Abstract
يسعى هذا البحث للوقوف على معلم من معالم الدرس اللغوي العربي القديم (كتاب سيبويه ),هذا الكتاب الذي يُعد موسوعة معرفية شاملة حملت في طياتها فنون مختلفة, فقد ربط سيبويه النحو بعدة علوم, ويحق لنا أن نقول: إنَّ سيبويه هو حجر الأساس لكثير من العلوم اللغوية التي تُعنى بدراسة اللغة بكل مستوياتها, وعمله لا يقتصر على دراسة بنية الكلمة, وأواخر الكلمة, وإعرابها, وإنَّما تجاوز هذه المسألة إلى دراسة أحوال الخطاب, وبيان قصد المتكلم, والاهتمام بالمعاني الظاهرة والضمنية, والفرق بين تعبير وآخر, وكل هذا يظهر في أبواب الحذف, والزيادة, والتقديم والتأخير والإضمار, والذكر, وغيرها من الأبواب التي تقارب ما ذهب إليه الدرس التداولي الحديث الذي هدفه الأساس الوقوف على قصد المتكلم, ومعرفة المعاني الضمنية, والفرق بين ما يقال, وما يقصد.
ولم يقف سيبويه على القواعد اللفظية منعزلة عن سياقها الاستعمالي، بَلْ كان اهتمامه ينصب على طرفي الخطاب من متكلِّم وسامع ، والعلاقة القائمة بينهما أثناء العملية التواصلية ، والملابسات السياقيّة والاجتماعيّة في صياغتهم للقواعد النّحويّة، وتفسير الظواهر اللغوية وتحليلها والتمثيل لها؛ ولذلك جاء بحثنا ليقف على الدَّرر الثمينة التي أودعها سيبويه في عبارته اللغوية, ومقاربتها مع ما جاء في مفاهيم الدرس التداولي ولاسيما قواعد التخاطب اللساني, هذه القواعد التي تدرس الفرق بين ما يقال ,وما يقصد .
Keywords
قواعد التخاطب اللساني
كتاب سيبويه