Abstract
مثّل الشطّار نموذجا اجتماعيا وثقافيا لمتمرّدين جمعوا بين حذق الحيلة والكدية حتّى يتمردوا على أوضاع اجتماعيّة ألحقتهم بالهامش، فحاولوا مواجهة المجتمع بوسائل تعبّر عن الرفض والتمرد، اتخذت أشكالا مختلفة ومسميات عديدة من قبيل الصعاليك والشطار والعيارين. وقد صنّف هذا الأدب الذي يعبّر عن الفئات المهمشة في خانة أدب الهامش، وبناء على ذلك فإنّ النّصّ السرديّ يغدو خطابا ثقافيا يعبّر عن البنى التي أسهمت في إنتاجه، ذلك أنّ خطاب الهيمنة يتجلى في كلّ الأشكال والمكوّنات الفكريّة والاجتماعيّة والثقافيّة، حيث يعمد المركز الممثل للثقافة الرسميّة إلى إنتاج نسق ثقافيّ يربط العامّة بالتابع والأقلي، وفي المقابل تعمد العامّة إلى خلق نسقها الثقافيّ وخطابها الشّعبيّ الذي يعكس رؤيتها لذاتها ولموقعها على الهامش. وقد مثلت حكايات ألف ليلة وليلة سجلا حافلا بأخبار الشطار الذين جمعوا بين العيش على الهامش باعتبارهم فئة منبوذة طبقيا واجتماعيا ونموذج البطولة خارج القانون في المخيال الجمعي. وكان تأثير هذه الحكايات عميقا في الآداب العالمية عموما والأدب الإسباني بالخصوص حيث ينسب إلى الأندلس لعب دور الوسيط في نقل التراث العربي عبر العصور إلى الكتاب الناطقين بالإسبانيّة.