Arab Scientific Heritage Journal

المفارقة ظاهرة تسلطت باتساعها مقتربة جدا من كثير من التراكيب والفنون البلاغية بأساليبها الحقيقية والمجازية لخاصية الدال الواحد على مدلولين متناقضين أو اكثر، وهي بذلك تشير او تعرّض او تكني او توميء او تعمد الى تورية أو تعمية بغيةَ اتساعٍ في فضاءِ الدلالة عامة واختلاف تناقضٍ او تضادٍ بين دلالتي المدلول الواحد خاصة، شرطها انسجام التركيب فهي الفصل والفرق والفرقة والتفريق من الافتراق وتمييز المتشابهين تفريقٌ بينهما والمفارقة نقيض الجمع و خلافه. من ثَمَّ اطلقت اصطلاحا على فن بلاغي يعتمد ذكاء المبدع وثقته ببلاغة متلقي نصه، فما في ظاهر الدال من معنى حرفي يقابله دال خفي هو القصد والغاية. وبيئة كالعربية فيها للغة والادب -بفنونه- سطوة، وبالبلاغة والفصاحـة انمازت رجالها والنساء لتكون المفارقة ملجأ التعبير عما يجب ان يكون بما هو كائن بنسبية الإفصاح. نجد المرأة اکثر شرائح المجتمع حاجة لتوظيف المفارقة لدونية مكانتها في مجتمع ذكوري متسلط على الرغم من تمكنها من آليات اللغة وأدوات البلاغة والفصاحة مما جعلها تخفي دلالاتها الخاصة وراء معانٍ جلية هادفة إما بلفظ او موقف او سياق عام معتمدة مقصدية عامة تعين المتلقي على إدراك المعنى الخفي. وقد جمع ابن طيفور في كتابهِ (بلاغات النساء) كثيرا من ابداعهنّ المتضمن مفارقة فنية هادفة اظهرت الواقع بأسلوب اللاواقع تناولها البحث واوضح بؤرة القصدية فيها .

يوم بعد آخر يُثبت "الأدب الموريسكي" 897 ـ 1018هـ / 1492 ـ 1609م، استكمال فروع الأدب فيه من شعر بأغراضه المتعددة، ونثر بموضوعاته المتُباينة، ففي عام 2011م، تمَّت ترجمة نصٍّ متكامل تقريباً من النَّاحية النَّصِّيَّة والموضوعية في "أدب الرِّحلات" الموريسكية، والنَّصّ مجهول الكاتب! وهذه المجهولية صفة لازمت أغلب المتون الأدبيَّة الموريسكية، والتُّراث الثقافي والفكري الموريسكي بصورة عامّة ؛ بسبب الضُّغوطات الَّتي كانت تمارسها "محاكم التَّفتيش" ضدَّ مسلمي الأندلس بعد تسليم مملكة غرناطة 897هـ ـ 1492م، وعنوان نصّ الرِّحلة "ابتهالات الحاج"، وقد أخذ اسم ناظم نصَّ الرِّحلة من اسم مدينته "بوي مونثون"، من إقليم قشتالة، وقد وصف الشَّاعر الحاج "مونثون"، مشاهد رحلته انطلاقاً من مدينته "مونثون" قاطعاً البرَّ والبحر، والفيافي الخالية، والمدن العامرة، واصفاً أجناس البشر أينما حلَّ، وسجَّل انبهاره وفرحه بالأماكن المقدَّسة، وإطنابه في وصفها، وهو وصف عاشق هائم ، ومتعطِّش لإثبات هويته الإسلامية الَّتي فقدها في التَّراب الأندلسي، تكونت قصيدته الرَّحليَّة من (تسعة وسبعين) مقطعاً، وكلّ مقطع يتكون من (ثمانية) أشطر، وقد وسمتُ بحثي بـ: (رحلة الحاج الموريسكيّ بوي مونثون إلى مكّة المكرّمة، بعد تسليم مملكة غرناطة 897ه ـ 1492م، دراسة في مضامين الرّحلة "نماذج مختارة").

