Philosophy Journal

المثقف الحقيقي المنتمي عضوياً لعصره بِعُرْفنا هو من يمتلك فكراً نقدياً وموقفاً إصلاحياً من الإشكاليات التي تعترض الوضع السائد في زمانه على مستوى المجتمع والدولة بشكلهما السلطوي المتعدد الأوجه، وله رؤية مستقبلية بنظرة مثالية تتجاوز حدود ذلك العصر الذي ينتمي إليه، وهذه الرؤية النقدية المنتمية للمثقف هي وليدة التناقضات الاجتماعية والسلطوية التي يعيشها المثقف بين ظهراني المجتمع والسلطان، فما يطرحه السلطان بكل مسمياته الفكرية والدينية والسياسية والاجتماعية والأخلاقية تحت عنوان الفكر أو القوة من آراء وقوانين وأحكام يلزم بها المجتمع والأفراد اللذين ينضون تحت سلطته، ويجبرهم هذا السلطان بحكم القانون والعرف على الالتزام بها، باعتبار ان السلطة (أي سلطة) هي القدرة على فرض إرادة ما على إرادة أخرى، وإن كان هذا السلطان لا يدرك أبعاد التطور الاجتماعي والثقافي والعلمي من حوله، بل ويقاومه بكل شراسة، لأن في ذلك تهديداً لوجوده وكيانه، لأن السلطة عنده هي القوة والنفوذ والوجاهة والمال، فالسلطة إن كانت كذلك مفسدة، وإن كانت سلطة مطلقة فهي مفسدة مطلقة.

مما لايخفى ان المشهد النقدي العربي شهد ظهورا لما عُرف بالنقد الثقافي وذلك في وقت شهدت فيه الساحة حراكاً نقدياً واسعاً ، وهو ظهور حمل تحدياً وخطوة جادة نحو التغيير والتحول لما هو سائد من خلال الوصول إلى نظرية جديدة تحفز الواقع النقدي وتجعله أكثر مرونة ونشاطا.
والنقد الثقافي مثله مثل الكثير من الخطوات النقدية التي تفرزها الساحة النقدية الغربية لتصل الينا فنغربلها ونحاول اكتشاف جذوره في تاريخنا النقدي لتتشكل المواقف بين دارس وناقد وبين رافض ومدافع وبين مقلد يهتف لغيره، ومبدع مضيف لهذه الانطلاقة ، وكل بحسب وجهة نظره .
ومن بين الطروحات التي حاول النقاد اكتشاف جذورها موضوع ريادة النقد الثقافي في المشهد النقدي العربي قبل الغذامي ؛ أي الممارسات النقدية التي اقتربت من آراء النقد الثقافي وافكاره وقيمه على نحو مباشر أو غير مباشر وتعد بداية حقيقية للتفكير الثقافي في الظواهر والنصوص الادبية والفكرية التي كانت سائدة .وهي ممارسات لم تكن منهجية ولم ترتق لمستوى نظرية نقدية .

يتناول البحث بالدراسة ازمتين تمر بهما الثقافة العراقية, تلك المتعلقة بالخطاب الثقافي كمنظومة من القيم تواجه معتركا صعبا امام سيل من التقاليد الاجتماعية التي تمانع من تشكيل خطاب ذي سمة عراقية مميزة, والاخرى مرتبطة بالمثقفين الذين ينقسمون فيما بينهم الى مثقفي الداخل والخارج ما اثر بالتالي على نوعية التحاور / التخاطب فيما بينهم لتوحيد الرؤى حول مستقبل الثقافة. وهذا الامر نوقش في ضوء ثقافة الخوف التي تستبد بالمثقف من خلال نسق القيم الثقافية والدينية التي تقف كتابوهات تحرم عليه الظهور

يوحي العنوان ( الفلسفة والسينما ) بوجود استقلال بين مجال اشتغال الفلسفة وميدان عمل السينما،ألا انه وفي ذات ألوقت يتضمن، على اقل تقدير، وجود علاقة تعاطف واضح على المستوى أللغوي، كما يؤشر بوجود علاقة تضايف بين المجالين، بقدر استقلال كل واحد منهما عن الآخر.
لقد اصبح لحضور اصطلاح التضايف ألمعرفي، بمعنى وجود تداخل بين عمل مختلف المجالات ألمعرفية من المحددات العامة الى تفاصيل وجزئيات تلك العلوم والمعارف من المسلمات الواضحة، وحضور هذا المصطلح انما يمثل دلالة واضحة تشير الى اهمية الاخذ بنظر الاعتبار عدم وجود استقلال تام بين العلوم كون احدها يكمل الآخر، فالحديث عن السينما لا يمكن فصله عن التطور الحاصل في العلوم البصرية والتطور ألتقني، والفنون التشكيلية ليست بمعزل عن علوم الكيمياء والفيزياء، والفلسفة المجال الذي يمتلك القدرة على مناقشة المفاهيم التي يتم ابتكارها في كافة المجالات العلمية والمعارف الانسانية منها، والصرفة، وكذا الحديث عن الانثروبولوجيا بكافة انواعها ليست بعيدة عن تطور العلوم الاخرى وكشوفات الاركيولوجيا.
ان كل تلك المعارف لا يمكن فصلها عن الفلسفة وهذه الأخيرة اذا ما جاز لنا استعارة مقولة سارتر عن ألمثقف، هي التي تدس انفها في كل شيء، في حين ان استحضار دولوز بوصفه الاقرب والأكثر التصاقاً من ناحية الحديث عن الفلسفة والسينما، يجعلنا اكثر التزاما في توظيف تعريفه للفلسفة بوصفها فن ابداع وابتكار ألمفاهيم والتفكير من خلال تلك المفاهيمألا ان هذا التعريف قد سبق وان صاغه دولوزبتأسيس اكثر عمقا طوال سنوات، عبر كتاباته، حيث يشترط دولوزمهمة اساسية للفلسفة، قبل اعتباره الفلسفة ابداعاً للمفاهيم، وتتمثل في آليات صياغة السؤال وطرح المشكل الفلسفي بالطبع من دون الانهمام بالإجابة كمقدمة اساسية تؤهلنا لبلوغ عتبة ابداع المفهوم بكافة خصائصه وإمكاناته، ومن هذا المنطلق تصبح الفلسفة المجال المعرفي الذي لا غنى عنه لصياغة مفاهيم الاختصاصات التي تقع خارج الفلسفة، والسينما واحدة من هذه الاختصاصات التي تفتقر الى فضاء نظري مستقل، كباقي العلوم والفنون الاخرى ؟ .
تمثل السينما حقل ابداعي يستند الى مجموعة عناصر وأدواتأساسية تتوزع بين الصورة،ألحركة،ألزمن،الممثل،ألمخرج،ألمصور،الكاميرا،الحبكة،الفكرة، ثم النص الذي يجري على لسانالممثل، وعناصر أخرى متنوعة،ألا ان ما يهمنا في هذا البحث هو الصورة ومكوناتها وعناصرها وعلاقاتها البينية مع مفاهيم اخرى كالحركة والزمن وربما السرد او الخطاب السينمائي بوصفه احد عناصر التعبير الاساسية للصورة.

