراثنا الأدبي قصيدة القصائد الصوفية ، وقد كانت القصيدة انعكاساً للفكر الصوفي، والفلسفي الإسلاميين ، فالشاعر قد تمثل الفكر الصوفي ،والفلسفي في عصره ، ومن ثم جاءت قصيدته معبرة عن تجربته مع الموروث الصوفي والفلسفي ، وكانت رؤيته للطريق الصوفي وللعالم من خلال هذا الموروث ، فهو قد تمثل هذا الموروث وانفعل به وحلَّق من خلاله واستطاع أَنْ يعبرَ عن ذلك بقصيدة جميلة ، اعتمد فيها كثيراً على الإِشارة والرمز .
ومن هنا يمكننا القول إِنَّ الشاعرَ قد عوّل في تجربته كما يظهر في قصيدته هذه على تمثل الموروث الصوفي والفلسفي أكثر مما عوَّل على معاناة السلوك الصوفي والمواجيد الصوفية ، وإِنَّهُ قد تمكن من التعبير عن تلك الأفكار التي تمثلها تعبيراً حسياًاقتضاهأسلوب الشعر فاستحالت تلك الأفكار والحقائق المجردة إِلى حقائق مُجَسَّمة محسوسة يدركها الحس ويهتز لها الوجدان وهذا سرُ جمال قصيدته واعجاب الدارسين بها .
وقد أوضحنا من خلال هذا البحث بأَنَّ القصيدةَ قد احتوت على كثير من المعاني التي ظهرت في آثار ابن سينا حتى كأنَّ الشهرزوري قد رأى كثيراً مما علمه ابن سينا أو بالأحرى أخذ عن ابن سينا كل ما خُيِّل له إِنْه رآه ، وتمثله وعبَّرَ عنه في قصيدتهِ .
وهكذا فإنَّ بعض المعاني التي احتوت عليها لامية الشهرزوري قد اخذها من الشعراء السابقين ولا سيما المتصوفة منهم ، والبعض الآخر اخذه من الفلاسفة المسلمين ولاسيما ابن سينا في رسالة حي بن يقظان ورسالة الطير وبعض آثاره الرمزية الأخرى .

