Abstract
شهدت الهيئة البشرية في المنجز الفني بأجناسه المتعددة تمرحلات كثيرة عبر التسلسل الزمني للاحداث التاريخية منذ زمن الإنسان الأول , فقد تنوّعت أساليب تنفيذها بتنوع الثقافات، وفقا للمعطيات والمتغيرات الفكرية والعقائدية, حيث يمكننا معرفة الدوافع الذاتية والموضوعية الناتجة لبنية هذه المتغيرات المكونه لسلسلة من الروابط المستمرة خلال مراحلة الزمنية, وعلى الرغم من أن لكل عصر تصوراته الخاصة وأساليبه الفنية التي تميزه عن سابقة . لذلك عني البحث بدراسة مفهوم الهيئة البشرية وتمرحلاتها في منحوتات عصر النهضة، وقد تضمن البحث أربعة فصول، احتوى الفصل الأول الإطار المنهجي للبحث بدءا بالمشكلة التي انتهت بالاستفهام الآتي: ما الهيئة البشرية ؟ وماهي اوجه اشتغالاتها في التشكيل النحتي ؟ كما تكمن أهمية البحث في كونه يسلط الضوء على موضوعات الهيئة البشرية وتمرحلاتها كبنى مفاهيمية في منحوتات عصر النهضة, مما يشكل قراءة جديدة للنصوص النحتية التي تعود لهذه الحقبة التأريخية، ومن ثم هدف البحث الذي يتلخص في التعرف على الهيئة البشرية وتمرحلاتها على مستوى الفكر والشكل في منحوتات عصر النهضة ، كذلك اشتمل هذا الفصل على حدود البحث التي تحددت موضوعياً بالمنتج النحتي (البارز، المجسم) في عصر النهضة , ومكانياً بأوربا ، وزمانياً من القرن الرابع عشر إلى القرن السادس عشر الميلادي ، ثم تم تحديد المصطلحات الواردة في العنوان لغوياً واصطلاحاً وإجرائياً. في حين تضمن الفصل الثاني الإطار النظري والدراسات السابقة للبحث ، إذ اشتمل على مبحثين أساسية عني المبحث الأول : تمرحلات الهيئة البشرية في المنجز الفني عبر العصور القديمة، وقد جاء المبحث الثاني تحت عنوان تمرحلات الهيئة البشرية في العصور الوسطى , وقد استعرضت فيه الباحثة الأعمال الفنية التي تضمنت تمرحلات الهيئة لبشرية حسب الفترة الزمنية لهذا العصر , ثم تلا ذلك المؤشرات التي أسفر عنها الإطار النظري . أما الفصل الثالث فقد قام على الإطار الإجرائي الذي ضم مجتمع البحث ، حيث شمل منحوتات عصر النهضة (البارزة والمجسمة) ، والتي تتألف من النماذج المحددة دراستها فيما يتعلق بالتقصي عن مفهوم الهيئة البشرية وتمرحلاتها في نحت عصر النهضة ، وقد تم اختيار(3) أنموذجاً من مجتمع البحث البالغ (15) بوصفها نصوصاً نحتية تحيلنا إلى قراءة مفاهيم الهيئة البشرية وتمرحلاتها وذلك تماشياً مع هدف البحث ومشكلته , إذ اختيرت بطريقة قصديه وفقاً لأسباب سوغتها الباحثة لتحقيق هدف البحث ومنها تم اختيار النماذج , اعتمادا على النصوص التي تكثفت فيها الهيئة البشرية ضمن أنظمته الشكلية والفكرية مما يرمي إلى التعرف على تمثلات تلك المفاهيم في منحوتات عصر النهضة , كما اعتمدت الباحثة على المؤشرات المعرفية والجمالية التي أسفر عنها الإطار النظري كأداة للبحث ، ومن ثم تحليل العينة للحصول على معطيات محددة ، حيث عولت الباحثة على المنهج (الوصفي التحليلي) بوصفه المنهج المتبع في الدراسات الفنية والجمالية . الفصل الرابع فقد كان عرضاً لأهم النتائج التي توصلت إليها الباحثة بعد تحليل النماذج النحتية التي مثلت عينة البحث ، وكان أهمها : إستخدم فنان عصر النهضة الأسلوب الواقعي في تجسيد أعماله النحتية , إذ نجد الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة لأجزاء العمل , والاهتمام بالنسب الصحيحة والتشريح العضلي , مما يفصح لنا عن رغبة الفنان ومحاولته في الوصول إلى النموذج المثالي للجمال والتي هي جزء من فلسفة العصر , وفي ضوء تلك النتائج توصلت الباحثة إلى جملة من الاستنتاجات ومن أهمها : نالت الهيئة البشرية عبر تمرحلاتها أهمية في اضفاء بعداً جمالياً للأعمال النحتية. ، يلي ذلك التوصيات والمقترحات التي آلت إليها الدراسة الحالية , وفي الختام وضعت المصادر والمراجع التي أسهمت في التأسيس النظري للبحث .
الكلمات المفتاحية : الهيئة , التشكيل .