يعتبر المخطوطات الاسلامية هوية للتطور الحضاري والمعرفي والثقافي للأمم والعالم الاسلامي بأكملها، وللتعرف على هذه الهوية يساعدنا بيان الختام المكتوب عادة في نهاية المخطوطة على ذلك، بمعنى ان قيود الختام بمثابة وثيقة الهوية للمخطوطة، فيعلن فيها معلومات تخص الناسخ أو المؤلف و زمن كتابة المخطوطة ومكان كتابتها...الخ، و تختلف حجم هذه المعلومات من حرد الى اخر، وقد لا تأتي متكاملة، ولكن الأشهر هو تواجدها، كما و يعلن فيها الكاتب عن الانتهاء من الكتاب تماماً او الجزء او ثمة جزء او اجزاء باقية، واتبع النساخون طريقة قد تعرفوا عليها منذ بدايات كتابة الحرود واستمروا على هذا المنوال من حيث البيانات والشكل، وقد تتغير بين حرد واخرى حسب رغبة الناسخ، وكان الشكل الاشهر في كتابة الحرود هو الشكل المثلث المقلوب، و اعتمدنا في هذه الدراسة على 99 مخطوطة كعينة في المكتبة المركزية باربيل، لاربعة قرون متسلسلة، عرضنا فيها أهمية حرود المتن والوقوف عليها ودراستها، و درسنا تطور حرود المتن حسب القرون الاربعة من حيث حجم بيان المعلومات فيها، وتحليل الاشكال وهيئاتها العامة وسماتها، كما وقد بيننا الالوان والزخارف والاساليب المختلفة التي استخدمت لابراز قيد الفراغ.

لقد اقتضت حكمة الخالق أن يؤكد دعوة كل نبي بمعجزة تكون أمرا خارقا لما هو مألوف من العادات ، فعظم شأنه في نفوس العامة وغلب أمره عند الخاصة فكما ان لكل نبي معجزة ،فقد كانت معجزة الرسول عليه الصلاة والسلام القرآن الكريم ،فهو قد بعث في قوم اهل بيان وفتحت لهم البلاغة رواقها وشقت لهم الفصاحة نطاقها فتربعت امتهم على كرسي البلاغة والفصاحة فكانت معجزته عليه الصلاة والسلام القرآن بلسان عربي مبين، ودمغ ببلاغته عمالة الفصاحة الذين اعتقدوا انهم لا يتنازعهم احد في هذا الامر فقد تحداهم القرآن الكريم ان يأتوا بمثله على مراحل كثيرة فلم يمتلكوا القدرة ان يلبوا دعوة واحدة منها وهذه الأدلة اعجازه تعالى في كتابه وضعف نفوسهم إذن هو موعظة ، والموعظة من شأنها إذا استقرت داخل قلب سليم فإنها تهزه هزاً قوياً وعنيفاً ، فيؤدي ذلك الأمر في انه لا يدع في النفس شيئاً مما لا يرضي رب العباد إلا اقتلعه من جذوره

درسنا في بحثنا هذا تغيرا صوتيا مهما بالنسبة للمتكلم وصولا إلى اليسر والسهولة والخفة، وهو الإتباع الحركي، وحاولنا أن نجمع شتات الموضوع في مختلف اللهجات، فقد درسناه عند القدماء والمحدثين مبينين ورود هذا المصطلح عن الفئتين، ومن ثم وضحنا التفسير الصوتي لهذه الظاهرة، ثم عمدنا إلى البحث عن هذه الظاهرة الصوتية في لهجاتنا الحديثة، وهل هناك عامل مشترك بين ما جاءت به اللهجات العربية القديمة وبين ما جئنا به اليوم، وعززنا بحثنا بالتأصيل لهذه الظاهرة في لهجات شبه الجزيرة العربية، (اللغات السامية) وتوصلنا إلى نتائج مهمة، منها أن هناك نقاط مشتركة بين ورود هذه الظاهرة في مختلف اللهجات، مما يؤكد أنها ظاهرة صوتية لهجيه، وقد ارتبط التغير اللغوي الصوتي ارتباطا وثيقا بالتطور اللهجي، فهو ظاهرة صوتية، فضلا عن كونه ظاهرة لهجيه مثله مثل الكثير من الظواهر الصوتية

أخلص بعد هذه السياحة في رحاب الجهاد في سبيل الله والوقوف الى جانب النبي محمد () والأمام علي () إلى أنْ زيد بن صوحان لم يتوان في الوقوف ضد المتعسفين الطالبين للسلطة , فنفي وحيكت له المؤامرات, لكنه شارك في حروب تثبيت أركان الدين الجديد ورسالته, آخر الرسالات التي حققت الطمأنينة والسعادة للعرب , وبني البشر جمعاء.
ولا أزعم بانني أحَطتُ بهذه الشخصية من جوانبها المختلفة ومواقفها وسيرتها الجهادية , ولئنها محاوله صادقة لأضاءه حياة الأعلام والصحابة, ومنهم زيد بن صوحان الذي به حاجة أنْ يدرس من غير جانب بالنظر لا خلاصه للدين والنبي محمد () و للإمام علي () حتى بُشّر بالجنان () وكان الرسول الأمين () تنبأ له بذلك

