Research and Islamic Studies Journal

شهد التاريخ الإسلامي مواقف حاسمة ومصيرية لشخصيات وأبطال قامت عليهم الدولة الإسلامية، ومن هؤلاء الذين تصدوا لمواقف كادت أن تزعزع أسس دولة الإسلام هو الصحابي الجليل خليفة المسلمين أبو بكر الصديق ()، الشخص الثاني في الإسلام بعد رسول الله ()، فقد تضمن البحث بعض المواقف المهمة التي تعرض لها حين توليه الخلافة بعد رسول الله ()، لما لهذه المواقف الحاسمة من أهمية في التاريخ الإسلامي، ومن باب حق الصحابة على المسلمين نشر أعمالهم وأفعالهم للناس وبيان تاريخ أمتنا الإسلامية كان سبباً في اختيار هذا الموضوع، واشتمل البحث على ثلاث مباحث، تناول المبحث الأول المواقف السياسية التي تعرض لها الخليفة أبو بكر الصديق () عند توليه الخلافة من حادثة وفاة الرسول () وحادثة سقيفة بني ساعدة ووضع أساس ومنهج حكمه وسياسته للأمة الإسلامية، فيما تناول المبحث الثاني المواقف العسكرية وذلك بإنفاذ جيش أسامة بن زيد ()، وحروب المرتدين الذين ارتدوا عن الإسلام بعد وفات الرسول ()، والمباشرة بالفتوحات الإسلامية، وأخيراً تناول المبحث الثالث المواقف الاجتماعية بالمبادرة بتدوين القرآن الكريم حفاظاً عليه بعد أن استشهد الكثير من الحفاظ في حروب الردة، فضلاً عن عدالته في توزيع واردات المال التي كانت ترد إلى بيت مال المسلمين، وقد كشف هذه المواقف أن خليفة المسلمين الأول أبو بكر الصديق () صاحب حنكة سياسية وقيادة عسكرية وإدارة اجتماعية فذة لا مثيل لها.

من الأحكام الفقهية ما هو واضح مجموع في أبوابه، مستقل عن غيره، ومنها ما هو مبثوث في ثنايا الأبواب الفقهية، يحتاج الى تتبع واستقراء لإخراجه بصورة مستقلة واضحة المعالم، ينتفع بها من يروم ذلك، وهذا ما كان في بحثنا ( أحكام المثلين في الفقه الإسلامي ) فمواضيع هذا البحث منتشرة في أبواب الفقه المختلفة، على تنوع مسمياتها وأحكامها، فتطلب هذا الأمر الى تتبع واستقراء الى المسائل التي تتضمن هذا الموضوع، على ما تيسر، فتضمن البحث أربعة مباحث: في الأول كان التعريف بأبرز مفردات البحث، وفي الثاني تناول أحكام أول وقت العصر، وجزاء الصيد للقارن، وفي الثالث أحكام سرقة الثمار المعلقة، وما يُعَقُ عن الولد والبنت، وفي الرابع أحكام الفرار من المعركة، وسهم الفرس من الغنيمة، ثم الخاتمة وأهم المصادر والمراجع، وهذا كله يصب في خدمة هذا العلم النافع وبذل الجهد من أجل اظهار موضوع جديد في مبناه وصورته، لعل هناك من ينتفع به، أو يستفيد منه .

يهدف هذا البحث إلى بيان الأحكام الفقهية والقانونية المنظمة للحقوق الزوجية وسلطات الزوجين، وتحليل أثرها في استقرار الحياة الزوجية، عن طريق دراسة مقارنة بين المذاهب الإسلامية (السنية والجعفري) وقانون الأحوال الشخصية العراقي من سنة 1959 حتى تعديلاته الأخيرة سنة 2025. وقد اعتمد البحث على مناهج فقهية وقانونية ومقاصدية وتحليلية وإحصائية. وتوصل إلى أن اختلال التوازن في توزيع الحقوق والسلطات بين الزوجين يؤدي إلى تفكك الأسرة وزيادة نسب الطلاق، كما خلُص إلى أن قانون الأحوال الشخصية العراقي، على الرغم من تعديله، لا يزال به حاجة إلى مزيد من التكييف مع الواقع المذهبي والاجتماعي في العراق، وبما يحقق مقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ الأسرة واستقرارها.

