Abstract
هذا البحث هو دراسة لغوية للخطاب التاريخي للرئيس الأميركي اوباما في القاهرة 2009 وهدفها بيان كيف تم توظيف اللغة بشكل رئيسي لمحاولة الرئيس خلق موقف وهوية جديدة الى اميركا في المجتمع الدولي بشكل عام والعالم الأسلامي بشكل خاص واستخدام الخطاب كاستراتيجية اساسية منسجمة مع الشعار الجديد (التغيير) في حملته الأنتخابية. يمكن ملاحظة ان ادارة اوباما اتت بخطاب جديد يدعو الى السلام والتسامح وهو خطاب مختلف عن الخطابات في الأدارة السابق بسنواتها الثمان. يعتبر حقل تحليل الخطاب النقدي احدى الأدوات التي تدرس العناصر الأجتماعية والتي تلعب دورا اساسيا في تحديد معنى ونوايا الأفراد عند استخدامهم للغة. هذا يعني ان العناصر الأجتماعية المختلفة اصبحت جزءا من انتاج, اعادة انتاج, تفسير وتحليل الخطاب . يعتبر "نورمان فيركلوف" احدى الشخصيات البارزة التي ساهمت في تطوير حقل تحليل الخطاب النقدي, وهو يعتقد بان اللغة جزءا لا يتجزا من الحياة الأجتماعية حيث تمثل اللغة العلاقة اللهجوية بين اللغة والحقيقة الأجتماعية والتي يمكن تمييزها من خلال الأحداث الأجتماعية (النص), الممارسة الأجتماعية (ترتيب الخطاب), والتركيب الأجتماعي. الهدف الرئيسي لهذا البحث هو لأكتشاف كيفية اسغلال اوباوما للغة من اجل تقديم ايديلوجيته الجديدة المرتبط باستراتيجيته "التغيير" التي اتى بها لخلق موقع جديدل اميركا حيث ان هذه الأستراتيجية الجديدة بالأظافة الى افتراضاته الأخرى وقيمه هي في اغلب الأحيان مخفية خلف الصياغة, التركيب والأستعارة المستخدمة غي كلامه. تم اعتماد نموذج "نورمان فيركلوف" كاداه لتحليل هذا النص حيث يشتمل هذا النموذج على نضرية " النص-التفاعل-السياق" المقدمة في كتاب "فيركلوف" " اللغو والسلطة (2001) والتي تتعامل مع النص بمستويات مختلفة. اشتملت نضرية فيركلوف ضمن مستوى النص على نموذج سماه "نموذج العشرة اسئلة" لبيان المميزات التركيبية للنص والتي يفترض بان تتضمن ايديلوجيات المتكلم وقيمه. هناك سببان رئيسان وراء اعتماد هذا النموذج التحليلي : التنظيم التركيبي العالي وشمولية التحليل. وبما ان هدف هذه الدراسة هو التركيز على المعنى الضمني , فقد تم اعتماد الأسئلة السبعة الأولى من هذا النموذج اما الأسئلة الثلاث المتبقية (8,9,10) فهي غير ذات صلة وذلك لتركيزها على الجوانب النحوية . الأسئلة (1و2,3) تركز على القيم المسماة "الخبرات, الصلة, والتعبير" للصفات النحوية للنص. تم استنتاج ان اوباما قد قام وبشكل كبير استغلال لغته لتحقيق اهدافه من الخطاب وبيان نواياه السلمية الواضحة نحو كل القضايا الدولية والأسلامية فمن خلال خطابه الشخصي وظف اوباما العديد من الوسائل مستخدما فهمه و" خبراته" لطرح ايديلوجيته الجديدة التي تتضمن المبادئ المشتركة لل "للشراكة: في العلاقات بين البلدان وافتراضه لبناء "عالم السلم" حيث يكون لأميركا موقعها ووضيفة كونه "شريك لا "وصي" على العالم وبمساعدة صانعي السلام والذي يعتبر العالم الإسلامي احدى عناصرها الأساسية.