كان للقبائل البربرية في المغرب الاسلامي والاندلس أثرا متميزا في مستقبل دول وكيانات المغرب الاسلامي من حيث استقرارها وثباتها وسقوطها وعلاقاتها السياسية وصراعاتها فيما بينها فكان من بين هذه القبائل قبيلة بنو يفرن وهي موضوع الدراسة ،فكان بني يفرن من اكبر القبائل البربرية التي أستوطنت في معظم اقسام المغرب(المغرب الاوسط والمغرب الاقصى) فكان بني يفرن تميل بطبيعتهم البدوية الى الاستقلال عن السلطة الحاكمة فقامت بالفتن المتعددة في بلاد المغرب ضد الخلافة الاموية ومن ثم استمرت بالفتن ضد الخلافة العباسية حتى قيام دول الخوارج والدول العلوية على ارض المغرب بعد منتصف القرن الثاني الهجري فساند بني يفرن دول الخوارج لانهم وجدوا في مبادئهم تلاقيا مع اهدافها

تم تسليط الضوء في هذه الدراسة على شخصية من الشخصيات البارزة في العصر العباسي الثاني وهي الجارية شغب ،فقد ادت السيدة شغب دورا كبيراً خلال تلك المرحلة من هذا العصر مستغلة من ذلك الأوضاع الحرجة التي كانت تمر بها الخلافة آنذاك، وقد ظهر ذلك واضحاً من خلال الدور الكبير الذي قامت به في المجال السياسي وكيف تمكنت من وضع ولدها المقتدر بالله تحت سيطرتها وكذلك تدخلها المباشر في عزل وتعيين الوزراء والقضاة وكان يتم ذلك من خلال الوشاية والسعاية التي كانت تقوم بها ضد خصومها كما اعتمدت ايضاً على البطانة والحاشية الخاصة بها من القهرمانات ، وبينت هذه الدراسة ايضاً الدور الحضاري للسيدة شغب وكثرة الإسهام في هذا المجال من خلال القيام بالكثير من الإعمال ذات النفع العام من بناء البيمارستان والإسهام في رعاية الفقراء والمحتاجين التي كانت لها الأثر الكبير على عامة المجتمع .

إنَّ علم الفعليات يعتمد في أساسه على مقاصد المتكلم وما يعمد إلى التلويح به للمخاطب مع مراعاة السياق الذي ورد فيه الفعل الكلامي .
ثم أن انجازية الفعل الكلامي تتم عندما يدرك المخاطب القصد الانعكاسي لذلك الفعل ، أما ما يلحق ذلك من تحقق التأثير أو عدم تحققه على مشاعر المخاطب ومعتقداته، بمعنى أن يكون مصدقا أو غير مصدق للقولة، فهي من قبل الاضافات الخارجية عن العملية التواصلية اللغوية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد : فقد عرض البحث ألفاظ الترادف الواردة في كتاب التعليق المغني على سنن الدارقطني للشيخ العلاّمة شمس الحق محمد العظيم آبادي . وقد عرّف البحث الترادف لغة واصطلاحا ، وآراء العلماء فيه ،ونماذج منه وردت في التعليق المغن. وأفضى البحث إلى مجموعة من النتائج القيمة ، ولعل ابرزها واهمها ،كانت إشارات المؤلف واضحة لهذه الظاهرة ، ولكن لم يصرح بالمصطلح المعروف والمتداول عند علماء اللغة والدلالة .

لقد كانت مرحلة قيام الدولة العلوية في طبرستان من أهم المراحل في تاريخ المذهب الشيعي في ايران ، من الناحية السياسية والدينية وحتى العسكرية , وكانت بلاد المشرق مسرح لأحداث سياسية وعسكرية وصراعات داخلية من قِبَل الحكام المحليين قبل وبعد الفتح العربي الاسلامي منذ القرن الاول الهجري , السابع الميلادي , حيث كانت قد توطدت حضارة جديدة بالمنطقة هي الحضارة العربية الاسلامية

تعتمد الحياة الاقتصادية في اي بلد من البلدان بالدرجة الاساس على النشاط الاقتصادي نظرا لما له دور كبير في سد حاجات ونفقات الدولة لذلك لعبت البحرين دورا كبيرا في عمليات التبادل التجاري سواء في الداخل او الخارج ومهما يكن من امر فأن الزراعة في البحرين تأتي في مقدمة الانشطة الاقتصادية لما لها من دور كبير في سد احتياجات اهل البحرين وباعتبارها اهم مورد غذائي لهم وكانت هذه الزراعة تحتاج الى الايدي العاملة والى المياه والاراضي الخصبة لنجاح العمليات الزراعية ومما ساعد على توافر تلك الاحتياجات هو ان البحرين يوجد فيها اراضي واسعة باعتبارها بلد صحراوي واغلب اراضيه خصبة وملائمة للزراعة فضلا عن توفر مياه الابار والعيون العذبة هذا الى جانب اتجاه اغلب السكان الى الاعتماد على جهودهم المبذولة في الزراعة وتوجههم نحوها وجراء ذلك استطاعت البحرين ان تغطي كافة احتياجات المنطقة من المحاصيل الزراعية كالحنطة والشعير فضلا عن كثرة بساتين النخيل والفواكه التي كان لها دور كبير في التجارة نتيجة كثرتها وكثافتها حتى انهم اخذوا نتيجة هذه الكثرة والفائض منه الى الاتجار به مع المناطق المجاورة وقد ادت هذه المصادر الى انجاح الزراعة في البحرين وخاصة النخيل