بعد تتبّع الأحاديث النبوية والآثار المرويةعن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الصحابة والتابعين رضي الله عنهم، وتحليل مواقف الفقهاء رحمهم الله في ضوئها، تبيّن أن وسائل التسلية لم تكن أمرًا طارئًا أو مستهجنًا في المجتمع الإسلامي الأول، بل كانت حاضرة ضمن سياق الحياة اليومية، يمارسها الناس بقدرٍ من الاعتدال والانضباط الشرعي. وقد راعت الشريعة الإسلامية حاجة الإنسان الفطرية إلى الترفيه، فأتت التوجيهات النبوية لتُهذّب الوسائل لا لتلغيها، وتضبطها لا لتحظرها مطلقًا، وتظهر قيمة هذه الدراسة في قدرتها على كشف البعد الإنساني والاجتماعي في السنة النبوية، وإبراز مرونة التشريع الإسلامي في التعامل مع مظاهر الحياة، ما دام ذلك لا يخلّ بالقيم ولا يتجاوز الحدود.
ونحددها بالأمور الآتية:
1. أن التسلية في القرن الهجري الأول كانت موجودة ومتنوعة، وتشمل: الغناء البريء، المزاح، الألعاب البسيطة، مشاهدة الحبشة وهم يلعبون، المسابقات، وغيرها.
2. أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرّ عددًا من وسائل الترفيه المشروعة، ولاسيما في الأعياد والمناسبات، ما يدل على مشروعية الترويح ضمن الضوابط.
3. أن الفقهاء ميّزوا بين اللهو المباح والممنوع، باعتماد ضوابط دقيقة مثل: خلو التسلية من الإثم، وعدم تضييع الفرائض، وكونها لا تجرّ إلى منكر.
4-. أن التسلية المقبولة شرعًا تؤدي دورًا تربويًا واجتماعيًا مهمًا في تخفيف التوتر، وتوطيد العلاقات، وتجديد النشاط دون الخروج عن الجادة.
5. أن الموقف الفقهي من وسائل الترفيه تطوّر عبر العصور بحسب تغير الوسائل وتنوّعها، مع بقاء الضوابط العامة مستمرة وثابتة.
-6أن هناك حاجة إلى إعادة قراءة هذا الجانب من السنة لفهم الروح المتوازنة للشريعة بعيدًا عن التشديد أو التفريط.