يهدف البحث الى الدراسة الدولة متعددة الثقافات بوصفها بديلاً عن الدولة الأمة. وأنموذج الدولة الأمة يعدّ شكل من اشكال الدولة الحديث, ويشير الى ربط الدولة بالأمة, وعادةً ما تكون هذه الأمة هي الجماعة الأكبر في الدولة, ويعبر عنها بجماعة الأغلبية لكن مع بروز مسألة الهوية الثقافية التي من ضمنها حقوق الاقليات, صار من الضروري تقديم أنموذج جديد وهو أنموذج الدولة متعددة الثقافات.
إن القول بالدولة متعددة الثقافات يعني مبدئياً الايمان بوجود عدة ثقافات, وليست ثقافة واحدة, ومن يؤمن بهذا القول عليه السعي لبناء دولة تعمل على استمرارية التعددية وتعزيزها, وهذه العملية تؤسس لبناء دولة تعمل للجميع وليس لثقافة جماعة معينة.
وأهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة هي إن التنوع ليس سمة سلبية, بل هو قوة للمجتمع, وفي حال تنظيمه سينتج دولة متعددة الثقافات. وإن التأكيد على الهوية الثقافية لا يعمل على تشظي المجتمع, بل هو يسعى لأنصاف أفراده لأنه يعمل على ايجاد حالة من التنافس بين الجماعات .

بدأ الوجود من الحركة و الساكن ، و ارتبط بحياة الكائن ، وتحولاته المرتبطة بتطور الحركة تكون الصورة مجموعة من التآلف والتعاقد المزدوج بين ما ينشطر في مكون الخلق الفني وبنائية التخيل في صياغة جمالية ، تتسامى وأثر الإبداع ،مع تأثير رؤية التلقي والتواصل في الصورة.

يتزامن مصطلح فلسفة تاريخ علم الكلام او الدين واخر تناولته ليعبر عن تداخل العلوم وفلسفة التاريخ حمل عنوان (فلسفة تاريخ العلوم قراءة مستقبلية باتجاه نحت المصطلح والتخصص) وتضمن محاولة اكساء العلوم فلسفة التاريخ وتطبيقاتها وعدم الاقتصار على تاريخ فلسفة العلوم 1.
والقول بالتخصص في فلسفة تاريخ العلوم يعني إفراد التحليل والمعالجة الفلسفية على وفق اولا العلوم كل وثانيا بشكل منفرد ، مثل القول بقراءة لفلسفة التاريخ الانثروبولوجي أو السيكولوجي أو فلسفة تاريخ اللغة والقانون والسياسة ...الخ . او بشكل تاسيس القواعد الاساسية لفلسفة تاريخ العلوم التي تتعامل مع المفهوم العلمي وتشعباته وتداخلاته ككل .
ولعل التغريب في هذا المصطلح يقودنا الى تجربته علىمفهوم فلسفة تاريخ الدين او علم الكلام ،فيمكن التساؤل ، هل يصح اطلاق هذا اللفظ بتلك الصورة الاصطلاحية المغرية والتي تدمج فهما لفلسفة التاريخ بآخر هو الدين او علم الكلام ، وقد نواجه بأكثر من إشكال او استفهام بهذا الصدد ، الا ان الغاية الاساسية من تناول هذه الموضوعات قد تتمثل بالتحرك لمقارنة وتحليل بعض العلوم او المواضيع الساكنة في الفكر الاسلامي ،واضافة او تعديل او دمج او مقارنة مفاهيم يعتقد بانها متباعدة .او يمكن ان تقودنا الى افكار ونتائج مختلفة .

يتطلب التفكير النقدي تطبيقا مدروسا للاختبارات والمعايير للمعتقدات ذاتها، بل حتى في المناهج المستخدمة، بغية الوصول لتلك المعتقدات، فالرخصة البيداغوجية هنا هي تفويض يمنح للمدرسيين ويسمح لهم بإستعمال ادوات غير مألوفة لتحقيق مآرب بيداغوجية، وبالتالي فالرخصة البيداغوجية هنا شبيهة بالرخصة الشعرية، أو لنقل بصورة عامة (الرخصة الفنية).