Abstract
يعدالموقع الفلكي والجغرافي للعراق من الضوابط المناخية الثابتة ونقصد به ان تاثيره يستمر من سنة الى اخرى ويتسم بانه ثابت نسبيا بالنسبة للضوابط المناخية الاخرى .وهو من المسلمات الجغرافية التي يكون لها دور كبير واساسي في تحديد وابراز مشكلة البحث بما للموقع من اثار ذات اهداف ونتائج معينة .تعطي للمكان خصائصه وتترك اثــــاره على عوامل اخرى ذات ابعاد جغرافية ولذلك فأن موقـــع العراق الفلــكي والذي يقع بين دائرتي عـــرضِ 5 َ 29 ْ – 22 َ 37 ْ شمالا وبين خطي طول 42 َ 38 ْ – 45 َ 48 ْ شرقا جعل العراق يتعرض لتأثيرات جوية قاسية خلال السنة بالنسبة لموجات الحر وموجات البرد والعواصف الترابية وغيرها من الظواهر ,وكذلك موقعه الجغرافي ادى بالعراق الى ان يتعرض الى ظواهر جوية قاسية .
لذلك عد العراق من الدول التي تعاني من هذه الظواهر الجوية القاسية السالفة الذكر .فالعراق يقع جنوب غرب قارة اسيا,ويتصف بالصفة القارية. ويقع شرق البحر المتوسط بمسافة ويبعد عن البحر الاحمر بمسافة كبيرة هذا اذا علمنا ضيق البحر الاحمر ويشرف على سطح مائي ضيق وهو الخليج العربي , وتفصله حواجز جبلية عن البحر الاسود وبحر قزوين , ويحيط به من الشمال والشرق منطقتين مرتفعتين تتمثل الاولى بهضبة الاناضول وجبال طوروس والثانية تتمثل بسلسلة جبال زاجروس وهضبة ايران ويشرف العراق على صحراء ذات مساحات شاسعة تمثلت بصحراء نجد من ارض شبه الجزيرة العربية وصحراء سوريا (انظر الشكل رقم (1)) , وبذلك فقد ادى الموقع الفلكي والجغرافي للعراق ان يتعرض الى مشكلة مناخية ذات اثار جعلته يتسم بخصــائص منــاخية بحيث اصبح من البـــلدان ذات المنــــاخ المضطرب إذ تتصارع عليه المؤثرات الخارجية وخاصة الكتل الهوائية القطبية P والتي تنقسم الى كتل هوائية قطبية قارية cP, وكتل هوائية قطبية بحرية mPوكذلك الكتل الهوائية المدارية T والتي تنقسم الى كتل هوائية مدارية قارية cT, وكتل هوائية مدارية بحرية mT . ويخضع لتأثير كل من التيار النفاث القطبي باثاره المتمثلة بالهواء البارد والتيار النفاث شبه المداري باثاره المتمثلة بالهواء الدافيء , يتصارعان بينها للتأثير في جو العراق هذا جعل لموقعه الفلكي اثر في تعرضه الى ظواهر جوية قاسية في مناخه .