تتجلّى عظمة النَّظْم القرآني في حُسْنِ تَرْتِيبِهِ وَبَرَاعَةِ تَأْلِيفِهِ، حيث يُحَقِّقُ التقديمُ والتأخيرُ للفظَتَيْ "العُسْر" و"اليُسْر" نَسْجاً دلاليّاً يُعَزِّزُ الرُّؤيةَ الكونيةَ للإسلام، ويَكْشِفُ عن حِكْمَةِ التَّرْكِيبِ البَلاغيِّ في تَشْكِيلِ المَعْنَى. إذ تَنْبَنِي هَذِهِ الدِّرَاسَةُ عَلَى تَحْلِيلٍ بَلاغِيٍّ مُتَأَمِّلٍ في سِيَاقَاتِ التَّقَدُّمِ وَالتَّأَخُّرِ لِلثُّنَائِيَّةِ، مُسْتَنْبِطَةً أَسَالِيبَ الإِيقَاعِ اللَّفْظِيِّ وَالتَّوَازُنِ الدَّلَالِيِّ الَّتِي تُؤَسِّسُ لِعَلَاقَةٍ تَكَامُلِيَّةٍ بَيْنَ المَشَقَّةِ وَالسُّهُولَةِ.
يُبْرِزُ التَّحْلِيلُ كَيْفَ يَخْدِمُ التَّرْتِيبُ النَّصِّيُّ مَبْدَأَ "التَّيْسِيرِ" كَقِيمَةٍ مَرْكَزِيَّةٍ فِي القُرْآنِ، حَيْثُ يُقَدَّمُ "العُسْرُ" لِلتَّأْكِيدِ عَلَى أَنَّهُ مَرْحَلَةٌ عَابِرَةٌ تَسْبِقُ حَتْمِيَّةَ الفَرَجِ، فَيَتَجَلَّى التَّأْخِيرُ البَلاغِيُّ لِـ"اليُسْرِ" كَوَعْدٍ إِلَهِيٍّ بِالرَّحْمَةِ وَالسَّعَةِ. تَكْمُنُ عِبَقَرِيَّةُ النَّظْمِ فِي تَحْوِيلِ التَّضَادِّ اللَّفْظِيِّ إِلَى وَحْدَةٍ مَعْنَوِيَّةٍ تُرَسِّخُ التَّوَكُّلَ وَالتَّفَاؤُلَ، مُعَزِّزَةً انْسِجَامَ العَقْلِ مَعَ الرُّوحِ فِي فَهْمِ سُنَنِ الحَيَاةِ.
تَكْمُنُ أَهَمِّيَّةُ الدِّرَاسَةِ فِي كَشْفِهَا عَنْ سِرٍّ بَلاغِيٍّ يُجَسِّدُ تَفَاعُلَ اللَّفْظِ مَعَ المَقْصِدِ، مُقَدِّمَةً رَؤْيَةً مُتَمَيِّزَةً لِكَيْفِيَّةِ بِنَاءِ القِيَمِ الإِيمَانِيَّةِ عَبْرَ التَّرَاكِيبِ اللَّغَوِيَّةِ، مِمَّا يُثْرِي الحَدِيثَ عَنْ إِعْجَازِ القُرْآنِ البَيَانِيِّ، وَيَفْتَحُ آفَاقاً جَدِيدَةً لِدِرَاسَةِ الثُّنَائِيَّاتِ الضِّدِّيَّةِ فِي ضَوْءِ العُلُومِ اللِّسَانِيَّةِ الحَدِيثَةِ.
ولَا يَقْتَصِرُ الأَمْرُ عَلَى الجَانِبِ اللَّفْظِيِّ فَحَسْبُ، بَلْ يَتَّسِعُ لِيَشْمَلَ تَفَاعُلَ الحَوَاسِّ مَعَ المَعَانِي؛ فَالتَّنَاغُمُ الصَّوْتِيُّ بَيْنَ حُرُوفِ "العُسْرِ" (ع-س-ر) بِخَشُونَتِهَا، وَحُرُوفِ "اليُسْرِ" (ي-س-ر) بِلِينِهَا، يُحَقِّقُ انْسِجَاماً مَوْسِيقِيّاً يُعَبِّرُ عَنِ التَّنَاقُضِ الوَاقِعِيِّ بَيْنَ الشِّدَّةِ وَالسِّلْمِ، مُحَوِّلاً التَّضَادَّ إِلَى نَغَمٍ وَاحِدٍ يَرْسُمُ مَسَارَ الحَيَاةِ بِرَوِيَّةٍ.
وَهَكَذَا، يَصِيرُ النَّظْمُ القُرْآنِيُّ مَنْهَجاً لِقِرَاءَةِ الوُجُودِ؛ فَالْتِفَاتُهُ إِلَى تَقْدِيمِ العُسْرِ يَدْعُو إِلَى تَأَمُّلِ حِكْمَةِ الِابْتِلَاءِ، بَيْنَمَا يُحَوِّلُ تَأْخِيرَ اليُسْرِ إِلَى رِسَالَةٍ تُفِيضُ بِالرَّجَاءِ، مُؤَكِّدَةً عَلَى أَنَّ كُلَّ عُسْرٍ يَحْمِلُ فِي طَيَّاتِهِ بُذُورَ اليُسْرِ. وَفِي هَذَا الإِطَارِ، تَتَجَلَّى العِبْرَةُ البَلاغِيَّةُ فِي تَحْدِيدِ مَسَارِ الفِكْرِ الإِنْسَانِيِّ؛ لِكَيْ لَا يَنْحَصِرَ فِي زَاوِيَةِ الحَاضِرِ العَسِيرِ، بَلْ يَمْدُّ بَصَرَهُ نَحوَ أُفُقِ المُسْتَقْبَلِ الوَاسِعِ.
إِذَنْ، لَيْسَ التَّقْدِيمُ وَالتَّأخِيرُ فَنّاً لُغَوِيّاً فَحَسْبُ، بَلْ هُوَ رِسَالَةٌ وُجْدَانِيَّةٌ تُحَاوِرُ العَقْلَ وَالقَلْبَ مَعاً، مُوَظِّفَةً إِيقَاعَ الكَلِمَةِ لِبِنَاءِ قَنَاعَةٍ رَاسِخَةٍ بِأَنَّ التَّعَاقُبَ بَيْنَ العُسْرِ وَاليُسْرِ سُنَّةٌ إِلَهِيَّةٌ تَسْعَى لِصَقْلِ الرُّوحِ، وَرَفْعِ دَرَجَاتِ المُؤْمِنِ، فِي مَسَارٍّ مُتَزَنٍّ يَجْمَعُ بَيْنَ اخْتِبَارِ الصَّبْرِ وَوَعْدِ الجَزَاءِ.

