Abstract
يعد الدكتور محمود اسماعيل الباحث المصري المعروف، على قدر كبير من الاحترام بين الباحثين العرب المعاصرين، وذلك لما يتمتع به من نشاط علمي رفيع، وجرأة فكرية مشهودة . فضلاً عن مساهماته الرائدة في بحوث التاريخ العربي الاسلامي . ويأتي كتابه (نهاية اسطورة)( ) أحد ابرز ما طرحه هذا المفكر في أدبيات النقد التاريخي، إذ حاول فيه نسف ما جاء به ابن خلدون المؤرخ المعروف (ت808هـ/1406م) في مقدمته الشهيرة من آراء وطروحات وأفكار شكلت نظريته في علم الاجتماع الذي سماه (العمران البشري) ( )، وكذلك ما طرحه في مجال إضفاء الصفة العلمية على التاريخ( ) ، والذي سمي فيما بعد بمصطلح فلسفة التاريخ . وقد بنى محمود اسماعيل نقده لإبن خلدون على أساس واحد مفاده أن الأخير، إنما أخذ أفكاره تلك من رسائل أخوان الصفا( ) من دون أن يشير اليها ، بل أنه عد فعله هذا بمثابة السرقة( ) .
ودلل على ذلك بمقارنة النصوص الواردة في مقدمة ابن خلدون مع مثيلاتها في رسائل أخوان الصفا، وباسلوب يثير الدهشة والاعجاب ويقنع القارئ الى حد كبير أن ما يقوله ليس بعيداً عن الصحة . لاسيما اذا علمنا أن رسائل أخوان الصفا لم تكن كتاباً عابراً أو مغموراً، بل ذاع صيته وانتشر في أصقاع البلاد العربية والاسلامية منذ تأليفه في القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي، فلابد والحال هذا أن يكون ابن خلدون قد اطلع عليه بوصفه أحد مثقفي عصره الم
ودلل على ذلك بمقارنة النصوص الواردة في مقدمة ابن خلدون مع مثيلاتها في رسائل أخوان الصفا، وباسلوب يثير الدهشة والاعجاب ويقنع القارئ الى حد كبير أن ما يقوله ليس بعيداً عن الصحة . لاسيما اذا علمنا أن رسائل أخوان الصفا لم تكن كتاباً عابراً أو مغموراً، بل ذاع صيته وانتشر في أصقاع البلاد العربية والاسلامية منذ تأليفه في القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي، فلابد والحال هذا أن يكون ابن خلدون قد اطلع عليه بوصفه أحد مثقفي عصره الم