Religion Studies

إنّ للقيم التربوية في القرآن الكريم وسُنة المعصوم (عليه السلام) أهمية بالغة؛ بل وأساس في توجيه الفرد وارشاده الى ما فيه خيره، وكذلك في اصلاح المجتمع من الانحرافات الاجتماعية السلوكية التي ابتليت بها المجتمعات الإسلامية في عصرنا الحاضر، ولأسباب عديدة كان أهمها هجر المنهج الإسلامي التربوي الأصيل والاعتماد على مناهج وفلسفات تربوية أخرى لا تمت للإسلام بصلة، مما نتج عنه ابعاد الاجيال المسلمة عن منابع السماء الكامنة في معاني القرآن الكريم وسيرة العترة الطاهرة (عليهم السلام) وهجرها، وبالتالي ضياع روح الفرد في دهاليز الآراء والنظريات وضبابية القصد من الوجود الإنساني، وكذلك تفكك الاسرة وتحلل المجتمع وانحرافه في قيمه وتعامله المضطرب وانتشار الظواهر السلبية فيه، فكان كلما تمت معالجة مشكلة برزت مشكلة اعوص منها في جانب آخر وهكذا يلحظ كل متتبع وباحث تربوي في عالمنا المعاصر.

لا شك في أن نزول القرآن الكريم يعد أهم حدث جد في تاريخ الشعوب العربية؛ ولإبراز قيمة هذا المنعرج التاريخي الحاسم ألصق به بعض المهتمين بالحضارة العربية من المستشرقين لفظ (الحدث)؛ حتى يدل على الأثر العميق الذي خلفه في طابع الحضارة العربية، والدور الذي لعبه في حياة لغتها وآدابها

إنَّ الهدف الرئيس من إنزال القرآن الكريم هو هداية الانسان وتنظيم سلوكه، وقد تضمن الخطاب القرآني اساليب عِدَّة بغية تحقيق هذا الهدف العظيم، فمرة يرسم للانسان صورة الحياة الاخرة ونعيمها، ومرة يرسم صورة العذاب وهول المطلع، وأخرى يرسم امام الانسان الطريق السليم للوصول الى مرضاة الله،

الإسلام دين شامل لكل شؤون الحياة الإنسانية، وإنّ نصوص القرآن الكريم والسنّة النبوية المطهرة، عالجت ، ولازالت تعالج كل ما مرت به البشرية من مشاكل وصعوبات متعددة الخطورة، وعلى الرغم من حاجة الإنسانية إلى روح القرآن، والسنة للوصول إلى مستوى النهضة الحقيقية في الجوانب المختلفة، ومنها (العفّة).

إنّ أصدق الحديث كلام الله تعالى وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فأن السنة النبوية المطهرة المتمثلة بما نقل عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خُلقية، تبقى ثابتاً شرعياً من ثوابت ديننا ومصدراً من مصادر الشريعة الإسلامية،

لقد كان للتصوف الإسلامي أثر على استنهاض الهمم في الدفاع عن حياض الإسلام وأهله ، وهنا لا بد لنا أن نتعرض لتاريخ أكابر الصوفية الأوائل والذين جاؤوا بعدهم حتى عصرنا الحاضر ، لنرى هل أنهم حقاً كانوا رهباناً بالليل فرساناً بالنهار ، أم أنهم مُتَهَمُونَ بالتقاعس عن الجهاد في سبيل الله ، منقطعون عن مجتمعاتهم مُنعَزِلونَ عن الأمّة وما تواجه من تحديات

شهد المكون المسيحي في العراق تغيرات جذرية خلال العقود الأخيرة، إذ تعرضوا للعديد من الضغوطات الاجتماعية والسياسية والأمنية التي دفعت الكثير من أبنائها إلى الهجرة ويعود تاريخ وجود المسيحين في العراق إلى القرون الأولى للمسيحية

تم اختيار موضوع هذا البحث (مخالفِات جملة الوصل في القران الكريم) لسببين رئيسيين أوّلهما لأهميّته الكبيرة والإفادة ممّا سيخرج بهِ البحث من تحليل ونتائج، وثانيهما لا وجود لمصّنف بهذا العنوان من لدن علماء النحو والبلاغة القدامى والمحدثين قد درسَ مُخالفات الوصل في القران الكريم وقد أكتفى بعضهم بالإشارة إلى القليل من تلك المخالفِات من بعيد على نحو سطحي مقتضب وموجز جدّاً ومتناثر في مواضع متفرقة، فقد اقتصرت مؤلفاتُهم على تناول موضوع الوصل من حيث المواضع والقواعد، أو العلاقة بالمعنى والأسلوب

كان مدار البحث في الفلسفة منذ عصر اليونان في عدَّة حقول معرفية لها علاقة مباشرة بالطبيعة، وبعد ذلك تفرَّعت العلوم وانفصلت عن بعضها البعض، ولم يظهر التساؤل حول طبيعة النفس الإنسانية ومصيرها في الفلسفة اليونانية إلَّا تدريجياً، فقد كان الاهتمام موجَّه في البداية نحو الكون والكل المحيط بكلِّ شيء، وشيئاً فشيئاً بدأت توجَّه اهتمامها نحو ما هو أكثر قرباً،

إنّ العلاقة التي تربط الإنسان بالنصوص الدينية تقضي الى تماهي الفرد بشكل علمي مع المعاني والمضامين الدينية مما يجعل الأثر الديني من أقوى الآثار وأبلغها في تشكيل الفرد والمجتمعات، وإن النصوص الدينية المقدسة في مجال الأديان تشكل لاتباعها خطوطًا حمراء قد تصل الى درجة التضحية بالنفس مقابل المعنى أو التفسير لنصوص معينة،

إن شريعتنا الإسلامية شريعة سمحة جاءت كاملة ومبينة لكل حاجات المسلم اليومية لأداء العبادات بكل هيئاتها وأحوالها وظروفها ومن ضمنها الطهارة، فما ترك الشارع من خير إلا وقد أمر الناس بهِ، أو شر إلا وحذر الناس منهُ

تعد فلسفة الخلاص من البديهيات التي واكبت البشرية منذ بدء الخليقة الى يومنا هذا، ولعل الديانات السابقة للإسلام تعرضت الى هذا الأمر في كتبها السماوية كالتوراة والانجيل، وكذلك في القرآن الكريم

إن الدين ليس لقلقة لسان وظنون وتمنيات، بل هو جوهرة لابد ان تستقر بالقلب، ثم تتفتح على الاعضاء وهذا ما يدعونا الى أخذ الحذر والحيطة من كل وعي زائف وخديعة وتطرف، ومن الغني عن البيان ان القرآن الكريم تعرض الى الافعال التي تشكل خرقاً لحقوق الله تعالى وحقوق العباد، والحقوق المشتركة بينهما، ثم وضع المعالجات المناسبة لتلك الاشكالات التي تشكل خللا بالقواعد الموجودة في المجتمع وامنه واستقراره