Abstract
الحكم أو الإدارة على وجه الدقة والتحديد إلى ما قبل ظهور الدولة الحديثة عندما كان سكان اﻟﻘﺭى واﻟﻤﺩن اﻟﺼﻐﻴرة يجتمعون بين الحين والآخر لإدارة ﺸﺅﻭﻨﻬم وﺤل مشاكلهم. ﻟﺫلك، فإن الحكم المحلي ﻴﻌد ﺍﻷﺼل أو المنبع اﻟﺫي اﺴﺘنبطت منه اﻟﺩﻭل اﻟﺤﺩﻴﺜة بعضا من أسس النظام الدﻴﻤﻘﺭﺍطي وﻤﺒﺩأ اﻟﺴﻴﺎﺩة ﺍﻟﺸﻌﺒية بمفهومها الحديث لما ينطوي عليه نظام الحكم المحلي من تطبيق لمبدأ الديمقراطية في الإدارة والحكم، بحكم اتفاقه مع جوهر النظام الديمقراطي القائم على مشاركة المواطنين أو ﻤﻤﺜﻠﻴﻬم في إدارة شؤونهم وﺤل مشاكلهم وتوزيع الخيرات والخدمات بينهم بشكل عادل، بإنشاء مجالس محلية منتخبة تتولى تنظيم وإدارة ﺤﻴـﺎتهم على ﻨﺤو يﺤﻘق لهم فرصا حقيقية لاتخاذ القرارات المتعلقة بشؤون حياتهم وتأمين ما يتطلعون إليه من الحقوق والحريات التي توفر لهم ما يحتاجونه من الخدمات ومتطلبات الرفاهية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي والاقتصادي والثقافي. وكان تزايد وتنوع وظائف الدولة، استجابة لتزايد وتنوع وتعدد متطلبات الأفراد والجماعات واحتياجاتهم، أحد الدواعي الأساسية لتبني أسلوب الحكم أو الإدارة اللامركزية الذي يخفف أعباء الإدارة على السلطة المركزية بما يسمح لها بالتفرغ للمهام السياسية والاقتصادية والاجتماعية الأكثر إلحاحا عبر تفويض بعض سلطاتها وصلاحياتها إلى مجالس حكم محلية منتخبة، تكون أكثر منها دراية ومعرفة سواء بالحاجات الأساسية للأفراد والجماعات في النطاق المحلي، أو بوسائل وأساليب تلبية تلك الحاجات بما يضمن تقديم أفضل الخدمات لهم.