التكرار، هو أحد عنصرَي السبك المعجمي- إلى جانب التضام- الرابطة في العلاقات القائمة بين مفردات النص ووحداته اللغوية المكوّنة له، والتي تُفسِّر بعضها بعضًا، إذ تحكمها علاقات دلالية، سواء كانت قريبة أم بعيدة. ويتّضح ذلك في الظواهر اللفظية على مستوى بنية النص السطحية لهذَين العنصرَين، إذ يؤدِّيان دورًا بارزًا في الاتّساق بين أجزاء النص معجميًّا وبين معاني جمله وقضاياه؛ لتحقيق الاستمرارية التي تساعد على سَيْل المعاني وصبّها في النص؛ إسهامًا في تماسكه. والذي بين أيدينا دراسة تنظيرية تطبيقية لظاهرة (التكرار) على نص شعري تراثي للشاعر (ابن زريق البغدادي)، أظهر فيها الباحث أبرزَ ما تضمَّنه النَّصُّ المُختارُ لهذه الظاهرة ودورها في تماسك النص.

يتناول هذا البحث الموسوم بـ "السيميائية الرمزية في سورة النمل – دراسة تحليلية بلاغية" نمطًا فريدًا من الخطاب القرآني يتمثل في حضور البنية الرمزية بوصفها أداة تعبيرٍ معرفي، وقيمة بلاغية، ومفتاحًا دلاليًا يُثري المعنى ويُعمّق الرؤية. وقد استندت الدراسة إلى توظيف المنهج السيميائي بمفاهيمه المعاصرة وتحليل أدواته في ضوء المنهج البلاغي التفسيري، متجنّبة الإسقاطات الفلسفية الغربية، معتمدة التأصيل المنضبط المستمد من البيان القرآني ومقاصده.
وقد هدفت الدراسة إلى الكشف عن البنية الرمزية المتداخلة في سورة النمل، وكيفية اشتغال العلامة القرآنية بوصفها خطابًا إيحائيًا يتجاوز المباشرة إلى فضاء الرمز، ويُنشيء تفاعلًا تأويليًا بين النص والمتلقي. فجاء المبحث الأول لتأصيل المفاهيم: بدءًا من مفهوم السيمياء، وتطوره التاريخي والمعرفي، ثم مفهوم الرمز في اللغة والبلاغة والفكر الإسلامي، وصولًا إلى حضور الرمز في النصوص المقدسة، مع مناقشة الضوابط العلمية لتوظيف المنهج السيميائي في تحليل القرآن الكريم.
أمّا المبحث الثاني، فكان تطبيقيًا تحليليًا، تناول بالدراسة الرمزية كلًّا من: نار موسى بوصفها تجلٍّ إلهي يُفتتح به الخطاب، والهدهد بصفته كائنًا مبصرًا ومرسلًا دعويًا، والعرش على أنه علامة تحول بين الهوية الملكية والهداية، والنمل كصوت الوعي الجمعي الضعيف، ثم ملك سليمان كمنظومة رمزية مركبة تجمع بين الخارق والانضباط، وختامًا بالعلامات الكونية الكبرى التي تشكّل في مجملها خريطة رمزية لخطاب التوحيد الإلهي في أعظم تجلياته.
وقد خلص البحث إلى أن الرمز في القرآن الكريم ليس زخرفًا لغويًا، بل هو بنية دلالية مُنظمة، تنتج المعنى في مساحات يتعانق فيها الإدراك الحسي مع المقصد الروحي، وأن سورة النمل تُعد نموذجًا متفردًا في هذا المجال، لما تحمله من شبكة رمزية تندمج فيها الطبيعة والكائنات والعناصر الكونية ضمن سرد قرآني محكم ومقاصدي. وبذلك يُسهم هذا البحث في إغناء حقل الدراسات القرآنية المعاصرة، ويدعو إلى مأسسة "قراءة رمزية منضبطة" للنص القرآني، تستلهم بلاغته، وتستنطق رموزه، دون أن تفرط في قدسيته أو تجرّده من مقصديته التوحيدية.