إنه مما لاريب فيه أن أبا العباس اللوكري ( ت 517 ه / 1123 م ) يُعَدُّ واحداً من أعلام الفلسفة الإسلامية ، ومفكراً بارزاً من مفكريها ، فهو منَ الفلاسفةِ الاسلاميينَ الذي لَمْ تُسَلَّطِ الاضواءُ عليهِ في أقسامِنَا الفلسفية في العراق كغيرِهِ منَ الحكماءِ المسلمينَ ، كالكندي والفارابي وابن سينا والغزالي وغيرهم .
إنَّ الموضوعَ الذي اخْترتُهُ مشروعاً للبحثِ ، هو دراسةُ مبحثِ الإلهياتِ في دائرَةِ علمِ الكلامِ عندَ أبي العباسِ اللوكري ، بِعَدِّهِ منَ المباحثِ الكلاميةِ ( جليلِ الكلامِ ) ، الَّتي تناولتُهَا في تأليفَيْهِ القَيِّمَيْنِ ( بَيَانِ الْحَقِّ بِضَمَانِ الصِّدْقِ ) ، و( رِسَالَةٍ فِي الْعُلُومِ الْفَـلْسَفِيَّةِ ) وبحثتُها بمنهجيةٍ ، ودراسةٍ تحليليةٍ مستفيضةٍ ، تَكْشِفُ عنْ مقدرتِهِ على فَهْمِ واستيعابِ مطالِبِ المباحثِ الإلهية ، لِيُـكْمِلَ سِلْسِلَةَ البُحُوثِ الكلاميةِ والفلسفيةِ بعدَ ابْنِ سِينا وأستاذِهِ بهمنيار .
لقد كانَ اللوكري مُوَفَّقاً في فَهْمِ المطالبِ الكلاميةِ الإلهية وفي تسلسلِ موضوعاتِ بحثهِ الكلاميِّ ، فهوَ يتناولُ فِي الصَّدَارَةِ الُمشْكِلَةَ الإلهية ، فَيَتَعَرَّضَ ، مِنْ خلَالِهَا ، لَمسَائِلِ التَّوْحِيْدِ وَالصِّفَاتِ الثبوتيةِ والسلبيةِ ، وَالنُّبُوَّةِ وَالمَعَادِ ، ثُمَّ يَضَعُ الحـُلُوْلَ الفَلْسَفِيَّةَ وَالكَلَامِيَّةَ الإلهية ليَنْتَقِلَ الَى الثَّوَابِتِ الأسَاسِيَّةِ للدِّيْنِ مُلَقِّحَا إيَّاهَا بِالأدِلَّةِ العَقْلِيَّةِ وأحياناً بالنقلية ( في بعضِ الآياتِ القرآنيةِ الكريمةِ ) ، لِيُحَاولَ تأكيدَ عُمْقَ الصِّلَةِ بَيْنَ الْعَقْلِ والنَّـقْلِ .
لَقَدِ اتَّخَذْتُ مِنْ ( عِلْمِ الكَلَامِ عند أبي العباس اللوكري درَاسَةً فِي الالهيات بالمعنى الكلامي ) مَشْرُوْعاً لبَحْثِي هَذَا ، لأتَبَيَّنَ حَقِيْقَةَ جُهْدِهِ فِي هَذَا المَيْدَانِ ، مُعْتَمِدَاً فِي دِرَاسَتِي هَذِهِ عَلَى نُصُوْصِهِ الَّتِي تَبْحَثُ فِي هَذَا الجَانِبِ ، محاولاً فَهْمَ وَتَحْلِيْلَ مَا تَعَسَّرَ عَليَّ فَهْمَهُ مِنْ نُصُوْصِهِ لاسيَّما وإنَّ الدراساتِ والمَرَاجِعَ عَنْهُ في مَبْحَثِ الإلهيَّاتِ مَعْدُومَةٌ ، فَاتَّخَذْتُ الْمَنْهَجِ التَّحْلِيْلِي طريقةً للكتابةِ في دِرَاسَتِي هَذِهِ ، بَعْدَ أنْ تَيَسَّرَ لِيَ الحُصُولُ عَلَى نُصُوْصِهِ الكَلَامِيَّةِ الإلهية القَيِّمَةِ مِنْ مَظَانِّ كتابَيْهِ القيِّمَيْنِ ( بَيَانِ الْحَقِّ بِضَمَانِ الصِّدْقِ ) و( رِسَالَةٍ فِي الْعُلُومِ الْفَلْسَفَيَّةِ ) ، فَجَعَلْتُهَا سَبِيْلَاً لِلْوُصـُوْلِ الَى مَعْرِفَةِ آرَائِهِ ، وَاسْتِخْلَاصِ أهَمِّ النَّتَائِجِ مِنْهَا ، وَتَقْدِيْمِهَا لِلْقَارِئِ الفَاضِلِ .

يهدف هذا البحثإلى بيان أقسام العقل النظري عند فلاسفة المشرق العربي ، ولكي نعرف أقسام هذا العقل ما علينا إلا معرفة تصنيف العلوم لدى فلاسفة المشرق العربي ، لأنّ معرفة تصنيف العلوم له علاقة مباشرة بأقسام العقل النظري ، وهذا يتضح من خلال معرفة نصوص الفلاسفة أنفسهم ومدى تأثرهم بمن سبقوهم من فلاسفة اليونان .
فالفلاسفة المسلمون بصورة عامة وفلاسفة المشرق العربي بصورة خاصة قد تأثروا كثيراً بهذا التصنيف عند أرسطو ، وفي الحقيقة أن أرسطو هو أول من صنّف العلوم النظرية إلى ثلاثة أقسام ، وهي الطبيعيات والرياضيات والإلهيات .
ومن الواضح أن تبنّي فلاسفة المشرق العربي هذا التقسيم الأرسطي أنما يدل على عمق الفلسفة اليونانية الأرسطية ، فأرسطو كان أول من نظر إلى العلم ووضع مبادئ التصنيف التام للعلوم .
وفي هذا البحث نبين أهمية تصنيف العلوم لدى فلاسفة المشرق العربي ، وخصوصاً أقسام العقل النظري .

