Imam Jaafar Al-Sadiq University Journal of Human and Social Sciences

تناولت هذه الدراسة قض يية حيو يية في الفقه السيا يسي المعاصر، وهي مسألة الدولة.
متناولة الجذور الإسلام يية للمسألة؛ فهي وإن كانت قضيية معاصرة، إ يلا أ ين لها أصولها التي
ترجع إلى مرحلة ما بعد ارتحال رسول الله إلى عالم الملكوت، والتي تم يثلت بقضيية الخلافة
والإمامة والانقسامات التي حصلت إزاءها والتي أ يدت إلى نشأة الفرق والمذاهب.
تناولت الدراسة أي اضا، قض يية السلطة في عصر الغيبة وموقف الفقهاء من التعامل مع
السلطة القائمة، ومن مشاركة الفقيه في السلطة.
بعد ذلك عرضت الدراسات للا يتجاهات الفقه يية المعاصرة، التي من أبرزها: نظر يية ولاية
الفقيه، النظر يية الدستور يية (المشروطة)، ونظر يية ولاية الأ يمة على نفسها.
عرضت الدراسة في المبحث الأخير لموقف الشهيد الصدر من مسألة السلطة، مب يينة أه يم
أفكاره حول مسألة الدولة، وكيف كان داع ايا إلى إقامة الدولة الإسلام يية، متناغ اما مع حركة
الإمام الخمين يي في إيران. وخلصت الدراسة إلى نظر يية الشهيد الصدر التي دمج فيها بين
المشروع ييتين الدينيية والشعبيية، وهي ولاية الأ يمة على نفسها بإشراف المرجع يية الرشيدة

الاستخلاف والدولة مفهومان متلازمان في فكر الشهيد الصدر، فكلاهما منوط بالجعل
الالهي الذي أراده الله سبحانه وتعالى للإنسان والنظام الحاكم عليه، وان الاستخلاف يرتكز
على مقومين: الاول منهما: هو الفاعل (المستخلنف)، وهو الله تعالى الجاعل لتلك الخلافة على
الارض والتي اعترضت عليها الملائكة، والثانِ: هو القابل (المستخ َلف)، وهو الإنسان
المؤتمن على تلك الخلافة، اذ حمل الامانة التي امتنعت كل مخلوقاته على حملها، وتحمل
مسؤوليتها لأنه الأجدر.
فمفهوم الدولة مصاحب لمفهوم الاستخلاف، وانه مفهوم إسلامي أصيل والهي يرفض
نشوء الدولة تاريخي اا وفق الفهم القائم على أساس القوة والتغلب، ويرفض نظرية التفويض
الالهي الاجباري، ونظرية العقد الاجتماعي، ونظرية تطور الدولة عن طريق العائلة وغيرها
من النظريات، ويؤمن الشهيد الصدر بأن الدولة ظاهرة نبوية مبكرة، وهي تصعيد للعمل
النبوي بدأت في مرحلة معينة من حياة البشرية، فبعد ان تجاوز الناس المرحلة التي كانت
تسودها الفكرة، وتوحد بينهم تصورات بدائية للحياة، تطورت خبرتهم الحياتية، ونمت
مواهبهم، وازدادت وتنوعت حاجاتهم الإنسانية، ونمت تطلعاتهم نحو المستقبل، وقد أدى
ذلك الى نشوء الاختلاف والتناقض بين القوي والضعيف، فأصبحت الحياة الاجتماعية
بحاجة الى موازين تحدد وتجسد العدل، وتضمن الوحدة الإنسانية في إطار سليم، وفي هذه
المرحلة تولدت الحاجة الى وجود شكل كيان حاكم ضابط لكل تلك التطلعات والخلافات،
فظهرت فكرة الدولة على يد الانبياء التي وضع أسسها وقواعدها الله سبحانه وتعالى.

لا شك أن وضع وثيقة تعالج أنظمة الحكم والإدارة بصورة موضوعية شاملة ودقيقة،
وتؤ شر على مفاصلها المؤثرة، وتفاصيلها الدقيقة، في هذا الزمن ليس سهلا على مؤسسات
مختصة، فكيف إذا كتبت في زمان ومكان لم يعرف أولويات الحكم والإدارة، بالتأكيد أن ذلك
يدل بوضوح على المواهب الربانية والملكات الفريدة التي حظي بها أمير المؤمنين علي( عليه الاسلام)
وأتت الوثيقة الإدارية التي كتبها لمالك الأشترو ُعرفت بعهد مالك الأشتر.
وفي ظل التثقيف الإداري المكثف الذي حفل به العهد، وتناو ُله لبناء نظا ٍم إداري نزيه
ورصين، نرى مجموعة من الإرشادات العلوية التي من شأنها أن تبني علاقة سليمة ناجحة
بين الموظف وموقعه الوظيفي، وتهدف إلى إشاعة التعامل الصحيح والنظرة السليمة
للمناصب، فمن إتقان اختيار الموظف الكفوء، وعدم المحاباة والمجاملة