تهدف الورقة البحثية للتعرف إلى أحكام صلاة التراويح ببيان مفهوم صلاة التراويح والألفاظ ذات الصلة بها ومشروعيتها والجماعة فيها والحكمة من المشروعية وفضلها – وحكم صلاة التراويح وعدد ركعاتها ووقتها ومن أحق بالإمامة فيها – ويتضمن البحث أيضاً النداء لها وتعيين النية فيها والاستراحة فيها وصلاتها جلوسا – مع ذكر التسليم فيها وقضائها وموقع الوتر منها – والخاتمة تضمنت أهم النتائج التي توصل إليها البحث.

يهدف البحث إلى دراسة نوادر الإمام الشافعي المتوفي (204هـ) في كتاب نوادر الفقهاء للإمام الجوهري المتوفي حوالي (350هـ)، ومقارنتها مع المذاهب الأخرى، وهل يوجد من يوافقه في القول من الفقهاء أم أنه وحده من تفرد بهذا القول.
وأخذنا المسائل المتعلقة بالصيام من كتاب نوادر الفقهاء، ودرسناها دراسة فقهية مقارنة مع المذاهب الأخرى، وهي: حكم المرأة إذا جُومعت وهي صائمة في نهار رمضان، وحكم من أكل أو شرب في نهار رمضان عامدًا، وحكم الحامل إذا خافت على حملها من الصوم، ومن الله التوفيق.

يتناول بحثي عبارة أطلقها الامام ابن حبان على الرواة وهي من باب النقد، وتكونت دراستي من مبحثين تكلمت في المبحث الأول عن الرواة الذين أطلق عليهم ابن حبان عبارة يروي العجائب وأحاديثهم منكرة، وفي المبحث الثاني عن الرواة الذين أطلق عليهم ابن حبان عبارة يروي العجائب وأحاديثهم موضوعة ولا أصل لها، ومن ابرز نتائج الدراسة أنّ جميع الرواة الموصوفون بذلك إما متروك الحديث أو مجهول أو منكر الحديث أو يروي ما لا أصل له، فلا يحتج بهم ولا يصلحون للاعتبار وبعضهم لا يصلح للاعتبار في حال التفرد، ولم يطلق هذا المصطلح على الثقات ولا الضعفاء الذين يحتمل ضعفهم.

يدرس هذا البحث الأحكام الفقهية المتعلقة بآخر يوم من أيام التشريق الذي يُمثل منعطفاً مهماً في مناسك الحج، حيث تترابط أحكام الرمي، المبيت، الذكر في سياق قوله تعالى: ﭐﱡﭐ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆﱇ ﱠ ( ) مما يجعلها أياماً جمعت بين العبادة والشكر وهو ما يستدعي بيان أحكامها الفقهية بدقة، وقد درستها بشكل مختصر .
ويهدف البحث إلى تحديد مفهوم آخر أيام التشريق وموقعه من المناسك، ومن ثم استعراض الأحكام الفقهية الخاصة بهذا اليوم، كحكم الجمرات، ووقت رميها، وحكم المبيت بمنى، وحكم طواف الوداع في آخر يوم من أيام التشريق، وقد توصلت في البحث إلى عدة نتائج منها:
1- آخر أيام التشريق هو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة ويسمى " يوم النفر الثاني "؛ لانتهاء اعمال الحجاج ونفرتهم من منى بعد اكتمال مناسكهم .
2- يبدأ الرمي في آخر يوم من أيام التشريق بعد زوال الشمس، ومن رمى قبل الزوال لم يصح رميه وعليه أن يعيد الرمي بعد الزوال.
3- المبيت بمنى ليلة اليوم الأخير من أيام التشريق سنة مؤكدة.
4- طواف الوداع جائز آخر أيام التشريق وهو واجب من واجبات الحج .

