Abstract
يشهد العالَمُ في العقود الأخيرة ثورةً في نطاق المعلوماتيَّة، إذ أضحت بذلك نحو الرقيِّ الحضاريِّ والاقتصاديِّ، ويعدُّ البلوغ إلى المعلومات رهانًا كبيرًا للإنسان؛ نظرًا لارتباطها بمُختلف مجالات النشاط الإنسانيِّ وجوانب الحياة المُعاصرة؛ ذلك لأنَّ حفظ المعلومات وحُسن استغلالها من المُقوِّمات الضَّروريَّة لدفع عجلة تقدُّم الأمم وازدهارها، وأصبح وجودُها دعامةً أساسيَّةً لجهود التنمية والرقيِّ المعرفيِّ. وعلى الرغم من الفوائد والأهداف الكبيرة التي وصلَّت وتتوصلَّ في مجال تقنيَّات المعلومات على كافة الأصعدة، وفي مختلف مجالات الحياة المُعاصرة، فإنَّ هذه النهضة التكنولوجيَّة الحديثة المُتنامية رافقتها في الجانب الآخر كميةٌ من الظواهر السلبيَّة الخطيرة نتيجة سُوء استعمال هذه التقنيَّات المُتطوِّرة, والانحراف عن الأهداف المُرجَّوة منها. وانتشرت الجرائم المعلوماتيَّة بطريقةً مُتسارعةً, وهي جرائمُ مُبتكَرة ومُستحدَثة تمثِّل إحدى صور الذكاء الإجراميِّ، ولم تقتصرْ على دولةٍ واحدة، بل تجاوزت حدود الدول، ممَّا صعَّب من مهمَّة تصنيفها في نطاق الأوصاف الجنائيَّة التقليديَّة في القوانين الجنائيَّة، كما كشفت عن عدم قدرة قواعد المُلاحقة الإجرائيَّة التي تبدو قاصرةً عن استيعاب هذه الظاهرة الإجراميَّة الجديدة، سواءً على صعيد المُلاحقة الجنائيَّة في إطار القوانين الوطنيَّة، أم على صعيد المُلاحقة الجنائيَّة الدوليَّة.
Keywords
الآثارُ الاقتصاديَّةُ.
القواعد القانونيَّة الموضوعيَّة للجرائم
القواعدُ القانونيَّةُ الإجرائيَّةُ
صورُ الجرائم