لخص هذه الورقة المعنونة:( الكينونة والعالم الافتراضي –السؤالعنمعنىالوجودفيعصرمابعدالانسان) مسألة الفهم الانطولوجي المعاصر للدور المتوقع للفلسفة في فهم علاقة الفكر بالكينونة وأثر الافتراضي في عصر ما بعد الانسان في كيفية عملية تغيير الانسان لطريقة وجوده،وكيف أن الفلسفة بوصفها لحظة تاريخية، ووضعية استراتيجية تحدد وضع القوة،والفكر،والهدف في سياق الكائن الممتد في عصر ما بعد الانسان الذي أصبح فيه العالم مسرحا واحدا بفعل التكنولوجيا المتقدمة التي خلقت حضورامزدوجا للكائن(الحقيقي/الافتراضي)،وفي كيفية حضوره العالم.
ا

تمثل الكتابة عن فوكو مغامرة ذات طبيعة سجالية مثيرة، وتحدياًمزدوجاً، كونهاتتعاطى مع نصيجمع بين البساطة و الوضوح، من جهة، و التعقيد و الغموض، من جهة أخرى، و هذا شأن النصوص التي تمثل حدثاً و تبقى شاخصاً و شاهداً على ثقافة عصر ما،النصوص القابلة لتعدد التآويل، كما يذكر اميل سيوران،إذ من الممكن ان تتوزع الكتابة حول هذا النص، او النصوص عامة، الى مستويين اثنين متداخلين و متمايزين، كما نعتقد، مستوى التعاطي مع المفاهيم التي يزخر بها نص فوكو، و هي مفاهيم تتوزع على متون فلاسفة كبار كان لهم أثراً بالغاً في تاريخ الفلسفة، و حاضرها اليوم، و يتسم هذا المستوى من الكتابة عن فوكو و حوله، بكونهيسير بموازاة المفاهيم و محاولة الوقوف على اصولها و آليات عملها و طرق تحولها، كما تعكس نوع من الوحدة الضمنية في اطار عمل المفاهيم و وظيفتها في المنظومة الفكرية للفيلسوف بشكل عام.

يعالـــج هذا الـــبحث أزمة هيجل وما عانه من وعي شقي سواء في حياته أو مجتمعه متجها إلـــى الاغتراب في فلسفته, وحيث ينطويالـــمفهوم الـــهيجيليللاغتراب على أسس نقديّةٍ مفارقة ٌ؛ فهو مفهوم مجردوعملي ٍّ على حد سواء, حيث ينطلق من الـــرؤية الـــعقلية ليصل الــى الـــوصف الـــفينومينولوجي.تحصيلاً لذلك، نمت َ فلسفة هيجل في الاغتراب على ضفاف الـــمقاربة الـــديالـــكتيكية، والـــتي ضمنتفهماً جيّداً للسياق الاجتـماعي والـــتاريخي والـــفلسفي، باعتباره حقلاً خصباً ترعرعت على تربتهفكرة فقدان الـــوحدة كميزة أساسيّة للحداثة عند هيجل, وبناءً عليه أنَّالاغتراب حدث أنطولوجي يبرز تناقضات الـــوعي الـــهيجلي.

يهتم هذا البحث بدراسة وتحليل جملة من المفاهيم الأساسية في الفلسفة السياسية، وذلك من خلال تصورات نخبة من كبار الفلاسفة ممن ينتمون إلى عصور تاريخية متباعدة، لكن هذا التباعد في الأزمنةما هو إلا مظهر، لا يلغي حقيقة حضور القديم في الحديث وتأثيره فيه، على نحو يكشف قيمة القديم ومدى راهنية مفاهيمه، كما لا يلغي جدة وبراعة الحديث في توظيفه للقديم، بما يسهم في إعادة قراءته تارة، وتطويره والإضافة إليه تارة أخرى.
وفي كل الأحوال يسلط البحث الضوء على جوانب من الفلسفة السياسية لهؤلاء الفلاسفة، كما يهتم بالسياق التاريخي والظروف التي انبثقت بفعلها هذه الفلسفة،مع المقارنة الدائمة بين مفاهيم بعضهم بعض، وبيان أوجه الشبه والاختلاف إن وجدت.