هذا البحث هو دراسة موضوعية عن الآيات التي عن طريقها نفهم آيات القتال، وسميناها بالآيات الحاكمة على آيات القتال، فالآيات الحاكمة هي تلك الآيات التي تشكل القواعد العامة لفهم آيات القتال ومقاصدها، التي لا يمكن تجاوزها عند تفسير أية آية منها، ولا بد أن نفهم آيات منظومة القتال في ضوئها فهماً دقيقاً، ونحدد مساراتها الصحيحة في التفسير والتطبيق، فهي تدل على الأصول الكلية التي جاء بها الإسلام من الرحمة والعدالة والحرية وغيرها من القيم التي ترفع من قيمة الإنسان وكرامته، لذلك لا يمكن فهم آيات القتال على اطلاقها ولا يمكن تطبيقها إلا بعد العودة إلى الآيات الحاكمة، لكي لا يقع الظلم والإكراه وسفك الدماء بغير حق باسم الجهاد والقتال في سبيل الله كما يحدث ذلك في عصرنا هنا وهناك، وهكذا فهم الجيل الأول من سلف هذه الأمة حيث انطلقوا لنشر الإسلام بالفهم الشامل للإسلام وعن طريق القواعد والأصول الكلية التي جاء بها الإسلام، وفي القرآن الكريم هناك العشرات من الآيات الحاكمة على آيات القتال ولعدم استيعاب هذا البحث لكلها تم اختيار أمثلة منها.

يدرس البحث "النوازل الفقهية المستجدة المترتبة على التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المختلفة في الحياة.
وتأتي أهمية البحث من التقاطع الحيوي بين التطورات التكنولوجية المتسارعة، ممثلة في الذكاء الاصطناعي، وبين الحاجة الملحة إلى تأصيل فقهي يواكب هذه المستجدات ويضبط مسارها بما يتوافق مع مقاصد الشريعة الإسلامية.
ولذلك يهدف البحث إلى استنباط الأحكام الشرعية للنوازل المستجدة في مجالات العبادات والقضاء والفتوى الناشئة عن استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات، وبيان الأحكام الشرعية المناسبة لها، مع الكشف عن التكييف الفقهي للمسائل المستجدة الناشئة عن استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاعات الإعلام والتعليم والفن، وبخاصة ما يتصل منها بحقوق الملكية الفكرية للأعمال المنشأة بالذكاء الاصطناعي، وحكم إنشاء المحتوى المزيف، وضوابط استخدام الذكاء الاصطناعي في تتبع الأفراد وحماية الخصوصية.
وقد تم تقسيم البحث إلى: تمهيد، وثلاثة مباحث: فالتمهيد قام بالتعريف بالذكاء الاصطناعي. والمبحث الأول تناول نوازل الذكاء الاصطناعي في العبادات والقضاء والفتوى. والمبحث الثاني حول نوازل الذكاء الاصطناعي في الإعلام والتعليم والفن. أما المبحث الثالث فتناول المسؤولية الشرعية عن أفعال الذكاء الاصطناعي.
وكان من أبرز نتائج البحث: أنه يجوز شرعا الاعتمادُ الكليُّ على الذكاء الاصطناعيِّ في تحديدِ ثبوت هلالِ رمضان ما دام أن البرنامج المعتَمَدَ عليه مجرب وموثوق منه، ولا يجوز استخدام القضاة الافتراضيين في جميع الأمور القضائيةِ، لكن يجوز في بعض الأمور البسيطة مثل مخالفة المرور، وتجاوز سرعات المركبات، مع الإشراف البشري، ويجوز اعتماد الفتاوى الصادرة عن طريق برامج الذكاء الاصطناعيِّ إذا كانت هذه الفتاوى تتعلق بأحكام ثابتة لا تتغير باعتبار الأفراد والأعراف.

