Abstract
لاشك ان للعقل دوراً مهما في شتى المجالات التي تهم البشر وكيانهم ووجودهم ومنها المجال العقدي الديني ,وقد اشار رسول الله الاكرم محمد (ص) الى مزية وقيمة العقل في حديثه المشهور بقوله : (لكل شيء آلة وعدة وآلة المؤمن وعدته العقل ، ولكل شيء مطية ومطية المرء العقل , ولكل شيء غاية وغاية العبادة العقل ) بحار الانوار,ج1/ 95 ,فالعقل عند مدرسة الشيعة الامامية شأنه كبير , لان قوام وفكر ومنهج هذه المدرسة يعتمد على العقل والنقل معاً , لذا يصح القول بان المدرسة الامامية هي مدرسة تعتمد المنطق العقلي الموصل الى حقائق الاشياء التي تطرح على بساط المناقشة ,وبما أن الشيخ كمال الدين بن ميثم البحراني ابن هذه المدرسة واستاذها فقد استعمل العقل للوصول الى الحقائق ومن ضمنها الإمامة , فالبحراني موسوعة علمية في فضاء العلم والمعرفة , فهو المتكلم والفيلسوف و الفقيه ,خاض غمار الفنون هذه فاكتسب معرفة كبيرة , له العديد من المؤلفات وبمجالات شتى اقنع علماء زمانه فاعجبوا به واشادوا ببراعته المعرفية .
اخترناه موضوعاً لبحثنا لنطلع على تراثه المعرفي والعلمي , مجتزئين من علومه الغزيرة في علم العقائد مفردتي (العقل) و (الإمامة) للوقوف على الطريقة التي استطاع من خلالها تدعيم اراءه بالحجج العقلية المنطقية لإثبات ما يقول , لما للإمامة من اهمية كبيرة في الشرع الاسلامي , وهي من الامور التي اوجدت اختلافاً كبيراً بين المدارس الاسلامية , وكذلك الوقوف على العقل الذي عن طريقه استطاع الشيخ البحراني ان يدعم ما يقول به , فالكل يعلم بان العقل هو احد الادلة التي اهتم بها علماء وفقهاء الاسلام على اعتباره مناط التكليف وكذلك احد الادوات المهمة في اصدار الاحكام الشرعية والاستدلال به , فالعقل هو منشأ التفكير واحد وسائل الادراك الانسانية .
Keywords
الحجية، العقل ، الامامة، البحراني