هناك كلمات توصف بكلمات أخرى محددة لا توصف بغيرها، فتتوطد العلاقة بين تلك الكلمات وصفاتها، مما يؤدي إلى نشوء تركيب متلازم بينها، ويكونان وحدة دلالة يطلق عليها في علم الدلالة: المصاحبات اللغوية أو المتلازمات اللغوية، ويتكوّن هذا التركيب من كلمتين تمثل إحداهما اللفظ المحوري، في حين يقوم اللفظ المصاحب بتوضيح المعنى، فيُكوّن اللفظ المحوري مع مُصاحبهِ دلالة جديدة لم تكن موجودة قبل ارتباطهما معاً، وهي أنواع منها المصاحبة بين الصفة والموصوف. وتعدّ المصاحبة بين الصفة والموصوف من أهم صور المصاحبات اللفظية، إذ إنَّ العلاقة بينهما هي علاقة تلازمية، لأن الصفة تُكمّل معنى متبوعها مما يجعلهما بمنزلة الاسم الواحد، فهي اسم مشترك فيه معنيان، لها وظيفة محددة هي (الوصف)، لأنها تبين أحد صفات متبوعها أو ما تعلق بها، فيتبعها في التعريف والتنكير والإعراب، مما يؤكد أنّ العلاقة بينهما علاقة دلالية ونحوية.

هذا البحث يحوي تحقيق كتاب مهم ، وقد قمت بتحقيقهِ في رسالة الماجستير وهي حاشية على اقوال المفسرين للآية ﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱠ تناول فيها ما يتوجه إلى التفسير من الوجوه والاعتراضات . والرد عليها ، واكثر هذه الوجوه مسائل نحوية دقيقة جداً .
ظهر لي أن هذا البحث قد احتوى على ملاحظات دقيقة وافكار بارعة في الخلافات النحوية والبلاغية القائمة بشأن الآية المذكورة وتوجيه اعرابها وايضاح معناها وما شاكلها من الآيات التي يكثر فيها طرح الوجوه والافكار الدقيقة المتخصصة بعلوم التفسير واللغة ، والبلاغة ، مما ينبئ عن عمق المعاني والافكار والتي تختزنها الفاظ القرآن الكريم التي توضح مدى ما تمتاز به الآيات من الاعجاز العلمي واللغوي في ثناياها .

امتازت العربية بأسلوبها الذي ابهر العقول، إذ نرى التفنن والتنوع الذي يعطي للكلمة ما لا يعطيه لكلمة أخرى بوزن معين وطريقة مبتكرة ويضفي عليها معانٍ ودلالات لا تتأتى إلا عن طريق الصيغة التي جاءت بها. لذا نجد هذا التنوع يظهر جلياً بأسلوب العدول.
يدرس هذا البحث العدول الصرفي في شعر العيارين والشطار، ويعرف العدول الصرفي: بأنه ترك وزن أو صيغة صرفية إلى وزن وصيغة صرفية أخرى؛ لدلالة يقتضيها المعنى الذي يخدم النص ولا سيما في تناوب الأفعال فيما بينها، ومن ذلك عدول صيغة الماضي إلى المضارع، أو العكس ومحاولة الوقوف على العدول في صيغ الأفعال، لمعرفة الاهداف والغايات التي كان يرجوها شعراء هذه الفئة من استعمالهم لهذا الفن من فنون الابداع اللغوي

لسي فنًا شعريًا إلا وقد عبر به عن انفعالاته النفسية والوجدانية وعمق العواطف وصدقها فوجدنا الأندلسي ترجم انفعالاته شعرًا وبشتى الموضوعات وكانت الصور الشعرية والتشبيهات غزيرة حاضرة في دواوين شعرهم ، إذ يعد ديوان الشعر الأندلسي غنيًا بالصور الشعرية وقوة خيالهم الذي حرر توهج العواطف شعرًا وصيرها صورًا غنية بالتشبيهات والتشخيص، إذا اخذ كل ما حوله وشاركها وجدانيا وحلق في خياله يخاطب الجمادات ليعقد معها مشاركة وجدانية ويحاورها بعواطفه موظفا أبهى الأساليب البلاغية التي ابدع الأندلسي فيه