يشهد الواقع المعاصر تصاعدًا في الجرائم الإلكترونية، مما استدعى إعادة النظر في وسائل العقاب المتاحة شرعًا، ولاسيَّما في ضوء فقه التعزير الذي يتسم بالمرونة ومراعاة المستجدات. تهدف هذه الدراسة إلى تأصيل مشروعية العقوبات الإلكترونية في الفقه الإسلامي، وبيان مدى توافقها مع قواعد فقه التعزير، بوصفها أداة ردع تتلاءم مع طبيعة الجريمة الرقمية التي تجاوزت حدود المكان والزمان. وانطلقت الدراسة من تأصيل مفهومي العقوبة الإلكترونية وفقه التعزير، ثم عرضت أبرز الجرائم الرقمية المعاصرة، وتناولت بالتفصيل إمكانية تنزيل العقوبات الإلكترونية مثل الحظر التقني، أو التشهير الرقمي، أو المنع من استخدام الوسائط، على تلك الأفعال، وفق ضوابط شرعية دقيقة. واعتمدت الدراسة المنهج التأصيلي التحليلي، مستندة إلى المصادر الفقهية المعتمدة، واجتهادات المجامع الفقهية الحديثة. وتوصّلت إلى أن العقوبات الإلكترونية تندرج ضمن التعزير المشروع إذا روعيت المقاصد، وتوفرت الضمانات الشرعية والعدلية. كما أوصت الدراسة بوضع مدونة فقهية للعقوبات الإلكترونية التعزيرية، تُبنى على أصول الشريعة ومقتضيات الواقع.

سعى البحث الحالي إلى الكشف عن أثر برنامج تعليمي – تعلّمي وفقًا لبعض استراتيجيات التعلم النشّط في الاستطلاع العلمي لدى طلاب الصف الأول المتوسط في مادة الرياضيات، لتحقيق ذلك الهدف اختار الباحث عينة من (49) طالب، المجموعة التجريبية (24) طالب والمجموعة الضابطة (25) طالب من طلاب الصف الأول المتوسط في ثانوية (الإمام الأعظم الاسلامية) للعام الدراسي 2022-2023م، وتم بناء مقياسًا للاستطلاع العلمي مكون من (28) فقرة، وتم التحقق من الصدق لأداة البحث، كما كانت قيمة ثبات المقياس والقوة التمييزية لفقراته جيدة، وبعد معالجة البيانات إحصائياً باستعمال الإختبار التائي، توصل البحث إلى:
- تفوق طلاب المجموعة التجريبية الذين دُرِسوا على وفق البرنامج التعليمي – التعلمي على طلاب المجموعة آلضابطة الذين دُرِسوا على وفق الطريقة الاعتيادية في مقياس الاستطلاع العلمي.
بعد تفسير النتائج توصل الباحث إلى استنتاجات ووضع توصيات عدة وأقترح مقترحات صالحة للبحث والتجريب.

يهدف هذا البحث إلى دراسة "الملاءمة بين الشكل والمضمون في شعر محمد العدناني"، حيث يسعى إلى تحليل العلاقة المتناغمة بين العناصر الشكلية للأشعار والمعاني العميقة التي تحملها. يتمثل التحدي الرئيسي أو المشكلة في فهم كيفية تأثير الشكل، بما في ذلك الوزن والقافية والصور الشعرية، على المحتوى والمعاني. هذا التساؤل يأخذنا إلى أبعاد عميقة من حيث الأداء الفني، وكيف يمكن أن يساهم الشكل في تعزيز الرسائل الموجهة من قبل الشاعر. تنبع أهمية هذا البحث من الضرورة الملحة لفهم الشعر العربي المعاصر، حيث يمثل العدناني صوتًا معبرًا عن القضايا الاجتماعية والثقافية والسياسية. بفحص العلاقة بين الشكل والمضمون، يمكننا التعرف على كيفية استجابة الشعر للواقع المعاصر، وتعزيز الوعي الجمالي والثقافي لدى القارئ. أما بالنسبة للدافع، فهو يتمثل في الحاجة إلى استكشاف آليات التعبير الفني في شعر العدناني ودورها في تشكيل الهوية الأدبية. ومن خلال هذا البحث، نأمل في تقديم رؤى جديدة حول كيفية تفاعل الشكل والمضمون، مما يسهم في تعزيز الدراسات الأدبية الحديثة في الشعر العربي. يعتمد البحث على منهج التحليل النصي، حيث يتم تحليل مجموعة مختارة من قصائد العدناني، مع التركيز على العناصر الفنية والمحتوى. سيتم استخدام أدوات تحليلية تتضمن الدراسات البلاغية والنقدية لفهم كيفية تشكل المعاني عبر التقنية الشعرية. وتشير النتائج المتوقعة إلى أن العدناني يتمتع بقدرة استثنائية على دمج الشكل والمضمون، مما يخلق نصوصًا شعرية غنية تعكس تجارب إنسانية معقدة. كما يمكن أن نسجل أن استخدامه للتقنيات التقليدية والمعاصرة على حد سواء يعكس توازنًا فنيًا يسهم في وعي القارئ بالقضايا المتعددة المرتبطة بالهوية والمجتمع. ويُسهم هذا البحث في تعزيز الفهم الأدبي، ويقدم تقديرًا أعمق لفن الشعر المعاصر من خلال شخصية محمد العدناني، مما يدفعنا نحو مزيد من الاكتشاف في عالم الشعر العربي.

