Abstract
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فمع طغيان موجة الغلو الجارفة، ومع موجة المدنية القاتلة، يمد العالم الغريق يديه للأمة الوسط لتنقذه من التعاسة والخراب، وتعيده إلى الأمان والصواب، فقد عانى العالم الإسلامي- بعد القرون الخيرية الثلاث- من ظهور الفرقة والاختلاف، فجاءت بعض الفرق ببدعتها، وجاءت الأخرى بغلوها وفتنتها، ثم توالت البدع، وتكونت الفرق، وتوارثت الأجيال كثيراً من الانحرافات إلى يومنا الحاضر، فابتعدت بذلك عن (منهج الوسطية والاعتدال)، أما العالم بأسره فقد عانى من الفراغ الروحي، فالتقدم الحضاري مهما توصل من رقي لم يستطع إسعاد الناس، بل العكس فقد جلب الويل والثبور الناجمين عن الحروب المتلاحقة، ومازال الاستعمار (الاستخراب) ينشب أظفاره في صدور الدول الضعيفة، ومازال القوي يأكل الضعيف، وما هذا إلا دليل على إفلاس الحضارة المادية من القيم الروحية.
أما بعد، فمع طغيان موجة الغلو الجارفة، ومع موجة المدنية القاتلة، يمد العالم الغريق يديه للأمة الوسط لتنقذه من التعاسة والخراب، وتعيده إلى الأمان والصواب، فقد عانى العالم الإسلامي- بعد القرون الخيرية الثلاث- من ظهور الفرقة والاختلاف، فجاءت بعض الفرق ببدعتها، وجاءت الأخرى بغلوها وفتنتها، ثم توالت البدع، وتكونت الفرق، وتوارثت الأجيال كثيراً من الانحرافات إلى يومنا الحاضر، فابتعدت بذلك عن (منهج الوسطية والاعتدال)، أما العالم بأسره فقد عانى من الفراغ الروحي، فالتقدم الحضاري مهما توصل من رقي لم يستطع إسعاد الناس، بل العكس فقد جلب الويل والثبور الناجمين عن الحروب المتلاحقة، ومازال الاستعمار (الاستخراب) ينشب أظفاره في صدور الدول الضعيفة، ومازال القوي يأكل الضعيف، وما هذا إلا دليل على إفلاس الحضارة المادية من القيم الروحية.