Abstract
تعد أحداث (يناير 1986) من أكثر الأحداث مأساوية في تاريخ اليمن الجنوبي، حيث نشبت مواجهات مسلحة بين فصائل الحزب الإشتراكي اليمني، إستمرت إسبوعين، وإنتهت بإقصاء الرئيس والأمين العام للحزب علي ناصر محمد ونفيه الى خارج البلاد، وكان السبب الرئيس لتلك الحرب هو الصراع على السلطة والطمع في المناصب السيادية، التي لم يمنحها الرئيس لهم نظرا لعدم ثقته برفاق النضال. لم تظهر موسكو أي ردة فعل خلال اليومين الأوليين من الإقتتال الأمر الذي يعني ان الإتحاد السوفيتي لم يتخذ قرارا سريعا في تأييد أي من الطرفين؛ لأنه لم يستطع ان يدين صراحة حركة التمرد التي قادها أنصاره المتشددين، ونتيجة لخشية موسكو من تدخل المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة المعادية للنفوذ السوفيتي في عدن، أعلن دعمه للإنقلابيين وأيد حكومة حيدر العطاس، ويمكن عد تلك الأحداث بداية انهيار معالم الدولة في الجنوب، وإتجاه قيادتها نحو خيار الوحدة مع الشطر الشمالي.