Abstract
تتصل جذور البحوث المستقبلية بالفكر وبطبيعة الإنسان ففكرة المدينة الفاضلة لأفلاطون تمثل نوعا من الفكر المستقبلي ، إلا انه فكر لم يُمَ
نهج كما يحصل اليوم, والدراسة المستقبلية هي دراسة أكاديمية تهتم بالمستقبل وتتشكل من نوعين من الأفكار هي الحدسية والتجريبية المعتمدة على المخزون المعرفي المتصل بالتجارب والخيال التنبؤي والافتراضي , وفي وسط هاتين المعرفتين يقف العقل بوصفه أهم المحكمين في تلك الدراسات فهو يقارن ويحلل ويستنتج ويفترض .
وإذ أحس هنا بأنني ابتدأت الآن ، أي من حيث نهاية البحث فان البداية ستكون مع التطبيق ، فالعلم الذي نتأمل ان يدخل إلى حيز التنفيذ في بلداننا ويباشر إصلاح كافة المؤسسات والمنظومات العلمية (وهو المستقبليات ) يجب ان يعمل على إصلاح البدايات وتفعيلها وابتكار الأفكار وتنفيذها ، وان كانت هناك معونة لتطبيق علم الدراسات المستقبلية في العراق على وجه التخصيص فيجب ان تكون بوساطة الأقسام الفلسفية ، والسياسية ونظم الإدارة ، فتلك الأقسام تمثل روح التنظير المستقبلي الذي يحاول تغيير الواقع سواء أكان السيئ منه أو ذلك الذي يحتاج إلى تعديل وتطوير .
إن هذه التجربة التي أرجو ان تكون ثقافة مستمرة واقعية راهنية ، يمكن من خلالها صياغة الأفكار الجديدة المعدلة التي تتواءم ومشكلات مجتمعاتنا المعقدة ، هذه التجربة تقدم تنمية مهمة إلى جميع مفاصل بلداننا ومن كل الزوايا .
وفي قراءة لأسلوب دلفاي بعده من أهم آليات الدراسات المستقبلية فانه يمكن ان يعتمد كأهم التطبيقات التي يمكن لها ان تطبق في الساحة العراقية لتعديل الكثير من الأخطاء التي نقع فيها ومنها التربية والتعليم بالاستناد الى مجموعة خبراء ناجحين .
ان هذا البحث يحاول إدخال مفردة من مفردات الدراسات المستقبلية وهي تقنية دلفاي الى ساحة إصلاح التربية والتعليم العراقية .
فالتقنية تعتمد على إستراتيجية عامة تبدأ من تحديد المشكلة وصياغة الأهداف وثالثا من تحديد الآليات والمناهج ، وفي التنفيذ يبرز لنا آلية دفاي التي تشير الى تحديد منهج استشارة موجه بمعنى ان الأهداف التي يراد الإجابة عنها أو مشابه لها يحدده من يرسم أسئلة استبيان استشاري ، يرسل الى أصحاب الاختصاص بشكل سري ، ثم يعاد إرساله بعد قراءة إجابات الخبراء ، ولكن بتطوير الأسئلة لغرض استيفاء المزيد من الأفكار والإجابات .
والعملية برمتها يتناولها العالم المتطور ، ويحقق النجاحات المختلفة في غالب مفاصل الدولة .