تعد الدراسات القرآنية لألفاظ القرآن الكريم امتدادا طبيعيا لدراسات المتقدمين الذين اهتموا بدراسة المفردة القرآنية وبيان معانيها، ومحاولة استجلاء دلالتها خدمة لدراسة النص القرآني، وتشكل لفظة الشأن وجمعها شؤون محور هذا البحث الذي اتضح معناها أنَّه بين الحال والأمر والخطب، وأما اصطلاحًا: فهو الحال والأمر الذي يتفق ويصلح، ولا يقال إلا فيما يعظم من الأحوال والأمور، وهناك ألفاظ مقاربة للفظة الشأن وهي البال، والأمر، والخطب، ولا بدَّ من من معرفة سياق الآية وورود لفظة الشأن أو الألفاظ المقاربة لها؛ لبيان المعنى المراد ودلالته، وينقسم الشأن إلى أنواع كثيرة منها شأن للخالق وحده، وشأن للمخلوق، وشأن عام، وشأن خاص، وشأن في الدنيا، وشأن في الآخرة، وهناك علاقة وثيقة بين الشأن العام والاستئذان.

الحمد لله واجب الحمد مستحق الثناء والشكر والصلاة والسلام على الهادي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
تُعدّ الطبيعة منظومة كونية شاملة تتألف من مخلوقات وعناصر وجودية لا دخل للإنسان في نشأتها، وهي تتفاوت في درجات اقترابها من الحس البشري والمعايشة اليومية، فمنها ما يتلامس معه مباشرة كالجبال والأنهار والتضاريس الأرضية، ومنها ما يُدرك بالحس أو التأمل كالظواهر الجوية من أمطارٍ وعواصفٍ وظلمةٍ ونور، ومنها ما يستعصي على التواصل المباشر كالنجوم والكواكب والمجرات، ويُعد نهر الأردن من أبرز المعالم الطبيعية التي حظيت بمكانة دينية خاصة لدى المسيحيين، إذ اقترن بطقس التعميد الذي يشكّل بوابة دخول الفرد إلى المسيحية، ومناسبة روحية يُنظر إليها بوصفها تطهيرًا من الذنوب، وبالنظر إلى قدسية النهر المستمدة من الاعتقاد بأنّ السيد المسيح عليه السلام قد تمّ تعميده فيه، وتكاد تُجمع الفرق المسيحية المختلفة على وجوب التعميد كركن عقدي، وقد شكّل يحيى عليه السلام، المعروف في الإنجيل بـ"يوحنا المعمدان" حجر الأساس في ممارسة هذا الطقس؛ إذ كان يقوم بتعميد الناس في نهر الأردن عبر غسل أجسادهم، وهو الفعل الذي خلّدته النصوص المسيحية باعتباره أوّل من عمّد السيد المسيح، مما أضفى على النهر بعدًا قدسيًا وجعل منه رمزًا روحيًا في الممارسة الكنسية.