Abstract
أول حرف خُطَ في الكتابة كان في بلاد الرافدين ، فعرف شعب العراق منذ قرون موغلة في القدم أسلوب التعبير والمضاربة الحسابية وتدوينها . فأسس أول حضاربة ، تدل آثارها التي لا تزال شاخصة للعيان ، على عظمة التطور والتحضر الذي وصل إليه شعب العراق . وبعد الفتح الإسلامي وتحرير العراق من السيطرة الفارسية وبتقادم السنين أصبح العراق مركز الدولة العباسية وبغداد عاصمة العالم الإسلامي والعقل المدبرو المسيطر عليه . فاستعاد العراق عافيته العلمية وتربع على قمة الهرم الحضاري والعلمي وبدأ إشعاعه الفكر الفكري يتعدى حدود العالم الإسلامي إلا أنه وبمرور الوقت زالت دولة بني العباس عام (656 هـ / 1258م ) وخضع العراق لاحتلالات عديدة من أقوام أقل منه تحضر وأكثر من غيرها همجية إلى إن سيطرت الدولة العثمانية عليه عام ( 1534م ) والتي ليست لها في العلم والتعلم حاجة آنذاك فترك التعليم للأهالي أفراداً أو جماعات . لذا وبما إن أساس أهل العراق علما وتعلم وان تعاليم الدين الإسلامي تحث على طلب العلم لأجل ذلك استمر التعليم يسري في عروق أهل العراق ببطء شديد على الرغم من كل المصاعب التي ألمت وأحاطت به إلى أن انفرجت بعض الشيء أساريره في منتصف القرن التاسع عشر إذ بدأت بعدها مرحلة نشوء وتطور للعملية التعليمية بالعراق . فكان لهذه المرحلة أهمية كبيرة من حيث أنها عُدّت مرحلة انبعاث حركة التعليم والتي استمرت لأكثر من نصف قرن تطور فيها التعليم أيضاً بخطىٍ بطيئة ومع ذلك استثمر العراقيون تلك الخطى البطيئة استثماراً ناجحاً تضاعفت فيه أضعافاً مضاعفة أعداد الدارسين بمدة قصيرة نسبياً فتضافرت مسيرة التعليم الحكومي أو الرسمي جنباً إلى جنب مع مسيرة التعليم الأهلي أو الذاتي التي تمثلت بالكتاتيب – ألملة – والجامع التي استمرت في كل المراحل ومع كل الظروف ولم تنقطع أو تندثر إلا بعد قرنٍ أو يزيد ، لهذا سلط بحثنا المتواضع هذا الضوء على هذه المرحلة التأريخية التي تطور التعليم فيها في العراق .
أفِلَتْ شمس العلم عن بلاد وادي الرافدين بعد سقوط حاضرة العالم الإسلامي ( بغداد ) على يد المغول عام ( 656 هـ - 1258م ) فتشرد علماؤها واندرست مدارسها وأُغرقت في نهر دجلة كُتبها ، ونهبت واحرقت خزائنها واستباحت عراقتها . فمكثت بغداد تصارع الردى
والاقتصادية والاجتماعية والثقافية فكان للتعليم النصيب الأكبر من الإهمال . وكانت الدولة العثمانية تعتقد بأن التعليم هو نتاج فردي أو جماعي يخص تلك الجماعات وليس هو من اختصاصها أو يقع ضمن مسؤليتها(1).
أفِلَتْ شمس العلم عن بلاد وادي الرافدين بعد سقوط حاضرة العالم الإسلامي ( بغداد ) على يد المغول عام ( 656 هـ - 1258م ) فتشرد علماؤها واندرست مدارسها وأُغرقت في نهر دجلة كُتبها ، ونهبت واحرقت خزائنها واستباحت عراقتها . فمكثت بغداد تصارع الردى
والاقتصادية والاجتماعية والثقافية فكان للتعليم النصيب الأكبر من الإهمال . وكانت الدولة العثمانية تعتقد بأن التعليم هو نتاج فردي أو جماعي يخص تلك الجماعات وليس هو من اختصاصها أو يقع ضمن مسؤليتها(1).
Keywords
تاريخ