انصبّ عمل غرامشي في سجون موسوليني على اعادة صياغة ماكتبه ماركس بأَسلوب
إِبداعي إِلهامي، اذ من الممكن عد غرامشي مجدداً للماركسية بسبب ما إِستحدثه من مفاهيم لم تكن الماركسية قد تطرقت لها من قبل ( كالمثقف، والحزب ،والهيمنة) .عرفت هذه المفاهَيم بأهميتها لكونها الأَساس الذي تبنى عليه فلسفته. شكل مفهوم الهيمنة إطاراً هاماً ومميزاً في ذات الوقت، بإمكان القارئ التماسه في عمق كتاباته السياسية، والفلسفية، والتاريخية كذلك، ولا أَجد من الصواب وصف أَو تصنيف مفهوم الهيمنة لديه بأنها هيمنه سياسية فحسب كونها تشمل الثقافي والأَخلاقي معاً، ولذلك نراها بوضوح في المجتمع المدني أكثر من المجتمع السياسي.

منذ أن حوّلَ سقراط وجهة الفلسفة من البحث في الكون الى البحث في الإنسان ، احتل مبحث الأخلاق موقع الصدارة في مسار الفلسفة اليونانية ، بل إن هذا السوفسطائي الحقيقي ، حاول بطريقته هذه ؛ في إنزال الفلسفة من السماء وإدخالها الى المدن والأسواق والبيوت ، كشف بطلان طريقة السوفسطائيين الآخرين في محاولتهم المشابهة ... إذ لا يمكن من وجهة نظره تحديد الخير الأقصى كقيمة وغاية نهائية لكل سلوك ، بتشظية هذا المفهوم وبعثرته على قاعدة (الإنسان مقياس الأشياء جميعاً) ، ولا يمكن إصلاح الفرد والمجتمع أو قل النفس والنظام السياسي ، بمسايرة السوفسطائيين في طريقتهم ومبتغاهم (صناعة خطيبٍ سياسي قادرٍ على قلب الحقائق والقيم على حدٍ سواء !) ، بل بتحديد المنهج والطريقة والغاية الحقة في كل ذلك ... لذا لم يكنالاكتشاف الحقيقي لسقراط هو العقل ، أو الماهيات العقلية ، لوحدها ، بل كانت النفس الانسانية أو بعبارة ٍ أكثر وضوحا ً، الفطرة الانسانية ، لأنه كان مهتما ً فقط بأن يوجه مواطنيه الى هذه المسألة بالذات ، الى أن لهم نفساً أو فطرة تختلف في طبيعتها عن الجسد الذي تسكن فيه. وكان سقراط يلح عليهم بأن (يهتموا بأنفسهم) وأن يولوا تلك النفس ، أو تلك الفطرة بالتربية والرعاية ، حتى تصفو وتشف ، وتكون قادرة من تلقاء نفسها على التمييز بين الخير والشر. وعلى أن تصل بإمكاناتها الذاتية أو ببصيرتها الى طريق الفضيلة والهداية. ولأجل تدعيم رؤيته هذه ربط سقراط بين الفضيلة والمعرفة ، ليهدم نسبية السوفسطائيين من جهة وليؤسس معياراً ثابتاً وصارماً لا للمعرفة فحسب ؛ بل وللسلوك الأخلاقي أيضاً ، وهذا ما أخذه تلامذة سقراط على عاتقهم ، فدافع عنه أفلاطون ، وعمل أرسطو على تشذيبه وتصحيحه ، وهذا البحث هو محاولة لفحص المساهمة الأرسطية التصحيحية تلك ، من خلال فحص الفعل الأخلاقي من حيث طبيعته وأدواته وغايته.